الإنفاق على البحث العلمي الجامعي: الواقع والمأمول

[minshawi]

عد البحث العلمي احد الاهداف الرئيسة لاي جامعة، ويحتل المرتبة الثانية في الاهمية بعد التعليم الاكاديمي، اذ اصبح يؤدي دورا بارزا في المجالات النظرية والتطبيقية. واذا كان التقدم لاي دولة يقاس بما توليه من اهمية للبحث العلمي، وما تبذله من جهود متميزة في استثمار ما هو متراكم من معلومات علمية وتقنية في مختلف القطاعات التنموية، فان مقومات النجاح تتطلب تضحيات في جميع المجالات، وفي مقدمتها جانب الانفاق المادي على البحث العلمي، ذلك ان توفير التمويل للجامعات ومراكز البحوث يمكنها من اداء وظائفها بفعالية وتميز، اضافة الى تلاحمها مع مؤسسات المجتمع، وتفاعلها مع احتياجاتها ومتطلباتها. لقد استطاعت البلدان المتقدمة ان توجد اليات وتعتمد على وسائل تمكنها من توفير الميزانيات اللازمة للانفاق على البحث العلمي وتنويع مصادره، اضافة الى الانفاق عليه بسخاء من ميزانياتها، بينما في البلدان العربية تواجه مؤسسات التعليم العالي تحديات من اهمها انخفاض مستويات التمويل، وتدني اسهام القطاع الخاص في شؤون التعليم العالي والبحث العلمي، اذ ان نسبة تمويل البحث العلمي تكاد لا تصل الى (1%) في الموازنات العامة. وفي الجامعات الخليجية ما يزال الانفاق على البحث العلمي دون المستوى المطلوب، مما يستدعي البحث عن مصادر تمويلية بديلة، اضافة الى المخصصات المالية المعتادة من اجل تنشيطه وتطويره.لذا هدفت هذه الورقة الى القاء الضوء على واقع تمويل البحث العلمي الجامعي من حيث مخصصاته المالية، ومدى اسهام القطاع الخاص في تمويله، ومدى وجود الاستراتيجيات التسويقية للبحوث العلمية، وتقديم الخدمات الاستشارية والتعاقدات البحثية، ومعرفة درجة التنسيق والتعاون بين الجامعات والقطاعات الانتاجية، اضافة الى التعرف على واقع الانتاجية العلمية لاعضاء الهيئة التدريسية ونحوها. وخلصت الورقة الى تقديم بعض التوصيات التي تسهم في دعم مخصصات البحث العلمي وتنويع مصادر تمويله، وفي مقدمتها تعزيز دور الجامعات في تنمية الموارد المالية للبحوث العلمية واستثمارها، وتنمية روح الشراكة بين الجامعات وقطاعات المجتمع في مجال تنمية الموارد المالية، وتعزيز دور الاستاذ الجامعي في تقديم البحوث العلمية والخدمات الاستشارية، اضافة الى تسويق نتائج البحوث العلمية، وتفعيل مفهوم الجامعة المنتجة، وتعزيز قبول المنح والتبرعات والوصايا والهبات والاوقاف، اضافة الى تعزيز الدعم الحكومي للبحث العلمي مما يسهم في تقديم البحوث العلمية المميّزة، والخدمات الاستشارية الجيّدة في ضوء متطلبات العصر.
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط