فتيات يلجأن إلى الهروب من المنزل تفادياً للمشاكل الأسرية

[الماوردي]

تسجيل 850حالة هروب للفتيات
برغم ان هروب الفتيات لدينا في المجتمع السعودي لم يصل إلى حد الظاهرة ولله الحمد بحكم طبيعة المجتمع المحافظة وجميع ما تتناوله الصحافة لا يعدو حالات فردية قليلة، إلا أننا حاولنا في هذا التحقيق تسليط الضوء على هذا الموضوع والالتقاء ببعض المعنيين بهذا الأمر.. ويشير بعض المتخصصين أن لهروب الفتيات عدة أنواع منها الهروب المعنوي وهو الاكثر شيوعاً وذلك لطبيعة المجتمع المحافظ ولخوف الفتاة من الاسرة فتنعزل الفتاة نفسياً وتبقى في غرفتها مدة طويلة فيكون عالمها من خلال الاحاديث الهاتفية والإنترنت، وهروب مادي حيث تتخلى الفتاة عن كل المبادئ والفضائل، واشارت دراسة في مركز دراسات المرأة والطفل في مصر ان 15% من الفتيات هربن بدافع الحب لشاب رفضته الاسرة وأحياناً يكون بسبب رفض الأهل لمتطلبات الفتاة وكثرة الجدال، وتشير المعلومات التي أعلنتها وزارة الداخلية إلى أن حالات هروب الفتيات من الاناث بلغت (850) حالة، ولأكثر من ستة أشهر ونحن نعمل على جمع هذه المادة، حيث قمنا بالتفتيش أو التنقيب عن أسر وفتيات هربن من منازلهن للالتقاء بهن والتحدث معهن، وقد واجهتنا صعوبات كثيرة منها انه في حالة معرفتك ان هذه الاسرة سبق وهرب إحدى فتياتها كيف تخاطبهم فيما تريده وتسألهم، فقبل أن تسألهم يكون الرد ان ما عرفته أكاذيب لا مكان لها من الصحة وان بدأت تلين الاسرة معك يبدأ الاصرار على سؤال كيف عرفت بهروب الابنة ولا ينفعك اية وسيلة (للهروب) من الاجابة الا بكلمات دبلوماسية لتخرج من هذا الموقف محافظاً على مصادر معلوماتك المختلفة، ما سوف نورده هنا حالات قليلة علماً اننا اتصلنا بحالات كثيرة ولكنهم رفضوا التحدث معنا.

تعودنا عليه

وتذكر والدة احدى الفتيات بكلمات مترددة ومتقطعة كنا نحن نحاول ان نخرجها من فمها لعلمنا ببعض المعلومات مسبقاً ان زوجها شديد في تعاملها مع كل افراد الاسرة وهم يعرفون هذا جيداً فيه واعتادوا عليه خاصة انهم على يقين ان قلبه طيب وان كان شديداً في تعامله خاصة مع البنات وذلك لخوفه عليهن وانهن لا يعرفن كيف يدرن حياتها بشكل سليم وصحيح وهم عرضة لاي اغواء لذا فهو يحافظ عليهن بطريقته!! وهذا الأمر لم يعجب ابنتها.

سألناها هل كان يستخدم يده لتنفيذ طريقته في المحافظة عليهن؟ مثل كل الاسئلة لابد من التردد قبل الاجابة ولكنها اكدت استخدامه ليده في تعامله مع البنات خاصة وكذلك الذكور الا ان الذكور بمجرد وقوع المشكلة بينهم يتركون المنزل وأحياناً يتغيبون بالايام عن المنزل لذا أصبح يحسب حسابه قبل ان يستخدم يده مع الذكور خاصة ان أحد ابنائه في إحدى المرات فقد السيطرة على أعصابه وكاد يضربه حين كان يدافع عن نفسه!!

فقلنا لها ان البنات لا يستطعن القيام بما يقوم به الذكور لذا لم يعد حسبته في استخدام يده معهن الاانها لم تجب بكلمات واضحة ومفهومة!!

وحسب معلوماتنا ان هذه الفتاة هربت من منزلهم بسبب والدها العنيف معها واخوانها وان والدها لا يعرف يتعامل مع ابنائه الا بالشتم والضرب دون حساب وحذر لما قد يسببه هذا الضرب لهؤلاء الابناء فحاولت هذه الفتاة التي لم تجد من ينقذها من هذا الوضع سوى الهروب من المنزل.


في الوقت المناسب

بينما تقول والدة فتاة اخرى بكلمات دفاعية عن فعلهم الذي دفع ابنتهم للهروب (بناتنا لا يعرفن مصلحتهن جيداً ويتغرر بهن بكلمات ناعمة يصبها الشباب في اذانيهن ويصدقن ما يقال لهن دون التأكد من صلاح هذا الشاب من عدمه ويعتقدن حين يرفض أهلها الشاب الذي ترغبه انهم ضدها وانهم يسعون إلى تعاستها أو لهم مصالح شخصية من ذلك ويبحثون عن رجل يستفيدون منه وهذا ما فكرت به ابنتي حينما رفضنا الشاب الذي تقدم لها، وقد سألنا عنه ووجدناه شاباً فاسداً سيئ السمعة ولكنها لم تع الكلام الذي نقوله وأخذت الأمور بتحد، واغواها الشاب حتى اقنعها بالهروب معه ليتزوجها وبالفعل نفذت له ما اراده وهو عاطل عن العمل حتى انه باع ذهبها ليوفر ثمن الطعام لهما والحمد لله اننا وجدناها في الوقت المناسب.

سألنا الوالدة لماذا لم تحاول افهام الفتاة عن الضرر الذي تلحقه بنفسها فقالت: "لقد تعبنا ونحن نحاول افهامها حتى ان احدى اخوتها احضر لها شاباً ممتازاً الا انها لم تقبل به وأصرت على موقفها وعنادها حتى أضحت أكبر مشكلة".


معاملة سيئة

وتشير فتاة تبلغ من العمر واحد وعشرين عاماً هربت مرتين من منزلها ان أهلها لا يتعاملون معها ومع اخوتها البنات معاملة إنسانية فهن محرومات من كل شيء سوى الاكل والشرب والنوم المحدد بمواعيد والذهاب للمدرسة (الفتاة في اولى ثانوي تقول إنها دائمة الرسوب هي واخواتها بسبب نفسيتهن المتعبة دائماً وعدم قدرتهن على التركيز) غير ذلك غير مسموح به نهائياً حتى زيارة الاقرباء علاوة على المعاملة السيئة من الأم والأب والاخوة الذكور وتقول: "نحن لا نسمع اسماءنا حين ينادوننا فهم ينادوننا - بعبارات - وشتائم علينا ان نخدمهم دون كلل أو شكوى مهما كنا نعاني من التعب والارهاق فاحدى اخواتي تحب الدراسة وتتمنى ان تنهي دراستها فهي ترى في ذلك مخرجاً لوضعها في المنزل الا ان اشغالنا طول الوقت لا يجعل لها فرصة للمذاكرة، اما بالنسبة لي فقد اصبحت اتعامل مع هذا الواقع بعدم مبالاة وقد حاولت الانتحار قبل الهروب من المنزل ولكن الله كاتب لي الحياة، فاصبحت اهرب من المنزل خاصة إذا تعرضت للضرب المبرح فأذهب إلى أحد منازل اقربائي وأعرف جيداً اني سوف أعود للمنزل وسأضرب حتى أغيب عن الوعي لكن هذا الأمر لم يعد يؤثر فيني وفي الوقت الحالي تقدم رجل في الخمسينات متزوج من امرأتين يطلب يدي كزوجة ثالثة، وقد وافقت مباشرة ولم أطلب أي شرط".

سألناها الا تخشين أن يكون سلوكه مثل أهلك فقالت بنبرة عدم مبالاة "ان كان كذلك فسوف اهرب منه!!".


ضياع الحيلة

فتاة اخرى تبلغ من العمر اثنين وثلاثين عاماً تعيش مع والدها المنفصل عن والدتها منذ ما يقارب من عشرين عاماً وهي تعيش مع زوجة والدها تذكر انها منذ صغرها وزوجة والدها تتعامل معها بسوء ورغم معرفة والدها الا انه لا يحرك ساكناً حتى انها تقف في طريقها حتى لا تتزوج حيث تمارس كل الالاعيب والحيل لتجعل الأب يرفض كل من يتقدم لخطبتها حتى ان والدتها ادخلت اخوالها ليقنعوا والدها بتزويجها الا أن الأب يرفض انسياقاً وخضوعاً لزوجته التي تستعمل الفتاة في المنزل لخدمة الاسرة مع معاملة مهينة امام اقربائها وتشويه سمعتها خاصة عندما طلبت احدى قريبات زوجة الأب

الفتاة لاحد ابنائها فأصبحت تشوه سمعتها بكلام بذيء مما جعل الفتاة دائمة الهروب من منزل والدها إلى منزل والدتها ثم اصبحت تهرب إلى منزل اخوالها، وحضر والدها اليهم وقد اشتعل غضباً حتى انه في احدى المرات توجه إلى الشرطة وقدم شكوى في والدة ابنته وزوجها مدعياً انهم يحرضون ابنته على الهروب من المنزل فرأى زوج الأم ان هذه الفتاة باب للمشاكل وعليه اغلاقه
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
صحيفة الرياض