المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثقافةsms ..الرقيق الأبيض



minshawi
01-20-05, 07:04 PM
المشاهد فوجئ حاليا بكم هائل من المحطات الغنائية الهابطة دون أي تشفير أو اشتراك، ويبدو أن غايتها نشر المعرفة.. أي معرفة؟ أهي بتمايل بوسي سمير أو هيفاء وهبي أو آهات نانسي عجرم أم خيول نجلاء؟
يبدو أن عدد المحطات الغنائية الهابطة بات يدهش الجميع وهو بتزايد ملحوظ، نظرا للمردود المالي الوفير لهذه المحطات مع عدم الاهتمام بطريقة هذا الربح غير المشروع، الذي يأتي عن طريق الضحك والاستهزاء بالمشاهد، ويبدو أن هناك بعض المحطات وصلت إلى مرحلة أن تعرض أغاني هابطة جدا لأشخاص ليس لهم دخل بالفن والطرب أتدرون لماذا؟ لأنها تأخذ مبالغ منهم نظير إذاعة هذه الكليبات. نعم المحطة تعرض أغاني لمن يدفع بغض النظر عن أصواتهم أو ألحانهم أو كلمات أغانيهم الرديئة، وكل هذا على حساب المشاهد الذي أصبح لا يفرق بين الأغاني الجيدة الطربية والأغاني الهابطة من كثرة سماعه لهؤلاء المغنين الهابطين.
إذن هذه المحطات الغنائية الهابطة لا تهتم بالمشاهد ولا بالمغني همها فقط جمع المال بأي طريقة كانت، فمن (روتانا)، (مزيكا)، و(ميلودي) تأتي (نجوم الخليج) و(الخليجية) وغيرها من المحطات أصحاب الرسائل الإعلامية الراقية، أي رقي يمكن أن نجده من خلال عرض الأجساد والرقص وتمايل الفتيات أمام الكاميرات، وذلك لجذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين الذين يغلبون على أمرهم ويسمرون أمام الشاشة لا لسماع المغني أو المغنية، لكن للنظر لهؤلاء الفتيات اللاتي يتراقصن وهن شبه عاريات على نغم الأغنية الرديئة الساقطة، والمشاهد التي تبث إن لم تتضمن فيديو كليبات هابطة أو فتيات يرقصن نجد الشاشة تمتلئ برسائل الحب والغرام، فمن زسلمان وين رحت أنا الخرجاويةس إلى العاشق زطخطيخ يبحث عن مطلقة في الرياضس!
فمن الإسفاف بالأغاني والمشاهد المصاحبة لها وصل هذا الإسفاف للمشاهد المتابع لهذه المحطات، فنجد في هذه الرسائل كلاما عجيبا غريبا لا يتكلمه إلا أشخاص لا يمتون لحضارتنا الإسلامية والعربية بصلة، فقد تمكن منهم الاجتياح الفكري ولم يستطيعوا أن يقاوموا غرائزهم أمام هذا الكم الهائل من المشاهد والرسائل الخارجة عن الذوق العام.
ومن المؤسف حجم الإقبال الجماهيري على هذه المحطات وهو إن دل على شيء فإنما يدل على حجم الفراغ الذي بات موجودا في المجتمعات العربية وكأن تلك المشاهد والرسائل أصبحت شغلهم الشاغل. يبدو أن عدد تلك المحطات بدأ يتزايد بشكل ملحوظ، وذلك نظراً للمردود المالي الوفير لها، ومن هذه القنوات (ميلودي)، (مزيكا)، (الخليجية)، (الشبابية)، (ستريك)، (نجوم)، (ميوزك بلس)، و(آي تي في) والكثير من المحطات التي لا تحظر للمشاهد الذي لا يتابع تلك المحطات الفاشلة بكل شيء. الفن موجود منذ مدة طويلة فمن جيل عمالقة الطرب كأم كلثوم، العندليب، نجاة، محمد عبده، والراحل طلال مداح، والكثير من الأسماء التي كتبت اسمها بحروف من الذهب في تاريخ الأغنية العربية، لكن الفترة الوحيدة التي أخذت هذا الشكل الرديء في الأغنية هي مع بداية هذا القرن وكأنه يبشر بانحدار الأغنية العربية ووصولها إلى درجة الانحطاط، وهذا يدل على نجاح تام للغزو الفكري الذي اجتاحنا من الغرب، فالكثير من المراهقين والمراهقات أصبحوا يقلدون هؤلاء المغنين سواء كان على طريقة قصة الشعر أو الملابس أو بالحركات وكأن هؤلاء المغنين الفاشلين أصبحوا قدوة لهم. من هنا يجب علينا إيقاف هذا الاجتياح إذا أردنا فنا وطربا، ونرجو من البقية الباقية من المطربين العرب الذين يعتبرون آخر جيل من فناني الطرب في الوطن العربي أن يبتعدوا عن هذه المحطات لعدم تشويه سمعتهم وفقدهم للاحترام من جمهورهم.
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_1