المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المتعلق الاول في التوحيد (النذور)



تحسين عباس
07-22-05, 06:27 PM
الرحمن الرحيم
المتعلق الاول في التوحيد النذور
النذر:هو عقد يعقده العبد مع الله سبحانه يوجب من خلاله على نفسه الايفاء
به
اورد الله سبحانه في كتابه العزيز آيات تخص النذر فمنها ماجاءت في سبب
نزول كآية(واوفوا النذور لله) فكان سبب نزولها لان قريش كانت تنذر للاصنام
والاوثان، ومنها ما جاءت في واقع معيّن كآية(واني نذرت للرحمن صوما) مريم
26؛فيفهم من الايتين ان النذر يعقدلله تعالى لايدخل معه احد ولنا في هذا
الامر استدلالان الاول من علم النحو والثاني ما جاءنا من اخبار في كتب
الاحاديث عن رسول الله(ص) وآله الاطهار.
الاستدلال الاول: لقد وضع النحاة لحرف الجر اللام في كتب النحو والاعاريب
اثنى وعشرون معنى ومن اراد المراجعة فليراجع (مغنى اللبيب) لابن هشام
موضوع حرف اللام المفرده ج1 او النحو الوافي لعباس حسن وغيرها من الكتب، فمن
علماء التفسير مناعرب اللام هنا في(لله ، للرحمن) حرف جر يفيد التملك
واستدلاله ب(الا انّ لله ما في السموات والارض) النور 46 فيصبح معنى
الايه(واوفوا النذور ملك الله) او( اني نذرت ملك الرحمن صوما) وعليه تكون النذور
ملكا ظاهرا وباطنا لان الله يملك الشي كاملا فعليه لايصح ايفاءه لغيره . ومن
العلماء من يعرب اللام هنا بمعنى الاستحقاق مستدلا ب(الحمد لله رب
العالمين) فيكون معنى الايه(واوفوا النذور استحقاق الله) او(اني نذرت استحقاق
الرحمن صوما) وعليه تكون النذور من حقه ظاهرا وباطنا لان الله له حق
العبوديه، ومن العلماء من قال ان اللام هنا بمعنى الاختصاص واستدلالهم ب(الجنة
للمؤمنين) وعليه يكون معنىالايه( واوفوا النذور اختصاص الله) او(اني نذرت
اختصاص الرحمن صوما) وعليه تكون النذور اختصاصه ظاهرا وباطنا لانه المقصود
بالعباده والاخلاص، ومن العلماء من قال ان اللام هنا بمعنى التمليك ويقصدون
التمليك المجازي كما في قوله سبحانه( ومن ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا )
فيقرض أي من ينفق ماله في سبيل الله وفي طبيعة الحال المال هنا ملك الله
لكن العبد لمّا ينفقه في سبيله أي يملكه اياه وهو مالك الملك سبحانه فيصبح
معنى الايه(واوفوا النذور تمليك الله) او انّي نذرت تمليك الرحمن صوما)
وعليه تكون النذور ملكه ظاهرا وباطنا لان كل الاعمال العباديه تمليكه وهو
الغني المغني تبارك وتعالى.
اما نحن نقول ان المعاني كلّها كان يقصدها الله(التملك والاستحقاق
والاختصاص والتملك ) وخلاف ذلك شرك سواء كان لفظا ظاهرا اومعنى باطنا والذييقول
عكس ذلك فليات بالدليل الذي يفند المعاني الاربعه اواحدها كأ ن يقول وحاش
لله، ليس ملك الله او ليس استحقاق الله اوليس اختصاص الله او ليس تمليكه.
فكلها اوجه واضحة للشرك ومع ذلك ذهب فريق من علماء التفسير من لم يفطن لهذه
الادله لانه مغرم بالواقع الذي يزيفه الشيطان فراح يبحث عمّا يسميه
استدلال وهو شبهة فقال ان اللام هنا بمعنى( من اجل) أي تفيد التعليل كما في قوله
(لايلاف قريش) و(انما الصدقات للفقراء والمساكين) فيصبح معنى الايه(
واوفوا النذور من اجل الله) حتى يجد لنفسه مأربا فيوفي النذور لغير الله أي على
حد قوله انا نعطي الصدقات للفقراء نبتغي الله اذن عندما نوفي النذور لفلان
وفلان وهم من الصالحين اذن نحن ابتغينا الله وهذا القول باطل لان النذر
عندما يعقد يدخل في الواجبات والدلالة على انه واجب بعد العقد وجوب الكفارة
ان لم يوفّ ؛ ومادام واجب فاي مخلوق يدخل عليه يصبح شريكا بظاهر اللفظ ومن
نفس الفريق من قال ان اللام هنا بمعنى الغايه (غايه التقرب ) فيصبح معنى
الايه (واوفوا النذورغايه الله)حتى يلتمس لنفسه عذرا فيقول اني لمااوفيها
لفلان وهو من الصالحين فغايتي الله وردا عليه نقول(الغايه في الواجب لاتكون
لغير الله) لانها لوكانت كذلك لاصبحت نيه الواجبات كلها كذلك مثل الصلاة
والصوم والحج وهذا شرك ايضا كما ذهب فريق اخر وقال ان الام هنا كما قلت
تفيد التمليك والاستحقاق والاختصاص والتمليك لاكننا نهدي ثواب العمل الى من
نريد من الاولياء والصالحين فنقول (لله عليّ نذر ان افعل كذا ان كان لي كذا
واهدي ثوابه لفلان) ونحن نقصد باهداء الثواب لفلان للانتفاع فيكون ردنا
عليه كالاتي: 1_ان النص المذكور (لله علي نذر ان افعل كذا ان كان لي كذا
واهدي ثوابه لفلان)خلاف قوله تعالى (لن ينال الله لحومها ولادماءها ولكن
يناله التقوى منكم)سورة الحج فالمفهوم من الايه ان الذي يصل الى الله هو العمل
المعنوي فان كان هذا العمل يهدى الى غيره فاين التوحيد في ذلك.
2_لايوجد للام في مصادر اللغه معنى الانتفاعه فان كان ابتكرها فاين الضابط
الاستدلالي فيها وعلى زيادة هذا النص (واهدي ثوابه لفلان)
3_ان هذه الجمله(واهدي ثوابه لفلان جمله اجنبيه وانها توحي بالفظ ان
القائل بها سوف يقسم لفظ عقد النذرلله ولفلان وهذا شرك بالظاهر
4_ان ثواب الاعمال الواجبه لاتهدى وان اهديت بطلت فنحن لانستطيع مثلا في
نيه الصلاة ان نقول(اصلي فرض الصبح قربه الى الله تعالى واهدي ثوابها
لفلان)او في نبه الصوم وكذلك الحج
الاستدلال الثاني:هو ماجائنا من الاخبار الصحيحه عن رسول الله (ص)واهل
بيته (عليهم السلام)في نص النذر وكيفيه عقده واريد ان الفت النظر على اتباع
القاعدة التي ثبتها لنا الرسول الكريم(ص)في كيفيه تصحيح الاحاديث وهي قوله
المتواتر في اغلب كتب الحديث ومنها مااورده الكافي في مقدمته ج1اصول
الكافي ص23
(اعرضوها على كتاب الله عز وجل فما وافق كتاب الله خذوه وما خالف كتاب
الله فاضربوه عرض الجدار)
الاحاديث
كتاب الايمان والنذور والكفارات لكتاب تهذيب الاحكام للطوسي
1_سئل (ع)عن لرجل غضب فقال علي المشي الى بيت الله الحرام قال اذا لم يقل
لله علي فليس شي
2_ح4298
والنذر على وجهين احدهما ان يقول الرجل ان كان كذا وكذا صمت او صليت او
تصدقت او حججت او فعلت شيئا من الخير وكان ذلك فهو بلخيار ان شاء فعل وان
شاء لم يفعل فان قال ان كان كذا وكذا لله علي كذا وكذا فهو نذر واجب لايسعه
تركه وعليه الوفاء به
3_مستدرك الوسائل / للنوري الطبرسي ج16 ص82 (دعائم الاسلام ) روينا عن
جعفر ابن محمد عن ابيه عن اباءه ان رسول الله (ص) نهى عن النذر لغير الله
4_علي ابن مهزيار قال قلت لابي الحسن (ع) رجل جعل على نفسه نذر ان قضى
الله عزوجل حاجته ان يتصدق في مسجده بالف درهم نذرا فقضى الله عزوجل حاجته
فصير الدراهم ذهب ووجهها اليك أيجوز ذلك ام يعيد قال :يعيد.وكذلك يوجد هذا
الحديث في كتاب وسائل الشيعه


والسلام على من اتبع الهدى ورحمة الله وبركاته

فقيه محسن
07-25-05, 04:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لك على موضوعك الطيب والمفيد جزاك اله خيرا