احتلت مشكلة تطور العلم في التاريخ مكان الصدارة منذ القرن العشرين ولا تزال، وتعددت الآراء وتضاربت وانعقدت مؤتمرات دولية لمناقشة القضايا المتعلقة بتطور العلم وظهر ما يسمي منطق تطور العلم وموضوعه تحليل تطور العلم وبنيته واكتشاف قوانين التقدم العلمي ومعاييره .
وتجدر الإشارة إلي انه مع الحرب العالمية الثانية شاعت عبارة النشاط العلمي المكثف Big Science وظهر اتجاه جديد متميز لدراسة مظاهر اطراد التقدم وعرف هذا الاتجاه باسم علم العلم scientology ويتألف من أفرع كثيرة :
1-البنية المنطقية للعلم
2-منطق تطور العلم
3-سوسيولوجيا العلم
4-نظرية تنظيم العلم
5-اقتصاد العلم
في ضوء هذا يمكننا ان نعيد قراءة تاريخ العلم الحديث لنلحظ أنه ما من قفزة علمية كبيرة إلا وكان وراءها اكتشاف لخلل كبير في إحدى الوسائل الإنسانية المستخدمة في العملية العلمية

القفزة الأولى: الثورة العلمية
القفزة الثانية: النظرية النسبية
القفزة الثالثة: نظرية الكم
القفزة الرابعة: ثورة الكومبيوتر

ان المعرفة العلمية يمكن أن تدرك بشكل تراكمي من زاوية دقة الحسابات التي تقدمها لا من زاوية صحة المفاهيم ولا من زاوية الاقتراب من معرفة "حقيقة العالم". والذي يدعم هذه الرؤية هو التمثيل الرياضي للظواهر الفيزيائية والذي لا يكاد أن ينفك عنها، وهو بلا شك ينطوي على تمثيل كمي quantitative أكثر مما ينطوي على تمثيل مفهومي conceptual لها، إذ من السهل تحويل المعادلات إلى أرقام، ولكن ليس من الممكن دائماً تفسير ما تعنيه المعادلات في صورة مفاهيم مدركة (كالمفاهيم التي تتبناها النسبية مثلاً، أو مفهوم "الطاقة السالبة" عند ديراك!). وكلما تقدم العلم أصبح تمثيلنا الكمي والذي نتعامل من خلاله مع العالم الواقعي أكثر دقة.

المراجع:
1- سيد نفادي . التقدم العلمي ومشكلاته . مجلة عالم الفكر الكويتية . مج 29 ع 2 ( أكتوبر 2000( .
2-توماس كون .بنية الثورات العلمية .عالم المعرفة .ع 168 (ديسمبر 1992 )