80 % لا يعرفون مراكز الأحياء
«كيفية تفعيل دور مراكز الأحياء لترسيخ الإحساس بالوطنية»، عنوان لبحث الطالبتين لمى فهر آل غالب وموضي منصور الغشيان من كلية دار الحكمة في جدة، بمشاركة مجموعة من طالبات الكلية، وتفاعل مع الاستبيان ما يزيد على خمسمائة فرد تتراوح أعمارهم من 14 إلى 27 عاما.
تم توزيع الاستبيان من خلال حملة للحج والعـمرة ومركز الروضة وعبر الشبكة الــعنـكـبـوـيتة. ويهـدف البحـث للوصـول إلى نموذج مثالي لمركز الحي الذي من أدواره الأساسية تعزيز وتقوية الشعور بالوطنية، وتلبية احتياجات الفرد وتوفيرها في نطاق المعقول، وفي المقابل مشــاركة المواطنين والمقيمين من شتى الأعمار، ومن كلا الجنسين في تنمية الحي من خلال نشاطات المركز، وتأكيد استمراريته من خلال المشاركة في التنظيم والإدارة أو المساعدة بأي وجه. وتضمنت أسئلة الاستبيان عددا من المحاور.. فحول الإحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع، جاءت الإجابة بالنفي بنسبة 33 في المائة، فيما أكد 67 في المائة إحساسهم بالمسؤولية.
وعن مدى الوعي بوجود مراكز الأحياء، أكد 80 في المائة عدم علمهم بمراكز الأحياء، بينما 20 في المائة علموا بوجودها. و34 في المائة شاركوا في أنشطتها و66 في المائة لم يشاركوا. وفي السؤال «هل قيامك بالعمل لخدمة مجتمعك يزيد إحساسك بالمسؤولية تجاهه»، أجاب 84 في المائة بنعم، و16 في المائة بلا.
أما حول مشاركة الأطفال في فعاليات مركز الحي، جاءت نسبة دعم الأهالي لأطفالهم للمشاركة في مركز الحي بنسبة 65 في المائة، فيما لا يؤيد 35 في المائة من الأهالي مشاركة أبنائهم، بسبب عدة مخاوف منها عدم نظافة المركز.
المساجد والجوامع
وعن الأسباب التي كانت الدافع لإجراء البحث تقول لمى آل غالب وموضي الغشيان: في البداية كنا نتحدث عن المساجد في العصور القديمة، وما كانت عليه من كمال واشتمالها على جميع المتطلبات التي يحتاج إليها الفرد للعيش في صحة وأمان (فقد كان ولازال يطلق عليها في بعض البلدان اسم «جامع»). وأضافتا «لقد كانت خدمة المساجد لا تقتصر على العبادة فحسب، بل كانت مقرا لمداواة المرضى ولتلقي العلم والثقافة والاستفادة من خبرات الآخرين في الحياة، إضافة إلى هدفها الأساسي والمتمثل في تطوير النفس الإنسانية بتعزيز الإيمان والحث على عبادة الخالق عز وجل على أسس إسلامية، كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية».
مراكز مثالية
واستطردتا: عند سماعنا عن مشروع جمعية مراكز الأحياء المقام في مدينة جدة، أردنا التعمق في هذا المشروع واكتشاف أهدافه وأسسه، ومن ثم المبادرة من خلال البحوث لتطوير الفكرة ليكون مركز الحي المبنى أو المجمع المثالي الذي يشتمل على جميع متطلبات واحتياجات الفرد والمجتمع. وعن تفاعل المجتمع مع فكرة البحث والتجاوب في تعبئة الاستمارة، تشير لمى وموضي أن التجاوب كان متوسطا، فمنهم من شارك بجدية وحماس، وقد استطعنا من الاستبيانات أخذ فكرة عامة تساعدنا وتحفزنا على استكمال البحث.
وفي السياق ذاته تشيران للصعوبات التي واجهتهما أثناء إعداد البحث والمتمثلة في قلة المصادر الثقافية التي تتحدث عن هذا الموضوع، حيث إن القراءة هي عنصر مهم في البحث، وقلة الكتب التي تتحدث عن تعزيز الوطنية وتقوية الروابط الإنسانية والاجتماعية من خلال العمل التطوعي أو مراكز الأحياء، شكلت عائقا أمامهما في إتمام البحث بسلاسة وسهولة، ولكنهما تغلبتا على هذه الصعوبة من خلال تكثيف الاطلاع على البحوث الأجنبية، إضافة لمقابلات شخصية مع مسؤولين ذوي خبرة في هذا المجال، إلى جانب صعوبة في قلة ثقافة المشاركين التطوعية وعدم إدراكهم لأهميتها الإنتاجية للفرد والمجتمع.
وعن رؤيتيهما لمراكز الأحياء، تشيران إلى أنه يوجد في جدة ستة وعشرون مركز حي، سبعة من هذه المراكز نسائية، جميعها تقع تحت إشراف جمعية مراكز الأحياء التي تصنف كجمعية خيرية في نظام وزارة الشؤون الاجتماعية، وكل مركز حي يدار من قبل مدير ومجلس إدارة يتكون من اثني عشر عضوا منتخبا، بالإضافة إلى عدد من رؤساء القطاعات.
لجان الجمعية
وتؤكدان أن غاية الجمعية «تكوين علاقة إيجابية بين الفرد ومحيطه الذي يعيش فيه وتشجيع مشاركة السكان في جهود تنمية المدن وتطويرها، والمحافظة على مكتسباتها ومنجزاتها وتنمية الشعور بالولاء والانتماء للوطن»، وللوصول لهذه الغاية تم إنشاء ست لجان: اللجنة الاجتماعية، الثقافية، إصلاح ذات البين، الخدمات العامة، الأنشطة، والنسائية.
وعن الصورة التي تتمنيان أن تكون عليها مراكز الأحياء، تقرران: أن يكون لكل حي مركز متكامل خاص بسكانه وأن يقسم كل مركز إلى قسمين: نسائي ورجالي، فيما يحتوي كل من القسمين على خدمات تساعد في تلبية طلبات أفراد المجتمع، فيشتمل المركز على فعاليات أو برامج تشبع الناحية الاجتماعية والروحية والعلمية، وبذلك ينشأ حي متكامل الخدمات يعمل على زيادة الشعور بالوطنية وتعزيز روح التعاون والترابط والتشجيع على العمل الجماعي، فينشأ مجتمع يبادر للتعاون والعطاء من دون مقابل ومساعدة الغير بطريقة صحيحة تساهم في تطور المجتمع وتقدمه بصفة مستمرة، إضافة لاستثمار طاقات الشباب بطريقة إيجابية، وذلك من خلال التطوع في العمل بالمركز خلال أوقات الفراغ والاهتمام بالفقراء والمساكين عن طريق توفير سبل كسب العيش لهم بتعليمهم حرفة معينة، فضلا عن حلقات تحفيظ القرآن وزيارة الأيتام وإقامة أنشطة مختلفة للأطفال كل شهر أو أسبوع.
أمين عام مراكز الأحياء في محافظة جدة المهندس حسن الزهراني أوضح من جانبه أن مجتمعنا كغيره يحتاج إلى أن نفعل أدواره في المشاركة مع القطاعات الأخرى، لحماية أمنه ومكتسباته، ولذا كانت ميزة مراكز الأحياء تعطي ساكني الحي الفرصة لانتخاب من يمثلهم لخدمة حيهم مع تكامل الأدوار مع الجهات الخدمية الأخرى، فالعمدة ورئيس مركز الشرطة في الحي ورئيس البلدية الفرعية ورئيس الوحدة الصحية والوحدة التعليمية هم أعضاء ملزمون نظاما أن يتفاعلوا مع مجلس الحي الذي هم أعضاء فيه سعيا لتحسين خدمات أحيائهم.
وعن كيفية تفعيل مراكز الأحياء أكد المهندس الزهراني ضرورة حصر الطاقات الفاعلة بكل حي وتفعيل مشاركتها إلى جانب اعتبار كل مركز حي وحدة بمعنى أن يحصل على دعم وزارة الشؤون الاجتماعية، كما تحصل عليها مراكز التنمية الاجتماعية، إضافة لسعي المركز إلى تحسين الخدمات في الأحياء.
وحول أسباب عدم الوعي بدور وأهمية مراكز الأحياء يشير المهندس الزهراني للعديد من العوامل منها ضعف الجانب الإعلامي والإعلاني وضعف مفهوم العمل التطوعي إضافة للاتكالية الموجودة عند بعض الشرائح الاجتماعية.
من جانبها أوضحت نائبة الأمين العام لجمعية مراكز الأحياء لشؤون المراكز النسائية في جدة الدكتورة خديجة عبدالله الصبان: أن الوسائل التي يمكن من خلالها تفعيل مراكز الأحياء لخدمة المواطن كالتعريف بمراكز الأحياء وما تقدمه من خدمات، تكمن في الإقبال على الاشتراك في عضويتها والمشاركة في أنشطتها إلى جانب إقناع الآخرين بأن أجر العمل مع هذه المراكز ودعمها، سواء بالمال أو الوقت أو الجهد أو الخبرة، لا يقل عن أجر دعم مؤسسات تحفيظ القرآن وعن أجر بناء المساجد، مضيفة أن من ضمن وسائل التفعيل أيضا اتخاذ التكريم منهجا، والمعني تكريم الداعمين، أيا كان نوع دعمهم، و الأعضاء المتميزين، والمراكز المتميزة و مشاركة الإعلام بوسائله المختلفة في تسليط الضوء على الأنشطة المتميزة التي تقدمها المراكز.
طµط­ظٹظپط© ط¹ظƒط§ط¸ - 80 % ظ„ط§ ظٹط¹ط±ظپظˆظ† ظ…ط±ط§ظƒط² ط§ظ„ط£ط­ظٹط§ط،