شملت سعوديات متزوجات في الرياض أعمارهن بين 19 و60 عامًا
دراسة ميدانية تؤكد علاقة العنف الجسدي
والنفسي الموجه للزوجة وإصابتها بالاكتئاب
الرياض - سحرالشريدي
اهتمت الباحثة د. حنان حسن عطاالله من جامعة الملك سعود بدراسة علاقة الإساءة الجسدية التي تتعرض لها المرأة بالاكتئاب؛ لأن كثيرا من النساء يتعرضن لمشاعر الحزن والقلق، فتصل بهن الأمور إلى الاكتئاب، لكونه اضطرابا نفسيا يصيب النساء أكثر من الذكور في حالة تعرضهن لضغوط نفسية مستمرة.
وتكّون مجتمع الدراسة من نساء سعوديات متزوجات في مدينة الرياض، وتم اختيار عينة عشوائية من أماكن تجمع النساء في المدارس والجامعات والمراكز الرياضية، تراوح أعمارهن بين 19 و60 سنة.
وركزت الباحثة في الاساءة الجسدية، التي تتمثل بالضرب والدفع والخنق والركل وغيره، ما يكون فيه نوع من التلامس الجسدي العدواني بين الزوج وزوجته، أما الاساءة النفسية فعدتها أي اساءة لفظية أو انفعالية أو التحكم والعزلة وكل ما يهدف إلى التقليل من قيمة المرأة وثقتها كالاهانات والشتائم.
وقد هدفت هذه الدراسة إلى معرفة العلاقة بين تعرض المرأة السعودية المساء إليها جسديا أو نفسيا من قبل زوجها والاكتئاب، وذلك بعدد من الفرضيات التي وضعت من قبل الباحثة.
وقد توصلت الباحثة في دراستها الحالية من خلال العديد من الفرضيات إلى وجود علاقة دالة بين العنف الجسدي والنفسي الموجه للزوجة والاكتئاب، فقد ثبت انه كلما تعرضت المرأة إلى الإساءة الجسدية تعرضت إلى الاكتئاب، إلى جانب وجود علاقة ذات دلائل إحصائية بين مدى تعرض المرأة للإساءة النفسية وإصابتها بالاكتئاب، وكلما تعرضت المرأة إلى إساءة نفسية تعرضت إلى إساءة جسدية بشكل قوي، إضافة إلى إن المرأة الأقل تعليماً تتعرض للإساءة الجسدية أكثر من تعرض المرأة الأكثر تعليما، لهذا النوع من الإساءة،، اما الإساءة النفسية فليس هناك فرق جوهري بين الأكثر تعليما والأقل، إلى جانب ذلك أوضحت الباحثة انه كلما ارتفع تعليم الزوج انخفضت معدلات الإساءة النفسية والجسدية الموجهة للزوجة؛ لان التعليم يساعد على تهذيب سلوكيات الزوج والتقليل من الإساءة تجاه زوجته.
وأوضحت عدم وجود علاقة بالإساءة مع سنوات الزواج، وعدت الزوج المسيء تبدأ إساءته منذ بداية الزواج، نتيجة لاضطراب شخصيته، كما ان زيادة عدد الأطفال تزيد من معدلات الإساءة النفسية الموجهة للزوجة، وليس هناك دلائل على زيادة الإساءة الجسدية بزيادة الأطفال، وبينت ان هناك علاقة بين زيادة عمر الزوج والإساءة النفسية للزوجة، وليس هناك علاقة بين عمره والإساءة الجسدية، وكلما قل دخل الأسرة الشهري زادت الإساءة الجسدية والنفسية تجاة الزوجة.
كما أوصت الباحثة بإجراء مزيد من البحوث في مجال الإساءة ضد المرأة، بحيث تشمل الزوج أيضا، إلى جانب الاهتمام بالإساءة النفسية لما لها من آثار نفسية عميقة.
كما دعت إلى إنشاء لجنة ومؤسسة تهتم بالمرأة ومشاكلها، يدخل في ذلك إنشاء خط ساخن يتلقى حالات الاعتداء الموجه للزوجات، وتفعيل دور الإعلام المرئي والمسموع في توعية الشباب بموضوع الإساءة الجسدية والنفسية، وتوعية الأطباء بمثل هذا النوع من الإساءة مع الاهتمام بان يملك الأطباء الخبرة والمهارة في التعامل مع مثل هذه الحالات وتحويلها للجهات المسئولة ومعالجتها من الناحية النفسية والاجتماعية.
http://www.alriyadh.com/2010/12/07/article583093.html