المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أكلة لحوم البشر ... المغتابون ...



الأمل
08-31-06, 07:25 AM
لكم هو غريب أن نسمع أن أناساً يأكلون لحوم البشر.. كم هو مستقذر هذا الأمر.. لا يمكن لأي منا أن يصدق هذا... حتى لو رآه بعينه.. ولكن!!

تدرون.... كيف؟

يجيبكم الرحمن في قوله تعالى:"ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه"
أظن أنكم لا تنكرون أن معظم مجالسنا لا تخلو من الغيبة، وهي ذكر الأشخاص في غيابهم

الغيبة:

أن تذكر أخاك بما يكره لو بلغه سواء ذكرته بنقص في بدنه أو نسبه أو في خلقه أو في فعله أو في قوله أو في دينه أو في ثوبه وداره ودابته.. والغيبة محرمة بالحجة
قال تعالى:" ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه"
قال ثعلب في تفسير الآية انه لا يتناول بعضكم بعضاً بظهر الغيب بما يسوءه،
قال الحسن والله للغيبة أسرع في دين المؤمن من الأكلة في جسده،
وقال سفيان بن عيينة:الغيبة أشر من الدين، الدّين يقضى والغيبة لا تقضى،
وقال يحيى بن معين: إنا لنطعن في أقوام لعلهم قد حطوا رحالهم في الجنة من أكثر من مائتي سنه..
أكل الجيف
وأما كونه عفن ففي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلاً أعترف بالزنا أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مرات فأقام عليه الحد،
فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين من الأنصار رضي الله عنهم يقول أحدهم لصاحبه أنظر هذا الذي ستر الله عليه فلم يدع نفسه حتى رجمه رجم الكلب.قال : فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سار ساعة فمر بجيفة حمار شآكل رجله أي قد انتفخ بطنه. فقال : أين فلان وفلان؟ فقالا ها نحن يارسول الله، فقال لهما: كلا من جيفة هذا الحمار.فقالايارسول الله غفر الله لك من يأكل هذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما قلتم من أخيكما أنفاً أشد من أكل هذه الجيفة
فوالذي نفسي بيده إنه الآن في أنهار الجنة ينغمس فيها رواه أحمد وصححه الألباني
أخي المسلم/ أختي المسلمه:

إن هذا الأمر غاية في الخطورة من حيث دوره الفعال في إشاعة الكراهية بين الناس وتسويد القلوب وجعل أعراض الناس رخيصة لا قيمة لها فتصبح مضغه في أفواه الناس تلوكها كيف تشاء، ضع أخي وضعي اختي نفسك في مكان هذا المغتاب
هل ترضوه لأنفسكم ؟ هل ترضونه للناس؟
هل ترض أخي المسلم وهل ترضين اختي المسلمه أن تكونوا حديث المجالس بما
تكرهون؟ إذن إذا كنت لا ترضون هذا لأنفسكم فكيف ترضونه للناس؟ أماكن تواجدها
يعتبرها البعض فاكهة المجالس ونحن نخالف ذلك لأن الفاكهة لا تكون إلا بما يستلذ به ويطيب به المجلس... أما العنوان الحقيقي فهو أكلة لحوم البشر أو عفن المجالس من منطلق قوله تعالى:" أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه". لحظه من فضلك هل تراكم نسيتم جوابه صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه عندما سأله : أنحن مؤاخذون بما نتكلم به، أجابه صلى الله عليه وسلم : -ثكلتك أمك يامعاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم- أو قال: -على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم-.
فلا تزكوا أنفسكم وأصلحوا عيبكم وأكملوا خلقكم أحذروا الغيبة
قال الأوزاعي : " إن المؤمن يقول قليلاً ويعمل كثيراً , وإن المنافق يتكلم كثيراً ويعمل قليلاً "
ولنا في سلفنا الصالح عبراً

قال أحدهم : " إذا استمرأ اللسان المعاصي , أصبح مثل الطيور الجارحة , يعيش على اللحم والدم , ولا يرتاح إلا باقتناص الفريسة " أماني عجيبه عن ابن مهدي قال : لولا أني أكره أن يعصى الله ، لتمنيت أن لا يبقى أحد في المصر إلا اغتابني ! أي شيء أهنأ من حسنة يجدها الرجل في صحيفته لم يعمل بها ؟ ! . يحذر نفسه أخذ ابن عباس رضي الله عنهما بلسانه وقال ويحك يا لسان!! قل خيراً تغنم!! أو اسكت عن سوء تسلم!! وإلا فأعلم أن ستندم. إسمعوا النصيحة رأى بعض الصالحين رجلاً يكثر الكلام والثرثرة ويقل السكوت فقال له : يا هذا إن الله تعالى إنما خلق لك أذنين ولساناً
واحدا ليكون ما تسمعه ضعف ما تتكلم به ومن كثر كلامه كثرت آثامه". نهاية مؤسفة..!!
هكذا كانت النهاية وهذا هو حال المغتابون والنمامين،
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان مكة أو المدينة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال صلى الله عليه وسلم:" يعذبان وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة..." الحديث رواة البخاري ومسلم وغيرهما.
وعن أنس بن مالك- رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس، يخشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل، قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم البشر، ويقعون في أعراضهم" أخرجه الإمام أحمد وأبو داود. فالتوبة... التوبة الصادقة قال رجل لآخر:ـ هل أذنبت ذنباًُ؟!! فقال: نعم
قال: فعلمت أن الله قد كتبه عليك؟!! قال: نعم قال: فأعمل حتى تعلم أن الله قد محاه عنك

متى تباح الغيبة؟؟!
أعلموا أن الغيبة تباح لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها وهو ستة أسباب:
1- التظلم...
2- الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى الصواب...
3- الاستفتاء....
4- تحذير المسلمين من الشر ونصحهم...
5- التعريف...
6- أن يكون مجاهراً بفسقه أو بدعته كالمجاهر بشرب الخمر... ومن العلاج للثرثرة ونحوها:
1- تذكر سوء مغبة الكلام والوعيد الوارد في الكلمة السيئة واستبدال الذكر به...
2- الحرص على ذكر دعاء الخروج من المنزل عند الاجتماعات:" اللهم إني أعوذ بك أن أضِل أو أضُل، أم أزِل وأُزل أم أظلِم أو أظُلم أو أجهل أو يُجل علي".
3- لو أدبت كل واحد نفسه بأن يتصدق بريال عندما تتحدث في الناس أو تتدخل فيما لا يعنيك لكان هذا رادعاً لها، وقد فعلها بعض السلف فلما رأى مشقة ذلك ترك الغيبة.
4- ذكر كفارة المجلس عند الانتهاء منه.
موقف محرج:
لو أن من كنت تتكلم فيه وتغتابهدخل عليك فجأة وسمعك وأنت تغتابه...!! ترى كيف سيكون موقفك حينئذ ألا يكون موقفك محرج في أغلب الأحيان
والواقع سوف تعتذر منه؟ أليس ينبغي لك ان تستحي من الله وهو يراك وأنت تعصيه؟؟
توبة وندم:
والآن..... أيها المغتابون
نـــــــــــداء نوجه إليكم هذا النداء:
أيها المغتابون رويدكم أما علمتم أن إيمانكم ينقص... أما سمعتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
أأحببتم لإخوانكم وأخواتكم ما أحببتم لأنفسكم من الخير عندما إغتبتوهم؟؟! أتحبون أن تذكر أختي/ أختي في غيابكم بما تكرهون؟؟!! فكيف تفعلون ما تكرهون أن يفعل بكم!!!!