المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على زعم الملاحدة بظلم الله للمرأة في الجنة و نسيانه لحقها



د/ربيع أحمد
08-18-12, 07:22 PM
الردعلى زعم الملاحدة بظلم الله للمرأة في الجنة و نسيانه لحقها ( تعالى الله عن ذلكعلوا كبيرا )





الحمد لله وحدهوالصلاةوالسلام على من لا نبي بعـده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد :فيزعم الملاحدة هداهم الله أنالله ظلم المرأة في الجنة ، و نسي حقها -تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - و يستدلون على ذلك بأن الرجل يتزوج في الجنة بأكثر من حورية علي زوجاتهفيالدنيا‏ ,‏ و المرأة تظل متزوجة من رجل واحد ، وإن لم يكنلديها زوج فإن الله يزوجها بأحد الصالحينو هذا الزوج – كما يزعمون - له حق فيخيانتهامع عدد لانهائي من الحور و من هذا الغلطيستنج الملاحدة احتقار الإسلام للمرأة ،وهذا الكلام فيه سوء أدب مع الله و سوء فهمللإسلام و هذا دأب الملاحدة .



و كلام
الملاحدة يغني فساده عن إفساده إذ الظلم محال على الله قال تعالى : ﴿ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ﴾[1] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftn1) ، و الله أعلمبخلقه من علم الخلق بأنفسهم قال تعالى : ﴿ أَلَايَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير ُ﴾[2] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftn2) . و اختلاف الجنس البشري إلى ذكر و أنثى ترتب عليه اختلاف في الطبائع ، و طبيعة المرأة غير طبيعة الرجل ، و من طبيعة المرأة الحياء لذا لم يذكر الله للنساء نعيما جسديا أو متع جسدية ،و لم يشوقالنساء للجنة بما يستحين منه .و لم يشوق الله النساء بالأزواج بينما شوق الرجال بالزوجات ؛ لأن الرجل هو الطالب و هوالراغبفي المرأة فلذلك ذكرت الزوجات للرجال في الجنة ، و لم يذكر الأزواج للنساء لأنهن مطلوبات لا طالبات .و شهوة المرأة للرجل ليست كشهوة الرجل للمرأة فالرجل أعلى شهوة من المرأة ، و مما يدل على هذا أن الرجل إذا جامع امرأته أمكنه أنيجامع غيرها في الحال ، و المرأة إذا قضى الرجل وطره فترت شهوتها ، ولم تطلب قضاءها من غيره في ذلك الحين[3] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftn3).و المرأة العفيفة لا تقبل الجماع مع أكثر من رجل و طبيعة المرأة تأبى الانكشاف على أكثر من رجل، و الرجل قد يقبل الجماع مع أكثر من امرأة حتى الخيانة الزوجية عند الرجال أكثر منها عندالنساء في المجتمعات المنحلة.و للمرأة في الجنة ما ترغب من النعيم : ﴿ لهُممَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَ لَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾[4] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftn4) ، و قال تعالى : ﴿ وَلَكُمْفِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾[5] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftn5) .و المرأة المؤمنة في الجنة خير في الجمال و المنزلة من الحور العين ؛لأن الحور العين لم تعِش في الدنيا لتعاني من الفتن ووساوس الشيطان ورفقاء السوءوأجهزة الإعلام و غير ذلك فإذا كانت الحورالعين أجمل من أجمل امرأة في الدنيا فكيف بالمرأة المؤمنة في الجنة ؟!!




و قياس حال المرأة في الآخرة على حال المرأة في الدنيامن كرهها لتعدد زوجات زوجها قياس عالمالغيب على عالم الشهادة و شتان بينهما فهناك أمور في الدنيا لا توجد في الآخرةفنساء الدنيا تتغوط و تحيض و غير ذلك من المنفرات و نساء الآخرة لا تتغوط و لاتحيض .



و المرأة في الجنة تتزوج من زوجها في الدنيا إن كان من أهل الجنة ،و إذا لم يكُن للمرأة زوجٌمن أهل الدنيا في حياتها أو لم يكن من أهل الجنة فإنّ الله تعالى يزوّجها بمنتقرُّ به عينُها في الجنّة ، لأنّ الزواج من جملة النعيم الذي وُعد به أهل الجنّة، وهو ممّا تشتهيه النفوس ، و تتطلّع إليه قال تعالى : ﴿ وَلَكُمْفِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾[6] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftn6) .


و المرأة في الجنة مقصورة على حب زوجها لا تتطلع إلى غيره، ولا تجد في نفسها حزناً من مشاركة غيرها له ،بخلاف ما عليه نساء الدنيا ؛ لأن الجنة لا حزن فيها ولا هم ولا غم و لا حقد و لاحسد قال تعالى : ﴿ وَنَزَعْنَامَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ ﴾[7] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftn7)أي: نخرج من قلوبهم أسباب الحقد والحسد والعداوة، أونطهّرها منها، حتى لا يكون بينهم إلا التوادّ والتعاطف. وصيغة الماضي للإيذانبتحققه وتقرره[8] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftn8)أو و نزعنا ماكان في قلوبهم من حقد وضغن مما يكون من عداوة أو حسد في الدنيا، فلا يدخلون الجنةوفي قلوبهم أدنى لوثة مما لا يليق بتلك الدار وأهلها ، ويكون من أسباب تنغيصالنعيم فيها[9] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftn9).



هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

[1] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref1)- الكهف الآية 49
[2] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref2)- الملك الآية 14
[3] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref3)- انظر إعلام الموقعين عن رب العالمين 2/66
[4] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref4)- قـ الآية 35
[5] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref5)- فصلت من الآية 31
[6] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref6)- فصلت من الآية 31
[7] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref7)- الأعراف من الآية 43
[8] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref8)- تفسير القاسمي 5/59
[9] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref9)- تفسير المنار 8/374