بسم الله الرحمن الرحيم
مرَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بامرأة تريد من ابنتها أن تخلط اللبن بالماء سمع ابنتها تقول لها: إن أمير المؤمنين نهى عن ذلك! فقالت: وأين أمير المؤمنين؟ إنه لا يرانا. فقالت البنت: ولكن الله يرانا.
وقال عبد الله بن دينار رحمه الله: "خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مكة، فعَرَّسْنا([15]) في بعض الطريق، فانحدر عليه راع من الجبل، فقال له: يا راعي، بعني شاة من هذه الغنم؟ فقال: إني مملوك. فقال: قل لسيدك: أكلها الذئب؟ قال: فأين الله؟ فبكى عمر رضي الله عنه ثم غدا إلى المملوك فاشتراه من مولاه، وأعتقه وقال: "أعْتَقَتْك في الدنيا هذه الكلمة، وأرجو أن تعتقك في الآخرة"([16]).
وفي السنن الكبرى للبيهقي عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الليل، فسمع امرأة تقول:
تطاول هذا الليل واسود جانبه --- وأرقنى أن لا حبيب ألاعـبه
فوالله لولا الله أنى أراقبـه([17]) --- لحرك من هذا السرير جوانبه
مخافة ربي والحياء يصــدني --- وإكـرام بعلي أن تنال مراتبه
فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه لحفصة رضى الله عنها: كم أكثر ما تصبر المرأة عن زوجها؟ فقالت: ستة أشهر. فقال: لا أحبس الجيش أكثر من هذا.