النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: فـن التحرير الصحفي وأهميتـه..!

  1. #1

    Lightbulb فـن التحرير الصحفي وأهميتـه..!



    فـن التحرير الصحفي وأهميتـه..!

    (الكاتب/ د. زاهر زكار*)

    لا شك ان التحرير الصحفي هو جزء من عملية الإعلام،والإعلام بدوره هو جزء من"كل"اكبر هو"الاتصال الجماهيري"ويسعى التحرير دائما الى الإجابة على تساؤلين 1ـ ماذا نقول؟ 2- وكيف نقول؟)
    تعريف مصطلح التحرير:
    يقصد بمصطلح"تحرير"هو إعداد الرسالة الإعلامية المكتوبة التي تنقل الى الجماهير عبر الصحيفة او المجلة بهدف تزويد الجماهير بالأخبار الصحفية والمعلومات السليمة من خلال عملية عرض فنية تساعد الناس على تكوين"رأي صائب"في واقعة من الوقائع او مشكلة من المشاكل،بحيث يعبر هذا الرأي تعبيرا موضوعيا عن عقلية الجماهير واتجاهاتهم وميولهم،ويعني ذلك،ان الغاية الوحيدة من"فن التحرير الصحفي"هو تيسير عملية الإقناع عن طريق عرض المعلومات والحقائق والأرقام والإحصاءات وما شابه ذلك.
    إذن يمكن تعريف مفهوم"فن التحرير الصحفي"بأنه"هو فن تحويل الأخبار والقضايا والأحداث المحيطة بنا الى مادة مكتوبة ومطبوعة سهلة الهضم عند جميع المستويات الثقافية المرتفعة الذكاء والمتوسطة والمحدودة الذكاء...."
    إن طريقة انتقال الرسالة الإعلامية من المصدر(أي المطبوعة/الصحيفة)الى المستقبل او المتلقي(أي الجماهير) من خلال المراسل(أي الصحفي) و"رئيس تحرير الصحيفة".والصحفي(المراسل) يجب ان يضع رسالته الإعلامية في قالب معين او صيغة معينة تتكون من"الرموز"او"الكلمات" وهنا لا بد من وجود وسائل لنقل هذه الرسائل كالصحيفة،التلفزيون، الإذاعة....الخ.
    ويتوقف ذلك على مدى التفاهم بين الصحفي(المراسل) والمستقبل(الجمهور) فإذا كان الصحفي(مثلا) ضعيفا في كتاباته او غير مؤهل للعمل الصحفي،فإن ذلك سوف يؤثر على عملية الاتصال سلبا).
    وإذا كانت الرسالة الإعلامية غير محررة(أي مكتوبة) بطريقة فعالة، فإنها(بالتأكيد) ستقف عقبة في سبيل نجاح الاتصال،ويمكن تصوير انتقال الرسالة الإعلامية من المصدر(أي الصحيفة)الى المتلقي(أي الجمهور) من خلال المرسل ووسيلة الاتصال التي تقع تحت سيطرة رئيس التحرير...ولكي تتلقاها بعض الجماهير مباشرة او يتلقاها بعض القادة
    وحاملي المعلومات(أي المصادر) لنقلها إلى أصدقائهم .
    ـ أسلوب التحرير الإعلامي،يدلل على المساعدة التي يقدمها المحرر إلى الجمهور مباشرة في القراءة والاستماع والمشاهدة في عملية نقل المعلومات والآراء والحقائق والوقائع..
    وليس في مقدور الصحفي ان يخترع المعجزات عند استخدام أسلوب الاتصال،ولكن عليه ان يفهم الأسلوب جيدا وصحيحا..وينبغي ان يكون (الصحفي)كالمعلم او المدرس لجهة مساعدته للجمهور على فهمه أيضا(أي الأسلوب).
    وتعتبر رسالة المحرر الإعلامي،هي صلب العملية التحريرية التي تعبر عن غرض وأهداف المصدر والمرسل حيث يترجم آراءه وأغراضه ورغباته في صورة رمزية..
    دور اللغة في العملية الإعلامية:
    لا شك ان اللغة هي وسيلة الإعلام-كما يقول الخبير الإعلامي"ماكلوهان"فهي عبارة عن صورة موجات صوتية يحملها الأثيرالى أذان الناس(أي المستمعين)وهي اللغة التي تحملها الطباعة الى عيون القراء..
    إن الرسالة الإعلامية هي مجموعة من الأفكار والاتجاهات والمعلومات والاحساسات التي يرغب المرسل في إرسالها الى جمهوره، أما وسيلة الإعلام فهي اللغة الفنية(أي الأسلوب)وهي"الأداة"التي تنقل الرسالة الإعلامية من المرسل(الصحفي)إلى المستقبل(الناس) فاللغة اللفظية، والإشارات والحركات والصور والتماثيل والسينما كلها وسائل لنقل الرسالة الإعلامية.
    وتعتبر العلاقة بين التحرير والكتابة هي علاقة"الكل"بالجزء...وهي تشبه علاقة"التفكير"بالكلمات والإعلام لا يتم بدون تحرير للرسالة الإعلامية،والمقصود نقلها وتلقينها، مثل التفكير لا يتم من غير استخدام الرموز.فالتحرير عملية تشمل التفكير والتعبير سواء كانت الرسالة الإعلامية مسموعة او مطبوعة فإنها تنقل المعلومات والحقائق والأخبار من خلال الرموز ليتلقاها الآخرون بالأذن او العين او بهما معا.
    ويأتي التحرير الإعلامي او الصحفي للشرح والتفسير والتكامل،فهو إذن فن حضاري يرتبط بالتقدم العلمي،ويتطلب انتشار التعليم لكي يجعل كل المجالات البعيدة والمعقدة والصعبة الفهم او الاستيعاب في متناول الجمهور..
    إن الصحفي او الإعلامي الناجح هو الذي يستطيع إتقان مهارة الاتصال من خلال نشرات الأخبار والتعليق عليها وتفسيرها،وتبسيط المعلومات وتجسيدها وتقديم صور العالم وأحداثه بشكل واضح ومجسد،وتكون خالية او بعيدة عن التعقيد والتركيب.
    ولا بد ان يراعى انه عند تحرير الرسالة الإعلامية من قبل الصحفي يجب القيام بالتحليل الثلاثي لاي مادة تحريرية مثل:
    1- الاهتمام بمعناي الكلمات او المفردات الواردة في الرسالة الإعلامية
    2- البحث عن الحجة او المبرر فيما يقرا او يسمع.
    3- التساؤل عما اذا كان ما سمع او قرأ صحيحا او خطأ.
    إن الكلمة الخالية من المعنى او المضمون(أي التي لا معنى لها)ليست كلمة،بل هي صوت أجوف،ولذلك فان المعنى هو"المعيار الأساسي الضروري للكلمة ذاتها"فالمعنى:هو الكلمة المنظور إليها من الداخل.واستنادا الى هذا الفهم،فإن المعنى الكلي للفظ هو ما يستحضر من أنباء وأحداث وخبرات وتصورات ومشاعر واتجاهات.
    أهمية التحرير الصحفي:
    فن التحرير الصحفي هو علم وفن في آن واحد،وهو الركن الهام الذي ترتكز عليه اية صحيفة او مطبوعة في عملها وإخراجها،وهو كذلك الأساس لنجاح الصحيفة ورواجها بين الناس،اذ بقدر ما بالصحيفة من فن في إخراجها ودقة في تحريرها يكون رواجها،وتكون قد نجحت في توصيل رسالتها،وهذا بدوره يزيد من إقبال المعلنين عليها وذلك لان المعلن يهمه بالدرجة الأولى ان تكون سلعته وبضاعته معروضة على أوسع نطاق بين الناس.
    ويعتبرالإعلان هو المصدر المالي الأول للصحيفة من اجل تغطية نفقاتها وتكاليفها حتى تصل لأيدي القراء بسعر زهيد،وفي العرف الصحفي يقال ان الصحيفة التي لا تحقق50% من تكاليفها من الإعلانات تعتبر فاشلة وغير ناجحة ولم تحقق أهدافها.
    ومن أولى شروط الإعلان الناجح هو ان يمر بمراحل مختلفة،وهذه المراحل هي جذب الانتباه،وإثارة الاهتمام وخلق الرغبة،وإقناع المستهلك ثم حثه على العمل،والواقع ان جذب الانتباه،وإثارة الاهتمام هما مرحلتان متلاصقتان.فإذا جذب(الإعلان)انتباه الفرد ولم يثير اهتمامه في الحال،فإن انتباهه ينتقل تلقائيا)الى شيء آخر،وإيثار
    الاهتمام هو ان يبين للفرد كيف يمكن إشباع حاجاته ورغباته من دوافعه الفطرية والمكتسبة،ويتم خلق الرغبة للإعلان،من خلال استمالة الحواس،أي حاسة البصر والسمع والذوق واللمس،بالإضافة الى الاتجاه الى المستهلك وحاجاته وعواطفه واتجاهاته.
    أما الإقناع فيكون بتقديم الأدلة التي يقبلها عقل المستهلك،والتنبؤ بما قد يثير من اعتراضات والرد عليها،ومده بالأسباب التي من اجلها يجب عليه شراء السلعة او استعمال الخدمة،فإذا نجح المعلن في هذه المرحلة أصبح ذهن المستهلك مهيئا لتنفيذ ما يطلب منه،وبالتالي تكون الصحيفة قد أحرزت نجاحا على صعيد إعلاناتها،وقد غطت50%من تكاليفها لكي تكون رائجة بين الجماهير.
    العوامل المؤثرة في فن التحرير الصحفي:
    تتضح العوامل المؤثرة في التحرير الصحفي من طريقة إخراج الصحيفة وتحريرها...ومن أهم العوامل المؤثرة في فن التحرير الصحفي مايلي:
    1ـ دورية الصحيفة:هناك أنواع من الصحف منها،الصحف اليومية،والصحف نصف الأسبوعية والأسبوعية،والنصف شهرية والشهرية،وهذه الصحف يكون التحرير فيها غير مكتمل
    2ـ اختلاف الموضوعات
    3ـ سياسة الصحيفة
    4ـ ثقافة المحرر
    5ـ الظروف العامة المحيطة بالصحيفة
    6ـ العنصر اللغوي(أي أسلوب التخاطب)
    7ـ العنصر الفني(الإخراج)
    8ـ العنصر الاقتصادي(دخلها وموقفها المالي)
    9ـ العنصر السياسي
    الخصائص الواجب توافرها في المحرر الصحفي:
    هناك خصائص لا بد من توافرها في شخصية المحرر"وهي خصائص فطرية او طبيعية وأخرى مكتسبة(عن طريق التعلم)أهمها:
    أـ ان يكون لديه مواهب كامنة في ذاته.
    ب ـ ان يكون محبا لهذه المهنة،ولديه الرغبة الكاملة للعمل فيها،فهي مهنة المتاعب والمشاكل ومحفوفة بالمخاطر ،ففي الحروب يكون الصحفي(المراسل)في مقدمة الجيوش،وفي الحوادث والكوارث يجب ان يكون الصحفي أول من يصل إليها،وفي الاضطرابات الكبيرة يكون الصحفي أول من يعلم بها.
    ومن أهم هذه الخصائص مايلي:
    أولاً الدقة في نقل المعلومات:
    1ـ ان الدقة في نقل المعلومات تضفي الكثير من الوقار والاحترام للدولة او البلد التي تنشر المعلومات في أي مناسبة كانت،حتى ولو كانت هذه البيانات والمعلومات لا ترضي الجماهير والحماس الوطني الذي ينتظر مكاسب عسكرية ضخمة في أسرع وقت ممكن.
    وبالرغم من ذلك، فإن الدقة الصارمة قد تؤدي(أحيانا) الى عدم الاستجابة لهذا الحماس الوطني،ولكنها في نفس الوقت تجعل من هذه المعلومات او البيانات والكلمات والتعليقات جزءا من تاريخ البلد المعني)وسجلا كاملا حقيقيا لانتصاراته.
    2ـ ان العمل الصحفي عمل دقيق وصعب،ونقصد بذلك انه إذا راعى الصحفي الدقة الصارمة في نقل البيانات،فقد يفقد عنصر الإثارة في الخبر او الأخبار او القصة
    الصحفية التي نقلها،فتهبط الى اقل مستوى من الاهتمام بالنسبة للصحيفة والقارئ معا،وفي نفس الوقت ان عدم مراعاة الدقة الكاملة والتامة،سوف يؤدي الى نتائج دولية غير محسوبة ونتائج سلبية للصحفي نفسه،فقد تعرضه لعدم تصديق كتاباته،بل وإسقاطه من الميدان الصحفي للآبد.
    ثانيا: الموضوعية فيما يتحدث عنه:
    هذه الصفة من أهم الصفات التي يجب ان يتحرى بها المحرر الصحفي،أي بمعنى ان الصحفي يرى الحدث ويرويه ويسجله بحيث لا يعكس وجهة نظره وآراءه
    الشخصية،ولكن مع ذلك يختلف البعض حول هذه النقطة،حيث ان البعض يقول انه لا بد للمحرر ان يعكس أفكاره فيما يكتب بينما يرى فريق آخر ان المحرر ينحصر عمله في نقل الخبر والحدث،كما يقع دون إضافة أي تعليقات او آراء شخصية..
    ولكن نحن نتقاطع مع الرأي الأول لماذا؟..
    لان الصحفي لا يستطيع ان يتخلى عن عقيدته التي يؤمن بها ووطنيته وجنسيته والأفكار التي يعتنقها في داخله او إهماله لها،فمثلا يكره النفاق والرياء،ويحب العفة والصدق،ويرفض التفرقة العنصرية،ويتعاطف مع الفقراء والضعفاء وغير ذلك.
    ولا بد للمحرر الصحفي ان يكون مستمعا جيدا لوجهات النظر المختلفة،بحيث يعكس صورة كاملة للحدث الذي يرويه او يكتبه،ويجب ان يستفسر عما يصعب عليه فهمه،وذلك دون محاولة التأثير او فرض رأيه على المتحدث معه،كما يجب على المحرر الصحفي ان يكون ملما بكل تفاصيل الحدث الذي يتناوله وان يعطي للشخص المتحدث الفرصة لشرح وجهة نظره قبل الاشتراك في المناقشة معه..كما يجب ان تكون أسئلة المحرر الصحفي موضوعية.ولتحديد المبادئ والأهداف التي يريد ان يبرزها المسئول،وتوضيح وجهة نظر المحرر الذي يجب عليه ألا يفرض رأيه
    ونفسه،وبذلك تكون صورة الحدث واضحة أمام الرأي العام وغير مشوهة.
    ثالثاً: ان يكون المحرر مخبراً:
    1ـ هذه الصفة تعتبر أساسية في شخصية المحرر الصحفي،ويجب ان تتوافر في المحرر الصحفي لأنه بحكم طبيعة عمله(كرجل امن او مخبر)وتفوقه المستمر في الحصول على أدق المعلومات وأصعبها،ولا بد ان يكون معها أفضل وأحسن مخبر في الصحيفة ويعتمد على حاسية إدراك الخبر وفهمه وتقديمه وكتابته باعتباره معلومة جديدة تهم غالبية القراء والرأي العام في الداخل والخارج.
    2ـ والحقيقة ان إحساس الصحفي هو إحساس الفنان الذي يشعر بأنه صنع شيئا وأضاف شيئا او اكتشف شيئا جديدا،فهو يكشف الحقائق أمام الناس وهذا يعطيه إحساسا بالانتصار،فهو ينتزع الأسرار ليضعها أمام القارئ في صورة رسالة يومية صباحية او مسائية تصل للقارئ في غرفة نومه او في مكتبه،فيقلب الصحيفة وهو جالس يرتشف القهوة،وفجأة يستوقفه خبر هام فيهب واقفا ويعيد قراءته باهتمام ولذة..
    رابعاً: الاستمراريـة:
    هذه الصفة لها أهمية كبيرة ،والمقصود بها العمل المستمر الذي لا يتوقف بحيث يصبح المحرر الصحفي جزءا من الأحداث التي تجري في العالم،أي ان يصبح جزءا من الآلة الرهيبة التي تسمى"صانعة القرار"والمقصود بذلك الأجهزة الرسمية التي تتلقى المعلومات وتدرس المواقف،وتصدر القرار وتشرح أسبابه وتعلق على الأحداث العالمية والعربية والمحلية.
    فالصحفي يبدأ يومه بالاستماع الى الإذاعات وخاصة العالمية منها،وتعتبر هذه الأنباء مادة مناسبة للسؤال والاستفسار،وليست أخبارا دقيقة أيضا..ولا بد من قراءة الصحف اليومية بكل تركيز، حتى يصبح الصحفي أكثر إلماما لأن مهنة الصحفي
    تحتاج الى استمرارية ودون توقف لحظة واحدة...وكل معلومة جديدة هي رصيد يضاف الى ثروة الصحفي وكل مقابلة له مع مسئول تعد ثروة كبيرة من المعلومات.
    والمهم أيضا، الاحتفاظ بعلاقات طيبة مع المسئولين الذين هم مصادر الأخبار ومعرفة كيفية الاتصال بهم، وآداب الحديث معهم،وأسلوب توجيه الأسئلة لهم وأرقام هواتفهم،حيث ان هناك قاعدة في هذا المجال تقول:"ان أهم شيء يحتفظ به المحرر الصحفي هي مذكرته التي يكتب فيها أرقام هواتف مصادر المعلومات..."
    ان استمرارية المحرر الصحفي في عمله دون انقطاع وارتباطه بجميع فئات الشعب تضيف الى معلوماته واهتماماته الشيء الكثير والاهم من ذلك إنها تخلق منه إنسانا يصلح بأن يقوم بالمسؤوليات التي لا بد ان يتحملها إذا كان يريد لعمله النجاح او التقدم..
    خامساً: الرغبة في المعرفـة:
    لا شك ان مهنة الصحافة تعني حب كل ما هو جديد وغامض وسري،ومعرفة ما سيحدث بعد يوم وما ستكون عليه الأمور غدا،واهم صفة هي المعرفة،أي بمعنى أدق حب الاستطلاع ولذة المعرفة...فالصحفي هو جزء من أحداث العالم-كما أسلفنا- يفكر فيها ويحاول ان يضع لها الحلول،ويناقش الأشخاص الذين يعرفون،ويقرا كل ما يتعلق بالقضية التي هتم بها،وكل قضية في العالم هامة لان القضايا مترابطة والحلول واحدة مهما اختلفت الظروف والتعقيدات والرغبة في المعرفة هي الأساس في النجاح للمحرر الصحفي،ولذلك لا بد ان يحتفظ بنشاطه وقدرته على الحركة دون غرور وكبرياء،وفي نفس الوقت،السعي...بل الركض وراء الأخبار وان تخلف المحرر الصحفي عن المناسبات تتضاءل أمامه ويصبح منسيا.
    سادساً: الذكاء اللماح وقوة الملاحظة:
    بمعنى ان المحرر الصحفي يمعن النظر في كل ما يدور حوله وان يكون حسن المظهر وحسن التصرف، لأن الصحفي كثيرا ما يتعرض لمواقف صعبة محرجة تتطلب منه
    التصرف بذكاء.وان سرعة البديهة من العناصر الأساسية العامة في مهنة الصحافة حتى تسعفه بديهياته للانتفاع بالفرص المناسبة أمامه..
    كما يجب على الصحفي ان يكون قادرا على فهم وجهة نظر الآخرين الى الحياة والأحداث متحررا من الأنانية عندما يسمع او يكتب وحريصا على كسب ثقة الآخرين وان يكون ملما بإحدى اللغات الأجنبية لأنها تمثل نافذة له على العالم الخارجي يرى منها مزيدا من المعلومات والخبرات التي لدى الشعوب الأخرى.
    مصادر المحرر الصحفي...ووسائل تكوينها:
    مصادر المحرر الصحفي هي التي يستمد منها الصحفي الأخبار والآراء وهي تمثل الدعامات الأساسية للصحفي،وهي عاملا أساسيا من عوامل نجاحه في عمله،فمصادر الصحفي وتحديدها هي من أصعب وأدق مهام المحرر الصحفي.
    إن مصادر الصحيفة كانت في السابق محصورة في رجال السياسة والقادة وأصحاب المراكز والمناصب الكبيرة في الدولة الذين لديهم أخبار العمل الحكومي والرسمي،أما اليوم،فقد أصبحت الصحافة تعالج قضايا المجتمع وتهتم بكل ما يتصل بالمجتمع من صحفي لآخر،تبعا للمادة التحريرية التي يتولاها في الصحيفة فمثلا،مصادر المحرر الفني تختلف عن مصادر محرر الحوادث،او المحرر في شؤون المرأة والمحرر الرياضي.
    ويحتاج المحرر الصحفي كثيرا الى مصادر متنوعة وخاصة إذا كان يعالج موضوعات عامة ومختلفة، والسؤال الذي يتبادر الى الذهن الآن هو،كيف يمكن للمحرر الصحفي ان يكون هذه المصادر؟ ،وكيف يحافظ عليها ويطورها؟وكيف يكون موضع ثقتها وتكون هي الأخرى موضع ثقته؟
    المعلوم حسب القاعدة العامة،ان كل محرر صحفي يعمل في مجال معين بالصحيفة، وعليه ان يسأل نفسه من المسئولين عن هذا المجال،ومن هم المتخصصون فيه والمهتمون به،ثم من هو جمهوره من فئات الشعب وطوائفه المختلفة...
    إن أول خطوة يجب على المحرر عملها،هو أن يكتب في مفكرته الخاصة أسماء كل فئة
    من هؤلاء منظمة،مثل أرقام هواتفهم في العمل وفي المنزل،وان يعرف كذلك الأندية(مثلا نادي الضباط)او الأماكن التي يترددون عليها في ساعات راحتهم،الى جانب ذلك ان يكتب بعض البيانات عن صفاتهم الشخصية(أي مصادر المعلومات) وعوامل تكوينها وثقافتهم ومسقط رأس كل منهم والظروف المحيطة بكل منهم..
    وتتمثل مصادر المحرر الصحفي في الإذاعات العالمية ووكالات الأنباء المحلية والعالمية وهذه المصادر هامة جدا وتعتبر من أهم مصادر المعلومات،ولكن لا يمكن الاعتماد عليها،فكل وكالة أنباء او إذاعة يكون لها رأيها الخاص واتجاهها،ولكن هذه المصادر في حد ذاتها تصلح ان تكون في أساسها مصدر المعرفة الحقيقية الخبرية،فالخبر في حد ذاته خبر ولكنه يصاغ بطريقة تتناسب ورأي واتجاه الإذاعة التي تبثه او الصحيفة التي نشرته...لذا من الممكن أن تذيع إحدى هذه المصادر خبرا او معلومة لأسباب سياسية،يجب إذن على المحرر الصحفي الذي تسلم هذا الخبر او هذه المعلومة ان يكون مدركا لها ويأخذ ذلك بعين الاعتبار عند إعادة تحريره للخبر ونشره محليا..
    كما يجب على المحرر ان يكون ملما بأحداث العالم وفي أسرع وقت ممكن وعلى متابعة متواصلة، فالإذاعات ووكالات الأنباء العالمية هي بنك للمعلومات يجمع منها الأخبار والتعليقات.
    ان ما يزيد من قدرة وأهمية المحرر الصحفي هو تنوع مصادر معلوماته وتوسيع رقعة اتصالاته، وبحكم عمله فهو يجري الاتصالات ويقيم الصداقات مع رجال السلك الدبلوماسي السياسي العربي والأجنبي.
    ومن أهم مصادر المعلومات أيضا العلاقات الشخصية التي تربط المحرر خصوصا خارج نطاق العمل الرسمي مثل،الأندية،والحفلات الرسمية،والمناسبات الاجتماعية الأخرى.
    ولا شك ان الصحفي الناجح هو الذي يعمل باستمرار على تنمية مصادره وتوثيق
    الصلة بينهم،وذلك من خلال زيارتهم من اجل التعارف وتقديم العون،وان يجاملهم في مناسباتهم وتقديم بعض الخدمات الصحفية إليهم حتى يكسب مودتهم وثقتهم.
    ما هي مصادر المحرر الصحفي(أي مصادر الأخبار)؟!
    تقسم مصادر المحرر الصحفي الى:
    أـ مصادر داخلية: وتتكون من:
    - المندوبون الصحفيون
    - المحررون
    - الكتاب
    - المراسلون
    ب ـ مصادر خارجية: وتتكون من:
    1-وكالات الأنباء
    2-الإذاعات والتلفزيون
    3-الصحافة(محلية وعالمية)
    4- رسائل القراء
    5-المطبوعات(نشرات،كتب،وثائق دوريات)
    6-الاحتفالات والندوات والمؤتمرات الصحفية
    7-العلاقات العامة وإدارات الإعلام
    8- مكاتب الصحافة في الوزارات والهيئات والمؤسسات
    9-الإعلانات
    10-الجمهور
    11- كبار الشخصيات الرسمية والشعبية من سياسيين وأدباء ومفكرين.
    المحرر الصحفي...وعلاقته بمصادر الأخبار:
    كيف يصبح المحرر هو ذاته مصدر للأخبار؟وكيف يحمي المحرر مصدر أخباره،وكيف يدعم ويعزز موقفه؟!
    أن العلاقة بين المحرر الصحفي ومصدر الأخبار أصبحت في وقتنا الحاضر علاقة معقدة،فالنتيجة المرجوة من الخبر الحديث في الوقت الراهن،ليست بالضرورة القصد منها إشباع غرور المحرر الصحفي،وإقناع الجمهور المتلقي لها...فالمراسل او المحرر الصحفي ومصدر الأخبار يتعاملان مع بعضيهما البعض بأسلوب أكثر جدية في كل الظروف.
    ولا شك ان عملية جمع الأخبار او المعلومات الصحفية هي عملية مثيرة وممتعة،ولكنها أصبحت صعبة ومعقدة وهذا يعود الى ان المجتمع أصبح يتطلب أكثر من المراسل او المحرر...كيف ذلك؟
    1- المحرر الصحفي ليس مجرد حلقة وصل يحصل على المعلومات(الأخبار)من مصدر معين ثم يوصلها الى آخر فحسب،فهو مشارك في عملية اتصالات معقدة وهامة،فأحيانا يجد المحرر نفسه مضطرا لأن يخبر مصدر الأخبار الذي يتعامل معه بمعلومات كان من المتوقع أن يكون المصدر على علم بها مثلا(أهل شهيد لا يعرفون شيئا عن مقتل ابنهم....فيأتي المحرر الصحفي ليوضح حيثيات الحادث إليهم)
    2- حماية مصادر الأخبار، فالمراسل او الصحفي يحمي مصدر أخباره بالدفاع عنه وعن سمعته ومصداقيته،او بالاحتفاظ باسمه وعدم البوح به،والصحفي قد يفعل ذلك بدافع من أنانيته ليصون سمعته من خطر التحديات التي تهدد كفاءته وقدرته على نقل الخبر عن ذلك المصدر..وقد يحمي المحرر الصحفي مصدره بناءا على طلبه هو او لصالح جمهوره....وبصراحة هذا القول غير صحيح...إذ من الطبيعي ان تصبح فائدة المراسل ضئيلة
    جدا بالنسبة للمكان الذي يعمل فيه ولجمهوره إذا اعتمد مصدر أخبار غير دقيق او مغرض او مضلل او غير موضوعي، فالأسلوب المتبع في قراءة الصحف، والاستماع الى نشرات الأخبار المذاعة هو الذي يجعل الجمهور(القراء)يفسر ان الصحيفة هي المسئولة عن الخطأ المنشور وليس المصدر الذي استمدت منه الأخبار..
    وعندما يحصل المحرر الصحفي او المراسل على أخبار مشكوك فيها...عندها قد يتعرض للمساءلة من رئيس تحرير الصحيفة التي يعمل فيها او المحرر الإخباري حول مدى صدق مصدر معلوماته او أخباره ودقته...وأمثلة ذلك عديدة تحدث يوميا بين المراسلين المحليين والعاملين في قسم الأخبار في الصحف اليومية،وهو اختبار ذو شقين:هل مصدر الأخبار موثوق به؟،هل المحرر الصحفي يتمتع بقدر كاف من الإدراك والتمييز الذي يتيح له معرفة ما إذا كان المصدر الذي يتعامل معه عادة هو ثقة كاملة او من الممكن ان يضلله؟!
    والواقع ان تقييم المحرر الصحفي لمصدر الأخبار هو أمر ضروري لا بد منه لأن مجال الأخبار من الممكن ان يستخدم ببراعة شديدة في خدمة المصدر.
    المحرر الصحفي...وعلاقته بالقارئ:
    المعلوم ان عمل المحرر الصحفي هو فن التغلب على العقبات والصعاب ومواجهتها مثل، الفهم وسهولة القراءة، ولما كان النص في الصحيفة وأسلوب الكتابة فيها هو الأساس،فيمكن هنا تشبيه الصحفي بمراسل الشيفرة(الإشارة)والقارئ بالمستقبل(المتلقي) لها،وهذه هي عملية الاتصال التي ينبغي ان تتم بأقل ما يمكن من تداخل وبطريقة ناجحة.
    وللمحرر الصحفي حرية الاختيار لرموزه، مثل الصور والعناوين والرسوم والخرائط التوضيحية ، يقدمها للقارئ بعناية تامة مع معرفة مدى سرعة استيعاب القارئ لها ومدى تركيزه على الكلمات او العبارات ومدى ما يستوعب في ذاكرته من المعاني حتى ينتهي من قراءة الفقرة..
    وهذه في الواقع عملية نشطة يشترك فيها القارئ مع الكاتب(الصحفي)لإدراك الصورة وتطويرها، فكل كلمة او جملة يجب ان تكون مفهومة عند عامة القراء كما يجب ان تعرض بطريقة جذابة تحقق سهولة ويسر القراءة وهو ما يعرف"بفن التحرير الصحفي،وفـن الإخراج".
    (* كاتب / باحث في الدراسات الأكاديمية ـ مأخوذ عن كتاب: المدخل في تقنية التحرير الصحفي ـ للكاتب نفسه).

  2. #2
    مدير وصاحب الموقع
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مكة المكرمة
    المشاركات
    4,413
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي رد: فـن التحرير الصحفي وأهميتـه..!


المواضيع المتشابهه

  1. التحرير والتنوير في تفسير القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع
    بواسطة عادل محمد في المنتدى الكتاب الالكتروني
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-15-10, 02:47 AM
  2. تحذير لمستخدمي برامج التحرير الحاسوبية
    بواسطة minshawi في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-10-05, 09:24 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

جميع الحقوق محفوظة لموقع منشاوي للدرسات والابحاث