.د حبيب الله رحيم التركستاني
على الرغم من أن التعليم بمفاهيمه المتعددة في عدة مجالات مختلفة مثل الإدارة والتمويل والتنظيم والتسويق لم يدخل الى المملكة العربية السعودية إلا مؤخرا'' ، إلا أن قطاع التعليم في المملكة تطور بصورة سريعة بحيث استطاع أن يحقق طفرة هائلة في التنمية التعليمية . والتعليم في المملكة العربية السعودية يحظى باهتمام كبير من قبل المسؤولين حيث تسخر المملكة ميزانيات كبيرة في سبيل تحقيق الأهداف التعليمية ، وما نشاهده من طاقات بشرية وإمكانيات آلية ومكتبية ما هو إلا مؤشر ودليل قوي على عمق الاهتمام بالتعليم العالي في المملكة وانعكاس للجهود التي تبذل في سبيل تطوير وتحسين التعليم بصفة عامة والتعليم العالي بصفة خاصة ، والتعليم الجامعي بدأ يوجه في الفترة الأخيرة بعض المستجدات التي تحتاج إلى دراسة وتأمل من قبل المسؤولين عن التعليم بصفة عامة والتعليم العالي بصفة خاصة ، وعلى سبيل المثال فقد ظهر موضوع عدم حصول الخريجين على وظائف في سوق العمل حيث بدأ سوق العمل يضع شروطاً معينة لقبول الطلاب الخريجين من الجامعات قد لا تكون متوفرة لدى الخريج من الجامعة بسبب عدم مواءمة المناهج التعليمية مع طبيعة الأعمال و كذلك التخصصات. وهذه التحديات ابرزت الحاجة الى اعادة النظر في سياسة التعليم الجامعي وذلك بتعديل مسار التعليم بما يتلاءم ومتطلبات البيئة الجديدة للتعليم . ومن أجل ذلك فإن هذه الورقة سوف تحاول أن تتطرق الى أهم مرتكزات الخطة التعليمية بحيث تصل الى تقييم دور الجامعات في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للتعليم من خلال دراسة مدخلات التعليم ومخرجاته التي هي بحاجة إلى تلبية احتياجات السوق ، وسوف تبدأ الدراسة في مناقشة بعض خصائص التعليم العالي في المملكة ثم تقوم بتحديد عناصر مدخلات ومخرجات التعليم ومدى ملاءمة تلك المخرجات مع احتياجات التنمية .
http://www.almadinapress.com/index.a...rticleid=93230