المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحجيم سرطان الجريمة بالقضاء على البطالة والفقر والمخدرات



minshawi
01-30-05, 08:39 PM
طالب عدد من الباحثين والمختصين المجتمع السعودي بضرورة التفاعل وبذل المزيد من الجهود ومؤازرة الجهات ذات العلاقة لمحاصرة الجريمة والحد منها وحصرها في اضيق نطاق. واشاروا الى ان الجهود العظيمة التي يبذلها رجال الأمن لن تجدي وحدها ما لم يكن هناك تعاون ملموس من فئات المجتمع الاخرى. وقالوا: ان العوامل المؤيدة لوقوع الجرائم لا يمكن اختصارها او تحديدها في مجلد، ولكن تبقى عوامل متاحة أمامنا وهي في محيطنا ويمكن ان نعالجها بطرق علمية مقننة من شأنها الحد من الجريمة. ولوقوع الجرائم مسببات كثيرة قد يشترك فيها الجاني والضحية وقد تكون من طرف واحد وقد تقف الجريمة بسبب رغبة فى الانتقام او سرقة او خطف او تزوير او اشتباك وحتى نقف على تلك الجرائم ومسبباتها لابد ان نعترف جميعاً ان دور المواطن ضعيف في التوعية الامنية ويحتاج إلى الكثير من التثقيف لاعداد الجيل الذي يشارك بحسه الامني في الحد من مستوى ارتفاع الجرائم. فمهما بلغت قدرة الاجهزة الامنية، فانه لايمكن تحقيق استراتيجيتها دون تعاون المواطن المجرم والمجني عليه أثبتت الدراسات والاحصائيات الحديثة ان المجني عليه له دور اساسي في ارتكاب الجريمة وذلك من خلال العلاقات المتبادلة بين الجاني والمجني عليه او من خلال التصرفات الايجابية او السلبية للمجني عليه والتي تساهم في خلق الجريمة او التشجيع عليها وتسهيل ارتكابها. ان فهم سلوك المجني عليه في الجرائم المختلفة يمكن ان يساعد في اتخاذ التدابير والاحتياطات التي تمنع او تقلل الى حد كبير من فرصة وقوع المواطنين ضحايا للجريمة والعمل بكافة الوسائل لحمايتهم . واكدت الدراسات الادوار السلبية او الايجابية التي تساهم بقدر كبير في ارتكاب الجريمة ومن الأدوار السلبية عامل السن في المجني عليه والنوع والحالة الصحية والمهنة واما الادوار الايجابية للمجني عليه في ارتكاب الجريمة فأهمها الاهمال والجشع والبخل والامية والتواجد فى اماكن مشبوهة وعلاقة المجني عليه بالجاني وعدم اتباع اجراءات التأمين المناسبة. جرائم القتل من يسمع او يقرأ عن جرائم القتل في مجتمعنا يجدها في تزايد مستمر نتيجة عوامل كثيرة من اهمها المخدرات والبطالة وقلة الوازع الديني والتفكك الاسري والحالات النفسية مما يساعد على ارتكاب جريمة القتل، وللقارىء ان يتصور ابن يقتل امه تحت تأثير المخدرات ويقوم برمي جثتها وحرقها كما فعل ذلك الشاب الذي نال جزاء فعلته بالقصاص منه عندما ارتكب جريمته التي هزت المجتمع في قريته في الباحة، اي تصرف احمق وارعن قام به؟. انها المخدرات أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى ارتكاب الجرائم فهذا الشاب لم يجد المال من اجل شراء حبة (كبتاجون) فخطط لقتل صديقه ورمي جثته في مرمى النفايات في شرق مدينة جدة ولم يفق من اجرامه الا بعد ان تعاطى سمه الذي حذفه للمصير المحتوم. جرائم الخطف هذه الجريمة لها اهداف محددة من قبل الجاني في تحقيقها وغالباً ما تقع جريمة خطف الاطفال من الاناث والذكور حديثي العهد بالولادة وحتى سن المراهقة، كما تقع جريمة الخطف على الاناث في اي مرحلة سنية، ويمكن ان يكون الدافع التحرش الجنسي بالضحية، ولعل مثل هذه الجرائم قد تكون غريبة عن مجتمعنا الذي لم يألف مثلها وهي في ارتفاع ملحوظ بالرغم من الدور والانجاز الامني في تخليص من يختطف او الوصول إلى مسرح الجريمة قبل تنفيذ ما يدور في ذهن الجاني. ولعل الكثير من الشواهد التي تحدث في مجتمعنا تؤكد على مثل هذه الجرائم التي كان اخرها حادثة مقتل فتاة واصابة اخرى في المدينة المنورة عندما حاول قائد المركبة خطفهما ولم يكن امام الضحيتين الا رمي نفسيهما من المركبة وهي تسير ولم يطل الامر كثيراً حتى سلم الجاني نفسه عندما ضيقت الجهات الأمنية عليه ولم تترك له مجالاً للهروب . دور المواطن في تحقيق الأمن يقول العقيد الدكتور هاشم الزهراني ان الادوار التي يمكن ان يقوم بها افراد المجتمع يمكن ان تبرز في المراحل السابقة لوقوع الجريمة اذا يمكن للافراد الاسهام مع اجهزة الأمن في وقاية انفسهم وغيرهم من الجريمة وتقديم العون في الكشف عن الجريمة ومرتكبيها في حالة وقوعها وذلك عن طريق المحافظة على ادلتها والارشاد عن الجناة وضبطهم. واضاف العقيد هاشم في سياق الورقة التي قدمها في ندوة المجتمع والأمن بعنوان الأمن مسؤولية الجميع ان أهم ما يشغل القائمين على ادارة الاجهزة الامنية في الوقت الحاضر هو اقامة ندوات تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون بين الاجهزة الامنية وافراد المجتمع وذلك من أجل كسب تأييدهم للجهود المبذولة وحثهم على تقديم كل ما من شأنه ان يسهم في تحقيق الاهداف التي تسعى اليها هذه الاجهزة. وأكد الزهراني ان بناء علاقة وطيدة تقوم على التفاهم والتعاون بين افراد المجتمع والاجهزة الامنية يعد مطلباً على جانب كبير من الاهمية لتحقيق اهداف الأمن التي يتمناها افراد المجتمع الساعون إلى التقدم والتي لن تتحقق بصورة مثلى دون ان يسهم افراد المجتمع في معاونة رجال الشرطة في انجازها بصورة أو بأخرى فليس من المبالغة في شيء الاقرار بأن أي جهاز امني مهما بلغت امكاناته البشرية والمادية لن ينهض بأعباء الرسالة الملقاة على عاتقه بالشكل الامثل والاعلى دون ان تكون هناك علاقة مميزة تربطه بالجمهور الذي يقوم على خدمته. ويستطيع رجل الأمن ان يدرك بسهولة ان العلاقة القائمة حالياً بين الاجهزة الامنية وافراد المجتمع افضل بكثير مما كانت عليه قبل نصف قرن ومع ذلك فإنها ليست كما ينبغي. واشار الزهراني إلى انه كثيراً ما يلاحظ بأن بعض المواطنين مازالوا يحجمون عن التعاون مع هذه الاجهزة كما ان بعض رجال الأمن مازالوا يقترفون من الاخطاء اثناء العمل اليومي الشىء الكثير الذي يؤثر سلباً على صورة رجل الأمن في اذهان المواطنين. جرائم الأحداث الأطفال شباب الوطن وحماة أمنه في المستقبل وهذه الركيزة الاساسية للجيل القادم الذي يعايش تطور القرية الكونية واصبح يجاري كل جديد حتى وصل بعض صغار السن إلى مستنقع الجريمة من القتل والسرقة والاعتداء والمخدرات فهذا الطفل الذي لم يبلغ سن الخامسة عشرة قتل صديقه الذي يلعب معه بسبب خلاف حول لعبة كما حدث في الدمام ويقضي عقوبته في دار الملاحظة . ولم يكن الشاب ناصر. ن الذي يقضي هو الآخر محكوميته نتيجة سرقته سيارة احد المواطنين واخر قبض عليه وهو يروج للمخدرات وثالث حرق أحد المحلات نتيجة عبثه الا نماذج لما يرتكبه هذا الجيل مما جعله اداة سهلة لا رتكاب الجريمة. وكشفت احدى الدراسات التطبيقية ان الغالبية من اقارب المنحرفين ليس عندهم الاهتمام الديني الكافي الذي يجعلهم يراعون أبناءهم دينياً ويأمرونهم بالالتزام الاخلاقي واقامة الفروض الشرعية حيث ظهر من بعض النتائج ان 3ر21% من الاباء و211% من الأمهات فقط كانوا يبدون النصح والارشاد الديني لابنائهم مرتكبي الجرائم وهذه النسب تبين ان هناك تفريطاً من الوالدين لهذا الجانب المهم كما ان الابناء مرتكبي الجرائم يجدون تعويضاً لهذا الدور من قبل الاشقاء ( الذكور والاناث) فقد كشفت الدراسة ان الأخوان والاخوات كانوا يماثلون الاباء والأمهات في هذا الدور السلبي. دور الأسرة في الانحراف الدكتور محمد النجيمي الاستاذ المشارك بكلية الملك فهد الامنية والمعهد العالي للقضاء والخبير بمجمع الفقه الاسلامي الدولي قال في احدى اطروحاته في كلية الملك فهد الامنية ان العوامل والاسباب التي تؤدي إلى انحراف الأولاد والى فساد اخلاقهم وسوء تربيتهم كثيرة، فإذا لم يكن المربون على مستوى المسؤولية والامانة وعلى علم بأسباب الانحراف وبواعثه مع الأخذ بالاسباب التي تؤدي للعلاج وطرق الوقاية فإن الاولاد سيكونون في المجتمع سبيل الضياع والشقاء والجريمة. وأضاف النجيمي ان معاملة الأولاد بالدلع والتدليل وعدم الاهتمام ستنتج لنا ولداً مدللاً ومعتمداً عى الاخرين لا يستطيع ان يعمل شيئاً بنفسه ولايستطيع تحمل اعباء الحياة وتبين من خلال النتائج والدراسات الميدانية التي اجريت في الاصلاحيات ودور الملاحظة ان نمط المعاملة الشائع لمرتكبي الجريمة يقع بين طرفي نقيض فإن معاملة تتسم بالقسوة والشدة او معاملة تتسم بالدلع وعدم الاهتمام لن تفيد فقد ذكر نتائج بحث متعاطي المخدرات في المملكة ان 3ر33% من امهات المتعاطين ليست لديهن حزم كاف ويعاملن ابناءهن بدلال وذكرت الغالبية ان اباءهم يتعاملون معهم بصرامة . وذكرت دراسة اخرى شملت مرتكبي جرائم السكر والمخدرات والزنى والسرقة والاعتداء على النفس والتزوير ان الغالبية 80,6% من الاباء والامهات كانوا متسامحين في معاملتهم مع ابنائهم المجرمين واضافت الدراسة ان 9ر16% من المجرمين كانوا يجدون معاملة قاسية جداً من والديهم في الصغر وذكرت دراسة اخرى متخصصة بجرائم النساء في سجون الرياض وجدة والدمام ان 60% من النساء المحكوم عليهن يعاملهن اباؤهن بقسوة ويجبرونهن على الطاعة حتى ولو كان الامر غير معقول. وشخص د. النجيمي العلاج باتباع تعاليم الاسلام القويمة الخالدة لان كلا منهم كان في عنقه مسؤولية التوجيه والتربية ولا سيما الاباء حتى ينشأ الاولاد على الاستقامة ويتربوا عى الجرأة واستقلال الشخصية واشار الدكتور النجيمي إلى عدة مسببات اخرى تؤدي إلى الانحراف مثل تخلي الابوين عن تربية الولد والفراغ ورفقاء السوء وحالات الطلاق وما يصحبها من نزاع وخلافات بين الزوجين وانتشار البطالة في المجتمع. وذكرت بعض الدراسات التي اجريت ان معظم مرتكبي الجرائم والانحرافات يرتبطون برفقاء السوء الذين يميلون إلى الجريمة ويشيع عندهم ممارسة الافعال التي تؤدي لارتكابها فقد اثبتت دراسة مركز ابحاث الجريمة على مرتكبي جريمة السرقة المحكوم عليهم في الاصلاحيات ودور الملاحظة الاجتماعية ورعاية الفتيات بأن 1ر14% من المحكوم عليهم بجرائم السرقة كان السبب الرئيسي هم شلة الاصدقاء وفي دراسة اخرى اجريت على مرتكبي جرائم السكر والمخدرات والاخلاقيات والسرقة في اصلاحية الحائر في الرياض 1404هـ اتضح ان 6ر20% منهم ذكروا بصراحة ان سبب ارتكابهم للجريمة هو انتماؤهم لجماعة من الرفاق المنحرفين. النصب والاحتيال ظاهرة خطيرة انتشرت بطرق مختلفة تمارس حسب اهداف الجاني واغلب عمليات النصب والاحتيال يقوم بها فئة من العمالة الوافدة المخالفة لانظمة الاقامة. وهي عملية المقصود منها النصب والاحتيال والاستيلاء على شيء مملوك للغير بطريقة احتيالية بقصد تملكه وتعتمد جميع اساليب ارتكاب هذه الجرائم على التعامل المباشر بين الجاني والمجني عليه وقدرة الجاني الشخصية في التأثير على المجني عليه. وتتعدد الاساليب والطرق الاحتيالية التي تتبع في ارتكاب هذه الجرائم مثل انتحال صفة رجل الاعمال او الامن او التصرف في املاك ثابتة او منقولة او الادعاء بوجود شركات او مشروعات وهمية او استخدام الدجل والشعوذة للعلاج أو كأسلوب لحل المشاكل المالية والاسرية والعاطفية. ولوحظ في الآونة الأخيرة طرق النصب والاحتيال التي يقوم بها بعض الافارقة في جدة باستدراج الضحية إلى حد الشقق السكنية بعد اقناعه باتمام صفقة معينة ومن ثم التربص به وضربه والهرب بعد تركه يغرق في مسرح الجريمة نتيجة سذاجته وقلة وعيه في التعامل مع مثل هذه الامور. فضلاعن كثرة مشاكل توظيف الاموال التي اصبحت حديث المجتمع وما آل اليه حال المساهمين بعدما اكتشفوا ان اموالهم قد ضاعت مع احلامهم نتيجة انخداعهم من بعض المحتالين المتلاعبين بأموال المساهمين بالارباح الخيالية والثراء السريع. المخدرات آفة العصر والتي اهلكت العالم بأسره الضحايا كثر ولا مجال للحصر ولكن الاضرار قد تصل لاطراف أخرى ليس لها علاقة بتعاطي المخدرات نتيجة قربهم منهم فقط ويلاحظ الكميات الكبيرة التي يتم ضبطها على مداخل المملكة واستطاعت الأجهزة الامنية تسجيل ارقام قياسية في الحد من دخول المخدرات عبر المنافذ . ومن يتتبع في الاونة الأخيرة حجم اعداد المحكوم عليهم بالقصاص نتيجة ترويجهم او ادخال المخدرات عبر المنافذ يصاب بالاستغراب . وبالطبع نحن جميعاً نعرف ان الضحية هم شباب عماد مستقبل الوطن ومنهم للاسف الشديد من زج بنفسه في هذا العالم المجهول وراحوا يحصلون على ما رغبوا فيه وكثيراً ما تكون الوفاة المفاجئة للمتعاطي مصيرا محتوما نتيجة تعاطيه جرعة زائدة او القيام بالانتحار. ضعف الوازع الديني يقول الدكتور محمد النجيمي ان الدراسات التي اجريت في المجتمع السعودي والتي عنيت بتفسير ظاهرة الجريمة كشفت ان التزام المحكوم عليه بالسجن بالمبادئ والتعاليم الدينية كان بشكل عام ضعيفا. فهم لا يحافظون على اداء الشعائر الدينية بالاضافة إلى ان اسرهم وقرابتهم ليس لديهم عناية واهتمام بالتنشئة والتربية الاسلامية. واضاف الدكتور النجيمي في سياق بحثه ان الدراسة التي اجريت على متعاطي المخدرات في اصلاحية الحائر بالرياض عام 1409هـ ان 23% منهم لا يقيمون الصلاة المكتوبة الا في أوقات متفرقة وان 11% من المتعاطين كانوا لا يقيمون الصلاة مطلقاً وان 46% من المتعاطين المصلين لا يحافظون على الصلاة في اوقاتها وخاصة صلاة الفجر. وفي دراسة عن المجرمين الجنسيين 1414هـ بنين ان غالبية المحبوسين 4ر58% لا يهتمون بالصلاة ولا يحرصون على اقامتها في الاوقات المحددة لها فىحين ان 2ر30% منهم كانوا يصلون بعض الاوقات في بعض الايام. كما اثبتت الدراسات التي أجريت على مرتكبي الجرائم في المملكة ان المجرمين يعرضون عن النشاطات الدينية والثقافية الهادفة ويعرضون بل يهجرون قراءة القرآن الكريم وقد دلت دراسة أجريت على المحكوم عليهم بقضايا المخدرات في اصلاحية الحائر في الرياض 1409هـ ان 29% من متعاطي المخدرات لا يعرفون حكم تعاطي المخدرات المنومة في الشرع الاسلامي بينما رأى 27% منهم ان المخدرات تعتبر في حكم المكروهات وليس من المحرمات. واشارت الدراسة إلى ان 47% اشاروا إلى عدم معرفتهم بالحكم الشرعي في موضوع المخدرات المنبهة واعتقد 29% منهم انها مكروهة وليست حراماً وتوصلت الدراسة إلى ان اسباب جهل المتعاطين بالاحكام الشرعية للمخدرات ان 20% لا يستمعون للبرامج الدينية وان 23% يستمعون اليها بالمصادفة . وتبين دراسة اخرى ان الغالبية من اقارب المنحرفين والمجرمين ليس عندهم الاهتمام الديني الكافي الذي يراعون فيه ابناءهم دينياً ويأمرونهم بالالتزام الأخلاقي واقامة الفروض الشرعية وتبين ان 3ر21% من الاباء وان 4ر24%من الامهات فقد كانوا يبدون النصح والارشاد الديني لابنائهم. البطالة والجريمة تعتبر من العوامل الأساسية التي تؤدي إلى الانحراف وانتشار البطالة بين افراد المجتمع حيث يؤدي ذلك الى استدراج الابناء نحو الانحراف والاجرام وشخص هذا الواقع الدكتور محمد بن يحيى بن حسن وقال ضمن بحثه ان الدراسات التي اجريت عام 1403هـ تشير إلى ان عدد العاطلين في المملكة يقدر بنحو 600 ألف نسمة وان قوة العمل تقدر بـ70240 نسمة وان معدل البطالة كتقدير أولي يبلغ 7ر7% وان عدد حالات المنتحرين بلغت 400 حالة عام 1402هـ حسب احصائيات وزارة الداخلية وكان من بينهم ذو مؤهلات عليا اضافة إلى ان هناك نسبة لا يستهان بها من المدمنين هم من العاطلين. وفي دراسة اخرى عام 1423هـ تقول ان البطالة بدأت منذ فترة قصيرة الا انها وفقاً لدراسة مجلس القوى العاملة وصلت سريعاً إلى 614000 مواطن لتتجاوز 14% من حجم القوى العاملة في المملكة وهناك اثار خطيرة للبطالة فمن الناحية الاجتماعية تورث الفقر وتدني مستوى المعيشة وزيادة معاناة العاطل من المشكلات الاجتماعية داخل اسرته وخارجها والاحساس بالاغتراب عن المجتمع بمعنى شعور الفرد بأن قدراته وامكاناته ليست ملكاً له. ويتضح من الدراسات ايضاً ان غالبية جرائم العاطلين في المسكرات والمخدرات تمثل 2ر54% يليها السرقة والاحتيال 9ر21% يليها الجرائم الاخلاقية 5ر13% واقلها جرائم القتل والاعتداء 3ر7% . واكدت الدراسات ان غالبية العاطلين يفيدون ان السبب الرئيسي لارتكاب الجرائم الحاجة للمال 8ر46%. وشخص الدكتور النجيمي سبل العلاج ان الاسلام بسنه مبادئ العدالة الاجتماعية ورعاية حق الفرد والمجتمع قد عالج البطالة بأنواعها سواء كانت بطالة مضطر او بطالة كسول اما معالجة بطالة المضطر الذي لا حيلة له في ايجاد عمل مع رغبته فيه وقدرته فتتحق من خلال كفالة الدولة تأمين سبل العمل ووجوب مساعدة الدولة في المجتمع للعامل حتى يجد سبيلا للعمل. أما علاج البطالة للكسول الذي يكره العمل مع وجود قدرته عليه فيكون بمراقبة الدولة له وان شعرت بانه قصر فى العمل إلى ما فيه خيره ومنفعته فإن أبى ساقته بالقوة اليه والزمته به. واضاف الدكتور النجيمي في سياق بحثه ان كان العجز والشيخوخة او المرض سبباً للبطالة على الدولة ان ترى حق هؤلاء وتؤمن لهم سبل العيش وطريق الكفالة الحق.
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط