كشفت دراسة تقدم بها الدكتور محمد العاصم من إدارة الإشراف التربوي بوزارة التربية والتعليم عن دور المدرسة في تعزيز الأمن الفكري لدى طلاب المرحلة الثانوية العامة في مدينة الرياض من وجهة نظر الطلاب. وقدمت في لقاء الإشراف التربوي العاشر والمنعقد أخيرا في مدينة الطائف أن الأمن الفكري لدى طلاب المرحلة الثانوية غير واضح بالشكل الذي يعينهم على التفريق بينه وبين الانحراف الفكري والإرهاب، وأن المدرسة لا تملك القدرة الكافية لكشف النوازع والميول الانحرافية لدى بعض الطلاب, الأمر الذي لا يجعلها تؤدي دورها المأمول منها في تقويمهم، وأن هناك قصورا ملحوظا في تعاون المدرسة مع البيت والمجتمع تحقيقاً للتوازن التربوي التكاملي، وبإفهام الطلاب المعنى الصحيح للأمن الفكري ومقاصده وطرق تحقيقه، ودور الطالب في ذلك.
وبالنسبة للمعلمين هناك نسبة من المعلمين يقومون بالفتوى فيما يخص الانحرافات الفكرية. وفيما يتعلق بالمناهج الدراسية "المقررات" فهي ضعيفة في توضيح مخاطر الانحراف الفكري وعواقبه، وكذلك في التوعية الأمنية للطلاب. وركزت الدراسة على 5 أسئلة هي: ما مدى فهم طلاب المرحلة الثانوية للأمن الفكري؟. وما مدى إسهام المدرسة في تحقيق الأمن الفكري؟. وما مدى إسهام المعلمين في تعزيز الأمن الفكري لدى الطلاب؟. وما مدى إسهام المناهج الدراسية في توضيح الأمن الفكري للطلاب؟. وهل توجد علاقة بين متغيرات (التخصص، العمر، نوعية ملكية المدرسة، واستخدام الطلبة لشبكة الإنترنت) على إجاباتهم؟.
وتكونت عينة الدراسة من 288 طالباً تم اختيارهم بطريقة عشوائية ممثلة لمجتمع الدراسة، وقد بنيت الأداة الدراسية على الدراسات السابقة ذات العلاقة وهي عبارة عن استبانة شملت أربعة محاور بعبارات بلغ عددها 22 عبارة، وقد قام الباحث بالتحقق من صدق الأداة بعرضها على مجموعة من المحكمين، ومن ثباتها باستخدام معامل "الفا كرومباخ" حيث بلغت (87%). ومن أهم التوصيات والمقترحات التي أوصت بها الدراسة ضرورة التأكيد على المعلمين بعدم الخوض في مسائل الفتوى الاجتهادية وترك الأمر لأهل التوجيه والفتوى، ووجوب الرجوع لهم واحترامهم وتقديرهم. فالمعلم مؤتمن على وظيفته وعليه أداء عمله بصدق ونزاهة في ضوء سياسة التعليم القائمة على ثوابت دينية باعتبارها المصدر الرئيس في تسيير العمل التربوي. والتأكيد عليهم بعدم تجاوز ما يحكم الأعمال الموكلة إليهم، كما يجب التأكيد هنا على المشرفين التربويين بضرورة مراعاة ذلك خلال زياراتهم للمعلمين. وكذلك ضرورة إعداد برامج محكمة تعين المدارس على الكشف عن النوازع الانحرافية لدى الطلاب في وقت مبكر، وضرورة إعداد خطط علاجية موجهة لتلك النوعية من الطلاب بغية تعديل سلوكهم. وفيما يخص المناهج الدراسية طالبت الدراسة بضرورة تضمينها القدر الكافي الذي يفهم الطلاب معنى الأمن الفكري ويجعلهم يعون الدور المأمول منهم في تحقيقه، وكذلك الانحراف الفكري والإرهاب كنتيجتين لضعف الأمن الفكري، وكيفية مواجهتهما والتغلب عليهما بالقدر الذي يتناسب وعمر الطالب. وكذلك ضرورة تضمينها ما يؤدي إلى توعية الطلاب أمنياً في وقت مبكر، وليس فقط في المرحلة الثانوية.
واقترح العاصم إجراء دراسة على مستوى السعودية عن دور المدرسة في تعزيز الأمن الفكري يشارك فيها المعلمون بآرائهم إضافة إلى طلاب المرحلة الثانوية. وإجراء دراسة مماثلة على المرحلة الثانوية (بنات) في مدينة الرياض لمعرفة الفرق بين آراء البنين والبنات عن دور المدرسة في تعزيز الأمن الفكري.
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005...rst_page01.htm