التعليمية والإدارية والاجتماعية تتصدر قائمتها
دراسة: المهن التقليدية تسيطر على طموحات العمل بين الجامعيات السعوديات
كشفت دراسة ميدانية أن الاتجاه السائد بين طالبات جامعة الملك سعود ما زال يتجه نحو المحافظة على المهن التقليدية، كالتدريس أو العمل كإخصائيات اجتماعيات أو العمل في الوظائف الإدارية والتعليمية والخياطة، في الوقت الذي أظهرت الطالبات أن الدوافع الذاتية تأتي في الأولوية على الدوافع المادية لعمل المرأة في السعودية.
وأوضحت الدراسة التي أعدها الدكتور سعود النمر تحت عنوان "اتجاهات الطالبة السعودية في جامعة الملك سعود نحو العمل", أن لدى الطالبات اتجاها إيجابياً حول قدرة المرأة على أداء العمل بمستوى أداء الرجل نفسه في حالة توافرت المؤهلات الكافية لذلك، وهذا التعبير لدى الطالبات ناتج عن شعورهن بما يراه المجتمع في المرأة من أنها أقل من الرجل في كل شيء, كما ذكرت الدراسة، لذلك فهي غير قادرة على أداء الأعمال نفسها التي يؤديها الرجل وبالكفاءة نفسها، وهذا يعود إلى ما يعتقده المجتمع من التكوين البيولوجي للمرأة الذي يختلف عن تكوين الرجل.
وأكدت الدراسة أن لبعض المتغيرات الاجتماعية أثرا في بعض هذه الاتجاهات، فمستوى تعليم الأب والأم والحالة الاجتماعية لعينة الدراسة ونوع التخصص في الجامعة عكست بعض الآثار على المهن التي يجوز للمرأة العمل فيها.
فالاتجاه إلى المحافظة على المهن التقليدية يظهر بين الطالبات اللاتي مستوى تعليم آبائهن منخفض، ويظهر للمهن الأخرى كالطب والتمريض بين الطالبات اللاتي مستوى تعليم آبائهن مرتفع، وكذلك الحال في مستوى تعليم الأم، بينما لم يظهر التحليل الإحصائي أي اختلاف بين مفردات معينة حول اتجاهاتهن عن دور المرأة، ودوافع العمل لديها، كما أظهر التحليل كذلك تباينا في اتجاهات الطالبات حول المساواة مع الرجل في أداء العمل، وفقاً لما بينهن من اختلاف في مستويات تعليم آبائهن وأمهاتهن والحالة الاجتماعية لهن ونوع التخصص الدراسي في الجامعة.
وبينت الدراسة أن هناك مهنا تحتاج إليها المملكة بشكل أكبر، بل إنها تعتمد بشكل أساس في تأمينها على العمالة الوافدة, كما في الطب والتمريض، وإذا كان هذا الاتجاه تعبر عنه عينة من الطالبات الجامعيات اللاتي يفترض فيهن أن يكن واعيات ومدركات لأهمية هذه المهن للمجتمع، فإن عملية التغيير في هذه الاتجاهات قد لا تكون سهلة في الوقت الحاضر وتتطلب تضافر مجموعة من الوسائل لدعم هذه التغيير.
وأظهرت نتائج الدراسة أن غالبية الطالبات تعطي أهمية لدور المرأة التربوي، فهو الأساس للمرأة ويجب عليها المحافظة على هذا الدور وعدم والإخلال به، إلا عينة لم تنكر أيضا على المرأة دورها التنموي بشرط ألا يؤثر ذلك في دورها في المنزل، وقد يكون هذا الاتجاه تعبيراً عن رأي المجتمع السعودي الذي يعطي الأولوية للدور التربوي وما له من تأثير في تنشئة الأطفال، وهذا الحرص والتأكيد على دور المرأة التربوي نابعان من العقيدة الإسلامية التي تعطي للأم الدور الأساسي في تربية الأجيال وتحملها مسؤوليات جسيمة في إمداد المجتمع بالكوادر البشرية الواعية لمسؤولياتها وواجباتها الاجتماعية.
الدراسة التي شملت 600 طالبة من مركز الدراسات الجامعية للبنات في جامعة الملك سعود بقسميه: الدراسات الإنسانية والعلمية، توصلت إلى أن التعليم الجامعي مطالب بتعزيز قيم العمل في نفوس الطالبات وتوعيتهن بأهمية المهن المختلفة وحاجة المملكة إلى مساهمتهن في هذه المهن, وزيادة التوجيه المهني للطالبات حول المهن التي يحتاج إليها المجتمع، لأن ضعف مثل هذا التوجيه قد يؤدي بالطالبة إلى الالتحاق بمجالات قد لا تكون المملكة في حاجة إليها.
وأضافت التوصيات أنه يجب إعادة التفكير في بعض التخصصات التي لا تجد فيها المرأة مجالاً للعمل، إما لعدم وجود فرص وظيفية في هذا التخصص نتيجة للاكتفاء منه، وإما لأن الظروف الاجتماعية تمنع المرأة من الالتحاق بهذا العمل، وضرورة التنسيق بين الجامعات السعودية حول البرامج الدراسية التي تقدم للفتاة السعودية، لتفادى الازدواجية بين البرامج التعليمية التي تقدمها الجامعات المختلفة للفتاة السعودية، وذلك بقصد إيجاد خطة تطويرية للقوى العاملة تقوم على الأسس العلمية ووفقا للاحتياجات الفعلية.
وطالبت الدراسة وسائل الإعلام المختلفة بتوعية المجتمع بأهمية دور المرأة في العملية التنموية وحاجة المملكة إلى خدماتها في الكثير من المجالات, كما في الطب والتمريض، وهذا ربما يساعد على التقليل من مقاومة المجتمع لعملها، خاصة في بعض المهن الضرورية.

http://www.aleqt.com/2008/04/05/article_135758.html