المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحماية الاجتماعية بمكة تتدخل لإنقاذ الفتيات في حالة تسلط ولي الأمر



الماوردي
06-15-07, 08:36 AM
فتاة خطبها سائقها الآسيوي بعد أن فاتها الزواج بسبب العضل
الحماية الاجتماعية بمكة تتدخل لإنقاذ الفتيات في حالة تسلط ولي الأمر

مكة المكرمة: صباح مبارك

أقرت لجنة الحماية الاجتماعية بمكة المكرمة بوجود قضايا كثيرة للفتيات تحول دون إتمام زواجهن، وقالت الباحثة الاجتماعية في اللجنة منى الأحمدي لـ "الوطن" إن اللجنة استقبلت عددا من القضايا الإنسانية، والتي تحتاج لتدخل من قبل اللجنة في مكة المكرمة، ومنها قضايا العضل، فالعضل موجود وبشكل كبير، ولكنه يمارس في صورة سرية غير معلنة لأسباب اجتماعية تتعلق بعادات وتقاليد، أو بسبب التربية القمعية للفتاة، فلا تفصح عن مشكلتها أو تعترض على ذلك.
وكانت فاطمة. ع ( 33 عاما) الموظفة في إحدى المستوصفات الخاصة، والتي فاض بها الكيل، على مستوى كبير من الشجاعة جعلها تقوم بعرض قضيتها على لجنة الحماية، ومعارضة ذويها في ذلك، حيث تقدمت بشكوى لدى لجنة الحماية، ذاكرة أنها بلغت هذه السن ولم تتزوج، وتبين لها فيما بعد أن كثيراً من الشباب تقدموا لها، ولكن والدها وإخوتها يرفضون كل من يتقدم لها، بدون أي تبرير، وفي النهاية تقدم لها السائق ( مقيم من جنسية آسيوية) والذي يوصلها لعملها كل يوم، ووافقت عليه رغم اعتراض والدها وإخوتها، فتعرضت لضرب شديد من أحد إخوتها، كما قدمت شكوى للمحكمة تتهم فيها والدها بأنه يمنعها من الزواج بدون أي سبب أو تبرير.
شباب على خلق
وتختلف حالة معلمة اللغة العربية م...سالم ( 41 عاما) عن حالة فاطمة، حيث يرفض والدها زواجها هي وأخواتها بسبب مرتباتهن، تقول"نحن أربع بنات نعيش مع والدي، ووالدتي متوفاة، وقد تجاوزت سن الزواج، ووالدي يرفض كل من يتقدم لي بحجة أنه يرغب في مرتبي، ولا أعلم عمن يتقدم لي إلا من أقاربي وجميعهم شباب وعلى خلق".
ع. فرج ( 36عاما) حالة ثالثة من الحالات التي تبحثها لجنة الحماية الاجتماعية إذ تقول " كنت سعيدة في حياتي الزوجية، وقد أنجبت ثلاثة من الأطفال، حتى سلك زوجي طريق المسكرات والمنبهات، فمارس معي جميع أنواع العنف والتعذيب الجسدي والنفسي، حتى أوشك على قتلي".
ظاهرة اجتماعية
من جهته حذر وكيل كلية العلوم الاجتماعية بجامعة أم القرى الدكتور خالد يوسف البرقاوي من عضل البنات ومنعهن من الزواج كظاهرة اجتماعية آخذة في الانتشار بمجتمعنا بشكل ملحوظ، ويفصل صور العضل مثل منع الولي وليته من الزواج بسبب اعتقاده أن المتقدم يطمع في مرتبها الوظيفي، أو تحديد أشخاص معينين لهم الحق من الزواج من ابنته مثل أبناء العم أو الخال أو أحد الأقارب والفتاة تأبى ذلك، أو أن المتقدم لا ينتمي لقبيلة الفتاة، أو ليس من مستواهم الاجتماعي، أو الخوف على ميراث الأسرة من الضياع والذوبان ضمن أسرة أخرى، أو بسبب إكمال الدراسة وتأمين مستقبلها، أو منع المطلقة من العودة لزوجها السابق رغماً عنها.
ورصد الدكتور البرقاوي آثارا اجتماعية بسبب هذا العضل مثل انتشار العنوسة، ووقوع الشباب من الجنسين فيما حرم الله من الفواحش بهدف إشباع الغريزة الفطرية الموجودة لديهم، والإصابة بالأمراض المختلفة وظهور عادات سلوكية سيئة، وقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع نسبة الانحراف، وتفشي الجرائم الأخلاقية داخل المجتمع، كما أشار إلى أن للعضل أيضا بعض الآثار النفسية، فربما تكون الفتاة عرضة للأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق والاضطراب النفسي، الأمر الذي قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها مثل الانتحار والهروب من المنزل.
وأوجز الدكتور البرقاوي الحل في محاربة مشكلة العضل بعدة خطوات منها توعية الأسر بالآثار السلبية لعضل البنات عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، وإجراء المزيد من الدراسات والبحوث التي تهتم أو تركز على المشاكل الأسرية بصفة عامة وعضل البنات بصفة خاصة، كما أن من حق الفتاة والتي تشتكي من العضل من ذويها اللجوء للمحاكم والجهات الأمنية للنظر في أمرها واتخاذ الإجراءات اللازمة.
ويصف المأذون الشرعي عبيد الله النمري العضل بأنه صورة من صور الجاهلية ولقد حرمه الإسلام لما فيه من ظلم وهضم لحق الفتاة، ومن يعضل موليته بدون أي سبب شرعي أو بسبب بعض أفكاره ومفاهيمه التابعة لهواه، كحرصه على راتبها أو ميراثها أو أن يصر على تزويجها من نفس القبيلة أو العائلة، أو بغرض إكمال الدراسة فقد أتى ما نهى الله عنه وذلك في قوله تعالى "ولا تعضلوهن"، وذلك لما في العضل من ظلم كبير للمرأة وحرمانها من حقها الشرعي في الزواج، فعلى الولي أن يتقي الله تعالى في موليته ويحرص على تزوجيها من أول كفء يتقدم لها.

الماوردي
06-17-07, 12:04 PM
حكايات العربة الأخيرة من قطار الزواج تزيد على 1,5 مليون حالة بالمملكة
العنوسة.. عضل الآباء وتمرد الأبناء


خالد الجابري (المدينة المنورة)
كلما تذكرت والدي المتوفى واخي الأكبر لا ادري هل ادعو لهما بالمغفرة والرحمة ام ادعو عليهما فكلاهما جشع وطماع فكلما تقدم شاب لخطبتي اشترطا مهرا لايقدر عليه، حتى تفرق العرسان!. هذه الواقعة نموذج يعكس بجلاء عمق ظاهرة العنوسة مما يتطلب تضافر جهود جميع مؤسسات المجتمع لمعالجتها والتخفيف من اثارها وانعكاساتها الاجتماعية الخطيرة. وتروي (ش.ص) ساخرة: كلما تقدم لنا خاطب انا واخواتي الاربع قال ابي «حتى يكملن تعليمهن» واصبح الناس لايطرقون باب منزلنا واقتنعت الأُسر المجاورة لنا بذلك، ومع السنين كبرنا، فمن يرغب في فتيات تجاوزن الثلاثين.
فات القطار
تروي (خ.د): والدي من المتمسكين بالعادات فكلما تقدم عريس لخطبتي يشترط ان يكون من اصل وفصل ومن قبيلتنا حتى فاتني قطار الزواج ولما شعر بانني تقدمت في السن ارادني ان اتزوج رجلا لديه 3 نساء إلا ان كرامتي لم تسمح ولما رأيت الوقت قد فات قلت في نفسي: «لقب عانس ولا عذاب آخر»!.
الراتب اللعين
وتروي (س.ص) بعيون باكية سامح الله والدي الذي اجبرني على عدم الزواج طمعا في راتبي فكلما جاء احد لخطبتي رفض بحجة ان اقوم برعاية اخوتي الصغار بعد وفاة والدتي.
ولكنني اكتشفت مؤخرا ان السبب هو هذا الراتب اللعين الذي بسببه فاتني قطار الزواج وجعلني رقما في عداد العوانس.
الفضيحة
ومن المآسي التي تروى عن رفض الآباء ان فتاة واجهت اباها وامها ودارت بينهم معارك كلامية صريحة وعنيفة ولكن دون جدوى، حتى اغواها ابن الجيران فوقعت في حبائله باسم الحب وبعد ان عرف والدها بذلك وانتشر خبرهما هرب من الفضيحة وباع مسكنه وانتقل للسكن في مدينة اخرى وكان اول ما فعله بعد انتقاله الى هناك ان زوج ابنته التي كان يرفض زواجها.
معاكسة
وفتاة اخرى اصبحت في عداد العوانس بعد ان حرمها والدها من الأمان والاستقرار والزواج والبيت الهادئ بسبب راتبها حيث تعمل موظفه فأصبحت تعاكس الشباب وتكلم الرجال بالهاتف حتى اصبحت سمعتها في الحضيض بسبب رفض والدها لزواجها.
شهقت فماتت
وعانس اخرى وصلت الى سن الاربعين ولم تتزوج وكلما اتاها الخطاب يرفض والدها تزويجها حتى اصابها الهم والغم فاصبحت لاتُرى إلا بوجه حزين فاصابها المرض ونقلت الى المستشفى فقام والدها بزيارتها فلما رأته قالت له: حرمك الله من الجنة كما حرمتني من الزواج وشهقت فماتت.
كل هذه القصص وغيرها كثير، تشير الى قضية واحدة تجمعها هي «العنوسة» هذه الظاهرة الاجتماعية التي اقامت الدنيا ولم تقعدها، والغريب ان هذه الظاهرة من صنع ايدينا، او بمعنى اخر من صنع الآباء الذين يرفضون تزويج بناتهم لاسباب اجتماعية او اقتصادية وهو ما يعرف بـ«العضل» ذلك الاجراء الذي افرز شروخا عميقة في جدار الأسرة وصلت الى حد تمرد بعض الفتيات على هذا الوضع ولكن بعد فوات الاوان.
وحسب دراسات قام بها الدكتور علي الزهراني عن العنوسة اظهرت ان هناك اكثر من مليون ونصف المليون عانس على مستوى المملكة مما يشير الى حجم المشكلة وفي تقرير لوزارة التخطيط ان عدد الفتيات اللاتي لم يتزوجن وتجاوزن سن الثلاثين اكثر من مليون ونصف المليون فتاة.. فما هي الأسباب وما هي الحلول.
فهد الشمري باحث اجتماعي يرى في انتشار التعليم وارتفاع المستوى المادي وغيرهما اسبابا يفترض ان تؤدي الى تسهيل الزواج لا العنوسة، حيث ينظر الى هذه الاسباب كتطورات ايجابية ومحموده ولكن الذي يحدث عكس ذلك تماما فالمستوى المادي زاد من حالات العنوسة في المجتمع رغم ان «الباءة» التي أوصى بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: «يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج»، ترتبط ارتباطا مباشرا بالقدرة المالية، وفي رأيه ان الارتفاع في المستوى المعيشي هنا المفترض ان يكون عونا على «الباءة» المذكورة، ذلك ان ارتفاع مستوى الدخل يعني القدرة على شراء الكماليات الحياتية من سيارات وخدم وسائقين وغير ذلك من المظاهر الاستهلاكية ولكن الزواج ظل بعيدا عن هذه المعادلة المحيرة والمثيرة للاستغراب.
التعليم كعامل مساعد
والحال ينطبق ايضا على انتشار التعليم فمن المفترض في رأيه ان ينعكس أثر ذلك على التفكير الاجتماعي وبالتالي يخفف من حجم المشكلة، إلا انه يرى العنوسة ترجمة لخصوصية المجتمع الذي لايسمح بالتقاء الشاب والفتاة خارج مظلة الزواج.
خصوصية المجتمع
وفي ذلك يقول اننا مجتمع عربي مسلم له تراثه العريق الضارب في جذور التاريخ والذي يأبى اي تسيب في امور المحافظة على العرض والشرف.
قضية اجتماعية مزدوجة
وينظر الدكتور عبدالكريم العمري الى العنوسة باعتبارها مشكلة اجتماعية مزدوجة مرتبطة بغلاء المهور والعادات والتقاليد الاجتماعية وجشع بعض اولياء الامور ومبالغة الفتيات في مواصفات فتى الاحلام ومبالغة الشباب ايضا في مواصفات الفتيات حتى يفوتهم القطار معا.
انحرافات وأمراض
ويحذر الدكتور زياد سالم من تأخر سن الزواج لما في ذلك من خطر كبير على المجتمع على شاكلة انحرافات كثيرة وظهور امراض لم تكن موجودة من قبل، وفي رأيه ان يتزوج الشاب في سن الرابعة والعشرين والفتاة في سن العشرين، اما ان تصل الى سن الثلاثين ولاتتزوج فقد يتسبب هذا التأخير في عدم قدرتها على القيام بتربية ابنائها لان التربية تحتاج الى مجهود وطاقة، مناشدا اولياء الامور بعدم المغالاة في المهور وتجهيزات الزواج.
ومن الامور التي يرى انها تساعد الشباب على الزواج توفير فرص العمل والمسكن المناسب ويمكن للدولة بالتعاون مع القطاع الخاص توفيرهما لشبابنا.
مظاهر اجتماعية وغرور
ومن منظور المحامي سعود الحجيلي ان من اهم اسباب ظهور العنوسة المظاهر الاجتماعية المصاحبة للزواج ومحاولة البعض مجاراتها رغم محدودية دخلهم مشيرا الى الغرور كأحد الاسباب المؤدية للعنوسة بين الحاصلات على مؤهلات عُليا يضاف الى ذلك تقاعس الشباب عن العمل والتفات البعض الاخر الى ملذات الحياة مما يفوت عليهن كثيرا من فرص الزواج.
ومن وجهة النظر الاسلامية يرى الدكتور غازي المطيري عضو هيئة التدريس بالجامعة الاسلامية ان هدف الزواج هو السكن والمودة والرحمة وغير ذلك من المقاصد للأسرة في الاسلام لا العادات والتقاليد المتبعة حاليا في الزواج والاختيار المخالف للمنهج الاسلامي في اختيار الزوجة الصالحة مما ادى الى انتشار الطلاق والعزوف عن الزواج مالم تتوفر الشروط الدنيوية والمادية مشددا على ضرورة التوعية بأهمية الكفاءة من ناحية الخلق والدين، وتوفير فرص العمل والسكن للشباب.
ومما ادى الى بروز المشكلة من وجهة نظر شرف القرافي عضو لجنة الحماية الاجتماعية بالمدينة المنورة هو رغبة كثير من الفتيات في اكمال دراساتهن العليا قبل الاقدام على الزواج اضافة الى بحثهن عن الشاب الثري القادر على الوفاء بمستلزمات الأسرة باهظة التكاليف ويضاف الى كل ذلك العرف التفاخري كأحد العادات الاجتماعية التي زادت المشكلة تعقيدا ويدعو كل من رئيس محاكم المدينة المنورة الشيخ صالح المحيميد والمهندس يحيى بن سيف صالح مدير الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية بالمدينة المنورة الآباء الى عدم المغالاة في المهور وان تتضافر جميع فعاليات المجتمع لحل هذه المشكلة وعدم عضل الفتيات.
عكاظ