النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الخسوف والكسوف آيتان تخويفتان ..

  1. #1
    مشرفة عامة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    1,907

    افتراضي الخسوف والكسوف آيتان تخويفتان ..

    كسوف للشمس بعد ظهر يوم 29 محرم 1431هـ وخسوف للقمر قبله في نفس الشهر على ماذا يدل ؟؟؟؟
    الخسوف والكسوف ؟
    الصحيح أن الكسوف يطلق على الخسوف والعكس صحيح لصحة الأحاديث والآثار بذلك فيقالكسفت الشمس وخسفت ويقال خسف القمر وكسف
    كَسَفَتِ الشَّمْسُ ، َخَسَفَتْ الشَّمْسُ ، َ يَخْسِفَانِ ، يَنْكَسِفَانِ ، يَْكَسِفَانِ
    كل هذه الألفاظ واردة كما سيأتي
    خسوف القمر Lunar Eclipse هو احتجاب سطح القمر أو جزء منه، عندما تكون الأرض بينه وبين الشمس، وقد يكون هذا الاحتجاب جزئيـًا أو كليـًا.
    وأما الكسوف Solar Eclipse فهو احتجاب الشمس أو جزء منها حينما يقع القمر بينها وبين الأرض وقد يكون جزئيـًا أو حلقيـًا أو كليـًا ( معجم المصطلحات العلمية والفنية ص:204 ، 585 ).
    فسبب كسوف الشمس ، أن القمر يقع بينها وبين الأرض فيحجب بعض ضوئها عن الأرض ولا يحجب ضوءها كله لأن الشمس أكبر وأرفع من القمر ، لذلك لا يمكن أن يحدث كسوف كلي على بقاع الأرض .
    وخسوف القمر يحدث بسبب وقوع الأرض بين الشمس والقمر ، فتحول الأرض بينهما ، ومعلوم أن القمر جرم معتم يستمد نوره من الشمس ، فإذا حالت الأرض بينهما وقع الخسوف .
    وعلى هذا فهما سنة كونية، وظاهرة طبيعية، تحكمانهما قوانين وضوابط ، لا تحدثان بغيرهما .. هذا هو كلام العلم التجريبي ، وهو أيضـًا كلام الإسلام ، كما سنوضح بمشيئة الله تعالى .. فما رأي العقائد العامية في الكسوف والخسوف
    وقت الكسوف والخسوف :
    قال الإمام ابن تيمية وما أخبر به النبى لا ينافى لكون الكسوف له وقت محدود يكون فيه حيث لا يكون كسوف الشمس الا فى اخر الشهر ليلة السرار ولا يكون خسوف القمر الا فى وسط الشهر وليالى الابدار ومن إدعى خلاف ذلك من المتفقهة او العامة فلعدم علمه بالحساب ولهذا يمكن المعرفة بما مضى من الكسوف وما يستقبل كما يمكن المعرفة بما مضى من الأهلة وما يستقبل إذ كل ذلك بحساب كما قال تعالى جعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا وقال تعالى والشمس والقمر بحسبان وقال تعالى هو الذى جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب وقال ويسئلونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج ومن هنا صار بعض العامة اذا رأى المنجم قد اصاب فى خبره عن الكسوف المستقبل يظن ان خبره عن الحوادث من هذا النوع فان هذا جهل اذ الخبر الأول بمنزلة اخباره بان الهلال يطلع اما ليلة الثلاثين واما ليلة إحدى وثلاثين فان هذا امر اجرى الله به العادة لا يخرم ابدا وبمنزلة خبره ان الشمس تغرب آخر النهار وأمثال ذلك فمن عرف منزلة الشمس والقمر ومجاريهما علم ذلك وان كان ذلك علما قليل المنفعة فإذا كان الكسوف له اجل مسمى لم يناف ذلك ان يكون عند اجله يجعله الله سببا لما يقضيه من عذاب وغيره لمن يعذب الله فى ذلك الوقت او لغيره ممن ينزل الله به ذلك كما ان تعذيب الله لمن عذبه بالريح الشديدة الباردة كقوم عاد كانت فى الوقت المناسب وهو آخر الشتاء كما قد ذكر ذلك اهل التفسير وقصص الأنبياء
    أما خسوف القمر فلا يحدث إلا في أيام إبدار القمر ، أي في الأيام التي يكون فيها القمر بدراً ، ويكون ذلك في ليلة الثالث عشر ، والرابع عشر ، والخامس عشر .
    انظر مجموع الفتاوى ، 12 / 370 ، 35 / 175.
    معتقدات خاطئة في الكسوف والخسوف
    1 ـ أن القمر في ضائقة وأسر :
    وهذا اعتقاد عرب الجاهلية الأولى فكانوا يضربون بالمعادن محدثين ضجيجـًا وجلبة ، ويقولون : يا رب خلـّصه (حسن الباش وزميله ص:29 ) .
    2 ـ أعتقاد قديم أن الحوتة تطارد القمر باستمرار
    وعندها تقترب لحظة انتصارها فيما يسمى الخسوف ، فيتدخل الإنسان ليحسم الأمر ، فيلجأ الناس إلى إطلاق الرصاص ، وقرع الطبول والأواني لإخافة الحوتة وإعادتها إلى عالم المياه .
    ويظل الاستنفار مستمرًا والناس خائفين حتى تتراجع الحوتة إلى عالم البحار ، فينتصر الخلق والحياة وروح الخير .. وينتهي الخسوف ، وعندئذٍ يخرج الناس يغنون ويدبكون احتفالاً باستمرار الحياة والوجود ..
    3 ـ بعض النساء يتوهمن من القمر ـ حال الخسوف ـ أو الشمس ـ حال الكسوف ـ قوةً فيسألن نفعــًا أو يستجرن من ضر .
    4 ـ وبعضهم يعتقد أن التنين يخاتل الشمس ليبتلعها لتستحيل الدنيا ظلامـًا دامسـًا
    5ـ وبعضهم يعتقد أن الجنَّة وبنات الحور يمسكون به .
    6 ـ وبعضهم يظن أن عمر ـ رضي الله عنه ـ يخنق القمر !!
    7 ـ أنهما يحدثان لموت عظيم
    وهذا اعتقاد سمعه الرسول صلى الله عليه وسلم وبدد هذا الفهم القاصر كما سيأتي
    8ـ أنها آية جمالية نستمتع بها
    وهذا مفهوم معاصر ما قرأته في احد التعليقات من أحد الجهلة وذم أحد الخطباء الذي نوه إلى أنها آية تخويفية واتهمه بأنه يسيء إلى الإسلام.
    9 ـ أنها ظاهرة فلكية فقط وليست تخويفية .
    وهذا ما قاله أحد الفلكيين ونشر في أحد الصحف المحلية حيث قال : إن الخسوف والكسوف حدثان سماويان معروفان منذ القدم ،وهما ظاهرتانفلكيتان تعنيان الاحتجاب الجزئي أو الكلي لجرم سماوي بواسطة جرم سماوي آخر وكانالناس في الماضي يعتقدون أشياء لا أساس لها من الصحة، فكانوا ينسبون هذه الظواهرلغضب الرب إلا أن الأبحاث العلمية في العصر الحديث بينت أن الخسوف يحدث عندما تقعالشمس والأرض والقمر جميعهما على امتداد واحد وتتوسط الأرض بين الشمس والقمر فتحجبالأشعة المنعكسة عن القمر ولكن القمر لا يختفي تماما لأن الغلاف الجوي الأرضي يعملكعدسة تكسر ضوء الشمس فيصل بعضه إلى القمر فيبدو كقرص من النحاس العتيق فيصبح لونهأحمر أو برتقالياً وذلك ناتج عن مرور بعض أشعة الشمس خلال الغلاف الغازي للأرضوانعكاسها من سطح القمر
    قلت كل الظواهر الفلكية والجيولوجية لها تحليلات علميه ولكن يجب علينا نحن المسلمون أن ننظر لها إلى جانب التحليل العلمي ، السبب الشرعي لحدوث هذه الظاهرة ، خاصة أن حبيبنا صلى الله عليه وسلم ، لم يجعل هذه الظاهرة تمر من غير أن يتخذ أي إجراء بل فزع إلى الصلاة وأمر بها كما سيأتي ..


    التحليل العلمي دون ربطها بكونها آية وتخويف دليل الإعراض والغفلة:قال تعالى ( وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)يوسف
    النظرة الصحيحة للكسوف والخسوف .
    الإسلام نفى كل الأسباب المتعلقة بالمخلوقات وربطها بالخالق
    قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ متفق عليه
    وفي رواية أخرى إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ، لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ متفق عليه
    معرفة التحليل العلمي لا ينافي الأسباب الشرعية .
    الكسوف والخسوف ليستا ظاهرتان كونيتان فقط بل هما آيتان تخويفتان فالمسلم يجب أن يكون تحليله العلمي للظواهر الفلكية وغيرها بصحبه تدبرا وتحليلا للأسباب الشرعية والله سبحانه وتعالى لم يجعل هذه الظواهر عبثا بل جعل لها أسباب قال تعالى ( سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (53) فصلت
    والمعرفة القبلية للكسوف لا تمتنع بكونها تخيوفية ، قال ابن دقيق العيد : ربما يعتقد بعضهم أن الذي يذكره أهل الحساب ينافي قوله صلى الله عليه وسلم ” يخوفالله بهما عباده ” وليس بشيءٍ لأنَّ لله أفعالاً على حسب العادة ، وأفعالاً خارجةًعن ذلك ، وقدرتُه حاكمةٌ على كلِّ سببٍ ، فله أن يقتطع ما يشاء مِن الأسبابوالمسببات بعضها عن بعضٍ ، وإذا ثبت ذلك فالعلماء بالله لقوة اعتقادهم في عمومقدرته على خرق العادة وأنه يفعل ما يشاء إذا وقع شيءٌ غريبٌ حدث عندهم الخوف لقوةذلك الاعتقاد ، وذلك لا يمنع أن يكون هناك أسبابٌ تجري عليها العادة إلى أن يشاءالله خرقها ؛ وحاصله : أنَّ الذي يذكره أهل الحساب إن كان حقّاً في نفس الأمر لاينافي كون ذلك مخوفاً لعباد الله تعالى .أ.هـ فتح الباري ، 3 / 683 .
    "

    ياربّ الطمأنينة التي تملأُ قلبي بذكرك..


  2. #2
    مشرفة عامة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    1,907

    افتراضي رد: الخسوف والكسوف آيتان تخويفتان ..

    هل يستوي الفلكي المسلم مع الفلكي الغير مسلم
    الفلكي المسلم يجب أن ينظر إلى الظواهر الفلكية والجيولوجية نظرتين نظرة علميه وأخرى شرعية . والله فضل المسلم على الكافر لهذا السبب قال تعالى أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9) الزمر
    قال شيخ الإسلام – رحمه الله - : الخسوف والكسوف هما أوقاتٌ مقدَّرةٌ كما لطلوع الهلال وقتٌ مقدَّرٌ وذلك ما أجرى الله عادتهبالليل والنهار والشتاء والصيف وسائر ما يتبع جريان الشمس والقمر ، وذلك من آياتالله تعالى كما قال تعالى { وَهُوَ الذي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ والشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} ، وقال تعالى {هُوَ الذي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالحِسَابَ مَا خَلَقَ الله ذَلِكَ إلاَّ بِالحَقِّ} ، وقال تعالى {وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} ……وكما أنَّ العادة التي أجراها الله تعالى أنَّ الهلال لايستهل إلا ليلة ثلاثين مِن الشهر أو ليلة إحدى وثلاثين وأن الشهر لا يكون إلاثلاثين أو تسعة وعشرين فمن ظنَّ أنَّ الشهر يكون أكثر من ذلك أو أقل فهو غالط .
    فكذلك أجرى الله العادة أنَّ الشمس لا تكسف إلا وقت الاستسرار وأنَّ القمرلا يخسف إلا وقت الإبدار ووقت إبداره هي الليالي البيض التي يستحب صيام أيامها ليلةالثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر فالقمر لا يخسف إلا في هذه الليالي والهلاليستسر آخر الشهر إما ليلة وإما ليلتين كما يستسر ليلة تسع وعشرين وثلاثين والشمس لاتكسف إلا وقت استسراره وللشمس والقمر ليالي معتادة من عرفها عرف الكسوف والخسوف كماأن من علم كم مضى من الشهر يعلم أن الهلال يطلع في الليلة الفلانية أو التي قبلها ،لكن العلم بالعادة في الهلال علمٌ عامٌّ يشترك فيه جميعُ النَّاس وأمَّا العلمبالعادة في الكسوف والخسوف فإنما يعرفه مَن يعرف حساب جريانهما وليس خبر الحاسببذلك مِن باب علم الغيب ، ولا مِن باب ما يخبر به من الأحكام التي يكون كذبه فيهاأعظم مِن صدقه ، فإنَّ ذلك قولٌ بلا علمٍ ثابتٍ وبناء على غير أصلٍ صحيحٍ .أ.هـ مجموع الفتاوى 24/ 254ـ 256 .
    الواجب الإنساني تجاه هذه الظاهرة الكونية
    أربعة عشر عبادة ثابتة للخسوف والكسوف
    أولا : الاعتقاد الجازم .بأنهما آيتان تخويفتان
    فالتحليل العلمي للظاهرة لا ينفي كونهما آيتان تخويفيتنا بل يجب على الفلكي المسلم أن تكون سببا في زيادة التأمل والتدبر .
    1 ـ تقرير الرسول صلى الله عليه وسلم أنهما أيتان تخويفتان
    عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ، لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُخَوِّفُ بِهَا عِبَادَهُ “متفق عليه
    2 ـ فزعه صلى الله عليه وسلم عندما كسفت الشمس
    عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَتْ : ” كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَفَزِعَ فَأَخْطَأَ بِدِرْعٍ حَتَّى أُدْرِكَ بِرِدَائِهِ بَعْدَ ذَلِكَ ، …..*صحيح مسلم
    معناه أنه لشدة سرعته واهتمامه بذلك أراد أن يأخذ رداءه فأخذ درع بعض أهل البيت سهوا , ولم يعلم ذلك لاشتغال قلبه بأمر الكسوف , فلما علم أهل البيت أنه ترك رداءه لحقه به إنسان
    وفزعه كان لأحد الأسباب الآتية :
    أ ـ لعلمه أنها تخويف فخشي من غضب الله سبحانه وتعالى لذا فإنه بعد الانتهاء من الصلاة وعظ المسلمين وذكرهم بالجنة والنار
    ب : أن هذه الظاهرة أحد ظواهر يوم القيامة
    قال تعالى (فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) القيامة .
    قال الشيخ صالح الفوزان : فخشي أن حصل الكسوف أن يستمر ولا ينكشف وأن تقوم الساعة عند حدوثه لأن وقت قيامة ولا يكون إلا بغتة .
    3 ـ التخويف منهج إلهي لا يصح إنكاره
    التخويف منهج إلهي ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه فقال تعالى وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59) وقال تعالى ( وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60) الإسراء
    4 ـ خوفه صلى الله عليه وسلم عند رؤيته آيات الله وتخويفه عَنْ عَائِشَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهَا قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ ، قَالَ : ” اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا ، وَخَيْرَ مَا فِيهَا ، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا ، وَشَرِّ مَا فِيهَا ، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ ” ، قَالَتْ : وَإِذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ ، تَغَيَّرَ لَوْنُهُ ، وَخَرَجَ وَدَخَلَ ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ ، فَإِذَا مَطَرَتْ ، سُرِّيَ عَنْهُ ، فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَسَأَلْتُهُ ، فَقَالَ : ” لَعَلَّهُ ، يَا عَائِشَةُ كَمَا قَالَ قَوْمُ عَادٍ : ( فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا )” صحيح مسلم
    ثانيا ً : الخروج للصلاة بفزع وخوف كما أمر بذلك صلى الله عليه وسلم فقال : فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلاَةِ “متفقع عليه
    ثالثاً : المناداة “الصلاة جامعة” بلا أذان ولا إقامة
    عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : ” لَمَّا كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُودِيَ إِنَّ الصَّلاَةَ جَامِعَةٌ صحيح البخاري.
    أجمع العلماء أنه لا أذان ولا أقامة لصلاة الكسوف والخسوف
    رابعا : الأمر بالخروج للصلاة : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا ، فَقُومُوا ، فَصَلُّوا ”
    خامساً : الصلاة على الهيئة التي فعلها:
    عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ” صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي رَكْعَتَيْنِ ، وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ صحيح مسلم
    وفي حديث جابر رضي الله عنه قال : فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ سِتَّ رَكَعَاتٍ بِأَرْبَعِ سَجَدَاتٍ ، بَدَأَ فَكَبَّرَ ، ثُمَّ قَرَأَ ، فَأَطَالَ الْقِرَاءَةَ ، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمَّا قَامَ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ ، فَقَرَأَ قِرَاءَةً دُونَ الْقِرَاءَةِ الْأُولَى ، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمَّا قَامَ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ ، فَقَرَأَ قِرَاءَةً دُونَ الْقِرَاءَةِ الثَّانِيَةِ ، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمَّا قَامَ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ ، ثُمَّ انْحَدَرَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ أَيْضًا ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ لَيْسَ فِيهَا رَكْعَةٌ إِلَّا الَّتِي قَبْلَهَا أَطْوَلُ مِنَ الَّتِي بَعْدَهَا ، وَرُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ سُجُودِهِ ، ثُمَّ تَأَخَّرَ ، وَتَأَخَّرَتِ الصُّفُوفُ خَلْفَهُ ، حَتَّى انْتَهَيْنَا
    سادساً : نفي المعتقدات الباطلة التي يربطها البعض مع هذه الظاهرة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق
    سابعاً : الخطبة بعد الصلاة ويكون فيها التذكير بالآخرة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فمن خطبته في هذه الصلاة : قال مَا مِنْ شَيْءٍ تُوعَدُونَهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي صَلَاتِي هَذِهِ ، لَقَدْ جِيءَ بِالنَّارِ ، وَذَلِكُمْ حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ ، مَخَافَةَ أَنْ يُصِيبَنِي مِنْ لَفْحِهَا ، وَحَتَّى رَأَيْتُ فِيهَا صَاحِبَ الْمِحْجَنِ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ ، كَانَ يَسْرِقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنِهِ ، فَإِنْ فُطِنَ لَهُ قَالَ : إِنَّمَا تَعَلَّقَ بِمِحْجَنِي ، وَإِنْ غُفِلَ عَنْهُ ذَهَبَ بِهِ ، وَحَتَّى رَأَيْتُ فِيهَا صَاحِبَةَ الْهِرَّةِ الَّتِي رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا ، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ ، حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا ، ثُمَّ جِيءَ بِالْجَنَّةِ ، وَذَلِكُمْ حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَقَدَّمْتُ حَتَّى قُمْتُ فِي مَقَامِي ، وَلَقَدْ مَدَدْتُ يَدِي وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَتَنَاوَلَ مِنْ ثَمَرِهَا لِتَنْظُرُوا إِلَيْهِ ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ لَا أَفْعَلَ ، فَمَا مِنْ شَيْءٍ تُوعَدُونَهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي صَلَاتِي هَذِهِ ” متفق عليه واللفظ لمسلم
    وفي رواية : وَعُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ ، فَرَأَيْتُ فِيهَا امْرَأَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ تُعَذَّبُ فِي هِرَّةٍ لَهَا ، رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا ، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ ، وَرَأَيْتُ أَبَا ثُمَامَةَ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ ،صحيح مسلم
    عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ أَتَيْتُ عَائِشَةَ وَهِيَتُصَلِّي فَقُلْتُ مَا شَأْنُ النَّاسِ فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَاالنَّاسُ قِيَامٌ فَقَالَتْ سُبْحَانَ اللَّهِ قُلْتُ آيَةٌ؟ فَأَشَارَتْبِرَأْسِهَا أَيْ نَعَمْ فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ فَجَعَلْتُ أَصُبُّعَلَى رَأْسِي الْمَاءَ فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْأُرِيتُهُ إِلَّا رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي حَتَّى الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَأُوحِيَإِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ مِثْلَ أَوْ قَرِيبَ – لَا أَدْرِيأَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ – مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ يُقَالُمَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أَوْ الْمُوقِنُ – لَاأَدْرِي بِأَيِّهِمَا قَالَتْ أَسْمَاءُ – فَيَقُولُ هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُاللَّهِ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى فَأَجَبْنَا وَاتَّبَعْنَا هُوَمُحَمَّدٌ ثَلَاثًا فَيُقَالُ نَمْ صَالِحًا قَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُوقِنًابِهِ ، وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوْ الْمُرْتَابُ – لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَقَالَتْ أَسْمَاء –ُ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًافَقُلْتُهُ متفق عليه .
    وفي رواية عائشة قال : يَاأُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَعَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَمَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا” . متفق عليه .
    ثامناً : الدعاء حتى ينكشف لأمره صلى الله عليه وسلم قال : ، فَصَلُّوا ، وَادْعُوا حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ ” صحيح البخاري
    تاسعاً : التكبير
    قال صلى الله عليه وسلم فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَكَبِّرُوا ، وَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا ) صحيح مسلم
    عاشراً : الصدقة قال صلى الله عليه وسلم (وَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا ) صحيح مسلم
    حادي عشر : ذكر الله: ففي رواية قال صلى الله عليه وسلم : فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ ، فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ “ صحيح البخاري
    ثاني عشر : الاستغفار : كما في الرواية السابقة
    ثلاثة عشر : إعتاق الرقاب : ، عَنْ أَسْمَاءَ ، قَالَتْ : لَقَدْ ” أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالعَتَاقَةِ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ ” صحيح البخاري .
    أربعة عشر : التعوذ من عذاب القبر :
    عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبيِّ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ..فَسَأَلَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا رَسُولَاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُعَذَّبُ النَّاس.. ثُمَّ رَكِبَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ مَرْكَبًافَخَسَفَتْ الشَّمْسُ فَرَجَعَ ضُحًى فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ الْحُجَرِ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي وَقَامَالنَّاس وَرَاءَهُ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا ….وَانْصَرَفَ فَقَالَ مَا شَاءَاللَّهُ أَنْ يَقُولَ ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَعَوَّذُوا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِصحيح البخاري ..



    "

    ياربّ الطمأنينة التي تملأُ قلبي بذكرك..


  3. #3
    مشرفة عامة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    1,907

    افتراضي رد: الخسوف والكسوف آيتان تخويفتان ..

    حكم صلاة الكسوف وكيفيتها وأحكام متعلقه بها .
    حكمها :أجمع العلماء على أن صلاة الكسوف والخسوف سنة مؤكدة وانفرد بعض أفراد من العلماءبوجوبها ويميلإليه ابنالقيم والأول أصح
    كيف تثبت إقامتها
    لا يصلى للكسوف بمجرد الإخبار حتى يرى بالعين المجردة
    قال شيخ الإسلام – رحمه الله - : والعلم بوقت الكسوف والخسوف وإن كان ممكناًلكن هذا المخبر المعيَّن قد يكون عالماً بذلك وقد لا يكون ، وقد يكون ثقةً في خبرهوقد لا يكون ، وخبر المجهول الذي لا يوثق بعلمه وصدقه ولا يعرف كذبُه موقوفٌ ، ولوأَخبرَ مخبِرٌ بوقت الصلاة وهو مجهولٌ لم يُقبل خبرُه لكن إذا تواطأ خبر أهل الحسابعلى ذلك فلا يكادون يخطئون، ومع هذا فلا يترتب على خبرهم علمٌ شرعيٌّ فإنَّ صلاةالكسوف والخسوف لا تُصلَّى إلا إذا شاهدنا ذلك وإذا جوَّز الإنسانُ صدق المخبر بذلكأو غلب على ظنِّه فنوى أن يصلي الكسوف والخسوف عند ذلك واستعد ذلك الوقت لرؤية ذلككان هذا حثّاً مِن باب المسارعة إلى طاعة الله تعالىوعبادته فانَّ الصلاة عندالكسوف متفقٌ عليها بين المسلمين وقد تواترت بها السنن عن النَّبيِّ صلى الله عليهوسلم ورواها أهل الصحيح والسنن والمسانيد مِن وجوهٍ كثيرةٍ واستفاض عنه أنَّه صلىبالمسلمين صلاة الكسوف يوم مات ابنه إبراهيم .أ.هـ مجموع الفتاوى ، 24 / 258 .
    لا يسن لها غسل :
    لم يرد عن النيي صلى الله عليه و سلم أنه اغتسل وليس من السنة بل النبي صلى الله عليهوسلم فزع إلى الصلاة مباشرة
    بداية الصلاة ونهايتها
    ويسنُّ أن يبدأ الناس بالصلاة أول وقتالكسوف وتنتهي بنهايته لفعله صلى الله عليه وسلم كما في حديث فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ حَتَّى انْجَلَتِ الشَّمْسُ ، : ، وإذا انتهت الصلاة ولم يتجلى لا يشرع إعادتها
    قال شيخالإسلام – رحمه الله - : والمقصود أنْ تكون الصلاة وقت الكسوف إلى أنْ يتجلى فإنفرغ مِن الصلاة قبل التجلي ذَكر الله ودعاه إلى أنْ يتجلى ، والكسوف يطول زمانهتارة ويقصر أخرى بحسب ما يكسف منها فقد تكسف كلها وقد يكسف نصفها أو ثلثها فإذا عظمالكسوف طوَّل الصلاة حتى يقرأ بالبقرة ونحوها في أول ركعة وبعد الركوع الثاني يقرأبدون ذلك.
    مجموع الفتاوى 24 / 260 . .
    يشرع أداء الصلاة ولو في وقت الكراهة
    قال شيخ الإسلام – رحمه الله - : ونهى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها لأنَّالمشركين يسجدون للشمس حينئذٍ والشيطان يقارنها وإن كان المسلم المصلِّي لا يقصدالسجود لها لكن سدَّ الذريعة لئلا يتشبه بالمشركين في بعض الأمور التي يختصون بهافيفضي إلى ما هو شركٌ ، ولهذا نهى عن تحرِّي الصلاة في هذين الوقتين هذا لفظ ابنعمر الذي في الصحيحين فقصد الصلاة فيها منهيٌّ عنه.
    وأما إذا حدث سببٌتُشرع الصلاة لأجله مثل تحية المسجد ، وصلاة الكسوف ، وسجود التلاوة ، وركعتيالطواف ، وإعادة الصلاة مع إمام الحيِّ ، ونحو ذلك فهذه فيها نزاع مشهور بينالعلماء والأظهر جواز ذلك واستحبابه فإنه خيرٌ لا شرَّ فيه وهو يفوت إذا ترك وإنمانهي عن قصد الصلاة وتحرِّيها في ذلك الوقت لما فيه مِن مشابهة الكفار بقصد السجودذلك الوقت فما لا سبب له قد قصد فعله في ذلك الوقت وإن لم يقصد الوقت بخلاف ذيالسبب فإنه فعل لأجل السبب فلا تأثير فيه للوقت بحال . أ.هـ “مجموع الفتاوى 17 / 502 .
    صلاة الكسوف جماعة في المسجد
    لفعله صلى الله عليه وسلم كما في الأحاديث التي ذكرناها ولا مانع مِن أن يصلِّيهاالناس في بيوتهم فرادى ، وإن كان الأولى أن تكون في المسجد وجماعة - ، وأيضاً : عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْخَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَفَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَفَّ النَّاسُ وَرَاءَهُ فَكَبَّرَ فَاقْتَرَأَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً صحيح البخاري
    وهذا لا يتعارض مع الندب لأداء النوافل في البيت ، فإن هذهالصلاة مما تشرع فيه الجماعة ، فصار أداؤها في المسجد خير من أدائها في البيت
    قال شيخ الإسلام – رحمه الله - : وأما قوله – أي: النبي صلى الله عليه وسلمأفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة” فالمراد بذلك ما لم تشرع له الجماعة؛ وأمَّا ما شرعت له الجماعة كصلاة الكسوف فَفِعْلُها في المسجد أفضل بسنَّة رسولالله صلى الله عليه وسلم المتواترة واتفاق العلماء .أ.هـ “منهاج السنَّة النَّبوية 8 / 309 .
    عدد ركعاتها ركعتان
    اختلف العلماء في عدد ركعاتها على أوجه لاختلاف الروايات بذلك، لاسيما أنَّ أكثر الروايات في ذلك ظاهرها الصحة، وللعلماء قولان
    القول الأول : أنه يصلى بأيّ نوع من الروايات الصحيحة، وبنوا اختلاف الروايات على تعدّد الواقعة، وهو مذهب إسحاق بن راهويه وابن حبان والخطابي وابن المنذر وابن حزم وغيرهم،
    القول الثاني : قول المحقّقين من النقاد كالشافعي وأحمد والبخاري والبيهقي وابن عبد البر على أنَّ الواقعة لم تتعدَّد، بل صلاها النبي مرة واحدة يوم مات ابنه إبراهيم، وأرجح الروايات عندهم حديث عائشة وأسماء وجابر وابن عباس وابن عمرو وغيرهم لكثرتها وكثرة طرقها
    عَنْ أَبِي بَكْرَةَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : “انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ” .صحيح البخاري
    وحاصل ذلك أنَّها ركعتان، في كلّ ركعة ركوعان وسجدتان، ويقرأ بين كلِّ ركوعين، ويجهر بالقراءة فيها، ويطيل القيام والركوع والسجود في الركعة الأولى.

    كيفيتها
    وهي ركعتان ، في كل ركعة : قراءتان وركوعانوسجدتان
    .عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : “جَهَرَ النَّبيُّصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةِ الْخُسُوفِ بِقِرَاءَتِهِ فَإِذَافَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ كَبَّرَ فَرَكَعَ وَإِذَا رَفَعَ مِنْ الرَّكْعَةِ قَالَسَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ ثُمَّ يُعَاوِدُالْقِرَاءَةَ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي رَكْعَتَيْنِوَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ” . متفق عليه
    القراءة فيها جهرا
    وسواء كانت الصلاة في الليل أو في النهار.
    عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : “جَهَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةِ الْخُسُوفِ بِقِرَاءَتِهِ” متفق عليه
    هل يجوز لمن لم يعرفها أن يصلى ركعتينكسائر النوافل الجواب نعم ودل عليه حديث صحيح عند البخاري وهو مذهب بعض الحنفيةوالأول أولى
    الإطالة
    عَنْأَبِي مُوسَى قَالَ : “خَسَفَتْ الشَّمْسُ فَقَامَ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ فَأَتَى الْمَسْجِدَفَصَلَّى بِأَطْوَلِ قِيَامٍ وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ يَفْعَلُهُ” . متفق عليه
    الركعة الأولى أطول قياما وركوعا من قيام وركوع الثانية
    عَنْعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ يَهُودِيَّةً …. فَكَسَفَتْ الشَّمْسُفَرَجَعَ ضُحًى فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَظَهْرَانَيْ الْحُجَرِ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَقَامَ النَّاس وَرَاءَهُ فَقَامَقِيَامًا طَوِيلًا ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًاطَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًاوَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَفَعَ فَسَجَدَ سُجُودًا طَوِيلًا ثُمَّقَامَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَرُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ قَامَ قِيَامًاطَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًاوَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ سَجَدَ وَهُوَ دُونَ السُّجُودِالْأَوَّلِ ثُمَّ انْصَرَفَ” . متفق عليه
    رفع اليدين في الدعاء
    عَنْ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا أَرْمِي بِأَسْهُمِي فِيحَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ انْكَسَفَتْالشَّمْسُ فَنَبَذْتُهُنَّ وَقُلْتُ لَأَنْظُرَنَّ إِلَى مَا يَحْدُثُ لِرَسُولِاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي انْكِسَافِ الشَّمْسِ الْيَوْمَفَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ يَدْعُو وَيُكَبِّرُ وَيَحْمَدُوَيُهَلِّلُ حَتَّى جُلِّيَ عَنْ الشَّمْسِ فَقَرَأَ سُورَتَيْنِ وَرَكَعَرَكْعَتَيْنِ” صحيح مسلم
    يسنُّ الإمام بعد الصلاةأن يخطب بالنَّاس – والأصح أنَّها خطبة واحدة ، وهو مذهب الشافعي- ، يذكِّرهمباليوم الآخر ، ويرهِّبهم مِن الحشر والقيامة ، ويُعلِّمهم بحالهم في القبور وسؤالالملكين، ويسنُّ حضور النساء إلى المساجد لأداءالصلاة ، ويجب التخلي عن الطيب والزينة في كل خروجٍ لَهُنَّ ، ويتأكد الأمر ها هنالما فيه من الفزع والتخويف بهذه الآية
    عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِيبَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهَا قَالَتْ أَتَيْتُ عَائِشَةَ زَوْجَالنَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فَإِذَاالنَّاس قِيَامٌ يُصَلُّونَ وَإِذَا هِيَ قَائِمَةٌ تُصَلِّي فَقُلْتُ مَالِلنَّاسِ فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَتْ سُبْحَانَ اللَّهِفَقُلْتُ آيَةٌ؟ فَأَشَارَتْ أَيْ نَعَمْ قَالَتْ فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِيالْغَشْيُ فَجَعَلْتُ أَصُبُّ فَوْقَ رَأْسِي الْمَاءَ فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْه متفق عليه ِ
    كم صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة كسوف
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : والصواب أنه لم يصلِّ أي: النَّبي صلىالله عليه وسلم إلا بركوعين ، وأنَّه لم يصلِّ الكسوف إلا مرةً واحدةً يوم ماتإبراهيم وقد بيَّن ذلك الشافعيُّ وهو قول البخاري وأحمد بن حنبل في إحدى الروايتينعنه والأحاديث التي فيها الثلاث والأربع فيها أنَّه صلاها يوم مات إبراهيم ،ومعلومٌ أنَّه لم يمت في يومي كسوف ولا كان له إبراهيميان .أ.هـ مجموع الفتاوى 1 / 256 .
    منقووول للفائده..


    "

    ياربّ الطمأنينة التي تملأُ قلبي بذكرك..


  4. #4

    افتراضي رد: الخسوف والكسوف آيتان تخويفتان ..

    بارك الله فيك

  5. #5
    مشرفة عامة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    1,907

    افتراضي رد: الخسوف والكسوف آيتان تخويفتان ..

    جوزيتَ آلجنآنٌ و رضى آلرحمنٌ
    على مرورٌ أسعدنيٌ

    دمتَ ب سعآدهٌ
    "

    ياربّ الطمأنينة التي تملأُ قلبي بذكرك..


ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

جميع الحقوق محفوظة لموقع منشاوي للدرسات والابحاث