المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة أميركية: معظم الإرهابيين من الطبقة الوسطى وتلقوا تعليماً حديثاً ولم يتعرضوا لغس



minshawi
01-18-05, 01:30 PM
خلصت دراسة اميركية الى ان غالبية «الارهابيين» ينتمون الى الطبقة الوسطى وتلقوا تعليماً حديثاً ولم يتعرضوا الى غسيل مخ. ووجدت الدراسة التي بحثت في حالات 150 مشبوهاً بالارهاب، ان دوافع الارهاب معقدة، وان نظريات علم النفس الغربية عاجزة عن تفسير بعض تلك الدوافع.
وقد أجرى الدراسة مارك سيغمان، المتخصص في علم النفس السياسي، والذي عمل في سفارات اميركية في الخارج، وكان، قبل عشرين سنة، حلقة وصل مع «المجاهدين الافغان»، وبعد تقاعده، فتح عيادة نفسية واعد كتاباً عنوانه «فهم شبكة الارهاب». ومعظم الذين اجريت عليهم الدراسة معتقلون بشبهة الارهاب، او آخرون فارون ومقتولون جمعت عنهم المعلومات اللازمة.
ووجدت الدراسة ان نصف هؤلاء ينتمون الى منطقة الشرق الاوسط وربعهم من شمال افريقيا، بما في ذلك الذين هاجروا الى اوروبا والولايات المتحدة او جنوب شرقي آسيا. وهناك ايضاً ضمن المجموعة غربيون اعتنقوا الاسلام.
وتبين ان اكثر من نصف هؤلاء من الطبقة المتوسطة، وثلثهم من الطبقة الفقيرة (غالبيتهم من شمال افريقيا) واكثر من الربع من الطبقة الغنية (غالبيتهم من دول الخليج). ومعظم الغربيين الذين اعتنقوا الاسلام من الطبقة الفقيرة ايضا.
تعليمياً، حصل خمسة من هؤلاء على درجة الدكتوراه، وسبعة على درجة الماجستير، واكثر من ثمانين على شهادة جامعية، في حين اكمل اكثر من عشرين الدراسة الثانوية، ونفس العدد لم يكملها. وهذا يعني ان مستوى التعليم وسط المشبوهين بالارهاب اعلى منه في عموم الدول الاسلامية وبقية دول العالم.
ووجدت الدراسة ان غالبية الارهابيين درسوا في مدارس حديثة بعضها فيه تركيز على المقررات الاسلامية والعربية. وعدد قليل من الارهابيين، وخاصة من دول جنوب شرقي آسيا، درس في مدارس دينية، مثل التي كان يديرها رجل الديني الاندونيسي ابوبكر باعشير، الموقوف حالياً من قبل السلطات الاندونيسية.
وخلصت الدراسة الى ان بعض هؤلاء من الخريجين في دولهم العربية سافروا الى اوروبا واميركا وحصلوا على شهادات عليا. ويعرف كل واحد من هؤلاء لغة اجنبية واحدة على الاقل، هي الانجليزية او الفرنسية في الغالب. وقالت الدراسة ان هؤلاء «لم يتعودوا على الحياة في الغرب مثلما تعودوا على الحياة في دولهم الشرقية، لكنهم اصبحوا متطورين ومنفتحين، واستطاعوا العيش في الغرب بدون مشاكل كثيرة، رغم نظرتهم غير الودية نحو الثقافة الغربية».
واوضحت الدراسة ان بعض «الارهابيين» الذين حصلوا على شهادات جامعية عليا تخصصوا في مواضيع عربية ودينية، لكن معظمهم درس الطب والهندسة، مثل الدكتور ايمن الظواهري، والمهندس محمد عبد السلام فرج، قائد «تنظيم الجهاد» المصري، والمهندس ابو حمزة المصري، والمهندس محمد عطا. ويميل الذين تخصصوا في العلوم الدينية نحو تفسير متشدد للنصوص الدينية في الغالب.
وقارنت الدراسة بين منفذي هجمات 11 سبتمبر (ايلول) والفلسطينيين الذين اعتقلتهم اسرائيل عندما غزت لبنان قبل اكثر من عشرين سنة، وخلصت الى اختلافين رئيسين: الاول، ان الفلسطينيين اقل تعليما واقل مرتبة اجتماعية واقتصادية من منفذي هجمات 11 سبتمبر، لأن معظمهم جاء من معسكرات اللاجئين. ثانيا، ان الفلسطينيين اكثر معرفة بالغرب، وانفتاحا عليه، واقل تدينا لأنهم ولدوا وعاشوا في لبنان.
ووجدت الدراسة ان خمسين فقط من الارهابيين المشمولين بالدراسة تلقوا تربية دينية عندما كانوا صغاراً في السن، وان عددا مماثلا تلقى تربية غير دينية، معظم هؤلاء من شمال افريقيا وذلك بسبب التأثير الفرنسي. ووجدت ان تسعة تربوا تربية مسيحية قبل ان يعتنقوا الاسلام.
مهنياً، وجدت الدراسة ان 60 ممن شملتهم الدراسة مهنيون، و40 منهم حرفيون (جنود او مصلحو سيارات) و30 غير حرفيين (مثل حراس وعمال) غالبتيهم من شمال افريقيا، ومعظم هؤلاء اعتقلوا وحوكموا بسبب تزوير وثائق حكومية او سرقة. وقال كثير من هؤلاء انهم فعلوا ذلك لخدمة اهدافهم الاسلامية ولتمويل عملياتهم «الجهادية».
وتطرقت الدراسة الى نظرية تقول ان معظم «الارهابيين» ليسوا متزوجين لأن «حياة الخطر التي يعيشونها تحتم عليهم عدم تحمل مسؤوليات عائلية، وعدم ترك ارامل وايتام اذا قتلوا». لكن التقرير خلص الى ان 70 في المائة ممن شملتهم الدراسة متزوجون ولغالبتيهم اولاد. ووجدت ان واحداً ممن شملتهم الدراسة كان مصابا بالشذوذ الجنسي.
ووجدت ايضاً ان الكثير من الذين لم يتزوجوا طلاب ومن عائلات فقيرة. وقالت ان هذا من اسباب تأجيلهم الزواج، وليس رفضهم له. واشارت الى ان المشبوهين بالارهاب يؤيدون الزواج وتعدد الزوجات وزواج الاقارب لتوثيق العلاقات. واشارت الى 3 نقاط في هذا الصدد:
اولا، الارهابيون يقللون من قيمة المرأة بجعلها وسيلة لتوثيق علاقات سياسية لا صلة لها بالعلاقة الزوجية، وثانيا: نسبة لأن زوجاتهم لم يكن يعرفن ان ازواجهن ارهابيون، فانهن لم يتمكنن من اثنائهم عن الارهاب، وثالثا، كل العلاقات الزوجية لهؤلاء المشبوهين قائمة على اساس ان «مسؤوليات الزوج خارج البيت تعد من شؤونه الخاصة».
واشارت الدراسة الى الاندونيسية ميرا اغسطينا التي تزوجها الكويتي عمر الفاروق، والذي كان مسؤولاً عن القاعدة في جنوب شرقي آسيا قبل اعتقاله. وقالت ميرا للمحققين انها لم تكن تعرف اي شيء عن نشاطاته الارهابية قبل الزواج وبعده.
كانت ميرا تدرس في مدرسة اسلامية ذات نظام داخلي في اندونيسيا عندما اتصل بها والدها هاتفياً وطلب منها العودة عاجلا الى المنزل، في رحلة استغرقت نصف يوم بالحافلة. فاجأها بموافقته على زواجها من الفاروق الذي لم تكن تعرف شيئاً عنه ولا عن وطنه او عمله.
وقالت انها بعد زواجها بالفاروق كان يغادر المنزل صباحاً ويعود ليلاً دون ان تسأله ابدا عن تفاصيل عمله، وهو لم يقل لها، رغم ان الزواج استمر خمس سنوات وانجبت منه طفلين. وبعد تسعة أشهر من هجمات 11 سبتمبر (ايلول)، اعتقل الزوج وهو في طريقه الى المسجد لصلاة الصبح.
وقالت ميرا انها لا تعرف اين يعتقل زوجها الآن وما اذا كان حيا او ميتا، وذلك التزاما بما قال لها: «اذا اختفيت، لا تسألي عني. ربي الاولاد». وقالت الدراسة ان الزوج ليس معتقلا في قاعدة غوانتانامو في كوبا، ويعتقد انه في واحد من سجون وكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. ايه) السرية.
واوضحت الدراسة ان القرابة او المصاهرة تربط بين 15 في المائة من «الارهابيين»، مستشهدة بالامثلة التالية: خالد شيخ محمد وابن شقيقه رمزي يوسف، الكندي المصري الاصل احمد سعيد خضر واولاده: عبد الله وعبد الرحمن وعمر، الاندونيسي علي غفرون واخوانه: علي عمروسي وعلى عمرون وعلي فوزي، السعودي وائل الشهري واخوه وليد، السعودي نواف الحازمي واخوه سالم، السعودي حمزة الغامدي وابنا عمه: احمد ابراهيم الغامدي واحمد ابراهيم الحزناوي الغامدي، السعودي خالد المحضار تزوج ابنة اخ اليمني رمزي بن الشيبة، الكندي المصري الاصل احمد سعيد خضر حاول اقناع ابنته زينب لتتزوج سودانيا كان معه في باكستان، لكنها رفضت، الاندونيسي حارث فضل الله زوج ابنته ميرا الى عمر الفاروق من الكويت، اسامة بن لادن زوج ابنه الى ابنة ابو حفص المصري.
وقالت الدراسة ان هذه الزيجات تمت لاسباب دينية اكثر منها «لدعم الارهاب». واشارت الدراسة الى زواج الاندونيسي يزيد سوفات، احد قادة «الجماعة الاسلامية» في ماليزيا، وقاد عمليات لحرق كنائس في اندونيسيا، ونظم لقاء كوالالمبور الذي جرى خلاله التخطيط لهجمات 11 سبتمبر والهجوم على المدمرة الاميركية «كول» في اليمن. واوضح التقرير ان سوفات تزوج اندونيسية متدينة جدا، وتردد انها هي التي دفعته للارهاب الا انهما نفيا ذلك ونفيا ان يكون لزواجهما صلة بالارهاب. كذلك لم يجد المحققون دليلاً على ذلك.
وقالت الدراسة ان 75 في المائة من الارهابيين انضموا الى منظمات ارهابية بسبب علاقة صداقة او معرفة سابقة، لا بسبب زواج، وان العكس كان صحيحا، اي ان الانضمام الى منظمة ارهابية قاد احيانا الى زواج. وقالت الدراسة انها لم تعثر على دليل بأن الارهابيين انضموا الى منظمات ارهابية بسبب غسيل مخ او ضغط او خداع.
وناقشت الدراسة الفرضية التي تقول ان الارهابيين يعانون من احباطات نفسية. لكن التقرير وجد ان نسبة هذه الحالات النفسية وسط الارهابيين هي نفسها الموجودة وسط عامة الناس.
كما ناقشت فرضية اخرى تقول ان «الارهابيين مجرمون في اعماقهم وان الجريمة تتضمن القتل واشياء اخرى». وخلصت الدراسة الى ان ربع المشمولين بالدراسة ارتكبوا جرائم سرقة وتزوير ومخدرات، غالبيتهم من المغرب. واشارت الى الملاحظتين التاليتين:
اولا: هناك احتمال بأن معظم هؤلاء تحولوا الى التدين لمسح ماضيهم ونسيانه.
ثانيا: هناك جدل وسط الارهابيين حول مشروعية تزوير الوثائق وسرقة الاموال واحتجاز الرهائن خدمة «للجهاد».
واشارت الدراسة الى نظرية رائد علم النفس فرويد التي تقول ان ظروف الطفولة تؤثر على سلوك الفرد، والى نظرية ما بعد فرويد التي تقول ان الكبت والحرمان في الصغر يولدان العداء للآخرين عند الكبر، الامر الذي يولد حالة حب الذات وانفصام الشخصية والطاعة العمياء للوالد.
لكن الدراسة قالت ان هذه التفسيرات لا تنطبق على الارهابيين لأن معظمهم لم يعان من انفصام في الشخصية او قسوة العائلة في مرحلة الصغر. وتقول الدراسة ان «اسامة بن لادن هو اكثر الارهابيين ترشيحاً للمعاناة من حب الذات، لكن المعلومات التي جمعت عنه لا تثبت ذلك»، مضيفة ان «تدين الارهابيين يجعلهم اكثر ابتعادا عن حب الذات». ورأت ايضاً ان الانطوائية تناقض صفات العمل الجماعي المطلوبة لدى المنظمات الارهابية.
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط