التكامل بين العلوم الهندسية ضرورة حضارية



د. ظافر بن علي القرني
القسم المدني، كلية الهندسة

جامعة الملك سعود

ص. ب. 800 الرياض


ملخص


يرى الناظر في التقدم التقني المشهود في عالم اليوم، الإصرار من قبل أهله على جعل سبل التكامل بين التخصصات الكثيرة المتباعدة ميسّرة عامرة. ويمكن القول أنه بقدر ما تتسع سبل التكامل بين من تجمعهم بعض شئون مهنة واحدة، أو من يرمون إلى هدف واحد، يكون تميّز الإنجاز، ومن ثمّ تميّز مُنجِزه بسببه. فالتكامل ضرورة حضارية، لكن ضدّه، في الغالب، نزعة فردية. فكيف يمكن للإنسان أن يوفّق بين حالتين، قد يرى أهمية واحدة منها، ولا يرى الأخرى. وأول ما يخطئ فيه الواحد منّا هو جعل هاتين الحالتين، أو الضرورتين -إن جاز لنا هذا- متقابلتين ومتصادمتين في كل الأحوال. إذ هما بالرغم من تقابلهما من منظور ما، ممكنتا الانسجام والتتالي، فإحداهما،على الأقل، ذات تأثير عام، والأخرى خاص. ولو تيقن المرء أن بقاءه مرهونٌ ببقاء الضرورة العامة التي قد تكون غابت عنه أهميتها، لما حبّذ التقوقع أو التنافر، ولدعا بكل حزم إلى التقارب الذي يقود بطبيعته إلى التكامل بينه وبين غيره من ذوي الاهتمام. نودّ في هذه الورقة أن نناقش أهمية التكامل بين العلوم الهندسية للنهضة الحضارية في الأمة، لكن، لأسباب جديرة بالاهتمام، نعود قليلاً إلى ما وراء ذلك، فنتلمّس بعض أسس التكامل في الدين الإسلامي الحنيف، وأثره في نشأة المملكة العربية السعودية ونموها. ثمّ نأتي إلى أهميته في العلوم التي قامت عليها، مركزين النّقاش على العلوم الهندسية وتخصصاتها المختلفة، وحاصرين جهة النظر إليها من قبل الهندسة المساحية في جامعة الملك سعود. ثمّ ننظر في مستويات التكامل وبوادره بين هذه العلوم المختلفة من منظورين، منهجي وبحثي. ونختم الورقة بنقاش مختصر حول أهمية هذا التكامل في النهضة الحضارية، مبرزين أثره الملموس، ومنبهين على عدم التهاون في أمره، والحرص على استمراره، واطّراد نموه.


-------------------------------------
نشرت في سجلات الندوة الجامعية الكبرى: الجامعة ومئوية التأسيس، المحور الهندسي: جامعة الملك سعود، الرياض 7-8/7/1420هـ (16-27/10/1999م).


=================
http://www.dr-algarni.net/research/arabic3.php