نشرت صحيفة الاقتصادية بعددها الصادر يوم الأحد, 25 ذو الحجة 1427 هـ الموافق 14/01/2007 م - العدد 4843
محمد الشهري من الرياض - 17/08/1427هـ
فن قصّ الأثر مهنة شاهدة على عبقرية ابن الصحراء الذي تعلم من بيئته طرق البحث وتقفى الأثر وأمعن النظر في كل ما حوله بعمق بالغ، صال وجال اقتحم الصحارى الرملية والأراضي الصخرية، اكتسب فراسة وفطنة ودقة وملاحظة، تراكمت في ذهنه مواقف كثيرة وتعرض لأخطار عديدة، ليكتشف ويحلل قضايا أمن بيئته ليصبح رجل الأمن الأول في الصحراء.
ورغم التطور الحاصل في مختلف الأجهزة الأمنية ودخول عصر التقنية التكنولوجية، إلا أن الكثير من أجهزة البحث الجنائي والشرطة لا تزالان تستعينان بخبرات قصاصي الأثر في كثير من القضايا والحوادث الغامضة في المراكز والهجر والمناطق الصحراوية.
في السياق ذاته، أكد لـ "الاقتصادية" العقيد محمد منشاوي مدير شعبة الأمن الوقائي في شرطة العاصمة المقدسة، مدير قسم الإحصاء والدراسات الجنائية سابقا، أن المحققين في الأجهزة الأمنية يستعينون بأصحاب مهنة "قصاصي الأثر"، في كشف ملابسات الحوادث الغامضة والتوصل إلى الجناة، في المناطق الترابية والصحراوية التي يترك الجناة أثرا خلفهم، نظرا لخبرتهم الطويلة في طبيعة ووعورة تلك المناطق.
وأضاف العقيد منشاوي أن قصاصي الأثر يسهمون بشكل كبير في مساعدة الأجهزة الأمنية على تقفي تلك الآثار، وتحديد بعض مواصفات الجناة وملابسات ارتكاب هذه الحوادث، موضحا أن تواجد قصاصي الأثر في القضايا التي تتطلب حضورهم أمر مهم لا يمكن الاستغناء عنه وخاصة في القضايا التي تحتاج إلى خبرتهم لكشف غموض الكثير من الحوادث.
وأفاد العقيد منشاوي أن هناك ظروفا أمنية تستدعي وجود قصاصي الأثر فيها، إذ يشكل وجودهم أمرا حتميا لمساعدة المحققين في الاستدلال والتوصل لمعلومات مهمة لبعض الحوادث الغامضة، مبينا أن طبيعة الجريمة ومسرحها ومكان الحادث أمر يحدد مدى أهمية وجود قصاصي الأثر مع المحققين.
ولفت العقيد المنشاوي إلى أن الحوادث التي تحدث في المدن تقل فيها الاستعانة بقصاصي الأثر وخاصة في المواقع غير الترابية التي لا يترك فيها أثر لأقدام الجناة، في حين أن الحوادث التي تقع في الصحراء يمثل وجودهم أمراً مهماً لأنهم في معظم الأحوال يكونون هم المفتاح الوحيد لكشف غموض تلك الحوادث، مبينا أن الحوادث التي تم اكتشافها من قصاصي الأثر كثيرة ومهمة وأسهمت مع الأجهزة الأمنية في التوصل إلى مرتكبيها بشكل سريع.
يشار إلى أن سكان المناطق الصحراوية يعرفون أهمية وجود هؤلاء بينهم، حيث يقدمون لهم خدمات تتعلق بأمن الأفراد، لمكافحته حوادث السرقات وسلامة مواشيهم وأموالهم.
http://www.aleqtisadiah.com/misc.php...=print&sec=nws