د. مريم عبد الله سرور الصبان
مر عالمنا المعاصر بمتغيرات عدة تتمثل في الانفجار المعرفي الذي من اهم سماته تزايد معرفي ومطرد كما وكيفا ، تطورات تقنية من ابرز سماتها ان الكثير منها والتي تبدو حديثة في يومنا هذا تصبح عن قريب متقادمة ، ايضا الزيادة في معدل التطور . كل ذلك وغيره جعل الكثير من الجامعات توجه اهتمامها الى تنمية اعضاء هيئة التدريس فيها بهدف التحسين في العملية التعليمية والتاكيد على رسالتها ، فبدات حركة تنمية اعضاء هيئة التدريس لمعالجة ضعف اساسي قديم في اعداد الهيئة التدريسية الجامعية ناجم عن اختيار اعضاء هذه الهيئة التدريسية على اساس التفوق في دراساتهم السابقة للدكتوراة ، ومن الدول التي برز فيها الاهتمام العلمي مسالة ( اعداد الكوادر التدريسية بالجامعات ) في الستينات والسبعينات الميلادية ، منها على سبيل المثال الجامعات البريطانية حيث ترجمت هذا الاهتمام منذ منتصف الستينات الى ( برامج تدريبية traning programs ( بدات قصيرة في مدتها - يوم واحد في جامعة اكسفورد - ثم تطورت في مضمونها ومدتها واصبح الالتحاق بهذه البرامج ضرورة للتعين في وظائف هيئة التدريس في الجامعات البريطانية منذ عام 1972م . ثم جائت الجامعات المصرية لتواكب التطور العالمي السريع في هذا المجال فصدر القانون رقم 49 سنة 1972م بشان تنظيم الجامعات واشترطت مادته رقم 196 ضرورة تدريب المعيدين والمدرسين المساعدين على التدريس وتلقي اصوله في دورات تدريبية نظمتها كليات التربية بالجامعات المصرية كشرط اساسي للحصول على الدرجة الوظيفية كمدرس في الجامعة واصبح من المعايير التي يجب توفرها لتعيين المدرسين والاساتذة المساعدين كما ان فرصة الالتحاق بدورات الاعداد التعليمي يكون اجتيازها شرطا اساسيا للتعيين في وظيفة استاذ مشارك واستاذ ، اسوةً بما تم لوظيفة مدرس .لقد اصبح اختيار عضو هيئة التدريس واعداده قبل الخدمة هام التنميته اثناء الخدمة من المسئوليات الضخمة نحو قيادة المجتمعات قيادة علمية وتقنية اذا لا بد من توفر بعض الشروط الموضوعية في اعضاء هيئة التدريس ممن سيدخلون المجال او من هم على راس العمل لانهم يمثلون احد عناصر المدخلات المهمة في النظام الجامعي . فالهدف من حسن الاختيار والاعداد هو الاستاذ الجامعي الخلاق المبدع وهذا يتطلب ان يكون اختياره بدقة وموضوعية حتى يصبح فيما بعد قادرا على ان يسهم اسهاما فعالا وايجابيا في مسيرة الجامعة , فالاختيار الصحيح اولا ثم الاعداد والتهيئة يليه التقويم من اجل التطوير والتنمية.
http://www.almadinapress.com/index.a...rticleid=93117