المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استفتاء: 53 % من الجامعيين اختاروا تخصصاتهم على طريقة «شختك بختك»



minshawi
02-10-09, 11:58 AM
شمل 3067 مشاركا.. وسعودي يواجه هذه المشكلة بتصميم برنامج لـ71 ألف طالب
الدمام: إيمان الخطاف
لم تعد لعبة الحظ الشهيرة «شختك بختك» مقتصرة على الترفيه والتسلية فقط، بعد أن اعترف أكثر من 1600 جامعي في السعودية بأنهم وجدوا أنفسهم بدافع الصدفة يدرسون في تخصصات لم يخططوا لها ولم تكن ضمن رغباتهم وطموحاتهم، وذلك في استطلاع إلكتروني مفتوح أجرته جامعة الملك فيصل عبر موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت.

وكان سؤال الاستفتاء الذي شارك فيه 3067 مشاركا، يقول: (هل تم اختيارك لتخصصك برغبتك واختيارك؟)، حيث أجاب 40 بالمائة بـ«نعم، تماما»، واختار 8 بالمائة «لا فرق عندي»، فيما أجمع 53 بالمائة من إجمالي المشاركين، أي 1613 طالبا، على الخيار بـ«لا، على الإطلاق».

ورغم أن تحديد التخصص الجامعي يعد أول قرار مصيري يتخذه الطالب، ويمتد أثره معه طوال عمره، فإن عنصر المغامرة يكاد يكون المسيطر الأول في هذه المسألة، فيما يحدد بعض الطلبة تخصصه على طريقة «مُكرَه أخاك لا بطل»، كما تقول أمل محمد، طالبة بكلية العلوم الطبية التطبيقية في جامعة الملك فيصل، التي تؤكد أن اختيار تخصصها جاء لكونه «أفضل الموجود» في وجهة نظرها.

ويتذكر ياسر الحزيمي، مدير مركز تطوير للتدريب الطلابي بإدارة تعليم المجمعة، ومصمم لبرنامج للتخصصات الجامعية، طالبا تخرّج من الثانوية العامة «شرعي» بنسبة 98 بالمائة، وعندما سأله عن التخصص الراغب في دراسته تمنى الطالب أن يكون طبيبا شرعيا، لكن الحزيمي أفاده باستحالة ذلك لأن هذا التخصص لخريجي القسم «العلمي»، وهو ما صدم الطالب وحطم آماله لعدم درايته المسبقة، بحسب قوله.

ويرى الحزيمي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن التعليم التلقيني هو السبب الأول في عدم قدرة الطالب الجامعي على تحديد التخصص الأنسب، ووصف طرق التعليم الحالية بأنها لا تساعد على اتخاذ القرار، قائلا: «الطالب يبقى 12 سنة وهو يلقن ويوجه قسرا وليس برغبته، ثم يقال له فجأة: أمامك 25 جامعة، فيها أكثر من 250 تخصصا، فاذهب واختر..!» وأفاد بأن ذلك دفعه إلى تصميم برنامج «مسار» لتحديد التخصص الجامعي الذي تحول إلى خدمة جوال استفاد منها نحو 71 ألف طالب، فيما لخص الحزيمي صعوبات تحديد التخصص بأنها تشمل «غياب المعلومة، وندرة المرشدين المؤهلين». وأوضح أن بعض الطلاب يختارون تخصصاتهم وفق رغبة أهاليهم أو لمرافقة أصحابهم، وهو ما يصفه بـ«عدم الوعي».

وعن مسؤولية الجامعات بهذا الشأن توجهت «الشرق الأوسط» إلى الدكتور عبد العزيز العثمان، وكيل عمادة القبول والتسجيل في جامعة الملك سعود بالرياض، الذي أفاد بأن المقاعدة المتاحة في الجامعات محدودة، والأولوية لحملة أعلى الدرجات التحصيلية، وأضاف قائلا: «الطالب قد يقبل بتخصص لا يريده، لكن هذا هو المتاح أمامه لأن درجاته ومؤشراته التحصيلية لا تسمح له بدخول تخصص آخر».

وأوضح العثمان أن مشكلة أغلب الطلاب المتخرجين من الثانوية أنهم يريدون دخول كليتي الطب والهندسة وبعضهم غير مؤهل للتخصص أو لا يناسبه، وهو ما يرجعه إلى نظرة المجتمع والأهل إلى هذه الكليات، قائلا: «هناك طلبة متميزون يحاولون دخول كلية الطب، وعند المقابلة يقول أحدهم: لا أريد هذا التخصص لكني تقدمت إليه لإرضاء أهلي، فأرجوكم لا تقبلوني..!».

وبسؤال العثمان إن كان لعمادات القبول والتسجيل دور توجيهي أم أنها جهات تنفذية فقط، أفاد بأن العمادات تنصح الطالب قبل تحديد رغبته بالدخول إلى الرابط الإلكتروني المتاح لكل كلية، والتعرف عليها وعلى مجالات عملها بعد التخرج، إلا أنه تأسف لعدم حرص الكثير من الطلبة على القيام بهذه الإجراءات.

أمام ذلك يدفع تذبذب بعض الطلبة في تحديد التخصص الجامعي إلى تغييره بعد مدة، حيث تفيد دراسة حديثة بأن 2 من كل 5 طلاب في السعودية يغيرون تخصصاتهم بعد السنة الجامعية الأولى، وهنا يوضح العثمان بأن الجامعات تتيح للطالب التحويل بين الكليات المختلفة إذا أثبت جدارته، لكنه ذكر أن ذلك قد يصدم بمحدودية المقاعد المتاحة.

وحول طريقة تمكين الطالب من تحديد التخصص الجامعي الأنسب له، عاد الحزيمي ليوضح أن الخطوة الأولى تكون بأن يعرف الطالب قدراته، يلي ذلك تحديد رغباته، ثم دراسة الفرص المتاحة له من حيث مواقع الجامعات التي تقدم هذا التخصص، ومجالات العمل المتاحة بعد التخرج، مؤكدا ضرورة أن يحاول الطالب أن يتخيل نفسه في السنوات المقبلة ليطمئن على مستقبله وقراراته.

الشرق الأوسط
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط