المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سجناء لـ "الرياض": السجن هذب سلوكنا وكشف لنا جانباً آخر من الحياة



الماوردي
07-29-07, 11:24 AM
تحقيق - منصور الحسين - تصوير: حاتم عمر
إن وجود السجون قائم منذ قديم الزمان لدى مختلف المجتمعات والأديان والأعراق والمذاهب في جميع أنحاء الأرض. وتظهر السجون في ظل وجود نظام مجتمعي يضم العديد من الأفراد. ويسير من خلال أنظمة أو أعراف أو عادات تحكمه، ولهذا النظام أو التكوين المجتمعي قيادة وسلطة لها صلاحيات واختصاصات تتولى من خلالها قيادة المجتمع.
وكانت السجون وما زالت لدى البعض على أنها مكان للعقاب والتوقيف والمحاسبة، ويتم العمل والتعامل فيها على هذا الأساس والمنهج. كما يرى قسم آخر أن السجون دور إصلاح وتهذيب وتوجيه للسلوك القويم وتسير على هذا المنهج.

ولكن الوضع في المملكة يختلف كثيراً، فتتميز السجون بمنهج خاص فالنظرة إليها ليست أماكن عقاب ومحاسبة وحجز للحريات.. وليست أماكن إصلاح وتهذيب فقط فقد تجاوزت هذه النظريات والمدارس وأصبحت أماكن هداية ودعوة ودور تعليم وتثقيف وتدريب، وتحولت إلى مراكز إشعاع للهدى والحق أو الطريق المستقيم وإنقاذ الأشخاص من الهلاك ليس الدنيوي فقط بل في الآخرة ولذا أصبحت السجون في السعودية أماكن إحياء جديدة.

لقد كانت الكلمة التي اتفق عليها الكثير من السجناء هي "أن السجن نعمة" حيث يتحدث الكثير منهم بفرح وسرور أنه دخل السجن فمن خلاله اهتدى للحق واكتشف الطريق المستقيم ومن الله عليه بالهداية والتقى والصلاح. وبسبب السجن عرفوا السعادة الأبدية. ويقولون "لو لم ندخل السجن لكنا في الضلال والهلاك والفساد الدنيوي وأثره سيكون على الآخرة". وفي هذه الحلقات سنسلط الضوء على فضل ونعمة السجن في إدخال النور والإيمان والحق إلى قلوب وصدور وعقول أناس كانوا يعيشون عشرات السنين في بلادنا وبيننا وهم في ضلال وكفر وظلام ولكن داخل السجن تفرغوا وقرأوا واطلعوا وفكروا وتأملوا وتعرفوا على الدين الحق واقتنعوا بهذا الدين وبرسالته الخالدة فاسلموا. كما أن السجن كان له الفضل بعد الله في إحياء قلوب إخواننا وأبنائنا والذين كانوا يعيشون في الفساد والعصيان لله تعالى، والعقوق لوالديهم، ارتكاب المحرمات من الكبائر والصغائر آكلين لحقوق أهلهم وجيرانهم وأقاربهم ومختلف أفراد المجتمع ولكن بعد دخولهم للسجن تغير حالهم فبعدما كان أهلهم يتمنون موتهم وهلاكهم وكذلك أقاربهم وكافة من تعاملوا معهم أو سمعوا عنهم وعن أفعالهم قبل دخولهم للسجن ولكن بعد دخولهم واستماعهم لحديث الدعاة والعلماء.. وقراءتهم للقرآن الكريم والكتب الدينية أدخل الله النور إلى صدورهم وفتح الله قلوبهم للحق فاهتدوا. وخرجوا من السجن دعاة للحق والسلام والإيمان.. وتحولوا إلى أهل خير وبر وصلاح وإصلاح.

وقد قامت "الرياض" بزيارة لإصلاحية الحائر وسجن الملز والتقت بالعديد من السجناء الذين تغيرت حالهم وعرفوا الحق والهدى داخله وقد يكون العديد منهم قد غادر السجن قبل نشر هذا الموضوع وقد تحدث في البداية:

الاسم قبل الإسلام ريمو وهو من الفلبين وعمره 33سنة ويعمل في المملكة منذ سنوات.. ودخل السجن قبل عامين ونصف وبعد مضي ستة أشهر من دخوله السجن وبعد القراءة والاطلاع أعلن إسلامه وأصبح اسمه بعد الإسلام حاجي، وهو مهندس في إحدى الشركات ومتزوج وله ولد وبنتان ويحفظ من القرآن 21سورة. وأوضح أن جريمته تتلخص في قتل عامل نيبالي كان يعمل معه في نفس الشركة التي عمل بها بسبب خلاف حدث بينهما وقد تنازل ذوو المتوفى مقابل الدية.

أردف قائلاً أن بداية تعرفي على الإسلام كانت من زميل لي فلبيني يعمل طباخا في نفس العمل وكان يقول لي لماذا لا تسلم ويوضح بعض مزايا الإسلام التي يعرفها ولكن كان هناك زملاء لي آخرون نصارى يحذرونني من الإسلام ولكن بعد دخولي إلى السجن وتفرغي للقراءة والاطلاع والبحث قرأت عن الإسلام وتعرفت عليه بشكل مكثف لذلك دخلت في الإسلام بعد ستة أشهر من البحث والإطلاع والوصول إلى الحقيقة بأنه الدين الحق. وأضاف أنه أرسل إلى أهله منذ أن أعلن إسلامه ولكن للأسف لم يصله أي رد منهم طوال فترة إقامته داخل السجن ويسأل الله أن يثبته على الحق وأن يكون داعية للإسلام ملتزماً بشعائره.





الاسم ح. ع. أ. ع. سوداني أب وله ستة أبناء ويحفظ داخل السجن عشرة أجزاء ويعمل مهندساً في مؤسسة بالرياض ولديه زوجتان الأولى سويسرية وتعيش هناك والزوجة الثانية سودانية وتعيش الآن في الرياض ولديها خمسة أطفال. ويشير قائلاً لقد عشت في سويسرا 18سنة وهي من المناطق ذات التعصب القوي للنصرانية وقد تزوجت من سويسرية ودخلت الإسلام بعد خمس سنوات من زواجنا فقد صبرت خمس سنوات عليها وأثرت عليها بطفلي الصغير حيث كنت أذهب به معي إلى المسجد فيصلي معي. ويتابع قائلاً لقد دخلت السجن بسبب قضية مالية مع كفيلي بمبلغ 63ألف ريال ولم استطع السداد.. ويرى أن من الاحتياجات الضرورية للسجناء أولاً السرعة في البت في قضايا المساجين حيث يتأخر سير المعاملة بشكل بطيء جداً بل ان في بعض الحالات يمضي الشخص في السجن فترة أطول من المحكومية الصادرة ضده!!

الاسم: عبدالله ح. العمر 39سنة سعودي دخل السجن ثلاث مرات. أعزب يقول فتح الله علي داخل السجن ودلني إلى طريق الحق وأقلعت عن شرب الدخان وبدأت أحفظ القرآن الكريم وانتقلت إلى الجناح المثالي داخل السجن وحفظت ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم. ويسترجع لقضاياه السابقة قائلاً: لقد دخلت السجن ثلاث مرات الأولى كانت قضية تزوير وأمضيت في السجن تسعة أشهر أما القضية الثانية فكانت حقوقية مالية وبقيت في السجن سبع سنوات وهاتان الجريمتان لم تصححان شيئاً في سلوكي، والقضية الثالثة حقوقية حيث كنت في بداية دخولي موقوفاً في جناح يضم مختلف الأنواع والأشكال من الناس والجرائم ويوجد به الأشياء التي لا تساعد على الطاعة مثل التدخين ولعب الورق ومشاهدة التلفزيون وغيرها من الأمور التي تزيد الإنسان بُعداً عن الله خاصة وأنني بلغت من العمر أشده وخلال هذه الأربعين سنة ارتكبت الكثير من المعاصي وأخطأت في حق الله وفي حق نفسي وأهلي والمجتمع عموماً. ويردف قائلاً كانت حياتي قبل دخولي إلى السجن كلها مشاكل وعصيانا وبعدا عن الله. ولم تكن مشكلتي مالية حيث كنت أعيش في رفاهية مالية وكنت أبحث عنها بمختلف الطرق لأنني كنت أعتقد أن الرفاهية والنعيم في كثرة المال وكنت أدخن وأشرب الخمر وأمارس الزنا وكانت الصلاة حسب المزاج مثل صلاة الجمعة، أو إذا لم يكن لدي أي شغل أقوم بتأدية الصلاة وكنت أمارس الزنا بسبب عدم زواجي. وقد عرضت على إحدى العاهرات الزواج بشرط أن تتوب وتترك الزنا ولكنها رفضت.

وتابع قائلاً لقد أثر علي في هذا التوجه والسعي إلى الالتزام ثلاثة أشخاص هم إمام مسجد في حينا وأحد أصحاب السمو الأمراء، ورجل متقدم في السن جميعهم التقيت بهم في الحقوق المدنية.. وقد قالوا لي أنت الآن قاربت الأربعين سنة فماذا بقي من عمرك؟ وقد يتوفاك الله ويقبض روحك في هذه اللحظة فماذا قدمت لنفسك؟ وأثنى عبدالله على الجهود المبذولة داخل السجن لتوعية الشباب ودعوتهم إلى الحق والالتزام وقال إن هناك جهودا متميزة مبذولة وبأسلوب جميل وجذاب فهم يرغبون في الشباب في ترك المعاصي والتحول إلى الطريق المستقيم وقد تمت تهيئة الجو المناسب للراغب في الالتزام واتباع الحق عن طريق الجناح المثالي المخصص للأشخاص المهتدين ويكفي هذا الجناح إذا دخلته لا تشم فيه إلا رائحة البخور والطيب والأشخاص الموجودون فيه كلهم يعنون على طاعة الله والهداية وذكر الله وترك المعاصي وإصلاح نفسك.





وإذا كان هناك قصور فإنه من السجناء. وأضاف أنه لا ينقص سجن الملز إلا توفير مدرسة داخل السجن للسجناء الراغبين في مواصلة الدراسة فأنا لم أدرس إلا المرحلة الابتدائية فقط ولدي حرفة أتقنها وهي الميكانيكا وأرغب مواصلة الدراسة المتوسطة والثانوي وأنا في السجن حيث كنت في الفترة السابقة سجن سبع سنوات لم أستفد منها داخل السجن وذلك لعدم وجود مدرسة وضاعت هذه السنوات دون دراسة أو أي فائدة تذكر. واستطرد قائلاً حبذاِ لو يتم نقل من يرغب من السجناء في القضايا الحقوقية (المالية) من سجن الملز إلى سجن الحائر لكي يدرس فهناك يوجد مدرسة إلى جانب التدريب على مهن لأن أصحاب القضايا المالية الخاصة بالديون لا يصدر عليهم أحكام بل حجز حتى يتم سداد الدين وقد يستمرون على هذا الوضع لسنوات فالواجب توفير مدرسة لهم. وأشار إلى أن سبب سجنه يرجع إلى ديون مالية لشركات قائلاً كان لدي مؤسسة وأخذت من هذه الشركات بضائع ويكون التسديد بالأجل ولم أتمكن من السداد والمبلغ الذي علي قرابة 1.5مليون ريال. وتناول عبدالله حياته اليومية داخل السجن قائلاً نستيقظ في الجناح المثالي عند الساعة الثامنة صباحاً ونبدأ بدروس تحفيظ القرآن الكريم حتى الساعة العاشرة صباحاً بعدها وقت حر حتى صلاة الظهر وبعد الصلاة يقوم بعض السجناء الملتزمين بالقاء كلمات وعظية أو محاضرات لمدة نصف ساعة ثم راحة إلى صلاة العصر وبعد الصلاة كانت هناك دورة لمدة نصف ساعة ثم راحة إلى صلاح العصر وبعد الصلاة كانت هناك دورة نظمها مجموعة من الشباب الصالحين والتي كانت تركز على حفظ أوجه من القرآن وهناك جوائز لذلك ويتم ذلك حتى صلاة العشاء وكان يقوم بهذا مجموعة من السجناء الملتزمين الصالحين قبل دخولهم السجن وقد كان لهم الأثر الكبير في هداية الكثير من الأشخاص داخل السجن ويقومون بزيارات متواصلة لنا بعد خروجهم من السجن. أما حسن 30سنة مغربي يعمل في المملكة منذ 12سنة والعمل ميكانيكي. ودخل السجن منذ أربعين يوماً. ويقول تتلخص قصة القبض عليَّ إنني اعمل في ورشة ولدينا إحدى السيارات تم إصلاحها ولم يسدد صاحب السيارة كامل المبلغ وطلبنا منه السداد فأخذ يماطل وخشيت أن يأخذها بالقوة، أو عندما نتركها في خارج الورشة أثناء العمل أو الصلاة فيقوم بأخذها بمفتاح آخر. لذلك قمنا بوضعها في مكان آمن وجاء إلينا وقال أين سيارتي؟ قلنا له سيارتك موجودة وإذا دفعت كامل المبلغ الذي عليك سلمناك السيارة. فخرج من عندنا وقام بعد ذلك بتبليغ الشرطة على أننا سرقنا سيارته و قبضت علي الشرطة وقالوا بما انك أخذت السيارة وأخفيتها فأنت ناوي سرقتها وجئت هنا بتهمة سرقة سيارة. وتابع قائلاً لقد حفظت أثناء وجودي في السجن خلال الأربعين يوماً الماضية جزءين من سورة الناس وحتى سورة الواقعة وبحمد الله تركت التدخين بعد دخولي السجن.

عايض 35سنة عسكري أمضى في السجن تسع سنوات ويتحدث عن جريمته قائلاً التهمة التي دخلت بسببها السجن هي القتل.. ويضيف قائلاً كانت بداية هدايتي على أحد الأشخاص الذين كانوا معي في الزنزانة في الأيام الأولى من توفيقي في شرطة الملز، فقلت له إنني لا أنام في الليل فقال لي اقرأ آية الكرسي وخرج من عندي وبعد مضي قرابة شهر من كلامه تذكرت كلمته وأخذت المصحف وأنا بدوي لا أقرأ ولا أكتب قد جئت من البر وسجلت في العسكرية وقمت أبحث في فهرس المصحف عن آية الكرسي ولم أجدها وقلت لأحد الأشخاص عن الأمر وأنني لم أجد سورة الكرسي في القرآن فضحك الشخص مني وقال لي هذه آية في سورة البقرة رقمها (254) وعند زيارة الشيخ عبدالمحسن لي، قلت له أنا أريد أن أحفظ القرآن ولكنني لا أعرف القراءة والكتابة فقال لي أنا سأعطيك طريقة لذلك من خلال الاستماع إلى الأشرطة، ثم احضر لي مسجلاً وأشرطة وأصبحت اسمع وأردد خلفها وقد حفظت في الحجز الانفرادي تسعة أجزاء واختبرت فيها وحصلت على تقدير ممتاز. بعد ذلك خرجت من الحجز إلى الجناح المثالي - الله يوفق من أمر أو ساهم بفتحه - فهو يعين على التوبة مع أنني أمي لا أعرف القراءة ولا الكتابة عندما دخلت السجن وقد تعلمت القراءة والكتابة كما ألقي مواعظ داخل السجن وأسلم على يدي ستة أشخاص منهم فلبينيون. واقترح أن يتم فتح مدرسة في السجن لكي يتعلم بها السجناء إلى جانب إحضار شخص لتعليمنا اللغة الإنجليزية لدعوة غير المسلمين الذين يدخلون السجن. ويوضح قائلاً إنني في داخل السجن أعيل إخوتي الصغار وزوجة أبي (حيث توفي والدي وأنا في السجن) من خلال بيع بعض الأشياء في السجن مثل الملابس والطيب وغيرها من الأغراض التي أكسب فيها بعض الربح الذي يساعد على إعالة أسرتي المكونة من أربع بنات وولد عمره لا يتجاوز العشر سنوات. وختم حديثه قائلاً إن السجن فيه خير كثير فقد كنت في السابق أصلي وقتاً وأترك الصلاة أوقاتاً ومتهاوناً في أداء العبادات واستمع للاغاني وبعد دخولي للسجن تبدل الوضع وتعلمت وحفظت القرآن.

أما علي 30سنة موظف حكومي متزوج دخل السجن بقضية تزوير ويقول كنت قبل دخولي للسجن شخصاً آخر غير الذي أمامك حيث كنت امارس المعاصي حيث تعاطيت الخمر منذ سنوات ثم تركته وبعدها انتقلت إلى المخدرات وبالذات الحشيش حيث أمضيت قرابة ثماني سنوات وكان تعاطيها بسبب الزملاء فعندما يكون أي منهم متعاطياً لهذا الأمر يبدأ في تشجيعك وقد تنساق معه وهذا ما حدث خصوصاً إذا كان الشخص يعاني من بعض المشاكل والهموم وهو يقدمها لك بحسن نية لكي ينسيك الهموم التي أنت فيها وكانت بداية وقوعي في المخدرات في مدينة الرياض قبل سفري إلى الخارج في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية والتي سقطت فيها ست سنوات مع أن الوالد والوالدة لم يقصروا معي وكانوا يتابعونني وينصحوني ويوجهوني ولكن لم استمع للنصح. ويعود إلى حياته قبل السجن ويقول قد يكون من أسباب الانغماس في المخدرات هو تزويج والدي لي من ابنة عمي ولم أكن أرغبها وكان ذلك بعد المرحلة الثانوية وبعد دخولي للجامعة بسنة واحدة تقريباً وقد طلب مني الوالد الزواج منها ولم أكن موافقاً ورغبة في إرضائه تزوجت منها واستمررت سنة ونصف السنة ساعياً إلى التأقلم معها ولم استطع وطلقتها. وسعيت إلى ترك المخدرات بشكل تدريجي منذ عام تقريباً وتوقفت عنها نهائياً قبل دخولي السجن بشهر تقريباً وتركتها من ناحية صحية وسلامة عقلي وبدني ولم اتركها من ناحية دينية مع إنني كنت متعاطياً يومياً ولكن عزمت على تركها لعدة أسباب منها المشاكل الصحية التي تسببها الأمر الآخر من أجل أسرتي وخصوصاً زوجتي حيث حرصت وانتبهت إلى بيتي لهذا قررت التوقف عن التعاطي مع العلم أن زوجتي لا تعلم حتى الآن عن أمر التعاطي. ويتابع قائلاً أنا لم التزم التزاماً كاملاً إلا داخل السجن أما قبله فكنت شخصاً عادياً الصلاة لا أتركها منذ دراستي في الثانوية، ولكنها صلاة عادة تفتقد للخشوع والطمأنينة، أما بعد دخولي للسجن وجدت الراحة في الصلاة وفي ذكر الله وفي تلاوة القرآن وحفظه ووجدت أن هذه الأمور تسعدني وقد حفظت أربعة أجزاء بمعدل جزء شهرياً أما الأحاديث فأنا اقرأها فقط وتركيزي الآن على حفظ القرآن الكريم. وأشار إلى أن سبب الجريمة هو تزوير لقسائم بنكية لأمور مالية ولم تكتشف إلا مؤخراً. ويضيف قائلاً كان التزوير بسبب ضعف الرقابة الإدارية في العمل لدينا وعدم تطبيق الأنظمة مما أدى إلى ضعف نفوسنا وتخاذلها أمام الأموال التي نستقبلها. مع أن المفترض أن يتولى هذا الأمر موظفون غيرنا. وشدد على أهمية سرعة البت في قضايا السجناء فهناك أشخاص تم إيقافهم في السجن لمدة سنة ولم يصدر ضدهم أي حكم بينما لو أرسلت أوراقه إلى القاضي فقد لا يحكم عليه أكثر من ستة أشهر فلماذا بقي سنة في السجن؟ ولماذا لا يتم تطبيق نظام الإجراءات الجزائية وخصوصاً المادة 230من نظام الإفراج المؤقت والتي تنص على أن المتهم إذا لم يصدر بحقه حكم فيتم الإفراج عنه بكفالة مالية أو مشددة غرامية إلى أن يطلب من المحكمة ويحكم عليه.

وأشار إلى أن برنامج السجن اليومي في الجناح المثالي يتمثل في أننا نأتي للمكتبة (وهي المكان الوحيد في السجن الذي نخرج إليه غير جناحنا) عند الساعة الثامنة والنصف صباحاً إلى العاشرة صباحاً ندرس ونحفظ القرآن ثم نرجع إلى الجناح مرة أخرى إلى جانب بعض المحاضرات الأسبوعية إن وجدت. واستطرد قائلاً لم يكن هناك برنامج في السجن يساعد ويخفف عن السجن نهائياً باستثناء النادي الصيفي وقد استفدنا منه علمياً ورياضياً حيث كان هناك برنامج رياضي من خلال دوري في كرة الطائرة والتنس والبيبي فوت. وأبدى علي ملاحظات على أمر الخلوة الشرعية للسجين قائلاً حيث يتم نقل السجين من جناحه إلى الغرف المخصصة للخلوة الشرعية والواقعة داخل سور ونطاق السجن من قبل اثنين من رجال الأمن ولا يكتفون بذلك بل يتم وضع (الكلبشات) القيد الحديدي في اليدين والقدمين ويتم نقلي بسيارة إلى هذه الغرف فلماذا هذه القيود وأنا داخل سور السجن؟!
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط