النعيمي
12-16-09, 02:35 PM
من أفضل وأبرز المواضيع التي رشحها الكثير من طلبة الدكتوراه العرب والمسلمين الدارسين في الجامعات الغربية لعام 2009م ليكون الموضوع الأول والأعلى تميزا ً على مستوى العالم كله ...،وفيه تسجيل أروع وأكبر إنجاز لعالم عربي مسلم في مجال من أشد وأعقد المجالات العلمية الهندسية حيث يجمع الذكاء الصناعي والحوسبة الكمية والعديد من روائع الإبتكار في خرائط العقل وبرامج تنفيذ عملياته غير المسبوقة..
فألف تحية إكبار لعالم أمتنا البروفيسور آل عبدالرحمن والله يحفظه ويرعاه ليقدم المزيد من المنجزات الباهرة.
كيف يتعامل العقل البشري ،وكيف نفهم دواله الرياضية ؟
لقاء أجراه معه د. عبدالعزيز السعدون
Bern - Swiss
الحلقة الأولى
من خلال متابعاتنا لموضوع إنجاز البروفيسور سالم آل عبد الرحمن مع أول محاكاة للعقل البشري بإستخدام الحوسبة الكمية عبر مزاوجتها مع بعض الأطر الرياضية الفيزيائية الخاصة بنظرية Chaos والذي خاض فيه مباريات على جانب من الإبداع المافوق معرفي وفي جوانب صراع تحليلي إدراكي لا يمكن أن يوصف وذلك في عالم محيرات الدماغ البشري حيث القدرات الآلهية العجيبة كانت لنا وقفه مع هذا العالم الشاب لنكشف بعض آليات تعامل المخ البشري مع تسليط ضوء عبر الممكن من التبسيط في جانب الدوال الرياضية والكمية المقترحة لتوصيف بعض أوعية تعاملات هذا المخ ،وسنتبع هذه الوقفة بوقفات أخرى والله الموفق ..
أول وقفاتنا مع البروفيسور آل عبدالرحمن كانت عبر سؤالنا الذي رغبنا أن نتلمس به الكيفيات التي نتعامل معها - نحن البشر- مع المعلومات الحسية الخام ؟
فقال في جواب مختصر :
تخبرنا بعض الحالات التي قمنا بتتبعها عبر آليات للمحاكاة المحوسبة الكمية ولنأخذ منها هنا حالة نادرة- وهي الحس المواكب Synaesthesia- والحس المواكب هي ظاهرة عصبية تتصل فيها حاستين أو أكثر، بحيث إذا تم تنبيه إحدى الحواس، يتم تنبيه الحاسة الأخرى أيضاً – قلت : تخبرنا هذه الحالة بكيفية تعامل الدماغ مع المعلومات الحسية.
فنحن لا نشم الروائح فعلياً بأنوفنا، ولا نسمع بآذاننا ولا نرى بأعيننا البتة. ولو أردنا الدقة، فنحن نحس بالعالم فقط عندما يترجم كل عضو من أعضاء الجسم المنبهات الخاصة به إلى دفعات كهربائية، ثم تتخذ هذه الدفعات طريقها عبر طريق محدد إلى مواضع متخصصة في الدماغ ،وهنا تسكب العبرات ،فهذه الطرق غير معبدة ولا يمكن سبر غورها كيفما يتفق مما هو متاح للإنسان الساعة فرغم ما قدمه بعض العلماء في هذا المضمار وعبر سنوات من الجهاد العلمي العميق نقف اليوم وكأننا أمام متاهات لا نعرف كيف نخطو إتجاهها ،ولتقريب المسألة أقول أنك إذا جئت تتابع نقل نبضة ألكترونية عبر أجهزة الإتصالات الحديثة فإنه يمكنك أن ترصد الكثير من المعلومات Data - بمختلف صورها - عنها (يشير للبروفيسور آل عبدالرحمن بالطبع لأهل التخصص في هندسة الإتصالات ) ولكنك إن جئت أمام نفس النبضة وهي تدخل لقنوات العقل البشري فأنت هنا لا تعرف إلا اليسير خاصة في دائرة التخطيط الشبكي المعقد لها ولعل جوانب التعقيد المحيرة تربكك بشكل لا يمكن أن تطيقه تصوراتك خاصة في باب السرعات التي يتم فيها تنفيذ الأمر فيها بين الخلية المرسلة أو الإشارة المرسلة من جهة ما وبين هدف التلقي .وأشير هنا إلى أن كل التصورات التي عرفها البعض عبر التفسير الكهربائي لذلك والمشاع في بعض الأدبيات ما هو إلا نزر يسير جداً من الحقيقة الشمردل التي لا يمكن أن نقدر ما هي سعة عالمها دون آليات لائقة بها على الأقل من وجهة التقريب المكثف .
وبطبيعة الحال، إذا أصاب التلف واحداً من أعضائنا الحسية المتكيفة بكل دقة لتأدية مهمتها - ونحن غالباً لا نشعر بذلك - ، فسيؤثر ذلك على قدرتنا على تجربة هذا الإحساس Synaesthesia وهنا ندخل في مربكات كثيرة وهي على جانب من التعقيد ولا يمكن إستحداث سيطرة آلية عليها ولكني نظرت – والفضل لله تعالى – وبعد تفكير عميق ولعدة شهور إلى إبتكار صياغات لدوال هاملتونية كمية - غير خطية - كنت قد طرقت بابها ذات يوم وأستحصلت بها براعة متواضعة ولائقة أهلتني لأن أبارز وعبر مباريات شاقة – أخذت مني نحو أكثر من أربعة سنوات – في هذا المجال حتى أستحدثت بعض ما ترون أمامكم (1).
نعم أقول بأنه إذا أصاب التلف واحداً من أعضائنا الحسية فإن هذه الأعضاء ستكون فائضة عن الحاجة redundant من تلك المناطق من الدماغ التي ترحّل إليها هذه المعلومات الحسية . وعلى سبيل المثال، سيؤدي هذا الإحساس إلى تضعيف حركة الرموز التي تساعد على الإحساس بالنظر في القشرة البصرية visual cortex في دماغك وبالتالي يؤدي ذلك إلى تأثر بصرك بصورة ما - تتراوح بين العمى التام، إلى عدم القدرة على تمييز الألوان أو التعرف على الأشياء المتحركة.
فهنا وقفنا نحن نرصد لجملة من النبضات المتدفقة إلينا في مرصد الخلايا الدماغية المتوجهه لها تلك النبضات فحصرنا منها مجموعة معينة وبدأنا التحليل على أساسها إلا أن الحقيقة تقول أننا لم نستوعب لكل مشاهد عرض النبضات بالكلية وبالتالي فإن ما رحل منها إتجاه مرصدنا لا يعد غاية للمدركات التي تقف أمامنا هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أن ما لا ندركه – بسبب سرعة الترحيل للمعلومات وعدم إستطاعتنا لإستقبال كل العرض المرسل – لا يمكن أن يشكل بدواله ما يمكن أن نغض الطرف عنه – أي لا يمكن أن نعامله كمهمل ،كما أن جذور تحميل الدوال ستكون ذات أبعاد عالية ومتعددة للغاية مما تضفي صعوبة بالغة لتصوير دالة واحد فكيف بك أمام حلها وإستخراج جذورها الصحيحة (2)..
وقد تم مؤخراً تحسين فهمنا للكيفية الدقيقة لما يحدث بعد أن تتحول الجزيئات، والموجات، والاهتزازات vibrations إلى طاقة كهربائية، وذلك بفضل الدراسات التي أجريت على مجموعة نادرة من البشر - يمثل أفرادها واحداً في كل 25.000 فرد منا- وهؤلاء هم المصابون بالحالة التي أوردناها آنفاً أي الحس المواكب..
نعم لقد ثبت أنه يمكن للمصابين بالحس المواكب أن يتذوقوا الأصوات أو يشتموا المناظر ، ويمكن أن يروا الموسيقى بالألوان، أو قد تكون للأرقام إحساس كالنسيج - ولأغراض عملية، تم تقرير الشعور بجميع التوليفات.
أما إذا جئت تتسائل لماذا الحس المواكب هنا تحديداً ؟
فأقول لكم : لقد جذب المصابون بالحس المواكب اهتمام الباحثين نظراً لأن تجاربهم تتحدى الأفكار التقليدية عن الحواس، كما تخبرنا بالمزيد عن الجزء المخي للإحساس. وفي حقيقة الأمر، فقد اكتشفت أدلة جديدة عن الطريقة التي نتعرف بها على الألوان ونتذكرها، نتيجة لتجربة أجريت على مجموعة من المصابين بالحس المواكب، والذين "يرون" الأرقام داخل أو محاطة بالألوان.
ولقد تضمنت الاختبارات التي أجريت في مستشفى جامعة زيوريخ السويسرية مراقبة زمن استجابة reaction time المصابين لمظهر اللون الموجود في منتصف شاشة الكمبيوتر، باستخدام اليد اليسرى وحدها أولاً، ثم اليد اليمنى. وتمت مقارنة النتائج بتلك التي حققتها مجموعة من المتطوعين " الطبيعيين "، والذين تعلموا مجموعة من أزواج pairs الألوان والأرقام .(3).
كان جميع المصابين بالحس المواكب أسرع في استخدام اليد اليسرى للألوان التي ربطوا بينها وبين أرقام صغيرة، وأسرع في استخدام اليد اليمنى للألوان المرتبطة بأرقام كبيرة. وبالإضافة إلى إثبات أن للألوان نوعاً من الحجم بالنسبة للمصابين بالحس المواكب، فقد أظهرت التجربة أن الأشخاص " الطبيعيين" يختزنون الأرقام الصغيرة في نصف الكرة hemi الأيسر من الدماغ ،والأرقام في نصف الكرة المخية الأيمن – وهو الجانب sphere mathematical المتحكم في القدرات الرياضية .
ها أنت وقفت هنا على بوابة هذا الحس لكنك إن ولجت لمداخل أخرى فإنك لن تتمكن من إدراك بعض الصور ما لم تفوض فهماً صحيحاً ودقيقاً لما يحدث لدالة المعلومات التي يأتي ملفها وكدفعة واحدة وبسرعة عالية - غير متصورة- لتلتقى إستجابة قبل أن يتحسس بها مرصدك فتخيب الآمال عن إيجاد صورة لما وصل إليك وتبقى أمام المبهم أو ما يمكن أن نصطلح عليه اللانظامية – أي الفوضى من جانب التحسس غير المدرك لكنه الحقيقة- وكأن لا شئ حدث على الإطلاق أمامك ،وكأن تلك اليد تحركت لوحدها ،أو أن هذه العين غمضت بكيفها وعلى مزاجها !!.
وصدق المولى العظيم حين يقول : وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً – جزء من الآية 85 الإسراء.
(1) هنا رأينا وشهدنا لعالم من المحيرات العميقة التي لم تخطر ببال أحد من قبل وهي تأتي سهلة منقادة عبر ما توصل إليه البروفيسور آل عبدالرحمن وبشكل دقيق للغاية ولله الحمد .
(2) قلت : وهنا يبدأ الغوص خلف تخوم الدوال الرياضية التي يبسطها البروفيسور آل عبدالرحمن لغايات تقف الرؤى عاجزة عن تصويرها...فهو يدعمها بالإحساس والتصور التقريبي الذي يكاد المرء أن يلمسه وكأنه يعيش معه وهو أمامه ..وهنا تقف ملكات لا بد أن تدرب للغايات التي يؤمل منها تلقي الرسائل بشكل راسخ وقدر الطاقة .
(3) للبروفيسور آل عبدالرحمن إختبارات جديدة في هذا الباب تربط بين العديد من دوال المعرفة والتي يستطيع فهمها الإنسان عند إستحضار تركيزه عبر ساعات خاصة لذلك .
مترجم من الألمانية نقلاًً عن مصدر علمي نشر فيها .
فألف تحية إكبار لعالم أمتنا البروفيسور آل عبدالرحمن والله يحفظه ويرعاه ليقدم المزيد من المنجزات الباهرة.
كيف يتعامل العقل البشري ،وكيف نفهم دواله الرياضية ؟
لقاء أجراه معه د. عبدالعزيز السعدون
Bern - Swiss
الحلقة الأولى
من خلال متابعاتنا لموضوع إنجاز البروفيسور سالم آل عبد الرحمن مع أول محاكاة للعقل البشري بإستخدام الحوسبة الكمية عبر مزاوجتها مع بعض الأطر الرياضية الفيزيائية الخاصة بنظرية Chaos والذي خاض فيه مباريات على جانب من الإبداع المافوق معرفي وفي جوانب صراع تحليلي إدراكي لا يمكن أن يوصف وذلك في عالم محيرات الدماغ البشري حيث القدرات الآلهية العجيبة كانت لنا وقفه مع هذا العالم الشاب لنكشف بعض آليات تعامل المخ البشري مع تسليط ضوء عبر الممكن من التبسيط في جانب الدوال الرياضية والكمية المقترحة لتوصيف بعض أوعية تعاملات هذا المخ ،وسنتبع هذه الوقفة بوقفات أخرى والله الموفق ..
أول وقفاتنا مع البروفيسور آل عبدالرحمن كانت عبر سؤالنا الذي رغبنا أن نتلمس به الكيفيات التي نتعامل معها - نحن البشر- مع المعلومات الحسية الخام ؟
فقال في جواب مختصر :
تخبرنا بعض الحالات التي قمنا بتتبعها عبر آليات للمحاكاة المحوسبة الكمية ولنأخذ منها هنا حالة نادرة- وهي الحس المواكب Synaesthesia- والحس المواكب هي ظاهرة عصبية تتصل فيها حاستين أو أكثر، بحيث إذا تم تنبيه إحدى الحواس، يتم تنبيه الحاسة الأخرى أيضاً – قلت : تخبرنا هذه الحالة بكيفية تعامل الدماغ مع المعلومات الحسية.
فنحن لا نشم الروائح فعلياً بأنوفنا، ولا نسمع بآذاننا ولا نرى بأعيننا البتة. ولو أردنا الدقة، فنحن نحس بالعالم فقط عندما يترجم كل عضو من أعضاء الجسم المنبهات الخاصة به إلى دفعات كهربائية، ثم تتخذ هذه الدفعات طريقها عبر طريق محدد إلى مواضع متخصصة في الدماغ ،وهنا تسكب العبرات ،فهذه الطرق غير معبدة ولا يمكن سبر غورها كيفما يتفق مما هو متاح للإنسان الساعة فرغم ما قدمه بعض العلماء في هذا المضمار وعبر سنوات من الجهاد العلمي العميق نقف اليوم وكأننا أمام متاهات لا نعرف كيف نخطو إتجاهها ،ولتقريب المسألة أقول أنك إذا جئت تتابع نقل نبضة ألكترونية عبر أجهزة الإتصالات الحديثة فإنه يمكنك أن ترصد الكثير من المعلومات Data - بمختلف صورها - عنها (يشير للبروفيسور آل عبدالرحمن بالطبع لأهل التخصص في هندسة الإتصالات ) ولكنك إن جئت أمام نفس النبضة وهي تدخل لقنوات العقل البشري فأنت هنا لا تعرف إلا اليسير خاصة في دائرة التخطيط الشبكي المعقد لها ولعل جوانب التعقيد المحيرة تربكك بشكل لا يمكن أن تطيقه تصوراتك خاصة في باب السرعات التي يتم فيها تنفيذ الأمر فيها بين الخلية المرسلة أو الإشارة المرسلة من جهة ما وبين هدف التلقي .وأشير هنا إلى أن كل التصورات التي عرفها البعض عبر التفسير الكهربائي لذلك والمشاع في بعض الأدبيات ما هو إلا نزر يسير جداً من الحقيقة الشمردل التي لا يمكن أن نقدر ما هي سعة عالمها دون آليات لائقة بها على الأقل من وجهة التقريب المكثف .
وبطبيعة الحال، إذا أصاب التلف واحداً من أعضائنا الحسية المتكيفة بكل دقة لتأدية مهمتها - ونحن غالباً لا نشعر بذلك - ، فسيؤثر ذلك على قدرتنا على تجربة هذا الإحساس Synaesthesia وهنا ندخل في مربكات كثيرة وهي على جانب من التعقيد ولا يمكن إستحداث سيطرة آلية عليها ولكني نظرت – والفضل لله تعالى – وبعد تفكير عميق ولعدة شهور إلى إبتكار صياغات لدوال هاملتونية كمية - غير خطية - كنت قد طرقت بابها ذات يوم وأستحصلت بها براعة متواضعة ولائقة أهلتني لأن أبارز وعبر مباريات شاقة – أخذت مني نحو أكثر من أربعة سنوات – في هذا المجال حتى أستحدثت بعض ما ترون أمامكم (1).
نعم أقول بأنه إذا أصاب التلف واحداً من أعضائنا الحسية فإن هذه الأعضاء ستكون فائضة عن الحاجة redundant من تلك المناطق من الدماغ التي ترحّل إليها هذه المعلومات الحسية . وعلى سبيل المثال، سيؤدي هذا الإحساس إلى تضعيف حركة الرموز التي تساعد على الإحساس بالنظر في القشرة البصرية visual cortex في دماغك وبالتالي يؤدي ذلك إلى تأثر بصرك بصورة ما - تتراوح بين العمى التام، إلى عدم القدرة على تمييز الألوان أو التعرف على الأشياء المتحركة.
فهنا وقفنا نحن نرصد لجملة من النبضات المتدفقة إلينا في مرصد الخلايا الدماغية المتوجهه لها تلك النبضات فحصرنا منها مجموعة معينة وبدأنا التحليل على أساسها إلا أن الحقيقة تقول أننا لم نستوعب لكل مشاهد عرض النبضات بالكلية وبالتالي فإن ما رحل منها إتجاه مرصدنا لا يعد غاية للمدركات التي تقف أمامنا هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أن ما لا ندركه – بسبب سرعة الترحيل للمعلومات وعدم إستطاعتنا لإستقبال كل العرض المرسل – لا يمكن أن يشكل بدواله ما يمكن أن نغض الطرف عنه – أي لا يمكن أن نعامله كمهمل ،كما أن جذور تحميل الدوال ستكون ذات أبعاد عالية ومتعددة للغاية مما تضفي صعوبة بالغة لتصوير دالة واحد فكيف بك أمام حلها وإستخراج جذورها الصحيحة (2)..
وقد تم مؤخراً تحسين فهمنا للكيفية الدقيقة لما يحدث بعد أن تتحول الجزيئات، والموجات، والاهتزازات vibrations إلى طاقة كهربائية، وذلك بفضل الدراسات التي أجريت على مجموعة نادرة من البشر - يمثل أفرادها واحداً في كل 25.000 فرد منا- وهؤلاء هم المصابون بالحالة التي أوردناها آنفاً أي الحس المواكب..
نعم لقد ثبت أنه يمكن للمصابين بالحس المواكب أن يتذوقوا الأصوات أو يشتموا المناظر ، ويمكن أن يروا الموسيقى بالألوان، أو قد تكون للأرقام إحساس كالنسيج - ولأغراض عملية، تم تقرير الشعور بجميع التوليفات.
أما إذا جئت تتسائل لماذا الحس المواكب هنا تحديداً ؟
فأقول لكم : لقد جذب المصابون بالحس المواكب اهتمام الباحثين نظراً لأن تجاربهم تتحدى الأفكار التقليدية عن الحواس، كما تخبرنا بالمزيد عن الجزء المخي للإحساس. وفي حقيقة الأمر، فقد اكتشفت أدلة جديدة عن الطريقة التي نتعرف بها على الألوان ونتذكرها، نتيجة لتجربة أجريت على مجموعة من المصابين بالحس المواكب، والذين "يرون" الأرقام داخل أو محاطة بالألوان.
ولقد تضمنت الاختبارات التي أجريت في مستشفى جامعة زيوريخ السويسرية مراقبة زمن استجابة reaction time المصابين لمظهر اللون الموجود في منتصف شاشة الكمبيوتر، باستخدام اليد اليسرى وحدها أولاً، ثم اليد اليمنى. وتمت مقارنة النتائج بتلك التي حققتها مجموعة من المتطوعين " الطبيعيين "، والذين تعلموا مجموعة من أزواج pairs الألوان والأرقام .(3).
كان جميع المصابين بالحس المواكب أسرع في استخدام اليد اليسرى للألوان التي ربطوا بينها وبين أرقام صغيرة، وأسرع في استخدام اليد اليمنى للألوان المرتبطة بأرقام كبيرة. وبالإضافة إلى إثبات أن للألوان نوعاً من الحجم بالنسبة للمصابين بالحس المواكب، فقد أظهرت التجربة أن الأشخاص " الطبيعيين" يختزنون الأرقام الصغيرة في نصف الكرة hemi الأيسر من الدماغ ،والأرقام في نصف الكرة المخية الأيمن – وهو الجانب sphere mathematical المتحكم في القدرات الرياضية .
ها أنت وقفت هنا على بوابة هذا الحس لكنك إن ولجت لمداخل أخرى فإنك لن تتمكن من إدراك بعض الصور ما لم تفوض فهماً صحيحاً ودقيقاً لما يحدث لدالة المعلومات التي يأتي ملفها وكدفعة واحدة وبسرعة عالية - غير متصورة- لتلتقى إستجابة قبل أن يتحسس بها مرصدك فتخيب الآمال عن إيجاد صورة لما وصل إليك وتبقى أمام المبهم أو ما يمكن أن نصطلح عليه اللانظامية – أي الفوضى من جانب التحسس غير المدرك لكنه الحقيقة- وكأن لا شئ حدث على الإطلاق أمامك ،وكأن تلك اليد تحركت لوحدها ،أو أن هذه العين غمضت بكيفها وعلى مزاجها !!.
وصدق المولى العظيم حين يقول : وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً – جزء من الآية 85 الإسراء.
(1) هنا رأينا وشهدنا لعالم من المحيرات العميقة التي لم تخطر ببال أحد من قبل وهي تأتي سهلة منقادة عبر ما توصل إليه البروفيسور آل عبدالرحمن وبشكل دقيق للغاية ولله الحمد .
(2) قلت : وهنا يبدأ الغوص خلف تخوم الدوال الرياضية التي يبسطها البروفيسور آل عبدالرحمن لغايات تقف الرؤى عاجزة عن تصويرها...فهو يدعمها بالإحساس والتصور التقريبي الذي يكاد المرء أن يلمسه وكأنه يعيش معه وهو أمامه ..وهنا تقف ملكات لا بد أن تدرب للغايات التي يؤمل منها تلقي الرسائل بشكل راسخ وقدر الطاقة .
(3) للبروفيسور آل عبدالرحمن إختبارات جديدة في هذا الباب تربط بين العديد من دوال المعرفة والتي يستطيع فهمها الإنسان عند إستحضار تركيزه عبر ساعات خاصة لذلك .
مترجم من الألمانية نقلاًً عن مصدر علمي نشر فيها .