المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثلاث دراسات سعودية تحذر من انتشار السمنة والبدانة بين المواطنين من مختلف الأعمار



minshawi
12-03-04, 02:58 AM
ترتبط السمنة بالعديد من الأمراض المزمنة وبعض الاضطرابات المرضية، ولذلك فإن معدل انتشارها يوفر مؤشراً عن الحالة الصحية للمجتمع. ونتيجة للتطورات الاقتصادية والاجتماعية التي حدثت خلال العقود الثلاثة الماضية في السعودية، وبناءً على الدراسات الوبائية فقد ارتفعت نسبة المصابين بالسمنة بين البالغين وخصوصاً السيدات وأصبحت تمثل إحدى أهم المشاكل الصحية.
يتراوح معدل انتشار السمنة في السعودية ما بين 14 و83 في المائة. وقد يرجع السبب في الاختلاف الكبير بين النسبتين إلى اختلاف مقاييس قياس السمنة وكذلك اختلاف العمر والجنس والحالة الصحية. كشف ذلك لـ«الشرق الأوسط» الدكتور خالد علي المدني استشاري التغذية، المشرف العام على إدارة التغذية بالمديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة مكة المكرمة، والذي سبق أن قام بدراسة مرجعية لتحديد نسبة انتشار السمنة في السعودية خلال مراحل العمر المختلفة والعوامل التي تؤثر على السمنة ومن ثم دور وزارة الصحة ووزارة المعارف في الوقاية والسيطرة على السمنة من خلال البرامج الوقائية المختلفة. ووفقا للدكتور المدني تعد هذه المعلومات ضرورية لغرض إعداد خطط وقائية تتناسب مع واقع المجتمع من أجل تحسين صحة المواطن السعودي. وعرض نتائج هذه الدراسة في الندوة العلمية التي أقامتها اللجنة الوطنية لمكافحة داء السكري ضمن فعاليات اليوم العالمي لمرض السكري لهذا العام.
معدلات السمنة وأضاف المدني أن هناك عدة عوامل تؤثر على مدى انتشار السمنة تشمل العمر والجنس وتكرار الحمل والولادة والعوامل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والمرضية (الباثولوجية) بالإضافة إلى عوامل الحضر والريف والعوامل الوراثية. وبين أنه بالنسبة للعمر فقد أظهرت الدراسة التي تم فيها استعمال معايير المركز القومي للإحصائيات الصحية بالولايات المتحدة أن نسبة السمنة لدى الأطفال من سن الولادة حتى ست سنوات كانت 14 في المائة، بينما كانت 15.8 في المائة لدى أطفال المدارس والمراهقين. وتعد هذه النسب عالية لذلك لا بد من وضع برامج لتوعية الأطفال والأمهات لاختيار الأطعمة الصحية للنمو الأمثل، وتكون ذات تأثير إيجابي على الصحة خلال مراحل العمر المختلفة.
أما عن عامل الجنس فقد أظهرت النتائج أن نسبة زيادة الوزن والسمنة تمثل 28 في المائة للفتيات المراهقات من عينة الدراسة وذلك باستعمال مؤشر الكتلة. وربما يفسر هذا النمط الزيادة المطردة في نسبة الأمراض المزمنة المرتبطة بالسمنة. وتظهر هذه الدراسة الحاجة إلى وضع برامج لتوعية المراهقين لتحسين سلوكهم ونمطهم الغذائي.
وبالنسبة لمعدل انتشار السمنة لدى البالغين، أوضح الدكتور خالد المدني أن هناك ثلاث دراسات وبائية يمكن اعتبارها ممثلة لكل فئات السكان البالغين في مختلف مناطق المملكة. وقد شملت الدراسة الأولى 13177 مواطناً سعودياً من الجنسين بعمر أكبر من 15 سنة. وكانت زيادة الوزن متقاربة للجنسين، فبلغت 29 في المائة لدى النساء و27 في المائة لدى الرجال، أما معـدل السمنة فكانت أعلى لدى النساء (24 في المائة) منها في الرجال 16 في المائة. ومـن الدراسة الثانية، المرتبطة بالدراسة الأولى والتي شملت 10657 مواطناً سعودياً بعمر 20 سنـة أو أكثر كانـت نسـبة الزيادة في الوزن لدى الرجال (33.1 في المائة) أكثر منها لدى النساء (19.4 في المائة). وكانت نسبة السمنة 17.8 في المائة لدى الرجال و26.6 في المائة لدى النساء. ووفقا للدكتور المدني يمكن الملاحظة أنه في هذه الدراسة جاءت النسبة أعلى من الدراسة السابقة لأن عمر أفراد العينة في هذه الدراسة يبدأ من العشرين مقارنة بالدراسة الأولى التي تبدأ من سن 16 عاماً. أما الدراسة الثالثة فهي منفصلة عن الدراستين السابقتين وضمنت 14660 مواطناً سعودياً من الجنسين لعمر أكبر من 14 سنة في مناطق مختلفة من المملكة. وقد كانت زيادة الوزن متقاربة للجنسين حيث بلغت 27.23 في المائة للرجال بينما بلغت 25.2 في المائة للنساء، وكانت نسبة السمنة أعلى في النساء (20.26 في المائة) منها في الرجال (13.05 في المائة). وقد أوصى الباحثون في الدراسات الثلاث السابقة على ضرورة تثقيف المجتمع السعودي بشأن مخاطر السمنة لارتباطها بأمراض مزمنة تؤثر على صحة المواطن والتركيز على أهمية الوقاية منها قبل حدوثها. ويشمل ذلك رفع مستوى النشاط البدني وخاصة بين النساء لاستعدادهن الكبير الذي يفوق الرجال لأن يصبحن بدينات.
وفي المنطقة الشرقية من السعودية كانت نسبة السمنة وزيادة الوزن مرتفعة كما جاء بدراسة 1072 مريضاً سعودياً من الجنسين بأعمار تتراوح من 18 ـ 74 سنة والذين يراجعون أحد مستشفيات الخُبر. وقد شملت نسبة السمنة وزيادة الوزن أكثر من نصف الرجال (51.5 في المائة ) وحوالي ثلثي النساء (65.4 في المائة).

* ارتباط زيادة الوزن والسمنة مع العمر

* حسب المراجع العلمية يتضح أنه لا وجود لأبحاث أو دراسات تبين مدى انتشار السمنة لدى المسنين. ومع ذلك فإن الدراسة الوبائية التي قام بها أحد الباحثين عن الأمراض المزمنة في مختلف المناطق السعودية والتي شملت 13177 من الجنسين ممن تزيد أعمارهم عن 14 سنة، قد أظهرت نتائجها أن زيادة الوزن والسمنة تزيد مع زيادة العمر. كما وصلت زيادة الوزن إلى 37 في المائة للرجال و34 في المائة للنساء عندما يبلغون أكثر من ستين عاماً وقد وصلت نسبة السمنة إلى 23 في المائة للرجال و30 في المائة للنساء في نفس المرحلة العمرية.

* برامج الوقاية من السمنة

* تركز السياسة الصحية التي تتبناها وزارة الصحة، على اعتبار أن الرعاية الصحية الأولية هي القاعدة الأساسية لنظام الخدمات الصحية ونقطة الاتصال الأولى في تقديم الخدمات الصحية والعلاجية والوقائية وكذلك التوعية، وإن من أساسيات عمل الرعاية الصحية الأولية توفير الرعاية الغذائية لأفراد المجتمع بتعزيز التغذية الجيدة والسليمة ونشر التثقيف والوعي الغذائي.
ويمكن تطوير خطة لتقديم برامج التغذية عبر المراكز الصحية الأولية وتشمل هذه الخطة إنشاء عيادات تغذية في مراكز الرعاية الصحية الأولية الرئيسية لكل قطاع بكل منطقة صحية، أو مديرية. وتكون هذه العيادات مدعمة بأخصائي تغذية، وتزويد العيادات بالوسائل والإمكانات اللازمة (مقاييس الطول، والوزن، ونماذج الأطعمة، ومطبوعات التوعية). ولم يغفل الدكتور المدني التأكيد على أهمية دور وزارة التربية والتعليم في تدعيم برامج التغذية للنشء (الركيزة الأساسية لمستقبل الأمم)، من خلال زيارات ميدانية من أخصائي التغذية في الوحدات الصحية للمدارس بالمنطقة، للتوعية الغذائية للطلبة والعاملين بالمدارس، وذلك بعد التنسيق مع إدارة المدرسة للقيام بـ:
ـ تعليم التلاميذ القواعد الأساسية للتغذية السليمة بطريقة بسيطة ومسلية مع المواد العلمية الأخرى، وذلك بطريقة نظرية مباشرة أو تطبيقية.
ـ تأكيد أهمية جلب صندوق الطعام المحتوي على وجبة متوازنة خفيفة من المنزل، وليس بالأهمية الشراء من مقصف المدرسة، لضمان النظافة الصحية ومباشرة الأسرة للبرنامج الغذائي اليومي للأطفال.
ـ وضع كتيب خاص بالتنسيق مع وزارة الصحة، يوزع على مقاصف المدارس ويوضح فيه الأغذية الصحية لشرائها للتلاميذ وكذلك الأطعمة التي تكسبهم البدانة حتى يتجنبوا شراءها.
ـ تصحيح بعض العادات الغذائية الخاطئة مثل عدم تناول الخضروات، أو تناول كميات كبيرة من الحلويات، كذلك الإقلال من استهلاك الدهون لتجنب الزيادة في الوزن (البدانة) والتي ظهرت كمشكلة بين طلاب المدارس.
ـ محاولة تقديم وجبات متوازنة في المدرسة للطلبة مجاناً، أو بقيمة رمزية وتشمل هذه الوجبات مصادر مختلفة للبروتينات مع الخبز والفاكهة، والخضروات واللبن. وسيمد هذا البرنامج التلميذ بما لا يقل عن نصف احتياجاته الغذائية اليومية، مما يساعد على تعويض النقص في تغذية المنزل، هذا بالإضافة إلى أنه يعلم التلميذ بطريقة غير مباشرة نوعية الأغذية الجيدة.
ـ الاهتمام بتحسين المقاصف بحيث تراعي الشروط الصحية المطلوبة من قبل الجهات الصحية، ويجب ألا نغفل أن المقصف المدرسي هو جزء من النشاط التعليمي للتلاميذ، وأن وجود مقاصف ذات مستوى صحي مميز يعطي انطباعاً جيداً للتلاميذ ويزيد من وعيهم الصحي.
ـ محاولة التركيز على الارتقاء بالعادات الصحية المرتبطة بالأغذية، والصحة الشخصية، مثل أهمية غسل الأيدي قبل الأكل وبعده، كذلك بعد الخروج من الحمام، وعدم شراء الأطعمة من الباعة المتجولين، وغسل الخضروات والفاكهة قبل الأكل مما يقي من الإصابة بالأمراض المعوية المعدية والتي تسبب سوء التغذية.
ـ إدخال جزء مكثف من التوعية الغذائية في المناهج الدراسية خلال مراحل الدراسة المختلفة. وقد تبنت مؤخراً وزارة الصحة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم (بنين وبنات) البرنامج الوطني لمكافحة الأمراض غير المعدية والوقاية منها والذي يهدف إلى تنفيذ حملة توعوية صحية عن الأمراض غير المعدية وذلك لشريحة مهمة من المجتمع (بنين وبنات) في المرحلة المتوسطة. وسوف يتم تنفيذ هذا البرنامج التوعوي خلال العام القادم إن شاء الله والمتوقع استمرار تنفيذه لمدة ست سنوات ثم يعاد تقويمه وتطويره وإعادة تنفيذه مرة أخرى.
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط