كسوف للشمس بعد ظهر يوم 29 محرم 1431هـ وخسوف للقمر قبله في نفس الشهر على ماذا يدل ؟؟؟؟
الخسوف والكسوف ؟
الصحيح أن الكسوف يطلق على الخسوف والعكس صحيح لصحة الأحاديث والآثار بذلك فيقالكسفت الشمس وخسفت ويقال خسف القمر وكسف
كَسَفَتِ الشَّمْسُ ، َخَسَفَتْ الشَّمْسُ ، َ يَخْسِفَانِ ، يَنْكَسِفَانِ ، يَْكَسِفَانِ
كل هذه الألفاظ واردة كما سيأتي
خسوف القمر Lunar Eclipse هو احتجاب سطح القمر أو جزء منه، عندما تكون الأرض بينه وبين الشمس، وقد يكون هذا الاحتجاب جزئيـًا أو كليـًا.
وأما الكسوف Solar Eclipse فهو احتجاب الشمس أو جزء منها حينما يقع القمر بينها وبين الأرض وقد يكون جزئيـًا أو حلقيـًا أو كليـًا ( معجم المصطلحات العلمية والفنية ص:204 ، 585 ).
فسبب كسوف الشمس ، أن القمر يقع بينها وبين الأرض فيحجب بعض ضوئها عن الأرض ولا يحجب ضوءها كله لأن الشمس أكبر وأرفع من القمر ، لذلك لا يمكن أن يحدث كسوف كلي على بقاع الأرض .
وخسوف القمر يحدث بسبب وقوع الأرض بين الشمس والقمر ، فتحول الأرض بينهما ، ومعلوم أن القمر جرم معتم يستمد نوره من الشمس ، فإذا حالت الأرض بينهما وقع الخسوف .
وعلى هذا فهما سنة كونية، وظاهرة طبيعية، تحكمانهما قوانين وضوابط ، لا تحدثان بغيرهما .. هذا هو كلام العلم التجريبي ، وهو أيضـًا كلام الإسلام ، كما سنوضح بمشيئة الله تعالى .. فما رأي العقائد العامية في الكسوف والخسوف
وقت الكسوف والخسوف :
قال الإمام ابن تيمية وما أخبر به النبى لا ينافى لكون الكسوف له وقت محدود يكون فيه حيث لا يكون كسوف الشمس الا فى اخر الشهر ليلة السرار ولا يكون خسوف القمر الا فى وسط الشهر وليالى الابدار ومن إدعى خلاف ذلك من المتفقهة او العامة فلعدم علمه بالحساب ولهذا يمكن المعرفة بما مضى من الكسوف وما يستقبل كما يمكن المعرفة بما مضى من الأهلة وما يستقبل إذ كل ذلك بحساب كما قال تعالى جعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا وقال تعالى والشمس والقمر بحسبان وقال تعالى هو الذى جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب وقال ويسئلونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج ومن هنا صار بعض العامة اذا رأى المنجم قد اصاب فى خبره عن الكسوف المستقبل يظن ان خبره عن الحوادث من هذا النوع فان هذا جهل اذ الخبر الأول بمنزلة اخباره بان الهلال يطلع اما ليلة الثلاثين واما ليلة إحدى وثلاثين فان هذا امر اجرى الله به العادة لا يخرم ابدا وبمنزلة خبره ان الشمس تغرب آخر النهار وأمثال ذلك فمن عرف منزلة الشمس والقمر ومجاريهما علم ذلك وان كان ذلك علما قليل المنفعة فإذا كان الكسوف له اجل مسمى لم يناف ذلك ان يكون عند اجله يجعله الله سببا لما يقضيه من عذاب وغيره لمن يعذب الله فى ذلك الوقت او لغيره ممن ينزل الله به ذلك كما ان تعذيب الله لمن عذبه بالريح الشديدة الباردة كقوم عاد كانت فى الوقت المناسب وهو آخر الشتاء كما قد ذكر ذلك اهل التفسير وقصص الأنبياء
أما خسوف القمر فلا يحدث إلا في أيام إبدار القمر ، أي في الأيام التي يكون فيها القمر بدراً ، ويكون ذلك في ليلة الثالث عشر ، والرابع عشر ، والخامس عشر .
انظر مجموع الفتاوى ، 12 / 370 ، 35 / 175.
معتقدات خاطئة في الكسوف والخسوف
1 ـ أن القمر في ضائقة وأسر :
وهذا اعتقاد عرب الجاهلية الأولى فكانوا يضربون بالمعادن محدثين ضجيجـًا وجلبة ، ويقولون : يا رب خلـّصه (حسن الباش وزميله ص:29 ) .
2 ـ أعتقاد قديم أن الحوتة تطارد القمر باستمرار
وعندها تقترب لحظة انتصارها فيما يسمى الخسوف ، فيتدخل الإنسان ليحسم الأمر ، فيلجأ الناس إلى إطلاق الرصاص ، وقرع الطبول والأواني لإخافة الحوتة وإعادتها إلى عالم المياه .
ويظل الاستنفار مستمرًا والناس خائفين حتى تتراجع الحوتة إلى عالم البحار ، فينتصر الخلق والحياة وروح الخير .. وينتهي الخسوف ، وعندئذٍ يخرج الناس يغنون ويدبكون احتفالاً باستمرار الحياة والوجود ..
3 ـ بعض النساء يتوهمن من القمر ـ حال الخسوف ـ أو الشمس ـ حال الكسوف ـ قوةً فيسألن نفعــًا أو يستجرن من ضر .
4 ـ وبعضهم يعتقد أن التنين يخاتل الشمس ليبتلعها لتستحيل الدنيا ظلامـًا دامسـًا
5ـ وبعضهم يعتقد أن الجنَّة وبنات الحور يمسكون به .
6 ـ وبعضهم يظن أن عمر ـ رضي الله عنه ـ يخنق القمر !!
7 ـ أنهما يحدثان لموت عظيم
وهذا اعتقاد سمعه الرسول صلى الله عليه وسلم وبدد هذا الفهم القاصر كما سيأتي
8ـ أنها آية جمالية نستمتع بها
وهذا مفهوم معاصر ما قرأته في احد التعليقات من أحد الجهلة وذم أحد الخطباء الذي نوه إلى أنها آية تخويفية واتهمه بأنه يسيء إلى الإسلام.
9 ـ أنها ظاهرة فلكية فقط وليست تخويفية .
وهذا ما قاله أحد الفلكيين ونشر في أحد الصحف المحلية حيث قال : إن الخسوف والكسوف حدثان سماويان معروفان منذ القدم ،وهما ظاهرتانفلكيتان تعنيان الاحتجاب الجزئي أو الكلي لجرم سماوي بواسطة جرم سماوي آخر وكانالناس في الماضي يعتقدون أشياء لا أساس لها من الصحة، فكانوا ينسبون هذه الظواهرلغضب الرب إلا أن الأبحاث العلمية في العصر الحديث بينت أن الخسوف يحدث عندما تقعالشمس والأرض والقمر جميعهما على امتداد واحد وتتوسط الأرض بين الشمس والقمر فتحجبالأشعة المنعكسة عن القمر ولكن القمر لا يختفي تماما لأن الغلاف الجوي الأرضي يعملكعدسة تكسر ضوء الشمس فيصل بعضه إلى القمر فيبدو كقرص من النحاس العتيق فيصبح لونهأحمر أو برتقالياً وذلك ناتج عن مرور بعض أشعة الشمس خلال الغلاف الغازي للأرضوانعكاسها من سطح القمر
قلت كل الظواهر الفلكية والجيولوجية لها تحليلات علميه ولكن يجب علينا نحن المسلمون أن ننظر لها إلى جانب التحليل العلمي ، السبب الشرعي لحدوث هذه الظاهرة ، خاصة أن حبيبنا صلى الله عليه وسلم ، لم يجعل هذه الظاهرة تمر من غير أن يتخذ أي إجراء بل فزع إلى الصلاة وأمر بها كما سيأتي ..
التحليل العلمي دون ربطها بكونها آية وتخويف دليل الإعراض والغفلة:قال تعالى ( وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)يوسف
النظرة الصحيحة للكسوف والخسوف .
الإسلام نفى كل الأسباب المتعلقة بالمخلوقات وربطها بالخالق
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ متفق عليه
وفي رواية أخرى إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ، لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ متفق عليه
معرفة التحليل العلمي لا ينافي الأسباب الشرعية .
الكسوف والخسوف ليستا ظاهرتان كونيتان فقط بل هما آيتان تخويفتان فالمسلم يجب أن يكون تحليله العلمي للظواهر الفلكية وغيرها بصحبه تدبرا وتحليلا للأسباب الشرعية والله سبحانه وتعالى لم يجعل هذه الظواهر عبثا بل جعل لها أسباب قال تعالى ( سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (53) فصلت
والمعرفة القبلية للكسوف لا تمتنع بكونها تخيوفية ، قال ابن دقيق العيد : ربما يعتقد بعضهم أن الذي يذكره أهل الحساب ينافي قوله صلى الله عليه وسلم ” يخوفالله بهما عباده ” وليس بشيءٍ لأنَّ لله أفعالاً على حسب العادة ، وأفعالاً خارجةًعن ذلك ، وقدرتُه حاكمةٌ على كلِّ سببٍ ، فله أن يقتطع ما يشاء مِن الأسبابوالمسببات بعضها عن بعضٍ ، وإذا ثبت ذلك فالعلماء بالله لقوة اعتقادهم في عمومقدرته على خرق العادة وأنه يفعل ما يشاء إذا وقع شيءٌ غريبٌ حدث عندهم الخوف لقوةذلك الاعتقاد ، وذلك لا يمنع أن يكون هناك أسبابٌ تجري عليها العادة إلى أن يشاءالله خرقها ؛ وحاصله : أنَّ الذي يذكره أهل الحساب إن كان حقّاً في نفس الأمر لاينافي كون ذلك مخوفاً لعباد الله تعالى .أ.هـ فتح الباري ، 3 / 683 .