ندى خالد غراب
يواجه طلابنا اليوم تحديات كبيرة تتطلب منهم استخدام الدراسة بأشكال مختلفة، في الوقت الذي يتطلب فيه من المعلمين تعلم أحدث الطرق التربوية للتدريس، وذلك لإعداد طلابهم للمستقبل، كما يتطلب من إدارة التطوير التربوي تنمية المنهج الدراسي ليواكب التطور الحاصل في مختلف ميادين الحياة.
إن الطالب والمعلم والمنهج الدراسي المحاور الرئيسة في العملية التعليمية، فلا بد من الاهتمام بهم جنباً إلى جنب والعمل على تطويرهم وفق مقتضيات التربية الحديثة.
وللدراسة غايتان: الأولى اكتساب قدر معين من المعرفة والثانية الحصول على براعة معينة في إتقان الأشياء، فلو منح الطالب قدر واف من الإرشاد الواعي إلى أساليب الدراسة القويمة لاستطاع أن ينمي معارفه وخبراته ويصقل مواهبه وقدراته، وهذا ما جعل علماء التربية يهتمون بتعليم الطالب فن الدراسة قبل حصوله على معلومات، لأن الأخذ بالأسباب يجعل طريق العلم معبداً قدر الإمكان، عندها يتحتم على الطالب أن يضع خطة دراسية تغطي حاجاته وتخدم ظروفه، علماً بأن المدة المثلى كما حددها خبراء التربية تقوم على أساس الأسبوع كي يملأ الطالب ساعاته بوقت الدراسة في المؤسسة التعليمية وخارجها وبفترات الصلاة والطعام والنوم والترفيه، ملتزماً بالواقعية والمنطقية حتى يتجنب الإفراط المؤدي إلى الإخفاق، والتفريط المؤدي إلى القناعة بالأدنى، متتبعاً المراحل العملية التعليمية الثلاث، مرحلة ما قبل الحصة، وقوامها الإعداد حتى يتمكن الطالب من وضع الأسئلة والملاحظات التي ستكون خير معين على الفهم والاستيعاب، فمن كان عنده سؤال كان له هدف. تليها مرحلة الحصة وعمادها الإصغاء، فهي مخ العملية التعليمية، لأن الدارس يسمع سماعاً إرادياً مصحوباً بالوعي والانتباه.
وثالثها مرحلة ما بعد الحصة، وقوامها المذاكرة، ملتزماً بالخطة المحكمة التي أعدها المربون والتي تسير في خمس خطوات الأولى، التصفح الذي يتمثل في أخذ فكرة واضحة عن الموضوع الذي يقبل الطالب على دراسته، ثانيها السؤال الذي يحمل في طياته التفكير الجاد والهدف المحدد، ثالثها القراءة التي يساعد على جني ثمارها الفهم والمناقشة والتركيز والتلخيص والتطبيق، ورابعها الاستظهار، الذي يعمل على تثبيت ما وعاه الطالب واستدراك ما أهمله وتصحيح ما أخطأ فيه، خامسها المراجعة لأن الإنسان معرض دائماً للنسيان، فلا بد للطالب من مراجعة المعلومات لتثبيتها، وأن يعرف متى يراجع، وكيف يراجع، حيث ينصح المربون بأن أفضل وقت للمراجعة هو بعد دراسة الموضوع من جميع جوانبه، متتبعاً الخطوات الأربع السابقة.
وهناك شرط أساسي تتوقف عليه الدراسة النافعة، وهو وجود البواعث المتمثلة في الرغبة الملحة في التعليم والإنجاز، وفي مقدمتها جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن الموضوع المراد دراسته وربطه بالمعارف القديمة ووقوف الطالب منها موقفاً إيجابياً فعالاً.


http://search.suhuf.net.sa/cgi-bin/s...s=1&svalue=100