افادت دراسة حديثة انه في حال استمر الاحتباس الحراري الناجم عن الغازات المنبعثة إلى الجو بمعدله الحالي، فان العالم قد يشهد عدة قرون من الدفء واختفاء كاملا للسهل الأجرد الواقع في القطب الشمالي والمعروف باسم «تندرا».



وبشكل عام سيشهد العالم تحولات عميقة بعضها يكون مفيدا لكن أغلبها سلبي، وكل ذلك يحدث بسرعة لم تعرف من قبل، استنادا إلى ما ذكره معدو الدراسة التي نشرتها أول من أمس مجلة «جورنال أوف كلايمات».

وقال كينيث كالديرا أحد المشاركين في اعداد الدراسة: «إما أن نتمكن من مواجهتها الآن قبل أن يحدث الضرر بشكل غير قابل للإصلاح أو أننا نستطيع أن ننتظر حتى يظهر الضرر غير القابل للإصلاح أمام أعيننا. إذا قمنا فقط بالتكيف فإن الأمور ستكون أسوأ وأسوأ».

أما بالا غوفينداسامي، احد المشاركين الآخرين في اعداد الدراسة، فقال إننا بحاجة الى فترة بين 20 و30 سنة قبل أن تظهر آثار الضرر الذي ألحقه الإنسان بالبيئة. واستخدم الباحثون نموذجا كومبيوتريا لتقليد النظام البيئي ومجرى الاحتباس الحراري الناجم عن الكربون المتصاعد إلى الجو بشكل ثاني أكسيد الكربون ثم عودته إلى التربة والمحيطات.

وكل هذه التجارب الاصطناعية التي تحاول دراسة تأثير الانسان على البيئة خلال المائة عام الأخيرة والتي تستخدم النماذج الكومبيوترية تبدأ من عام 1870 ثم تترك الكومبيوترات تعمل حتى عام 2300. وشدد معدو الدراسة على أن الشكوك عالية عند أخذ فترة طويلة كهذه وأن الدراسة تسعى إلى تقديم أوسع العواقب بدلا من عواقب محددة.

وحسب هذه التجربة المقلدة للطبيعة، فان نسبة ثاني أكسيد الكربون ترتفع بمقدار 0.45% في السنة حتى عام 2300. وهذا أقل من المعدل الحالي الذي هو 0.5% لكن حتى مع معدل أقل فإن تركيز ثاني أكسيد الكربون سيتضاعف من الفترة ما قبل 1870 عند حلول عام 2070، ثم يصبح ثلاثة أضعاف مع حلول عام 2120 ثم يبلغ أربعة أضعاف مع حلول عام 2160.

وقال الدكتور كالديرا وخبراء طقس آخرون إن النتائج تبعث على القلق لأن الدراسة تسعى إلى إنتاج احتباس حراري أقل من تنامي الغاز ضمن الغلاف الجوي للأرض.

ويتماشى هذا النموذج مع نماذج كثيرة أخرى استخدمت لدراسات سابقة وفيها يتعرض القطب الشمالي إلى ارتفاع في درجات حرارته أكبر من أي منطقة أخرى، حيث سيرتفع معدل درجات الحرارة في الأجزاء القطبية الواقعة في روسيا وأميركا الشمالية إلى 25 درجة مئوية عند حلول عام 2100. أما درجات حرارة القطب الجنوبي فإنها سترتفع بحدة في حدود عام 2200.

ووفق الدراسة فإن السهول الجرداء في القطب الشمالي والمعروفة باسم «تندرا» ستتقلص حتى تصل إلى 1.8% من مساحة المنطقة البرية على الأرض بعد أن كانت تشكل 8% منها. وحسب النموذج فإن ألاسكا تفقد معظم غاباتها دائمة الخضرة وتصبح ولاية ذات طقس معتدل. وستنفتح أجزاء برية من الأرض للاستثمار، فالمنطقة الواقعة تحت الجليد ستختفي إلى حدود 4.8% من مساحة المنطقة البرية فوق الأرض. وقال العديد من علماء الطقس الذين لم يشاركوا في الدراسة إن فائدتها الأساسية تكمن في تشابه العواقب مع ما نقلته رواية «كريسماس كارول» لابنزر سكروج. وقال العالم جيرالد ميهل من المركز القومي لبحوث الجو في بولدر بولاية كولورادو «إنها قصة تحذيرية والرسالة لا تدعو إلى الاستسلام لأن التغييرات تظهر قوية جدا ولكن بدلا من ذلك فإن الرسالة تقول إن علينا عدم الانتظار حتى نبدأ بالقيام بشيء ما لإيقاف العواقب الوخيمة».
http://www.aawsat.com/details.asp?se...632&issue=9837