أوروبا وفلسطين من الحروب الصليبية إلى العصر الحديث

بيانات الملخص الأولية
الملخص

ورغم أن فصول الكتاب ومنهج التناول وطريقة السرد تمت ‏‏صياغتها بشكل يخاطب بشكل أساسي القارئ الأوروبي الذي ‏يجهل ‏كثير من التفاصيل المتعلقة بالقضية الفلسطينية والصراع ‏العربي ‏الصهيوني. إلا أن هذا المنهج وذلك السرد لم يمنعا من ‏كون ‏العديد من فصول الكتاب وكثير من المعلومات التي ذكرها ‏تظل ‏جديدة على القارئ العربي المهتم بفصول الدراما ‏الفلسطينية، فضلاً ‏عن أهميتها للباحث المتخصص في الشئون ‏الفلسطينية و صانع ‏القرار السياسي لفهم الخلفيات التي تحكم ‏الأطراف التي تتعامل مع ‏هذه القضية‎ .‎ ‎

ويبدأ الكاتب عمله التوثيقي عن العلاقة بين أوروربا وفلسطين ‏‏بالتأكيد على مفهوم " عقدة الخوف " التي ربطت منذ قرون ‏بين ‏العرب والأوروبيين والكامنة في وعي كل منهما تجاه ‏الآخر‎. ‎‏ ويرى ‏الكاتب أن التاريخ الملتبس والدامي بين الطرفين ‏سيظل محكوما ‏حتى يومنا هذا بتاريخين معينين كان لهما ‏السطوة الكاملة على ‏اللاوعي الغريزي للعرب والأوروبيين‎.‎‏ ‏التاريخ الأول هو عام 711 ‏ميلادية وهو تاريخ بداية الوجود ‏العربي في الأندلس، والتاريخ الثاني ‏هو عام 1099 : تاريخ ‏تأسيس الإمبراطورية اللاتينية في القدس بعد ‏الحملة الصليبية ‏الفرنجية.‏
‏ورغم أنه لا يمكن مقارنة الوجود العربي في الأندلس بالوجود ‏‏الصليبي في الأرض العربية من الناحية الحضارية . إلا أن ‏‏"عقدة ‏الخوف" المتابدلة بين الطرفين ظلت مستعرة حتى يومنا ‏هذا. ففي ‏الجانب الأوروبي ظلت بعض الدوائر السياسية ‏والفكرية من اليمين ‏إلى اليسار تغذي هذه العقدة خصوصا بعد ‏نجاح الثورة الإسلامية ‏في إيران وصعود التيار الإسلامي شعبيا ‏في العديد من البلدان ‏الإسلامية. وهذا يفسر – على حد قول ‏الكاتب - الانتشار غير ‏العادي لمقالة " صامويل هتنجتون" ‏عن صدام الحضارات في ‏عديد من الأوساط الفكرية والثقافية ‏الغربية رغم تهافت منهجه ‏العلمي وتبسيطه المبتذل للعلاقة بين ‏الحضارة الإسلامية والحضارة ‏الأوروبية . ورغم هذا فقد‎‏ ‏‎تبنت ‏الأوساط السياسية الغربية مقولات " ‏هتنجتون " في صياغة ‏مفاهيم سياسية وأهداف إستراتيجية‎ ‎للتعامل ‏مع الدول ‏الإسلامية بشكل خاص وبلدان الجنوب بشكل عام‎ ‎

L’EUROPE ET LA PALESTINE DES CROISADES A NOS JOURS