سأكرر أهداف هذا الموضوع كي تتضح الصورة لكل مصلح في سلك التعليم الجامعي
الجامعات كغيرها من المؤسسات العاملة في البلد, فيها الحيوي و النشط و الجاهل و العالم و المصلح والمثبط والنفعي و الأناني..الخ حديثي هنا هو خطاب أوجهه لكل مصلح أو راغب في الإصلاح الجامعي, أقول له :
لقد سبقك كثيرون ممن أفنوا جل وقتهم لخدمة الجامعات بهدف إصلاحها وتوجيهها للأفضل
وجعلها قدوة للمؤسسات الأخرى العاملة في البلد, و ها أنت تسهر ليلك و تجهد نهارك لإصلاح التعليم الجامعي و البحث العلمي. أحب من خلال هذا الموضوع أن أضعك على المحك وذلك من خلال مقارنة فترتين زمنيتين مرت بها الجامعات السعودية, فترة ما قبل عام 1420 هـ و فترة ما بعد عام 1420هـ, نقارن بين الأبحاث العلمية التي عنت بالإصلاح الجامعي بأي وجه من الوجوه في تلك الفترتين و نقارن بين ما يطرح في الصحف من مقالات وشكاوى الناس حول الجامعات.
هذه المقارنة قد تعطيك و غيرك من المصلحين دور الجهد الإصلاحي المبذول في الإصلاح وهل هذا الجهد مرضي أم لا؟
يمكن لموضوعي هذا ان يتحول لبحث علمي رصين يقيس درجة الجهد المبذول ودرجة الصلاح الجامعي.
الفرضية المبدئية لدي:
أننا مكانك راوح, تصلح جانب و يخرب جانب آخر, تتاقعد انت أيه المصلح أو يتغير موقعك الإداري في الجامعة ويأتي من بعدك باستراتيجية جديدة مخالفة لإستراتيجيتك التي أنهكت فيها عمرك ووقتك.
إذا صحت فرضيتي هذه, فإننا بحاجة لتفكير جديد و طرق مخترعة جديد لعملية الإصلاح, ولا نصر على مالدينا من طرق,
نحتاج ان نفكر بطرق لم يُسبق لها, أملا بأن تنجح تلك الطرق, نحتاج لعصف ذهني بعد ان ننفض أيدينا من طرق الإصلاح التي سبق ان طرحت وطرقت.
مثال من الحقل الإعلامي
الإعلام العام
كثر الحديث عن إعلامنا العام ومدى دوره البنائي للأمة,
كتبت المقالات و أجريت البحوث العلمية, وتكلم فيه الخطباء من على منابر الجوامع, وأُلفت فيه الكتب الكثيرة
وقال من قال شاركوا أيه المصلحون في قنواته المتعددة أملا بإصلاحه..الخ
و حتى هذه الساعة لم يصل الإعلام العربي لدرجة مرضيه للأمة وعلمائها و أخيارها.
فكانت تجربة العمل من الخارج بدلا من الداخل, فنشأت بعضا من القنوات الفضائية كإقراء و المجد
و غيرها من القنوات التي تتلمس الطريق لتخدم أمتها ودينها وعقيدتها بدون غبش او مراوغة.
و التي إلى حد ما أرضت شريحة كبيرة من رجال التربية ورجال الصحوة و شبابها ونسائها وشاباتها
إذا رجعنا للجامعات: نطرح السؤال التالي: هل نحن بحاجة لإنشاء جامعات بأيد كالأيدي التي تدير قناة إقرأ او المجد
هل ستدعمها الحكومات ماليا و معنويا؟ أم ستحاربها وتفركشها؟
هل يملك تيار الصحوة بمختلف مشاربه أن ينشىء جامعات معتبره؟
هل يمكن الإستفادة من تجربة الحاج سعيد آل لوتاه بدبي؟
هل بالإمكان إنشاء تلك الجامعات في الغرب؟
هل الجاليات الإسلامية في الغرب تفكر في شيئا من هذا؟
هل بمقدور الجاليات في الغرب ممثلة بالمؤسسات الإسلامية هناك ان تشرع بمثل هذا المشروع؟
=-=-=-=-=-=
مقال عن
فاعلية عضوات هيئة التدريس بأقسام الطالبات في جامعة الملك سعود
و معاناتهن في التواصل مع الأقسام التي يديرها الرجال في الجامعة
نقطة ضوء
نقطة جامعة الملك سعود للبنات!
د. محمد عبدالله الخازم
يبدو أن عضوات هيئة التدريس بأقسام الطالبات بجامعة الملك سعود لديهن معاناتهن في التواصل مع الأقسام الرئيسية التي يديرها الرجال (كعمادات الكليات ورئاسة الأقسام) وفي المشاركة في صنع القرار الأكاديمي والإداري بالجامعة، ويبدو أن منصب وكيلة الكلية أو الكليات لشؤون الطالبات تحول إلى مجرد إشراف إداري لا يخول صاحبته كثيراً من الصلاحيات ولا يمنحها الحق الواضح في المشاركة في صنع القرار. هذه المعاناة نقلت لمعالي مدير جامعة الملك سعود، الذي بادر وأعلن عزمه معالجة هذا الوضع، حيث أعلن معاليه التوجه نحو رفع مستوى المنصب الإداري لوكيلة الكلية لشؤون الطالبات إلى منصب عميدة وربط العميدات بوكيلة للجامعة. بعيداً عن التفاصيل التي لم تعلن بعد، أستبق الحدث بطرح بعض التساؤلات: هل العمادات النسائية للكليات ستكون موازية للعمادات الرجالية، تحمل نفس الاختصاصات والمهام؟ ما هي النتائج التي يمكن أن يقود إليها مثل هذا التوجه؟ هل سيقود إلى عزل كليات أو أقسام البنات عن أقسام البنين؟ هل سيضاعف عدد الكليات والأقسام بحيث تقسم الكلية إلى كليتين أحدهما للبنين والأخرى للبنات؟ على المدى البعيد، هل يمهد لفكرة إنشاء جامعة الملك سعود للبنات الموازية لجامعة البنين؟.
أم أن العمادات الجديدة ستكون غير مكتملة الصلاحيات وستظل تدور في فلك العمادات الرجالية، وسيبقى منصب عميدة الكلية شرفياً أو إشرافياً، مثل ما يحدث مع منصب الوكيلة الحالي؟ هل هذا ما تبحث عنه عضوة هيئة التدريس؟ أعتقد بأن شكوى عضوات هيئة التدريس بالجامعات تكمن في التذمر في عدم مشاركتهن في صنع و اتخاذ القرار في مجال تخصصهن الأكاديمي والبحثي والثقافي والإداري وعدم وصول صوتهن بالطريقة المثلى لصانعي القرار بالجامعة. شكواهن لا أعتقد أنها محصورة في الحصول على مناصب عليا، بعضها سيحمل مسميات كبيرة بمحتوى أجوف يبقى التبعية للعنصر الرجالي.
أطرح تساؤلاتي عطفاً على ما نشر من أخبار، ولست أدعي الإلمام بما يدور بذهن المخطط بجامعة الملك سعود أو بتفاصيل مشروع تعيين عميدات للأقسام النسائية بالكليات القائمة، لكنني أتساءل وجامعاتنا تدعي العلمية والنهوض بالبحث العلمي، ألا يوجد طريقة أفضل لدراسة هذا الأمر والخروج بحلول إدارية أفضل من العزل أو التبعية؟ ألا توجد طريقة أفضل لمشاركة الجميع في صنع القرار وفي التواصل والتفاعل بين أعضاء هيئة التدريس في القسم الأكاديمي الواحد؟ أليس بالإمكان استطلاع أراء أعضاء هيئة التدريس بالأقسام النسائية، بطريقة علمية، حول هذا الموضوع؟ لماذا لا نسأل عضوة هيئة التدريس: ماذا تريدين أو كيف تريدين أن تدار كليتك أو قسمك الأكاديمي؟ كيف ترين المشاركة أو الطريقة المثلى للمشاركة في صنع واتخاذ القرار بكليتك وقسمك؟ هل ترين أنه من الأفضل عزل قسمك عن قسم الرجال (إدارياً)؟ ما هي مشاكل النموذج الإداري الحالي؟.
malkhazim*************
=============================================
http://www.alriyadh.com/2007/06/10/article256152.html
الرياض
الأحد 24 جمادى الأولى 1428هـ - 10 يونيو 2007م - العدد 14230