أنهت الكاتبة السعودية بدرية البشر مناقشة رسالتها العولمة في دول الخليج العربي (دراسة مقارنة بين دبي والرياض) للحصول على الدكتوراه من الجامعة اللبنانية.
وقالت البشر في حديث مع "الوطن" إن رسالتي ناقشت مفهوم العولمة من خلال دراسة ميدانية على 3 من وسائل العولمة وهي الإنترنت والفضائيات والهاتف المحمول ، وقد قارنت بين نموذجين هما دبي باعتبارها أكبر سوق منفتح خليجياً والرياض بصفتها أكثر بيئات الخليج العربي محافظة، حيث مرت هذه الوسائل الثلاث من بوابة المنع والتحريم".
وتناولت الرسالة كيفية استقبال المجتمعات لهذه الوسائل وموقفهم من مضامينها. وأوضحت البشر أن المنع الذي حدث لهذه الوسائل أثر على مستوى اقتناء هذه الوسائل، معتبرة أنها حلقة جديدة من قبول الوسيلة ورفض مضمونها الحضاري.
وأظهرت الدراسة أن نسب الإقبال في الرياض كانت عالية جداً بنفس النسبة التي عليها في دبي، ولكن الموقف من المضامين اتسم بالتشدد في الرياض عبر دلالات إحصائية أظهرت أيضاً قبولاً أوسع لمضامينها في دبي.
وأعادت البشر سبب رفض المضمون الحضاري لوسائل العولمة إلى فشل المؤسسات في القيام بربط المواطنين بهذه الوسيلة كوسيلة معرفية وخدمية، حيث مازلنا نستخدم الكمبيوتر إما كآلة طابعة، أو كجهاز للترفيه.
وحول الفرق بين الاستخدامات الحضارية لوسائل العولمة بين دبي والرياض قالت البشر(لاحظت الدراسة أن هناك موقفاً متشددا في الرياض من استخدام النساء لهذه الوسائل مقابل انفتاح جيد في دبي، وأظهرت عينات الدراسة تحفظات أخلاقية حول علاقة النساء بهذه الوسائل".
وعلى الرغم من أن العينات كانت من الطبقة المتعلمة في كلا المدينتين، أوضحت الدراسة أنه على الرغم من الإقبال المتساوي على اقتناء الوسائل في كل من دبي والرياض إلا أن الدراسة أوضحت أن اقتناءها في مدينة الرياض ومن نفس العينة كان مشوباً بالقلق الذي يعود إلى موقف أيديولوجي سلبي من الحداثة.
وقالت البشر إن لكل وسيلة إيجابياتها وسلبياتها ولكن حجب 80% من الفوائد خشية من 20 % من المخاوف أمر غير مبرر على الإطلاق.
ووصفت الكاتبة هذه المخاوف بأنها مخاوف أخلاقية، فنحن في عصر العولمة نحاول الفصل بين وسائل العصر ومضامينه، وهذا غير ممكن عملياً، حيث بينت الدراسة أنه لا يمكن الأخذ بالجانب التقني من دون خلفياته الثقافية.
وقالت البشر لقد وجدت أن موقف الرجال في الرياض أكثر انفتاحاً من النساء بسبب سعة التجربة ، وكان واضحاً أنه كلما ارتفع دخل المواطن كلما زاد وعيه بمضامين الوسائل الحديثة.
ولكن ظل القلق الأخلاقي حاضراً من خلال الوضوح بعدم الثقة في المرأة.
وأضافت أنه من الواضح أن البيئة الاجتماعية لعبت دوراً كبيراً في قبول الوسائل بنسب متفاوتة مع مضامينها، فعلى الرغم من تساوي نسب المستخدمين في كل من الرياض ودبي إلا أن المواطنين في دبي كانوا أكثر انفتاحاً في التعامل مع هذه الوسائل.
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005...rst_page11.htm