المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "العنوسة ... حطمتنى"



minshawi
12-02-05, 03:27 PM
نحن العوانس كثيراً ما تُطرح القضية وتذكر الأسباب أنها تعود لغلاء المهور، أو تعنت بعض الأولياء أو الفتاة نفسها، مع أن كثيراً من الفتيات حصرن بين جدران البيوت لا لشيء إلا لأنه لم يتقدم خاطب، أو لا توفق بالقبول، ناهيك عن نظرة المجتمع لنا وكأننا وصمة عار، فتجد إذا ما ذكر في المجلس قضية الزواج وجدت الأنظار تحيط بنا، إضافة إلى عدم تقبل شرائح النساء لنا، فإن جلسنا مع النساء وشاركناهن في الحديث رمينا بالجرأة وقلة الحياء أو عدم الخبرة، وإن جلسنا مع من هن أصغر منا، قيل لنا: لماذا تجلسن معنا أنتن عجائز؟.
شيخي الفاضل: أريد توجيه كلمة للمجتمع، وهي أن عدم زواجنا ليس بأيدينا، والله أصبحت أفكر بالانتحار تارة، وتارة أفكر بتعاطي المخدرات، وإن كنت لا أعرف لها طريقاً؛ فأنا من أسرة محافظة، وما ذاك إلا بسبب نظرات أهلي لي كلما ذكرت العنوسة، أو ذكر الزواج، أو كلما تزوجت واحدة من بنات إخوتي ممن حملتهن على يدي، وأنا لا أزال عانساً، سئمت من القول اصبري ولا تيأسي، وأصبحت أكره أهلي بل نفسي، بل أكره كل من يتحدث عن هذه المشكلة.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقول وبكل صراحة وصدق للأخت الكريمة ومن هن على شاكلتها من الأخوات الكريمات العفيفات: أنتن مفخرة لمجتمعنا، نباهي بكن مجتمعات العالم أجمع، أتدرين لماذا؟ الأسباب قد تغيب عن بالك أحياناً، ولكنها لا تغيب عن بال كل عاقل منصف، منها:
1- أنكن مضرب مثل للمرأة العفيفة التي ليس لها زوج، لكنها لم تفكر في الوقوع في الرذيلة يوماً ما، مع أن مثيلاتها في كثير من المجتمعات المنحلة ربما عوضن الزوج بعشيق فاجر مثلها.
2- إنكن مضرب مثل للمرأة الصابرة المحتسبة.
3- إنكن مضرب مثل للمرأة الراضية بقضاء الله وقدره، الفرحة بالأجر الذي يأتيها بغير حساب "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب".
يا مفخرة نسائنا: ألا ترضين بزوج يختاره الله لك في الجنة، ليس كرجال الدنيا!!
نعم يا أختي الفاضلة: نحس-والله- بكثير مما تشعرين به، من رغبة في زوج تسكنين إليه وطفل تلاعبينه، أتظنيننا بغير مشاعر؟! أنت أختنا المصونة وبنتنا الكريمة، فكيف لا نحس بك؟!
أنت جزء مهم في المجتمع، وعنصر فاعل فيه، وسأبرهن لك ذلك، بالطبع تعرفين عدداً من النساء –مثلك- لم يقدر الله لهن الزواج، أو مطلقات أو أرامل، لكنهن لما فقدن الحياة الزوجية كن شعلة من النشاط والحيوية في العلم والدعوة والعبادة ومساعدة الآخرين و...و... وربما لو كانت إحداهن متزوجة لما استطاعت أن تعطي العطاء الذي ترينه.
صحيح أن عدم وجود الزوج لم يكن بيدها، لكنها تعاملت مع واقعها بصورة إيجابية فعالة، عادت عليها بالنفع في الدنيا والآخرة.
فأنت –بارك الله فيك- جزء فعال في المجتمع إذا صرت شجاعة وتعاملت معه كما كتبه الله لك.
فأنا قد اختلف معك نوعاً ما في تقييمك لنظرة المجتمع إليكن، نعم هناك فئات قليلة ينطبق عليها ما تقولين، لكن الغالبية ليسوا كذلك.
ولي مع بعض ما ذكرته في سؤالك وقفات:
1- كثير منكن –كما ذكرت- لم يتقدم لخطبتها أحد، أو يتقدم غير الأكفاء، وهذا أمر بحسب نظرتنا البشرية يسؤونا، لكن ألا تظنين أننا لو نظرنا إلى الأمر من زاوية أخرى لتغيرت نظرتنا، أعني زاوية أن الله هو الرزاق، يزوِّج هذه ويمنع تلك، ويهب لهذه الأولاد، ويجعل من يشاء عقيماً، ويغني ذلك ويفقر هذا وهكذا، فهذا أمر الله، ولا تدرين لعل الله صرف عنك بلاءً عظيماً لا تطيقينه لو أنك تزوجت. الله أعلم.
2- ربما أصبت