تسليم المجرمين
في قانون الإجراءات الجنائية البحريني
على ضوء
اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية
واتفاقية الرياض العربية للتعاون القضائي والقانوني
مقدمة وتمهيد:
لم تعد الجريمة مشكلة معزولة تستطيع أي دولة معالجتها بمعزل عن الدول الأخرى. وإذا أردنا فهم الجريمة، ومكافحتها، علينا أن ننظر إليها ضمن نطاقها العالمي . ففي الربع الأخير من القرن العشرين، تمكّن المجرمون من خلال العولمة وثورة المعلومات والاتصالات وما صاحبها من تحرر اقتصادي. إلى توسيع نشاطهم الإجرامي.
استطاع المجرمون أيضاً من خلال التطور التكنولوجي وثورة المعلومات تأمين فرصاً جديدة وفوائد متضاعفة للأعمال غير المشروعة. فأصبح لزاماً وضع حلولٍ لهذه المشكلة، ومنها إيجاد ممارسات سريعة وفاعلة في تبادل وتسليم المجرمين بين الدول.
ويستند تسليم المجرمين إلى فكرة التعاون الدولي لمكافحة الإجرام وتحقيق العدالة ، وهو لضمان عدم إفلات المجرمين من العقاب بمجرد هروبهم من إقليم الدولة التي ارتكبوا جريمتهم فيها . كذلك يجد التسليم سنده القانوني من خلال المعاهدات بين الدول والقوانين الوطنية والعرف الدولي (مبدأ المعاملة بالمثل).
وتاريخ تسليم المجرمين قديم قدم تاريخ تطور المؤسسات الحقوقية، وقد ظلت أحكامه منحصرة بالاتفاقيات والمعاهدات التي كان الملوك والأمراء يعقدونها بينهم، ويتعهد بمقتضاها كل منهم لصاحبه بتسليمه من يقع في قبضته من الأشخاص المعادين له والخارجين على طاعته.
لذلك فقد كانت اتفاقيات التسليم تتعلق بالخصوم السياسيين ولغايات سياسية، ومن أشهر هذه المعاهدات المعاهدة المعقودة في عـام 1303م بين ادوارد الثالث ملك انجلترا وفيليب ملك فرنسا، والاتفاقية المعقودة بين اسكتلندا وانجلترا عام 1174م. ولم تصبح مؤسسة التسليم معنية بالمجرمين العاديين إلا في نهاية القرن السابع عشر عندما غدت تجتهد في إيجاد التعاون المنظم بين الدول لمكافحة الإجرام .