المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 25 في المائة يرون أن جهود العلماء في مكافحة الإرهاب وتوجيه الشباب دون المطلوب



minshawi
02-09-05, 12:43 AM
لا يشك أحد في أهمية تضافر الجهود الأمنية والعسكرية مع جهود الدعاة والمفكرين والمثقفين ورجال الدولة ورجال التعليم لمواجهة هذا الخلل الذي تعاني منه مجتمعاتنا. وتماشياً مع فعاليات المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب بالرياض والذي يصب في خانة الرفض لكل ما يدعو إلى الإرهاب أو يكرسه فإن تلك الجهود تحتاج لبذل المزيد من العلماء والدعاة والمفكرين من خلال المساهمة بالتوجيه والإرشاد وتوضيح الحقائق. 60 في المائة يرون أن جهود العلماء حققت أهدافها وفي دراسة استطلاعية للإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بوزارة الشؤون الإسلامية شملت 200 فرد من جميع فئات المجتمع أكد أكثر من 60 في المائة بأن جهود العلماء في تفنيد دعاوى الإرهاب حققت أهدافها في إثبات براءة الشريعة مما تقترفه أيدي الإرهابيين وبيان دلائل تحريم الإرهاب وترويع الآمنين وإهدار الدماء المعصومة كما جاءت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. وأكد أكثر من 25 في المائة من أفراد العينة أن جهود العلماء في هذا الصدد لم تصل إلى المستوى المطلوب ولا سيما أنها تنشط مع الأحداث وتفتر تدريجياً وتعود نشيطة مرة أخرى في حال وقوع حادث جديد. وأشارت 12 في المائة من الآراء التي اعتمدت عليها الدراسة إلى أن جهود العلماء والدعاة ركزت على إدانة الإرهاب بدرجة أكبر من تفنيد وكشف خطأ الأسانيد التي يستند عليها الغلاة والمتطرفون بينا أكد 3 في المائة من المبحوثين أن جهود التوعية من خطر الإرهاب تحتاج إلى مزيد من التكثيف لمخاطبة قطاعات الشباب باعتبارهم الفئة الأكثر حاجة للتحصين والحماية. وكشفت الدراسة تفوق المحاضرات التوعوية ولقاءات العلماء والدعاة بالشباب على بقية الوسائل الأخرى في التوعية بمخاطر الإرهاب والرد على جميع الشبه والدعاوى التي يتشدق بها المتطرفون والإرهابيون حيث أشار أكثر من 70 في المائة من أفراد العينة الذين شملتهم الدراسة إلى أن المحاضرات واللقاءات التي يحضرها أعداد كبيرة من الشباب تتيح فرصة طيبة للمناقشة والحوار لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تعلق في أذهان البعض نتيجة لقصور في فهم معاني القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. بينما أشار ما يزيد على 20 في المائة ممن شملتهم الدراسة إلى أن المحاضرات واللقاءات التوعوية رغم نجاحها في تفنيد دعاوى الإرهاب والتطرف بلغة الحوار المفتوح والاستماع إلى جميع الآراء إلا أن قلة عدد هذه المحاضرات وتركزها في المدن الكبرى فقط يقلل من حجم الاستفادة منها على نطاق واسع وهو ما يتطلب التوسع في تنظيم مثل هذه اللقاءات واستمراريتها. مشاركة العلماء والمفكرين في البداية أكد معالي الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ وزير العدل بأن هذه التصرفات يجب أن تواجه من الجميع سواء رجال الدولة أو العلماء أو حتى الباحثين والمفكرين. وأضاف آل الشيخ : إن هذه الأحداث كانت محل استنكار شعبي لأنها خرجت عن المألوف، لذلك كان رد الفعل إزاء الأحداث الإرهابية قويا جدا من جانب المواطنين بسبب تمسكهم بشريعتهم الإسلامية'' واصفاً ''الفكر الإرهابي من الناحية العقائدية بأنه يمثل فكر الخوارج القديم الذي ظهر أيام الرسول صلى الله عليه وسلم غير أنه حذر بأن ما يقوم به هؤلاء الإرهابيون الجدد هو مدرسة جديدة من نوعها نخشى أن تتنامى وأن تبقى إذا لم تواجه من الجميع بكل حزم وقوة''. مواجهة جماعية وفي هذا المضمار وجه معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وعضو هيئة كبار علماء رجال الدين والدعاة ورجال الإعلام إلى عقد لقاءات مشتركة وإلى التعاون لبيان الحكم الشرعي في كل ما يهم المسلمين. ودعا إلى ''الاتفاق على ميثاق بشأن علاج الفكر المنحرف للفئة الضالة'' لمعالجة الفكر المنحرف للفئة الضالة ومحاربة ثقافة الإرهاب التي تلبستها وذلك من خلال هذا الميثاق المشترك. وأشار التركي إلى ''ضرورة التعاون لبيان الحكم الشرعي في كل ما يهم المسلمين، والتعاون في مواجهة الذين يفتون بغير علم ولا بينة'' مؤكداً أن ''الشذوذ الفكري الذي يؤدي إلى الخروج عن الجماعة، وعصيان ولي الأمر، وتكفير المسلمين، وإراقة الدماء، والإضرار بالمنشآت العامة والخاصة، يحتاج إلى مواجهة جماعية''. العلماء هم الحصن الحصين ومن جهته أكد معالي الدكتور محمد بن سعد السالم مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بأن ترويع الآمنين وقتل الأبرياء وسفك الدماء يعتبر عملاً إجرامياً مشيناً بكل المقاييس الشرعية والإنسانية. وأشار أن هذا ''يعد نتاج فكر ضال منحرف، ومحصلة نهائية للبعد عن العلماء الأكفياء وهجرهم'' مؤكداً أن ''العلماء هم الحصن الحصين الذي يجب أن يلجأ إليه الشباب وطلاب العلم للتفقه في الدين، ولفهم الحقوق والواجبات الشرعية وفق كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وإن ما حل ويحل بأمة الإسلام اليوم من الويلات والنكبات يعد نتيجة مباشرة لذلك السلوك المشين لنفر من المحسوبين على المسلمين الذين حملوا آراء ومعتقدات فاسدة، زادها ضلالا وفسادا اتخاذها من ضعاف العلم وممن تعوزهم الحكمة والدراية بأحوال الزمان والمكان وبدلالات النصوص الشرعية مرجعية للفتيا وللقول على الله وعلى الناس بغير علم''. وأضاف السالم: ''إن مثل هذا التوجه الضال لا يخدم مصلحة الأمة الإسلامية في حاضرها ولا في مستقبلها، بل يزيد من جرأة الأمم والشعوب الأخرى على المسلمين، ويوجد لهم المبررات لمهاجمة المجتمع المسلم بكل وسيلة ممكنة، كما يصرف المسلمين أنفسهم ويشغلهم عن دعم برامج البناء والتنمية للمجتمع ومواكبة التطورات التي تنعم بها شعوب كثيرة في العالم''. يذكر أن المملكة حرصت على تفعيل المشاركة الشعبية لمكافحة الإرهاب من خلال جهودها في ذلك المجال وفتح باب الحوار الوطني الذي يضم كافة شرائح المجتمع السعودي إضافة لتوجيه العلماء والأجهزة التعليمية والإعلامية وكافة المتخصصين لشرح تعاليم الدين الإسلامي الصحيح التي لا تدعو أبداً إلى سفك الدماء والإرهاب، وفضح أسانيد الجماعات الإرهابية وادعاءاتهم الباطلة بالإضافة إلى توجيه الشباب نحو الأنشطة البناءة والمفيدة.
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط