اليابانيون لهم رأي مختلف اليوم حول أفضل ما يمكن استخدامه في غرغرة الحلق، ذلك أنهم يقولون ان مجرد استخدام الماء فقط في غرغرة الحلق بشكل يومي هو كل ما يلزم للوقاية من حصول الالتهابات، وان لا داعي البتة للتكلف في الأمر باستخدام محاليل الملح سواء منها المعد في المنزل أو الذي على هيئة مستحضرات طبية، بل حتى المستحضرات الطبية المحتوية على مواد كيميائية قادرة على قتل البكتيريا. لكن هذا القول لم يمر بسلام على بعض الباحثين في الولايات المتحدة الذين شككوا في الأمر.



وكان اليابانيون قد بحثوا في مقارنة تأثير غرغرة الماء بعدم الغرغرة أصلاً أو باستخدام مستحضرات الغرغرة للمواد المعقمة وخاصة اليود الذي يعتقد الكثيرون جدواه للحيلولة دون الإصابة بالتهابات الحلق ونزلات البرد. والذي وجده فريق البحث من جامعة كيوتو باليابان أن اليود عديم الفائدة، ليس هذا فحسب بل ان غرغرة الماء فقط هي أفضل وأجدى، فالغرغرة بالماء عدة مرات في اليوم ترفع من مناعة الإنسان ضد إصابته بالتهاب الحلق بنسبة تتجاوز 36%، وهو ما يؤكد فائدة غرغرة الماء من قبل الأصحاء على حد قول الدكتور كازينارا ساتوميورا. وتنشر المجلة الأميركية للطب الوقائي في عدد نوفمبر الحالي الدراسة التي شملت 387 شخصا وتم فيها تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات لفحص تأثير الغرغرة بالماء ثلاث مرات على أقل تقدير يومياً مقارنة بالغرغرة بمستحضرات اليود أو عدم الغرغرة مطلقاً.

من جهة أخرى علق الناطق باسم المجمع الأميركي للأمراض المعدية ورئيس قسم الأمراض المعدية في كلية نيويورك للطب الدكتور أرون غلات بقوله: إن من غير المقنع لي أن يكون الماء المجرد سلاحاً فعالاً ضد انتشار نزلات البرد، وكان تعليل سبب رفضه الفكرة هو أنه إن كان الأمر كذلك فلماذا لا يكون مفعول شرب الماء يؤدي نفس الغرض؟ بينما كان تعليق البروفيسور ويليم شكافنر من جامعة فانربلت أكثر موضوعية حينما قال: يجب تكرار الدراسة لأنه من الرائع أن تكون الفائدة متحققة بالماء كمادة طبيعية دون الحاجة إلى دفع مبالغ لشراء مستحضرات الغرغرة. وبحسب الإحصائيات الرسمية الصادرة عام 2004 عن وزارة التجارة الأميركية حول سوق مستحضرات التجميل والعناية بالجسم البالغة 66 بليون دولار عام 2002 في دول الاتحاد الأوروبي فقط نجد أن سوق محاليل غسل الفم والغرغرة وحدها بلغت 200 مليون دولار. ومنها يمكن تخيل حجم السوق العالمي لهذه المحاليل التي لا تزال الدراسات بين أخذ ورد في جدوى استخدامها.

وكانت دراسات سابقة قد تناولت جدوى الغرغرة حتى بالماء والملح في وقاية الأصحاء من الإصابة بنزلات البرد والتهابات الحلق، وتحديداً منذ أن صدرت دراسة عامة تقول ان لا فائدة منها في هذه الحالة. أما في حال حصول التهاب فإن جدوى مستحضرات التعقيم الفعالة ضد بعض أنواع البكتيريا دون البعض الأخر منها وأيضاً دون الفيروسات التي تسبب غالب حالات التهاب الحلق فإنه لا تزال علامات الاستفهام تطرح حتى اليوم حولها خاصة أنه من المعلوم أن الالتهاب وإن كان يبدأ في بعض الحالات بشكل سطحي إلا أنه يدخل عميقاً في الأنسجة مما يجعل من الصعوبة على هذه المواد أن تجدي حينها نفعاً في القضاء عليها اللهم إلا إن كان المقصود هو تخفيف حالة تجمع المياه أو ما يسمى طبياً الاستسقاء في الحلق أي انتفاخ الحلق بفعل الالتهاب وتجمع السوائل، وهنا فإن غاية الأمر هي محاولة تخفيف التورم المحتمل الفائدة في تخفيف وجود البكتيريا أو الفيروسات أو القضاء عليها. الأمر لا يزال بحاجة لدراسات، خاصة إن ثبت أن استخدام الماء المجرد كغرغرة ثلاث مرات يومياً كفيل بالحل.
http://www.aawsat.com/details.asp?se...article=331482