المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسألة قبيلي - خضيري و إعلامنا العام



د. المقريزي
06-11-07, 11:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم يا كرام

مسألة قبيلي وخضيري و التزاوج بينهما كثر الحديث عنه في المنتديات و الصحف و المجلات

بشكل لم يكن معهودا من قبل. حيث كانت أعراف المجتمع ضاغط قوي على مسألة التحدث في مثل هذه المسألة.

اليوم ومع الشبكة العنكبوتية والتحرر من ربقة تحكم الصحف و المجلات العامة

ظهر حديث كثير في المنتديات النتية عن هذه المسألة, مما دفع في تقديري الصحافة العامة ان تتحدث عنها أيضا.

في المنتديات تطارح الناس هذه المسألة , فكان منها الحوار الهادف و الشيق و كان منها الحوار الحار الملتزم بأدب الحوار, وكان منها التراشق و التنابز بلألقاب في منتديات أخر.

كي تتعرف على ما يدور في المنتديات حول هذه المسألة ما عليك إلا أن تكتب كلمة ,
خضيري قبيلي,
او أنت قبيلي و أنا خضيري,
او أأنت قبيلي او
التكافؤ في النسب
عضل المرأة
العنوسة
التعصب القبلي
التعصب الخضري

و غيرها من المرادفات في أحد محركات البحث و ستحصل على جم غفير من المواضيع التي تحدثت عنها المنتديات.


هنا و في هذا الموضوع أريد اجمع ما تم طرحه من مقالات في الصحف حول هذه المسألة او ما يدور في فلكها. من باب ان نتعلم ما يدور في صحافتنا عن هذا الأمر و من باب أن نستعد للتغير إن كانت تلك المسألة ليست من ثوابت الدين.

مسألة التزاوج بين تلك الطبقتين تصل أحيانا إلى رفع السلاح على من يزوج من غير طبقته الاجتماعية, و إلى هجر ومقاطعة المخالف لجماعته من قبل جماعته, ولعلكم سمعتم قصصا من هنا وهناك عن هذه المسألة.

.

تفضلا لا أمرا , لتفادي التراشق و التحزب و التنابز بالألقاب كما حصل في بعض المنتديات , برجاء عدم الرد على ما يُطرح هنا. إن كان عندك رد او معارضه على أحد المقالات المدرجة فيمكنك الرد على صاحبه في نفس الصحيفة او المجلة التي تم نشره فيها.

هذا الموضوع فقط لنعرف ما يدور في صحافتنا عنه وليس للرد عليه هنا.

إن كان ولا بد فيمكنك نقل المقالة التي تريد الرد عليها من مداخلات هذا الموضوع وتفتح لك موضوع جديد في أي منتدي, في أي موقع و ترد عليها كما يحلو لك.


المقالات التي ستطرح يمكن اطرحها انا او غيري, المهم انها تكون منقولة من مصدر معروف و من كاتب معروف. مع ذكر المصدر.


ولعلي قبل الشروع في هذا الموضوع أن أحدد التعريف الذي أقصد به قبيلي و خضيري.


القبيلي
هو الشخص ذكرا كان أم أنثي ممن يُعرف أنه ينتمي لقبيلة معينة من قبائل العرب, يقال مثلا فلان حربي و آخر عتيبي, وثالث عنزي ورابع ظفيري و خامس قرشي, وسادس مطيري و هلم جراء.



الخضيري:
هو الشخص ذكرا كان أم أنثي الذي لا يعرف انه ينتمي لقبيلة معينة من قبائل العرب, فهو ينسب عادة لعائلة معينة مثل الشيخ إبن باز والشيخ ....... و الشيخ البخاري و مسلم و الألباني و ابن المبارك و النووي و صلاح الدين الأيوبي و محمد الفاتح العثماني و بلال بن رباح و سلمان الفارسي و ذراريهم إلى يومنا هذا وغيرهم كثير. وقد تكون تلك العائلة ممن ينتسب لقبيلة معينة لكن لسبب من الأسباب التي سنذكرها لاحقا و منها إحتراف المهن التي لا ترضاها القبيلة تحول ذلك الفرع من القبيلة (عرفا) إلى خضيري
و اعتبرها المجتمع لا ينتمي لقبيلة معينة و سارت ذرية ذلك الفرع بهذا الشكل.


سؤال قد يتبادر لذهن القارئ: كيف لا يعرف هؤلاء الخضريين أنسابهم و إلى أي قبيلة هم ينتسبون؟

الجواب
هذه الطبقة من الناس تشكلها عدة عوامل منها
1
أن يكون أحد أجداده الذكور (من القدم) ليس عربي الأصل , فقد يكون جده فارسيا او روميا أو حبشيا و دخل مع العرب و تعلم لغتهم و اندمج فيهم وظلت ذريته لا تنسب لقبيلة معروفة من قبائل العرب المشهورة.

2
أن يكون أحد اجداده قبليا أصلا و ينتمي لقبيلة عربية معروفة, لكنه و لظروف معيشية إمتهن مهنة لا يقبلها القبلييون مثل نجار او خراز او حداد او قصاب او منظف دورات مياه و بيارات..الخ من المهن التي يأنف منها القبلييون. و بسب إمتهانه لهذه المهنة تخلى عنه قومه وقبيلته مما إظطره للإندماج بطبقة الخضريين فتزوج منهم وتزوجو منه, وانفصل عن القبيلة الأم.

3
أن يكون أحد أجداده قبليا أصلا لكن ذلك الجد سُرق عندما كان طفلا من الحرم المكي او المدني او من أي مكان تتم في سرقة الأطفال, فترعرع الطفل المسروق عند من سارقه او عند من بيع عليه. "وقال الذي إشتراه من مصر أكرمي مثواه"
"موسى عليه السلام و نشأته في بيت فرعون" صحيح ان يوسف و موسى عليهما السلام من طبقة بني إسرائل, لكن حوادث حصلت وتحصل لأبناء القبليين على حد سواء.

4
أن يكون أحد أجداده قبليا أصلا , ولكن بسبب الحروب تم سبيهم و نقلهم لمناطق بعيده عن قبائله و تم بيعهم وشرائهم
وهم أطفال لا يعرفون أنسابهم, وبعده تحررت ذراريهم و أصبحو من طبقة ممن يسمون بالخضريين. و الحروب حاضرة على مدار التاريخ مثل أطفال العراق و أطفال البوسنة والهرسك و أطفال المجاعات والهجرات الجماعية ومثل تشتت الأسر و أطفالها من الفيضانات, فالأطفال يتيهون في الأرض و يترعرعون في غير قبائلهم الأصلية فينقطع نسبهم.

5
أن يكون أحد أجداده هاربا من قبيلته بسبب دم او بسبب ديون متراكبة عليه, ثم دخل في قرية من القرى او ضوى على قوم من الأقوام و عمل عندهم كخادم او صبي و تزوج منهم او من خمدهماو من سباياهم , فأصبح شخصا لا ينتمي لقبيلة معينة حيث انه أخفى إسمه لكي لا يتابعه أصحاب الحق من دم أو مال.

6
اسواء حالة ان يكون أحد أجداده لقيطا, وهو و ذريته لا ذنب لهم. مثل طفل الغامدية التي إعترفت بالزنا بحضر المصطفى صلى الله عليه وسلم, وماعز...واللقطاء حاضرون حتى عصرنا الحاضر.



سؤال
هل نفهم من هذا أن القبليين يعرفون تسلسل أجدادهم إلى آدم عليه السلام؟

الجوب
لا , بكل تأكيد, لا أحد يعرف تسلسل نسبه إلى آدم مطلقا.

مثال قبيلة حرب إختلف فيها النسابون منهم من يقول عدنانية ومنهم من يقول قحطانية

و هناك عتيبي اصلا لكنه يتسمي و ينسب لحرب و العكس, بسبب ما يسمى بالحلف, وليس هنا مكان شرحه.

فهناك تداخل بين القبائل العربية نفسها بسبب ما يسمى بالحلف.

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

نبذة تاريخية تعريفية

عرب
العرب هم فرع من الشعوب السامية التي قطنت شبه الجزيرة العربية و المناطق المحيطة بها مثل سوريا و جنوب بلاد ما بين النهرين و الذين انتشروا بعد القرن السادس ميلادي في شمال افريقيا و بقية أجزاء الشرق الأوسط . في الوقت المعاصر هذا المسمى قد يحتمل معانٍ عدة، منها الإشارة للقاطنين في منطقة الشرق الأوسط والجزيرة العربية والمغرب العربي والمتكلمين باللغة العربية كلغة أم.

يُعتَقد أن العرب الأصليين في الجزيرة العربية* وبقية أجزاء قارة آسيا كبلاد الشام وبلاد مابين النهرين كالعراق وغيرها وأفريقيا أتوا من القبائل العربية السامية التي كانت تقيم في اليمن، وهاجروا منها إثر انهيار سد مأرب ما بين عامي 570 و 542 قبل الميلاد. إذ أدى انهيار السد لخراب الأراضي الزراعية، وتدمير شبكات الري. وعندما هاجرت هذه القبائل إلى مختلف أرجاء الجزيرة العربية، و بلاد الشام و افريقية، نشروا لغتهم فيها. ولكن المؤثر الحقيقي في جعل اللغة العربية هي اللغة الرسمية هو دخول الإسلام أثناء الفتح العربي والتجارة في تلك الدول واعتناق أهلها الإسلام.

العرب الأصليين هم العرب العاربة ومنهم قحطان.

قسّم المؤرخون العرب القدماء العرب إلى :


[ العرب البائدة
وهم الأقوام الذين كانوا في نظر النسابين العرب والأعراب، المعلومات التاريخية عن هذه الأقوام قليلة جدا وغامضة ، و جاء ذكر بعضهم في القرآن ، و كتب العهد القديم ، و في بعض الأدبيات ، يطلق اسم العرب العاربة على العرب البائدة.

(العرب البائدة هم قوم عاد وأخيه النبي هود وقد هاجر قسم منهم إلى بلاد الشام بعد الكوارث التي حلت بهم ولايزال قسم منهم يسكنون إقليم ظفار في عمان ويتكلمون بلهجة عربية قديمة صعبة الفهم، وقوم ثمود وأخيه النبي صالح وكذلك هاجروا إلى بلاد الشام والبلاد الأخرى بعد حلول الكوارث بهم، وكذلك قبائل الأنباط في البتراء 200 قبل الميلاد للسيد المسيح عليه السلام والبتراء في جنوب الأردن حاليا، والعماليق وغيرهم من القبائل العربية الأخرى كما يمكن الرجوع إلى السيرة النبوية لإبن هشام والعرب العاربة والمستعربة كتاب المؤرخ أحمد زكي سوسة وغيرها من المراجع).


العرب العاربة
وهم من أبناء قحطان، عاصروا العرب البائدة ، ويقال أن قحطان هو عاد ومن نسلهم العمالقة. و نسب قحطان مختلفٌ فيه، فقيل أنه عابر بن شالخ وقيل أنه ابن عبد الله أخو هود و قيل هو هود نفسه وهذا الرأي الارجح والاكثر صحة ويعتمده الكثيرين و أما من جعلوا الأعراب كلها من إسماعيل فقالوا أنه ابن تيمن بن قيذر بن إسماعيل ولكنه قول تستبعد صحته وهناك ادله وبراهين كثيرة ضد هذا الرأي خصوصا ان بنو قحطان وجدوا قبل اسماعيل عليه السلام وتعلم اسماعيل العربية منهم ليصبح وينتشر منه العرب المستعربة, و ذلك كما أورد عبدالرحمن السهيلي في كتابه الروض الأنف .

الأصول
العرب الأصليين هم العرب العاربة "ولغتهم العربية هي لغة من أصل ثمانين لغة ظهرت بعد طوفان نوح عليه السلام وانحسار الماء عن الأرض واللغات كانت بعدد الرجال الذين كانوا على ظهر السفينة مع نوح ، وكان منهن ذرية أبناء نوح وهم سام أصل الأقوام السامية كالعرب و الأراميون ، هذا وكانوا لا يفهمون لغة بعضهم وكان نوح يعبر عنهم اي يترجم لهم" ومنهم قحطان ولقد انتشر العرب بهجرتهم إلى اسيا وافريقيا وأوروبا وكثير منهم قد اندمجوا في الأقوام الأخرى من الأوروبيين والأفارقة كما هو شأن سلسلة حضارات الشعوب المتحضرة بعضها من بعض قبل اسماعيل وإبراهيم ولوط وغيرهم من الأنبياء عليهم السلام جميعا (كما يفهم من السيرة النبوية لإبن هشام والعرب العاربة والمستعربة كتاب المؤرخ أحمد زكي سوسة وتاريخ مكة لأبي الوليد الأزرق وغيرها من الإسرائيليات المروية في كتب التاريخ والمراجع الأخرى، هذا علما بأن العرب لم يصبح لهم ولغتهم شأن إلا بعد ظهور النبي محمد عليه السلام منهم حيث أن اللغة العربية أصبحت لغة إعجاز وبيان وبلاغة ولم يتمكن أحد من تغييرها رغم المحاولات الكثيرة مع أن لغة الأقوام الأخرى تتغير بتغيُر الزمان).

العرب المتعربة أو المستعربة
هم العرب الذين هم من غير أبناء يعرب مثل أبناء إسماعيل (بنو هاجر)، وتشتمل العدنانيين.

(إسماعيل هو ابن هاجر نبي أخو النبي إسحاق ابن سارة وإبني النبي إبراهيم الخليل عليهم السلام حيث هاجر إبراهيم من مدينة أور في العراق القديم بعد أن واجه صنوف العذاب من قومه وأبيه آزر إلى مدينة الخليل في فلسطين الحالية وبعد أن تزوج من هاجر ولد اسماعيل من أمه هاجر حيث نقلهم ابراهيم إلى مكة لظروف عائلية وظروف ربانية لحكمة يريدها الخالق جلت قدرته وبنى لهم بيت هو الكعبة المشرفة وبناء الكعبة كان على نفس أساس ومكان البيت الذي بُنِِي لآدم أبو البشرية جمعاء عليه السلام، ثم تزوج إسماعيل من القائل العربية من جرهم امرأة إسمها "عمارة بناسماعيل من أمه هاجر ت سعيد بن أسامة" ثم طلقها بوصية من إبراهيم في إحدى زياراته وهو يتردد بين الشام ومكان إقامتة بوادى غير ذي زرع وهو مكة الحالية ثم زوجته جرهم امرأة أخرى ومن نسل إسماعيل عدنان ومنهم قريش وبنو هاشم وقد أصبحت لهجتهم أفصح لهجات القبائل العربية وقد نزل القران الكريم بلهجاتهم وهي سبع لهجاسماعيل من أمه هاجر ات وقيل عشرة لهجات فصيحة تحديا للعرب جميعا وبإعجاز لغوي وبياني على أن يأتوا بمثله ولم ولن يستطيعوا ذلك لما كانوا يتفاخرون به، ويرجع لهم نسب النبي محمد علية السلام فأصبحوا من العرب المستعربة هذااسماعيل من أمه هاجر ولقد سبقوهم ولحقهم من الأقوام الأخرى من مختلف البلدان بالإستعراب)

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

روابط منتديات تحاوروا عن الموضوع

الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط

الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط

الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط

الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط

الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط

الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط

شكرا لكم.

د. المقريزي
06-11-07, 11:51 AM
مقتطفات من

( اللقاء الشهري [20] ) للشيخ : ( محمد بن صالح العثيمين )

حق الزواج

هل الزواج حق للزوجة أو حق لأبيها وأخيها وعمها؟
والجواب:
أن الزواج حق للزوجة، فهي التي سوف تعيش مع الزوج، وسوف تصلى ناره أو تنعم برضاه، لهذا حرم الشارع أن تزوج امرأة إلا بإذنها فلا يحل للإنسان أن يزوج أي امرأة من أقاربه إلا بإذنها ورضاها، حتى لو كان أباها، فإنه يحرم عليه أن يزوجها إلا بإذنها ورضاها، قال الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: (فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة:232] فلا تعضل المرأة من زوجها الذي كان طلقها وأراد أن يتزوجها مرة أخرى، ولا تعضل المرأة على زوج لا ترضاه؛ لأن في ذلك عدواناً عليها. وأما السنة فهي صحيحة صريحة في أن المرأة لا تزوج إلا برضاها، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم نص على البكر ونص على الأب فقال: (والبكر يستأذنها أبوها) وبه نعرف أن بعض الناس الذين يزوجون بناتهم بدون رضاهن آثمون مسئولون عن ذلك أمام الله، بل إن عقد النكاح لا يصح؛ لأنه وقوع فيما حرم الله ورسوله، والعقد المحرم لا يصح، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) أي مردود. وعلى العكس من ذلك أناس يمتنعون من تزويج النساء من يردن أن يتزوجن به، ولكنه لا يدخل خاطر الأب أو الأخ، لا يدخل خاطره فلا يزوجها منه، مع العلم بأن الخاطب كفؤ وأهل والزوجة تريده، لكن لا يزوجها إما لعادات سيئة قبيحة باطلة جاهلية، وإما لعداوة شخصية بين الخاطب ووالد المرأة.


عادات قبيحة في الزواج


أما العادات السيئة القبيحة الجاهلية فهي:......

حصر الزواج في القبيلة فقط

أي: أن بعض القبائل لا يزوج نساءه إلا من قبيلته، حتى لو خطب إنسان من قبيلة أكرم من قبيلته وأشرف لمنعه؛ لأنه لا يريد أن يزوج من غير القبيلة، حتى وإن كانت المرأة تريد هذا الرجل الذي ليس من قبيلتها وترغب فيه، لأنه ذو خلق ودين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه) وهذا الرجل يمنع هذه المرأة المخطوبة؛ لأن الخاطب ليس من القبيلة، وهذه عادة جاهلية، وعادة سيئة، وعادة أبطلها الشرع، حيث حدد من يقبل ومن لا يقبل بقوله: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).


عدم تزويج القبيلية بخضيري والعكس

ومن ذلك أيضاً ما يجري بين الناس الآن من كون القبيلية لا تتزوج بخضيري، والخضيري لا يتزوج بقبيلية،

والخضيري: هو الذي لا ينتسب لقبيلة من قبائل العرب وأصله من الموالي، والموالي دخلوا في القبائل وصاروا مندمجين بهم، لكن لما كان أصله غير قبيلي صاروا يسمونه خضيري والآخر قبيلي، فمن العادات الباطلة أنه لا يزوج قبيلي بخضيرية ولا خضيري بقبيلية.

فأما الأول وهو ألا يزوج قبيلي بخضيرية، فما علمت أحداً من العلماء قال به إطلاقاً؛ لأن الزوج أشرف نسباً من الزوجة، الزوج قبيلي ينتسب إلى قبيلة معروفة من العرب، والزوجة غير قبيلية، فهذه ما علمت أحداً من العلماء قال: إن القبيلي لا يتزوج بخضيرية،

لكن قال بعض العلماء: إنه لا تزوج القبيلية بخضيري إذا عارض بعض الأولياء، وإن كان هذا القول مرجوحاً لكنه قد قيل به، أما الأول فلم يقل به أحد من العلماء فيما نعلم، وهذه من العادات السيئة التي ينبغي أن تمحى من أفكار الناس، ويقال: أليست هذه الخضيرية أو هذا الخضيري أليس حراً؟ صحيح أن الأمة المملوكة لا يتزوجها الحر بنص القرآن إلا بشروط، لقوله تعالى: وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمْ الْمُؤْمِنَاتِ [النساء:25]. لكن امرأة حرة نقول: لا يتزوجها الحر، في دين من؟

ولهذا كان قول بعض العلماء: إنه لا تزوج القبيلية برجل خضيري إذا عارض بعض الأولياء،

بل غلا بعض العلماء: وقال: لا يصح النكاح أصلاً،

فإن هذه أقوال ضعيفة لا معول عليها، فالمؤمنون بعضهم لبعض أكفاء،
المسلمون تتكافأ دماؤهم وتتكافأ أحوالهم، ولا دليل على التفريق.


===================================
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
الشبكة الإسلامية

د. المقريزي
06-11-07, 12:04 PM
من يجرؤ على تزويجي؟

الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
خالد صالح السيف


(تكافؤ النسب) واحدة من العلل الممضة وجعا والمرشحة في أي حين لأن تبعث من مرقدها أكثر من مرة إذ تأتي ضمن سياق: "قنابل موقوتة" يتم ادخارها لساعات يحمى الوطيس فيها لصالح حالات من الاحتراب بين أطياف متباينة -في قشرتها الخارجية- لمجتمعنا السعودي الصلد، ولم تكن العلة هذه في أصل منشئها إلا منتجا-بدهيا- أفرزتها الحالات المرضية التي تجاوزها جيراننا بينما ظللنا الدهر-ربما كله- أوفياء لدمامل هذه العلة بوصفنا ذوي دماء (حلوة) غير الدماء التي تجري في عروق سوانا! من أبناء عمومتنا نسبا وتأريخا وجغرافيا..

ويمكنني القول إن: (تكافؤ النسب) بات رقما صارخا في "فاتورة" جردة حسابات من شأنها أن تتخذ رأس حربة في صراع"وهمي" ملتاث بالأيديولوجي بين طيفي: "المحافظين" و" ذوي الانفتاح النسبي"! في الأثناء التي يبقى فيها ناس مجتمعنا منكفئين اشتغالا بهذا الصراع (الوهمي) باعتبارهم مادته "الدسمة"لملء فوهة باروده. إذ يتم صرفهم بالضرورة-وعنوة- عما هو أجدى سبيلا في ابتغاء الرغد "الاجتماعي" الذي لا تنغصه محاجات لا يمكن لها أن تنتهي إذا ما استؤنف قص شريطها الاحتقاني.فيما تكون مآلات النجاح في هذه الخصومات-المفتعلة- من نصيب: الأطول فيهم "لسانا". والأكفأ مخاشنة بصخب جهورية أدائه الصوتي. ومن كان فيهم الأشد مسدا لأوتار حبال حنجرته. والأوفر حظا في بروز عروق عنقه إبان حماسه المتقد.

وبكل ؛فالغالب فيمن كان قدره أن يراعي:"تكافؤ النسب" وينشط تاليا في الانتصار له بما أوتي من بلاغة في القول. واعتساف "للنص الشرعي" في شتى مساقاته المعتبرة.

أيا يكن الأمر فالغالب في هذا الصنف أنك تكاد تقرأ في لحن قوله. وفي زوغان عينيه ما يمكنك أن تفهم عنه:أن محض انتصاره لهذا القول هو الآخر إنما:تمخض عن الخشية في أن يظن به:"سوءا" سواء للمذهب أو للعشيرة. وبخاصة إذا ما عرفنا أنه (نفسه ) ينتمي نسبا لطائفة أقل نسباً من وجهة نظر المجتمع! ذلك أن أشياخه بالطريقتين(نسبا وتمذهبا) لا يحبذون:"اختلاط الدماء" بالمرة ويأنفون منها وبالتالي يشغبون على كل من يتكايس فيتجاوز-بحمق زعموا- حرفية:"المذهب" وما قد غدا شأنا مألوفا فاكتسب:"القداسة" ببهتان شرعنته بالعرف.

إن هؤلاء "المنتصرين" لتكافؤ النسب من هذه العينة في الغالب أنهم قد سلكوا هذا السبيل مؤثرين السلامة والإبقاء على المكانة التي حازوها! وبخاصة أنهم قد:" تزوجوا" وليس لهم كبير عناية بمستقبل الأجيال من بعدهم!

وإذا ما خلوت بأحدهم اكتشفت-بادي الرأي- أنه ود لو أن الأمر ليس بهذا التشدد وأن الأمر أيسر بكثير! ثم إذا ما تجاسرت وقلت له:" يا شيخ لم لم تبح بهذا الرأي السديد الذي تقوله الآن "

أجابك:". ودي بس.الأمر إذا طلع من يدك يصعب أن تعيد فيه المقالة ثانية والسلامة-وأنا أخوك- لا يعدلها شيء"!بينما هو يضمر شيئا آخر قد لا يفوت على الفطن.

هذه الفئة لا أطالبها البتة إلا بعمل " إجرائي" واحد وهو تطبيق شرع الله من خلال قرآنه وما صح من هدي نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم. ثم لتخضع-هذه الفئة- في كل ما تشتغل عليه قولا وفعلا لما تدين الله تعالى به حتى وإن طاولها الغضب من لدن السقف "الوظيفي" الذي جرى على ما قد جاء مكثفا في كافة متون:"الحنابلة" ولعل آخرها ماكان مبسوطا بإحدى طبعات هوامش: "الممتع".

أما الآخرون الثاوون في الضفة الأخرى من النهر الواحد. الواقفون بالضد من مسألة:"تكافؤ النسب" والمعارضون لها جملة وتفصيلا. فشأنهم أشد يبوسة وتعاطيهم للإشكالية آخذ في منحنيات من منعرجات فظة. وبدت صياغة مواقفهم أعنف غلظة. ولئن كنت مثلي فابتليت بقراءات مقالاتهم فلا ريب أنك قد ذهلت بالمرة بسبب من هاته الأشياء:
1/توسلوا مسألة "تكافؤ النسب" في سبيل إشاعة الشغب على منظومة القضاء كلها.ما ظننا معه أن توفقنا القضائي إنما يبدأ من هدر تكافؤ النسب وعدم الاعتبار له وإليه يعود

2/ تقرأ حدبهم على:"الشريعة" وعدم الخرق لقانونها. وحرقة التباكي عليها ولا تملك حينها إلا أن تغبطهم على هذا:"التدين" الذي هبط عليهم فجأة!

3/تجاوزا جزئية:"تكافؤ النسب" في حين حط بهم(قلقهم على الشريعة والتحاكم إليها) في البحث عن أهلية القضاة وكفاءتهم.

4/شددوا بموقف حازم على عدم المخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما جعلني.أنتظر مجتمعا فريدا على ماكان عليه عصر النبوة والخلافة الراشدة!

.. هكذا كان حضورهم (الشرعي) المسدد بينما نفتقدهم في شؤون أخرى هي أدخل في معاني الاهتمام الشرعي منها في مسألة:"تكافؤ النسب"!ولكنه فقه التشهي.

أنا بهذه المقالة أتجاوز الانتصار لرأي على آخر كما أني لست حفيا بالتأصيل للمسألة شرعا بحسبانها باتت مكررة ومحفوظة من كل أحد إذ بلغت حدا صار معها الجميع يستظهرون أدلتها وتحرر محال النزاع فيها.

أتجاوز كل هذا. وحتى لا أبدو ممن يلقي الكلام على عواهنه في إدانة أحد. أضع الطائفة التي تمانع:"تكافؤ النسب" وتأنف منه دينيا واجتماعيا وحضاريا أجعلها على المحك لتقرأ عريضتي هذه:

أنا شاب قدر الله علي -دون أن أختار- أن أكون ابنا لأبي: صالح بن حمد بن صالح بن عبد الله بن راشد بن غنيم بن محمد بن سليمان بن سيف من الخميس من المحطحط من المقيبل من المسكا من السبعة من عنزة. (هكذا بكتب الأنساب المعتبرة).
وفي حين قتل جدي "صالح" في حروب توحيد المملكة بقي جدي "حمد" معدما فقيرا يحوط به شظف العيش من كل مكان يأتيه. ما اضطره الأمر إلى أن يحترف: "النجارة "له مهنة!(شأن الكثير من هاته الطبقة) وجراء هذه المهنة قلاه أهله وشنعوا عليه مقارفته المهنة وكأنه أتى جرما لا يغتفر. إلا أنه لخلفيته العلمية/الشرعية وما كان عليه من تقى وديانة لم يأبه كثيرا بهذا. ما نجم عن هذا الموقف الراشد أن تزوج من غير أهله فكان ما كان(قصة غالب السعوديين إذ نحن نسخة طبق الأصل).

شببت عن الطوق وكبرت ولم أعرف انتسابا لأي قبيلة بناء على ماسلف ذكره.غير أني مسلم سعودي عربي الأرومة.
وها أنذا أعلنها قبالة الملأ: أني أبتغي الزواج بعد لأي وتأخر. غير أني وانتصارا لهذه المثل الدينية والمناطات القيمية المعتبرة.أرغب بالزواج من أخرى تعلوني نسباً بمقياسنا الاجتماعي!. فهل أني أجد من أولئك الذين يتولون كبر القول برفض "تكافؤ النسب" وأنفقوا جهدهم محاماة وكتابات وانتقادات للقضاء و.. و..؛ هل أجد منهم من يجرؤ عمليا على تزويجي وذلك أن العمل أصدق قيلا من محض الأقوال والمزايدة عليها.

فمن منهم سيعلق الجرس ويزوجني ابنته أو موليته؟!

وحينذاك سيكون رده أبلغ وحلوله لقضية (تكافؤ النسب)أنجع من عبثية التراشق الصحافي المجرد والمنتدياتي الفج الذي من شأنه أن يزيد الاحتقان فيوهننا اجتماعيا ويجعل منا " مادة" للتندر عند كل أحد من العالمين.

فمن منهم إذن يعلنها - مثلي قبالة الملأ- فيقبل بي زوجا لابنته.

لست أدري أينا سيوقع الآخر في فخ "الورطة"؟!

ولعل (الوطن) الصحيفة أن تمنحني الانعتاق من"أسر" العزوبية بنشر المقالة التي تماهى فيها اختلاطا الخاص بالعام.

شعر:كفاك هطولا:
يا امرأة
أكل اللوز غضارتها
فانسربت من قيعان دمي
زهرة برية
ملتاثة بالبروق
يا امرأة
تتعدد في الواحد
وتتوحد بي
كفاك هطولا
فقد استنفر شلال عطرك
عصافير رغبتي
وبت أنقر حبيبات الضوء
ألف حزام عطشي
على ملاءة جسدك الريان
قبل أن تقر كتائب الظلام
من نهار الغواية الفسيح
كفاك هطولا
الضاجة من حقول رغبتي
المنبثقة من صخور انكساري
وينابيع صمتي
كفاك هطولا
*أكاديمي في جامعة القصيم



نشر بتاريخ 01-05-2007

================================================== ========
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
من موقع القصيم اليوم: ركن المقالات

د. المقريزي
06-11-07, 12:10 PM
من موقع القصيم اليوم ركن المقالات ننقل لكم ما يلي


تعقيب على مقالة خالد السيف من يجرؤ على تزويجي؟

د. يوسف بن محمد السعيد

الأستاذ خالد صالح السيف حفظه الله نشر بتاريخ 01-05-2007 في جريدة القصيم اليوم الإلكترونية مقالا عنون له بــ "من يجرؤ على تزويجي؟" وقد تعرض في مقاله هذا إلى جانبا من جوانب التكافؤ بالنسب عند الزواج, وذكر فيما ذكر النص التالي

"وفي حين قتل جدي "صالح" في حروب توحيد المملكة بقي جدي "حمد" معدما فقيرا يحوط به شظف العيش من كل مكان يأتيه. ما اضطره الأمر إلى أن يحترف: "النجارة " له مهنة! (شأن الكثير من هاته الطبقة) وجراء هذه المهنة قلاه أهله وشنعوا عليه مقارفته المهنة وكأنه أتى جرما لا يغتفر. إلا أنه لخلفيته العلمية/الشرعية وما كان عليه من تقى وديانة لم يأبه كثيرا بهذا. ما نجم عن هذا الموقف الراشد أن تزوج من غير أهله فكان ما كان(قصة غالب السعوديين إذ نحن نسخة طبق الأصل) شببت عن الطوق وكبرت ولم أعرف انتسابا لأي قبيلة بناء على ما سلف ذكره.غير أني مسلم سعودي عربي الأرومة."

انتهي النقل

من الملاحظ أن مهنة النجارة التي امتهنها جده دفعت القبيلة لإخراجه من منظومتها و بعدهم عنه وعدم القبول به كعضوا من القبيلة ينتسب لها. أروي لكم القصة المشابهة التالية ثم أعقب ببعض التوجيهات من منظوري على الأقل.

قابلت رجلا ممن تُعتبر جماعته الحالية من طبقة الخضريين,

سألته: ما قصة كونك "خضيري" بحسب أعراف المجتمع؟

فأجاب: أتعرف الشايب الفلاني من جماعتي, وأشار لشخصية في البلد أعرفها

قلت له: كأني أعرفه.

قال: هذا الرجل كان صغيرا وكان في يوم من الأيام مع أبيه في دكانه لبيع اللحوم, يقول هذا الصغير الذي هو شايب الآن, عندما كنت صغيرا في دكان أبي, إذ و قف علينا رجلان يلبسان شطفتان و مشلحان, فقالا لأبي, أترك هذه المهنة "القصابة"

فقال لهم أبي: و هل لديكم مهنة أترزق الله منها؟

فقالا له: أتركها و لا تطالبنا بشيء من هذا, بل ابحث لك عن مهنة أشرف و أفضل, و إن لم تتركها فسنعلن في القبيلة انك لست منا و لا نحن منك.

قال ذلك الصغير (الشايب حاليا): أن أبي حينها لم يأبه لتهديدهم, وأستمر على مهنته الشريفة. فقاطعه قومه إلى يومنا هذا.

قال الرجل الذي أنا أتحدث معه : فكان هذا الموقف هو قصة كوننا خضريين. و إلا فنحن من قبيلة "كذا وكذا".

و هناك قصص كثيرة من هذا النوع كما أشار لذلك أستاذ خالد السيف.

الغريب الذي يجب أن ينتبه له كل غيور على المجتمع و تركيبته الطبقية,
أن المرابين و المتعاملين بالربا في ذلك الوقت و هم أناس و شياب معروفين, لا يُهددون بالمقاطعة, ولا يمسهم آذي من قبل قبائلهم, بل يبقون مرفوعين الرأس و هم يمارسون أشنع مهنة و جريمة اقتصادية.

- اجتنبوا السبع الموبقات . قالوا : يا رسول الله ، وما هن ؟ قال : الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6857


- رأيت الليلة رجلين أتياني ، فأخرجاني إلى أرض مقدسة ، فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم ، فيه رجل قائم ، وعلى وسط النهر رجل ، بين يديه حجارة ، فأقبل الرجل الذي في النهر ، فإذا أراد الرجل أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه ، فرده حيث كان ، فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر ، فيرجع كما كان ، فقلت : ما هذا ؟ . فقال : الذي رأيته في النهر آكل الربا
الراوي: سمرة بن جندب - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2085


- لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله . قال قلت : وكاتبه وشاهديه ؟ قال : إنما نحدث بما سمعنا .
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1597

و جاء في سورة البقرة

الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ

وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ

وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ

و جاء في سورة آل عمران

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ

وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ

وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ

الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ

وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ

أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ

قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ

هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ


ألا نفيق أيها الكرام ؟

من يمارس المهن الشريفة التي أحلها الله جل في علاه كالنجارة والقصابة يُحارب و يقاطع و يُسلب منه نسبه و يقال له أنت و ذريتك لست كفؤ لبناتنا القبليات...

أما المرابي الذي يرتكب أشنع جريمة اقتصادية فلا يمسه سوء, يمشي مرفوع الرأس , مقبول التزويج, نسبه تام غير منقوص هو و ذريته..!!

أفيقوا أيها الكرام قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال و لا بنون, و راجعوا مسألة خضيري – قبيلي و زنوها بميزان الشرع و أعيدوا صياغة ما كتب فيها في بطون الكتب الفقهية و دعوها تتساير مع متغيرات العصر و مستجدا ته.

كاتبه
د. يوسف محمد علي السعيد
جامعة القصيم
ys4911@gawab.com

نشر بتاريخ 06-05-2007


=======================================
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط

د. المقريزي
06-11-07, 12:14 PM
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط

الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
الخميس, 22-مارس-2007



- في نهج جديد علي المملكة السعودية، دعا الداعية والمفكر الدكتور سلمان العودة، الفتيات السعوديات، الي الرفض القاطع لزواج الاجبار، وطالبهن بالجرأة واعلاء اصواتهن بالرفض القاطع لكل من تجبر علي الزواج ممن لاترغب فيه،

وقال العودة في ندوة "كيف نعد ابناءنا لزواج ناحج " ان من تقول "لا " بصوت عال من النساء، تحظي باعجاب الرجال، طالما انه في سبيل الحق، ووصف العودة اجبار الفتيات علي الزواج، بانه اغتصاب لجسد المرأة، وانه مخالف للشريعة الاسلامية.

وتجيء دعوة العودة، بمثابة تحريض لنسوة المملكة، لاعلان ثورتهن علي اوضاع ليست فقط مخالفة للشرع وانما لكافة الحقوق الانسانية.

وكانت تقارير اعلامية تحدثت امس، عن لجوء 213 فتاة سعودية للمحاكم، طلبا لمنع اولياء امورهن من الولاية عليهن في الزواج، واختصمن آباءهن علي وجه التحديد!

وكانت المحاكم الشرعية بالمملكة نظرت، في أربع مدن سعودية خلال السنوات الأخيرة في 213 دعوي قضائية من فتيات بفئات عمرية مختلفة، ضد أولياء أمورهن طالبن فيها "بإنصافهن" من قضية العضل والتحجير؛ أي منعهن من الزواج دون وجود سبب وجيه، فيما اعتبر الداعية الإسلامي المعروف سلمان العودة أن إجبار المرأة علي الزواج ممن لا ترغب فيه يعتبر بمثابة اغتصاب لجسدها.

وبحسب المصادر القضائية في الرياض، والدمام، والجوف، وجازان فقد تباينت نسب القضايا بين المدن الأربع بحسب درجة تحفظها وانفتاحها. حيث احتلت العاصمة السعودية التي تعد أكبر المدن في المملكة من حيث المساحة وعدد السكان النصيب الأكبر من تلك القضايا إذ استقبلت المحكمة العامة في الرياض 164 قضية من قضايا التحجير والعضل للمرأة منذ 2004 وحتي الفترة الحالية، وذلك وفقا للتقرير الذي نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية. وكالات

د. المقريزي
06-11-07, 12:17 PM
العودة يحذر من التفرقة على أساس قبلي

فاطمة العصيمي - احمد المسيند - الرياض - الحياة 2/3/1428
21/03/2007

قال الداعية الدكتور سلمان العودة، إن التفرقة بين الناس على أساس قبلي «من الجاهلية... ولا بد من إعادة النظر فيها».

وأضاف رداً على سؤال عن التفرقة بين الناس على أساس «قبيلي وخضيري» خلال ندوة بعنوان «أبناؤنا كيف نعدهم لزواج ناجح»، أقيمت في مركز الدراسات الجامعية للبنات في الرياض أمس:
«لا بد أن نسمي الأمور بمسمياتها، فالناس سواسية كأسنان المشط، ولا فضل لأحد على أحد لا بلون ولا جنس ولا أرض، فالأرض لا تقدس أحداً وإنما يقدس الإنسان عمله».

وتساءل «هل هناك عبد نزل مع آدم أو أمة نزلت مع حواء؟ مضيفاً أن التفرقة العنصرية أمر مخيف ولا بد من إعادة النظر فيه».


وانتقد بعض الدعاة أو المشايخ الذين لا يمشون مع نسائهم في الأسواق والأماكن العامة. وقال: «الرسول صلى الله عليه وسلم كان يمشي مع عائشة، وأجاب دعوة يهودي وكانت معه عائشة، وحزن على وفاة زوجته الأولى خديجة وسمى العام التي توفيت فيه بعام الحزن».

ونصح الزوجين بفتح حوار منطقي وهادف خصوصاً في تربية أبنائهم، لأن من شأن ذلك خلق جو من التوازن والمصارحة في المشاعر بين أفراد الأسرة. ودعا الآباء والأمهات إلى الابتعاد عن التوتر والانفعال، لأن حدة الطباع تزيد من تفاقم المشكلات وتضيق بؤرة التفاهم بين الزوجين، محذراً من فتح الزوجين أرشيف المشكلات السابقة في حال وقوع مشكلة جديدة، «لأن استدعاء المشكلات السابقة يفتح أبواب إشكالات جديدة ومعقدة. وتابع: «الكلمة الطيبة مهمة والعلاقة الزوجية ليست مناظرة علمية، قائمة على الحجة والبرهان، ويمكن للكلمة الودية أن تحطم كثيراً من الأغلال».

وفسر العودة معنى قوامة الرجل على المرأة بأنها ليست قوامة تسلطية وفرضاً للقوة، بل يجب إعطاء كليهما دوره، فالمرأة لها القوامة في إدارة المنزل وتربية الأبناء، في حين الرجل له أدوار خاصة به ويستحيل أن يقوم بدور المرأة. وأشار إلى أن القرآن خصص سورة بأكملها للنساء، لكن في المقابل لم يخصص سورة باسم الرجال، وقال: «كثير من الناس لا يعلم من الأحاديث عن النساء إلا أنهن خلقن من ضلع أعوج أو النساء ناقصات عقل ودين».

من جهتها، تحدثت أستاذة علم الاجتماع في جامعة الملك سعود الدكتورة نورة العتيبي في مداخلة خلال الندوة عن وجود إشكال في الحوار على المستويين الاجتماعي والرسمي اتخذ صفة القوة والفرض. وتطرقت إلى أن دراسة أخذ فيها رأي أعضاء هيئة تدريس خلصت إلى وجود تدن في الحوار في المجتمع السعودي لعوامل أبرزها التربية الأسرية والمؤسسات الإعلامية.

واقترحت المحاضرة في كلية الآداب في جامعة الملك سعود الدكتورة ميساء الطبيل، تخصيص مقررات لتأسيس ثقافة الحوار السليم عند الطلاب والطالبات في المراحل الدراسية كافة.




______________________________________
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط 5&artid=8871

__________________

د. المقريزي
06-11-07, 12:24 PM
أنقذونا من سرطان العصبية القبلية
الجمعة 18 ربيع الأول 1428هـ - 06 أبريل2007م

الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
عائض القرني

يهدد مجتمعنا اليوم سرطان العصبية القبلية التي أصبحت تُثار بشكل بشع ممقوت، يقوم بذلك بعض الشعراء الشعبيين العوام تساندهم بعض القنوات التي لا تفكر في العواقب، فأصبحنا نُمطر صباح مساء بقصائد هوجاء يمدح بها الشاعر قبيلته ويمجدها ويرفعها فوق النجوم وكأن هذه القبيلة صاحبة البطولات في بدر والقادسية واليرموك ويعرِّض بغيرها من القبائل.

وإذا نظرت إلى هذا الشاعر وجدت تعليمه لا يتجاوز (خامس ليلي) من محو الأمية، في يساره سيجارة يشعلها بسيجارة، قد تفحِّمت أسنانه واسودت شفتاه وأعفى شنبه حتى وصل أذنيه، ثم تقوّس حتى كأنه قرن خروف نعيمي، لماذا هذه الصرخات القبلية والعصبية الجاهلية؟ لماذا تُثار الآن بعدما وحّدنا الإسلام ثم اجتمعنا تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله ؟ هل يؤمن هؤلاء حقاً بمبدأ (إن أكرمكم عند الله أتقاكم( الله أعلم بما في قلوبهم، أنا أعرف أن الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقِهوا، لكن أن نسلم ديننا ومبادئنا ووحدتنا واجتماع شملنا لبعض الشعراء الجهلة السفهاء وبعض القنوات التي لا تفكر إلا في الشهرة وابتزاز الأموال فهذا أمر خطير، جد خطير.
أنقذوا البلاد والمجتمع من سرطان العصبية القبلية ومن ريح العنصرية الجاهلية، سمع رسول الله رجلين يفتخران بالقبيلة على حساب القبيلة الأخرى فقال: «دعوها فإنها منتنة».

من أشد الحرام أن نربي أجيالنا على النعرات الجاهلية، ومن أعظم المنكر أن نسعى في هدم كيان الدولة المسلمة بمعاول الهدم والتفرقة، عيب علينا أن نفرّق الصف بالفخر بالقبيلة والتعريض بالقبائل الأخرى، إن الفاسد في حياته والمحبط في نفسه والذي يشعر بمركَّب النقص يريد أن يعوّض ذلك بمدح قبيلته فحسب، وإضفاء الثناء عليها وحدها، وإهمال غيرها من القبائل.

إن المجتمعات التي ما زالت القبائل فيها تكوِّن بذور المجتمع كدول الخليج عموماً سوف تقع فريسة لهؤلاء الحمقى الذين سوّل لهم الشيطان تقديس القبيلة، حتى أن بعضهم لا يحفظ له قصيدة في الثناء على الله عز وجل أو الدفاع عن رسوله المصطفى والمجتبى، أو الإشارة بالرسالة الخالدة، أو الدعوة لمكارم الأخلاق أو التنويه بالوحدة وجمع الكلمة، وإنما قصائده كلها نعرات جاهلية وعصبية قبلية، فمثل هذا يُوقف عند حده ولو قالوا له: لا تلعب بالنار أيها السفيه. فمثلاً نحن في المملكة العربية السعودية جمعنا الله بفضله في كيان واحد ودولة واحدة فضلاً من الله ونعمة وكنّا قبلا نتقاتل ونتهاجى بأبشع السّب وأقذع الشتم حتى قامت القبائل ببناء حصون الحرب مع القبائل الأخرى وما زالت بعض هذه الحصون قائمة للعيان وأدعو إلى هدمها؛ لأنها تذكر بالإحن والعداوات والثأر، فلما تمّت الوحدة واجتمع الشمل صار الثناء على الكيان كله والمدح للمجتمع بأسره حتى استيقظ الشيطان في رؤوس بعض الشعراء الأغبياء فقاموا بتقسيم البلاد في قصائدهم وتشتيت الشمل في أبياتهم وعادوا إلى كهنوت القبلية ونسوا الدين والدولة وأغفلوا التوحيد والوحدة، ولو كان عمر حيّاً لبطح الواحد منهم على بطنه وأدبه بالدِّرة حتى يخرج وساوس الشيطان من رأسه.
ماذا نفع أبا لهب الهاشمي القرشي نسبه؟ وماذا ضرَّ بلال بن رباح المولى الأسود الحبشي نسبه؟ أيها الشعراء احترموا أنفسكم، ارفعوا رؤوسكم، طهِّروا ألسنتكم، قبل أن تؤدِّبكم سياط الدولة، ومن أنذر فقد أعذر، نحن أمة واحدة، ربنا واحد، ورسولنا واحد، وديننا واحد، وقبلتنا واحدة، فلماذا التفرقة والعنصرية والدعوة الجاهلية وبث بذور الفرقة والفتنة: مجـدنا ملـحمة عنـوانها - نـحن في بـدرٍ قتلنا الوثنا وطنـي لا وطـن يشبهـه - تعشق الأوطـان هذا الوطنا.
نقلا عن صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية


===============================
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط

د. المقريزي
06-11-07, 12:26 PM
الكفاءة في النسب

د. عايض القرني


من المعلوم في الشريعة الإسلامية أن الناس جميعاً سواسية كأسنان المشط؛ لأنهم من أب واحد وأم واحدة، وإنما يفضل الفاضل منهم بتقوى الله وحده، كما قال تعالى: «إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، وفي الحديث: «لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى» رواه أحمد. الناس لآدم وآدم من تراب، ولهذا من المقرر في الشرع تكافؤ الناس وتساويهم في أنسابهم، ولهذا عمل الصدر الأول من هذه الأمة بقاعدة تكافؤ الناس في أنسابهم،

وفي الحديث: «يا بني بياضة أنْكِحُوا أبا هندٍ وأنْكِحُوا إليه» رواه أبو داود وصحّحه ابن حجر.
وأبو هند كان حجّاماً وبنوا بياضة أسرةٍ من أسر الأنصار وهم أزديّون من أشرف العرب،

وقد تزوج بلال بن رباح أخت عبد الرحمن بن عوف،

وتزوج أسامة بن زيد فاطمة بنت قيس القرشية،

ولكن لما بَعُد الناس عن الشرع وتعلَّقوا بأنسابهم القبلية وانتماءاتهم الأسرية رفض الكثير منهم هذا المبدأ،

ووصل الحال إلى الإنكار والاستنكاف حتى إن من يقدم على التزوج من غير طبقته قد يخاطر بنفسه خاصة في المناطق القبلية والعشائر والبوادي،

فإذا وصل الحال إلى الإنسان بأن يصبح في خطر من تزوجه من غير طبقته بحيث يتعرض للتهديد أو الضرر أو الإساءة إلى أسرته بالاستهزاء والسخرية والسب والأذى فإن درء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح،

وقد عرفنا قضايا لما اكتشف فيها البعض نسب الآخر وقد سبق أن صاهره هدّده بالقتل حتى أفتاه بعض العلماء بفراق زوجته، حيث أوشك أن ينشب بين الأسرتين قتال، والشرع لا يأمر بالمخاطرة إلى درجة أن تذهب النفس أو يسفك الدم، أيعيش الإنسان مرعوباً مهدداً لا يأمن على أسرته ونفسه من أجل تطبيق بعض أفراد الشريعة،

ورأيي أن تعم في الناس ثقافة المساواة والتكافؤ، ويبيّن لهم رأي الإسلام عن طريق العلماء والدعاة ووسائل الإعلام والتعليم، ويُحارب التمييز العنصري في المدارس والجامعات والخطب والندوات والمؤلفات، وينقل الناس تدريجياً إلى وعي راشد حتى يصبح لديهم العلم الكافي بهذه المسألة، حينها يصبح الأمر طبيعياً أن يتزوج الإنسان من غير طبقته في المجتمع المسلم، وقد حصل هذا في بعض الدول الإسلامية.

أما في المناطق التي ما زالت تفتخر بالأنساب والأحساب فرأيي أن لا يغامر الإنسان رجلا أو امرأة بمشروع زواجه لما يترتب على ذلك من أضرار، وقد عشنا قضايا حصل فيها الفراق بعد أن اكتشف أحد الطرفين عدم تكافؤ النسب، وأيَّدت القبيلة هذا الفراق وهو دليل على رسوخ التمييز العنصري، وغياب الوعي الإسلامي وعدم الامتثال للشريعة في هذا الباب،

ولهذا نصَّ بعض الأئمة الكبار على اشتراط الكفاءة بالنسب، وهو قول ضعيف لكن بعضهم نظر إلى ما قد يترتب على هذا الأمر من مفاسد، وهذه المسائل الاجتماعية تُحل حلا جماعيا من قِبَل الدولة والمجتمع بحيث يقتنع الجميع في الآخر بمساواة الإنسان للإنسان في نسبه بغض النظر عن لونه وطبقته وحرفته،

ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: «إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوِّجوه»، ولم يُذكر في الحديث النسب فعسى أن يتجه العلماء ورجال الإعلام والتعليم إلى بث الوعي بين الناس وتأصيل مبدأ المساواة الإنسانية، فإن الناس جميعاً خُلقوا أحرارا، كما قال عمر: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا، حتى إن الميثاق الدولي ينص على هذا، ففي إحدى مواد هيئة الأمم المتحدة ما نصه (الإنسان وُلد حرّاً ليس لأحد عليه رِقْ)،

ولكن من حِكْمة الشريعة الإسلامية أنها تراعي المصالح وتدفع المفاسد، فإذا كبرت المفسدة وعَظُمَتْ وقلَّت المصلحة وصَغُرَتْ دُفعت المفسدة الكبرى بترك المصلحة الصغرى، وحفظ الإنسان في نفسه وعرضه مقدم على تحصيل مصلحة تقرير زواجه من غير طبقته؛ ليقيم بذلك قاعدة التكافؤ في النسب،

إذاً الجهل وقلّة الوعي هو السبب وراء ما حصل من خلاف ومن إنكار في مسألة زواج الإنسان من طبقة غير طبقته، وحلُّ ذلك حملة علمية ودعوية وثقافية تنبذ الكراهية والتمييز العنصري والتعلق بالأخلاق الجاهلية والعصبية القبيلية،

ونحن لا نقول للإنسان أن يتحدى الصعاب ويخاطر بنفسه؛ ليحقق التكافؤ بالنسب بزواجه من غير طبقته، وما معنى قولنا له اصبر على القيام بمشروع الزواج إلى آخر قطرة من دمك؟ نحن أيها الناس سواسية من أب وأم، كلنا ذو دم أحمر وليس فينا من له دم أزرق، فأبيضنا وأحمرنا وأسودنا يعودون إلى مادة الطين الأولى التي خُلق منها آدم أبو البشر ولا تفاضل بيننا إلا بتحقيق تقوى الله بالعلم النافع والعمل الصالح ولي قصيدة:

* ولا تحسب الأنساب تنجيك من لظى - ولو كنتَ من قيسٍ وعبد مدانِ

* أبو لهب في النار وهو ابن هاشــم - وسلمانُ في الفردوس من خرسانِ


=================================
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط

الشرق الأوسط
الخميـس 18 صفـر 1428 هـ 8 مارس 2007 العدد 10327

د. المقريزي
06-11-07, 12:31 PM
ما تكافؤ النسب؟

عزيزي رئيس التحرير
لقد اطلعت كعادتي كل صباح على صحيفتنا (اليوم) عدد رقم 12302 ليوم الاثنين 19/2/2007ولفت نظري مقال صغير او خبر يفيد بان 118 سعودية يعترضن على تكافؤ النسب والطلاق من ازواجهن،

فأقول ان هذه من التقاليد الاجتماعية الموروثة غير الحميدة. ان هذا الموروث غير الحميد لا يستند الى دليل قطعي في الشريعة الاسلامية والسنة النبوية الشريفة

فبلال بن رباح مؤذن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبلت به هند وهي ابنة احد اشراف العرب مع انه حبشي اسود اللون.

ان قيمة الانسان ليست في لونه ولا شكله ولا نسبه ولا حسبه انما هي في رجولته وورعه وخوفه من الله

اني احيي هذه الزوجات اللاتي تمسكن بأزواجهن.

لماذا مازلنا نتمسك بعادات لم يقرها الدين ونحن مسلمون سنقف امام الله (سبحانه وتعالى) يوم الحساب سواسية.

الم تر ان الحج فيه عبرة من ضرورة لبس الاحرام وان الكل سواء امام بيت الله فما بالك اذا كان الامر امام الله (جل وعلا).

ولماذا يريد بعضنا ان يكون عالة على الاصول لا ان يكون هو اصلا. لقد اصبح بعض الشباب للاسف يلوي لسانه ليوحي للاخرين بانه من القبيلة الفلانية والاخر يفتخر ويستفزع افراد قبيلته وهم للاسف يساندونه ويساعدونه ولو كان على خطأ وكأنهم يعيشون في العصر الجاهلي.

ولو كانت هؤلاء الزوجات اللاتي قرأت عنهن في صحيفتكم المؤثرة متزوجات من اصحاب الملايين لما قام ذووهن بهذه الافعال

ثم اين يذهب الاطفال اذا كان لدى احداهن اطفال.

ان هذا هو الظلم بعينه.

ثم لماذا يقوم اولياء امور هؤلاء النسوة بقبول الزوج وبعد ان يتم يبدأون باظهار ما يسمونه عدم تكافؤ النسب

والغريب والعجيب ان الرجل في مجتمعنا الذي اصبح في حاجة ماسة الى التوعية يتزوج من يريد ولو كانت حبشية

اما المرأة فلا عليها إلا ان تنتظر ابن القبيلة الذي هو عالة على الاصل وليس اصلا.

ان الحديث في هذا الموضوع يطول كثيرا ولكن انصفوا تلك النسوة وتلكم الزوجات.

د. عبدالاله بن صالح المحمود


________________________________________ ____
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط

جريدة اليوم السعودية
عدد 12309 صفحة عزيزي رئيس التحرير

الأثنين 1428-02-08 هـ 2007-02-26 م

د. المقريزي
06-11-07, 12:33 PM
من صحيفة اليوم السعودية

عدد 10791

صفحة عزيزي رئيس التحرير

الثلاثاء 1423-10-27 هـ 2002-12-31 م


روين قصص دامية

زوجات سعوديات ينشدن الرحمة من المسئولين

عزيزي رئيس التحرير
لا أدري من أين أبدأ كلامي ؟ ولكن سوف أتحدث وأقول إن معاناتي لا شيء أمام معاناة بعض الأخوات ، وأبدأ قصتي بقولي : انني معلمة في المرحلة الابتدائية تزوجت منذ حوالي خمسة عشر عاماً من رجل غير سعودي تقدم لخطبتي من والدي فوافق والدي حيث أنه لم يسبق لي أن خطبت من أي شخص غيره ليس لوجود عيب فيّ ولكن هذا النصيب ، ووافق والدي خوفاً من أن يرحل عمري ولم أتزوج وأنا في الخامسة والعشرين من عمري ، استشارني في الزواج فوافقت بعد السؤال عنه علماً أنه ذو خلق ودين وتبعاً لقوله صلى الله عليه وسلم (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه .... الحديث) ، تزوجنا والحمد الله وكنت سعيدة بهذا الزواج لأن زوجي كان نعم الزوج كان يعاملني أفضل المعاملة وأحسنها لأنه يعمل بتعاليم ديننا الحنيف وأنجبت منه سبعة أطفال أكبرهم تبلغ الرابعة عشرة من عمرها في المرحلة المتوسطة وإلى هنا الحمد لله لم يحدث شيء يعكر حياتنا وكنا نقتسم الحياة فيما بيننا نقتسم حتى اللقمة وكان ستراً وغطاء لي وكنت أنا كذلك ، جاءت سعودة الوظائف ففقد عمله حيث أنه كان يعمل في إحدى الدوائر الحكومية وكان يتقاضى راتباً شهريا مقداره ثلاثة آلاف ريال ، وبحث عن عمل حتى بألف ريال فلم يجد وكان يحمل الهم ويسهر طوال الليل يفكر كيف يعيش عالة عليّ وكنت كثيراً من الأحيان أجده يبكي وكنت أواسيه وأخبره أن هذه أرزاق ، ولكن دون جدوى وأصبح يحب العزلة لا يريد أن يراني ولا يرى أولادنا ، وكلما أحضرت شيئاً في المنزل أرى في عينه البؤس والحرمة لأنه لم يستطيع إحضار شئ ، وإذا اشتريت شيئاً لأولادنا كان يذهب إلى غرفته ويغلق بابها حتى لا يراه أولادنا ويعرفون أنه لم يحضر لهم شيئاً ، واستمرت هذه المعاناة مدة بضعة أشهر حتى خرج من عزلته وأخبرته أنني سوف أحضر له بعض المعلمات لتوصيلهن إلى المدرسة معي والحمد لله كانت تأتي إلى المدرسة معلمتان ويتقاضى أجراً ثمانمائة ريال ورضى بذلك ولله الحمد .... وانتهت معاناتي أنا وزوجي والحمد لله ولكن لم تنته معاناة الأخريات اللاتي هن مثلي وهزت نفسي مشكلة عشتها وهي .... كنت أقوم بتدريس الصف الأول الابتدائي وكانت هناك طالبة من طالباتي أراها بائسة حزينة لفتت نظري عند ما وجدتها في الأيام الأولى من العام الدراسي (الأسبوع التمهيدي للصف الأول الابتدائي ) وجدتها ترتدي ثوباً غير بقية الطالبات اللاتي يرتدين ثياباً جديدة خاصة في الأيام الأولى من السنة الدراسية ، ولكن لم أبال بهذا الشيء ، وكانت الطالبة تحضر يومياً وفي يوم من الأيام استدعينا أمهات الطالبات لحضور مجلس الأمهات فجاءتني هذه الطالبة وقالت لي أن أمي لا تستطيع الحضور وسألتها لماذا قالت لا أدري ، وفي اليوم التالي تغيبت هذه الطالبة ولم تحضر ، وأخذت ورقة استمارتها الشخصية وقرأتها وجدت أن والدها غير سعودي ولكن والدتها سعودية ، أخبرتها بأنني أريد التعرف على والدتها فأخذتني إلى منزلها وكانت تعيش هذه الطالبة في بيت شعبي في أحد الأحياء الشعبية منزل مكون من حجرتين وطرقت الباب ففتحت لي والدتها ورأيتها أنها أحرجت مني وحاولت مداراة شئ ما في وجهها ويديها ولكن وضحت لها أننا سواسية ولا فرق بيننا ، وأخبرتني قصتها وكانت قصة محزنة وهي كالتالي :

قالت لي : كنت فتاة جميلة جداً كل شئ في جميل تحسدني جميع زميلاتي على جمالي ، وكان الخطاب يطرقون بابنا كثيراً وكان والدي يردهم لأنني كنت مخطوبة لابن عمي وكان يعمل طبيباً في إحدى المستشفيات وكنت أنا في الصف الثالث الثانوي علمي وكنت متفوقة في دروسي وكان ابن عمي يشجعني لأصبح طبيبة مثله وتم عقد قراني على ابن عمي بعد أن انتهيت من الثانوية العامة بمعدل ممتاز ، ثم طلب من والدي أن نتزوج ، حاول والدي أن يؤخر زواجنا ولكن ابن عمي صمم على الزواج ، وفي ليلة الزفاف كنت أكثر من رائعة في الكوشة كان الجميع يتحدث عن جمالي ، إلى أن أخذني زوجي إلى بيت الزوجية عندها طلب مني زوجي أن أحضر له فنجان قهوة وقال لي أريد أن أشرب من يدك فنجان قهوة وذهبت لأعمل القهوة ، وما إن فتحت الغاز حتى هب في جسدي فصرخت صرخة أتى على أثرها زوجي وأخمد النار عني ولكن بعد ما حرقت الكثير من جسدي وبعضا من وجهي ويدي .. أدخلت المستشفى ونمت بها شهرا وبضعة أيام وبعد الخروج منها بدأ زوجي يتجاهلني ويبعد عني ويقدم الأعذار في البعد عني ثم اعتذر بأنه سيسافر ليكمل دراسته ، وبعد سنة من سفره أرسل لي ورقة طلاقي وطلقني وعدت إلى بيت والدي وأنا كلي يأس من هذه الحياة ولكن إيماني بالله هو دائماً الذي يصبرني على بلواي وكنت أسمع والدي كثيراً يحدث والدتي عن مصيري ومستقبلي وكنت أحياناً أسمعه يبكي على ما جرى لي ، ومرت الأيام والسنون ولم يتقدم لخطبتي أحد نظراً لما أنا فيه ، وفي أحد الأيام حضرت لوالدتي إحدى صديقاتها وقالت لها أن هناك رجل يريد زوجة متدينة تكمل دينه ولكنه غير سعودي وطلبت مني والدتي أن أقبل به زوجاً ، وترددت كثيراً لاني أبعدت فكرة الزواج نهائياً عن تفكيري بعد ما حصل لي ولكن أقنعتني والدتي بالقبول به ، فقبلته وكان نعم الزوج كان متديناً حافظاً لكتاب الله متبعا سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لا يهينني ولا يسمعني كلمة تجرحني أحسست أن الدنيا فتحت لي ذراعيها من جديد.
هذه قصة فتاة سعودية متزوجة غير سعودي ، وهناك الكثير والكثير من القصص ولكن تعبت من الكتابة وسوف أواصل كتابتي فيما بعد.

فهل قدر لنا نحن معشر السعوديات المتزوجات من غير سعودي أن نعيش كما كان يعيش اهل الجاهلية ويئدون البنات وهن أحياء ؟ نعم كانوا في الجاهلية يئدون البنات وهن أحياء .. واليوم نموت نحن وأولادنا بسبب أننا متزوجات غير سعودي والسعودي يتزوج حتى غير العربية وما تلبث أن تصبح سعودية .. فهل قدر لنا أن نبقى بلا زواج طوال حياتنا حتى يأتي الزوج السعودي ؟ أو نبقى عانسات ؟ ... أقسم لكم بالله تعالى أنني أعرف الكثير من المعلمات اللاتي ينتظرن الزوج السعودي ولم يأتهن وهن الآن في سن الخمسين ولم يتزوجن لماذا ؟ لأن الرجل السعودي يتزوج ما يشاء ومن أي جنس كان ثم تصبح زوجته سعودية فلماذا يتزوج السعودية وأمامه الفرصة في الزواج من غيرها ؟ ... فإلى متى سيستمر هذا الوضع بالنسبة للسعودية فهي بين نارين إما العنوسة وإما الزواج من غير السعودي وبعد ذلك العيشة الصعبة والرجل بلا عمل.

فأرجو كذلك كما أن الزوجة غير السعودية تصبح سعودية بزواجها من سعودي بفترة بسيطة أرجو أن يصبح الزوج غير السعودي سعودياً بعد زواجه من السعودية حتى ولو بعشر سنوات بشروط تضعها الدولة له وتلزمه التقيد بها حتى يتسنى له العمل والمعيشة مع أسرته المكونة من الزوجة السعودية وأولادهما الضعفاء .. أو منحه إقامة دائمة لأن تجديد الإقامة كل سنتين تشكل أيضاً مصروفاً إضافيا للمرأة السعودية وخاصة الزوج عندما لا يعمل فتضطر الزوجة السعودية للاقتراض أو بيع شئ من مقتنياتها للحصول على المال لتجديد إقامة زوجها وأولادها وإلا في هذه الحالة سيعتبرون مخالفين للأنظمة ويرحلون من البلد وتعيش الأسرة في مأساة حقيقية تعاني منها الزوجة السعودية ابنة هذا البلد هي وأولادها حتى يأتي زوجها أو تسافر معه إلى بلده لتموت هي وأولادها هناك ... أو وضع نظام يحفظ حق الزوج غير السعودي المتزوج من سعودية وذلك بعدم منعه من العمل لأن منعه من العمل يتعبه نفسياً ويتعب الزوجة السعودية نفسياً وعقلياً وجسدياً لأنها ستضطر للبحث عن عمل حتى ولو خادمة في المنازل لتكفي بيتها وزوجها وأولادها أو أنها تمد يدها وتتسول لتعيش هي وأولادها وزوجها خاصة لمن لم يكن لديها عائل سوى زوجها بعد الله .

كما أرجو من الأخوات اللائى يعانين من مثل مشكلتي هذه وهن كثيرات جداً وأنا أعلم بذلك الكتابة والاسترحام .

ورجاء أخير من المسئولين إعادة النظر وتكراره في هذه الأمور وإلا سوف تسوء الأمور وتزداد تعقيداً .

ودمتم
@@ أختكم همام / ع / جدة



__________________________________
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط =0&sO=1&sS=1

.

د. المقريزي
06-11-07, 12:39 PM
فتاة يعاقبها أهلها لأنها وصلت إلى الماجستير
ويرفضون زواجها لعدم تكافؤ النسب

آخر إحصائية سجلت 1334 حالة هروب خلال عام واحد

الرياض: سمر المقرن
كشفت آخر إحصائية صادرة عن السجل الإحصائي لوزارة الداخلية لعام 1426هـ أن عدد الإناث الهاربات والمتغيبات عن منازلهن بلغ 1334 حالة خلال عام واحد. وقال مصدر أمني لـ"الوطن" إن الهاربات في معظم الأحوال يتم إيقافهن إما بمؤسسات الرعاية إن كانت من الفئة العمرية دون الـ30 عاماً، أو بسجن النساء إن كانت في سن أكبر، وذكر أن هذه الحالات لا تخضع للمحاكمة إلا في حال اقترلن الهروب بجريمة جنائية أو أخلاقية.

وتستعد غداً الأحد سجينة أربعينية تقطن في سجن النساء بالرياض بتهمة الهروب من الأهل للزواج، حيث تخرج أخيراً مع عريسها بعد مرور ما يقارب عامين على حبسها بسبب مشاكل أسرية تم حلها من قِبل إدارة السجن والجهات القضائية بنزع ولاية والدها عنها.

كما استقبلت مؤسسة إصلاحية بالرياض الأسبوع الماضي فتاة تبلغ من العمر 21 عاماً لازالت قضيتها قيد التحقيق، وكشفت الملامح الأولية أن الفتاة يتيمة الأم، وتقع تحت ضغوط شديدة من قِبل أشقائها. ولم تكن هذه المرة الأولى التي تودع فيها الفتاة داخل مؤسسة إصلاحية، حيث تكرر هروبها، وأودعت قبل هذه المرة 3 مرات سابقة .

وروت فتاة في أواخر العشرين من عمرها حكايتها المريرة داخل أسرة تكاتفت عليها بشتى أنواع الإيذاء النفسي والجسدي، ليس لشيء ارتكبته سوى الحصول على درجة الماجستير، تقول س، ي"أعيش داخل أسرة غير متعلمة تعليما عاليا،ِ وبسبب حصولي على هذا المستوى الدراسي والتحصيلي شب لهيب الغيرة، حتى أني أصبحت منبوذة من أشقائي وشقيقاتي".

وتكمل بنبرة متقطعة بالمرارة"كان الأمل الوحيد لخروجي من هذا المحيط هو الزواج، وبالفعل تقدم لي شاب يحمل درجة عالية من التعليم، وعلى خلق ودين، وشقيقته زميلة لي بالجامعة، ورضيت به، إلا أن أهلي رفضوه، متعللين بأنه من قبيلة مختلفة عن قبيلتنا، تناقشت معهم، وحاولت إقناعهم، ولم أحصل على نتيجة، بل إن والدي وشقيقي قررا إيقافي عن الدراسة، ووأد حلمي الذي تعبت عليه كثيراً، وهو درجة الماجستير التي تفصلني عنها شهور قليلة".

وتضيف س، ي"لجأت إلى أحد القضاة، واتصلت به، ونصحني بتهدئة الموضوع، وحاولت ولم أنجح، إلى أن هداني الطريق إلى إدارة الحماية الأسرية بوزارة الشؤون الاجتماعية. لجأت لهم، وبقيت بالدار ليلة، حتى استدعوا والدي وشقيقي، وأخذوا عليهما التعهدات اللازمة لأكمل دراستي ، تقول"استشرت الاختصاصيات بالدار لرفع قضية عضل، ونصحوني بالتريث، ومر على هذا الحادث شهر، وأنا الآن أعيش في صراع نفسي مرير، ولا أدري إلى أين سينتهي مصيري".


==================================
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
الوطن

السبت 29 محرم 1428هـ الموافق 17 فبراير 2007م العدد (2332) السنة السابعة

د. المقريزي
06-11-07, 12:42 PM
قبيلي - خضيري وطن.. للكل..!

ناصر صالح الصرامي
تعود بعض ظواهر الجهل والعصبية بشكل آخر، وبصورة مختلفة، تعيد ولادة نفسها من خلال تسخير مستجدات التقنية ووسائلها ووسائطها لممارسة نعرة قديمة في مواضيع كانت على الدوام حاضرة في الفكر الاجتماعي على كافة مستوياته الثقافية.

مواضيع لم تسمح الوسائل المعلوماتية والإعلامية والاتصالية المحدودة في السابق، كما سلطة الفكر الاجتماعي الباطن، لم تسمح بمناقشتها حيث الفتنة نائمة أو خامدة في أي موضوع لا يرغب في بحثه واستقصائه.. وحيث العصبية التي توجه الكثير من السلوك والمواقف في فوارق اجتماعية ظاهرة للجميع متروكة في حديث المجالس وتجمعات العوائل، تتدخل بشكل مباشر في العلاقات الاجتماعية وحتى العملية!، ممارسات لا يعلن عنها ولاتناقش في العلن بدواعي الفتنة أو التستر أو التحريض العائم ضد مقاومتها وخلق وعي حولها.


وكما تفعل الإنترنت مع كافة المواضيع وأبعاد الحوار الجديد، قدمت هذه الشبكة رؤية عميقة وظاهرة لأشكال وصيغ جديدة من التعصب وفي حوار فضائي على الشبكة العالمية يفضح مجتمعات ضيقة في الرؤية تروج لهذه القبيلة أو تلك، محاولة تكريس بقايا جهل وفرقة (قاسية) في التركيب الاجتماعي داخل سياق (وطني) لمن يمنح بكل أسف ما يستحقه من بعد شمولي لتركيبتنا المتفردة التي أنجزها عبدالعزيز المؤسس وقامت عليه الوحدة الوطنية بشموليتها وأهميتها.


هناك مواقع تكرس لكل أشكال العصبية القبلية في أقصى تطرفها.. وهناك مواقع أخرى تسجل كل أمجاد التاريخ وتجيرها للقبيلة..!!


ليس ذلك فقط، بل ان الإنترنت استطاعت بجدارة خلق حوار غير مسبوق بين ما يسمى بـ قبيلي وخضيري.. إلخ، من أشكال التفرقة العنصرية الاجتماعية في عقلية القبيلة القادمة من عصور وبقايا الأبيض والأسود. ولكن بأسباب مختلفة ومبررات متباينة وازدراء خلفه الجهل وبقايا فروسية القبيلة، فروسية مارست كل أسباب البطش والفوضى..!!


حوار يتسم بالصرامة والقسوة.. وجهد ضائع خارج وعي وبعد الزمان والمكان.


مواقع وأشخاص يعملون على تكرس أو يحاولون جاهدين الزحف عكس تيار الزمن الذي يسير بأقصى سرعته، جهد ضائع يحاول الإبقاء على مواضيع تتجه إلى الانقراض.. مواقع تحاول بصخب وجهد مفقود ان تحفظ بعض تاريخ القبيلة المجيد وفروسيتها التي لم تقدم لهذه الأرض ما حققته الوحدة الوطنية والدولة السعودية من أمن واستقرار..!!


حوار مضاد لتفنيد نظرية القبيلة والتفريق المتعمد بين جنس بشري واحد له نفس الاسم ونفس اللغة والدين (!!) ويتقاسم نفس الأرض والثروة، يحمل ذات جواز السفر والبطاقة والجنسية.. أهمله تاريخ مهمل، وأهمله وعي صامت، أهمله أو تجاهله وسكت عنه الخطاب الثقافي والديني والإعلامي على كل المستويات، وفضل الجميع الصمت في عصر جيل عايش القبيلة والترحال والصحراء والمنافسة على قطرة ماء بكل أشكال المنافسة العنيفة دائماً..!، حوار ظهر على الإنترنت باستخدام تقنيات تتجاوز حدود الهجرة والقرية والمدينة والدول إلى العالم..(!!)


حوار لا يمكن تجاهله.. ومواقع لا يزورها إلا أصحابها لكنها توثق لآخر مراحل العنصرية الاجتماعية الداخلية.. التي سيتجاوزها غالبية جيلنا وبشكل أكبر الجيل التالي.. لتصبح ذكرى لا تختلف كثيراً عن ذكرياتنا عن صحراء كانت تتنافس على أبسط مقومات البقاء وبشكل بالغ القسوة أحياناً كثيرة، وبالنسبة للجيل التالي والذي يليه قد تصبح حكاية خرافية أو متناقضات ضيقة لم تعمل أو تشارك في تطوير الحياة البشرية أو تعي التوحد الحضاري والإقليمي.


ليتحول كل هذا الصخب العصبي والجهد العقيم إلى توثيق ليس إلا لأشياء ستكون مخجلة في ذكراها، وهو ما أدركه الإسلام منذ أكثر من 1400سنة ويتجاهله بقصد مريب الجميع، بما في ذلك الخطاب الديني العام، ودون أي جهد رسمي أو تطوعي أو قيادة فكر جديد لتخليص الوعي من بقايا التخلف والعصبية.. وتكريس وحدة وطن يفترض ان تذوب فيه كل الفوارق والعروق والمذاهب دون تميز .



===============================
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
جريدة الرياض

د. المقريزي
06-11-07, 12:44 PM
شيء من
التكافؤ في النسب


محمد بن عبداللطيف آل الشيخ

قضية التكافؤ في النسب ليست جديدة على مجتمعاتنا وإنما هي قديمة بقدم المجتمع نفسه. وتغير الأعراف، وبالذات الأعراف (المتخلفة) منها أمر مرتبط ارتباطاً تاماً بتطور وعي الفرد السعودي، وإيمانه بأن مثل هذه الفروقات المصطنعة والهلامية بين أبناء البلد الواحد هي (مرض) يجب أن يعالج، و(تشوّه) يجب إزالته.. غير أن الخطورة عندما يتدخل (الفقيه) على الخط ليسبغ على هذه القضية رؤاه التي هي في الغالب محض شخصية، لا علاقة لها بالنص الديني بقدر علاقتها بتراكمات البيئة التي نشأ فيها، مدافعاً عن الوضع (الراهن) بحدة أو بمبرر أن هذه أعراف وتقاليد الناس التي لا نملك تغييرها، عندها يصبح هذا التدخل (الخطير) عقبة كأداء في طريق (النضج الحضاري) الذي نسعى جميعاً إلى تكريسه كواقع على أرض الوطن.

هذا ما تبادر إلى ذهني وأنا أتابع الحلقات المتتابعة التي بثتها قناة (الإخبارية) وأدارها بتمكن المذيع أحمد الركبان. كان الإعداد وإدارة الحوار لهذه الحلقة جيداً، وتخطى المكان ليدخل إلى الحوار محاورون من خارج الوطن، كما اشترك في النقاش متخصصون إضافة إلى الشيخ الدكتور عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء؛ الأمر الذي أثرى النقاش، وخرج بالقضية من (المحلية) إلى مجال جغرافي وتعدد ثقافي أوسع، وهو ما (ميّز) هذه الحلقة، وشدَّ كثيراً من المشاهدين إليها.

وإقحام الشريعة في هذه القضية أمر في تقديري له أبعاد خطيرة؛ فالإسلام هو دين المساواة بين البشر: (إن أكركم عن الله أتقاكم) وفي الحديث: (لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى)، وهذا هو الأساس (النصّي) الذي يجب الاعتماد عليه في هذه القضية.. يقول الشيخ محمد رشيد رضا - رحمه الله - بشكل قطعي لا لبس فيه: (ولم يثبت في اعتبار الكفاءة في النسب حديث، وأما ما أخرجه البزار من حديث معاذ رفعه: (العرب بعضهم أكفاء بعض، والموالي بعضهم أكفاء بعض) فإسانده ضعيف. نعم وورد في الصحيح ما يدل على فضل العرب، وفضل قريش على العرب وفضل بني هاشم على قريش، ولكن لم يرد ذلك في أمر الكفاءة).

هذا من الجانب الشرعي.

أما من الجانب الاجتماعي فإن إسباغ أي نوع من التبرير على مثل هذه العادات والتقاليد، وبالذات تلك التي تنحى إلى الفرز الطبقي هو في نهاية التحليل الأخير (تقليد) عنصري بحت. ونحن نعيش في عصر أصبح فيه (التمييز العنصري) من رذائل العادات، ومنبوذات الشعوب المحضرة، بل هو من العادات التي تكاد تتفق البشرية جمعاء على نبذها ورفضها .

والمملكة، كعضو في هيئة الأمم المتحدة، وقعت على كثير من الاتفاقات والمعاهدات التي ترفض من حيث المبدأ التفرقة بمختلف أشكالها وأنماطها. وعندما يعتمد الفقيه أو القاضي الشرعي على هذا (التقليد) كما حدث في بعض الحالات التي نظرها القضاء لدينا، فإن هذا يعني أن (القضاء) تدخل لحماية هذه العادات والتقاليد، وأقر العمل بها، واستند إليها كمرجعية له في أحكامه، بدلاً من أن يقف موقف الرافض لها، الأمر الذي يجعل بعض الفقهاء، والمؤسسة القضائية على وجه التحديد (في النتيجة) مسؤولة بشكل أو بآخر عن تكريس هذه التفرقة البغيضة، في حين أن المأمول فيها، والمطلوب منها، اجتثاثها لا حمايتها وتجذيرها كواقع على الأرض.

ربما أن هناك من علماء السلف مَنْ أقرَّ (التكافؤ في النسب) كشرط من شروط الزواج؛ خشية مما قد يترتب على (رفضها) آنذاك من فتن، غير أن الوضع اليوم يختلف، إضافة إلى أننا لسنا محكومين دائماً باجتهادات كل أسلافنا، وأقوالهم؛ لأن الحكم على الشيء فرع من تصوره - كما يقول علماء الأصول - فكيف لمن ووري الثرى أن يحكم على (الأحياء) ويبت في شؤونهم وقضاياهم وما استجد عليهم من مستجدات؟.. تغير الزمان والمكان والظروف يجب أن يأخذها الفقيه بعين الاعتبار؛ أما التكلس والتقوقع في الفقه، والإصرار عليه، واتباع أقوال واجتهادات لا يلزمنا الإسلام بها، دون النظر إلى الفوارق والتباينات الكبيرة بين زماننا وزمانهم، فهي (العقبة) الكأداء التي تقف (دائماً) كحجر عثرة في طريق الوعي (أولاً) وصولاً إلى التحضر (ثانياً)، ومواكبة (الآخرين) الذين سبقونا في الحضارة.

وأخيراً أقول: ربما قد أقبل على (مضض) أن يبقى الفقيه محايداً أمام هذه التشوهات ، أما أن يكون داعماً ومدافعاً ومتلمساً لهذه العادة الأعذار والمبررات، فهذا ما لا يمكن أن نقبله البتة.


===================================
الجزيرة 24/04/2007

د. المقريزي
06-11-07, 12:47 PM
تم ارتباطهن بأزواج "اكفاء"..
تزويج 40 فتاة "تائبة" في السعودية بعد حفظهن للقرآن الكريم

الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط

دبي - العربية.نت

رغبة منهن في الحفاظ على أنفسهن وعدم العودة إلى "طريق الانحراف والضياع" تم تزويج 40 فتاة "تابئة" من نزيلات دار الرعاية للفتيات بمنطقة مكة المكرمة ممن حكم عليهن في قضايا أخلاقية وكن يعشن داخل عنابر الدار، وتمت هذه الخطوة بفضل جهود قامت بها لجنة إصلاح ذات البين التابعة لإمارة منطقة مكة.


وذكر الرئيس التنفيذي للجنة الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني أن هؤلاء الفتيات "أصبحن حافظات للقرآن الكريم وتائبات مما تطلب أن يكون لهن أسر وأزواج مما يوفر لهن الاستقرار والحماية بعد أن تملكهن اليأس بسبب عدم اكتراث أولياء أمورهن بهن وعدم استلامهن بعد انتهاء محكوميتهن". وذلك وفقا للتقرير الذي أعده الزميل خالد الرحيلي ونشرته صحيفة "الوطن" السعودية.

وأكد الزهراني أن تلك القضايا حظيت باهتمام من قبل الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة، مشيرا إلى أن هؤلاء الفتيات اللاتي تم تزويجهن بأزواج أكفاء يشملن نزيلات دار الرعاية للفتيات في بعض المحافظات والمناطق الأخرى، حيث تم تزويجهن بشباب ثبت لديهم الرغبة في ذلك وتم التحقق من صلاحهم وأخلاقهم.

وأضاف الزهراني أن القضايا التي وقعت فيها الفتيات ترجع إلى "النظرة الدونية من بعض أفراد المجتمع للمرأة وعدم أداء حقوقهن المشروعة مما دفع ببعضهن إلى الوقوع في الجريمة نتيجة لشعورهن بالقهر واليأس كما أن بعض الأولياء يعضل ابنته الموظفة أو المعلمة ويمنعها من الزواج طمعا في راتبها".

وأشار إلى أنه تم اكتشاف حالات لمثل هؤلاء الفتيات تجاوزن سن الأربعين لافتا إلى أن بعض الأعراف والعادات القبلية التي تمنع زواج بنات من غير أبناء القبيلة، وأكد أنه من خلال المتابعة لقضاياهن اكتشف أن زواج الآباء بأخريات ممن يعددون الزوجات ولا يعدلون بينهن أو يطلقون الأمهات يؤدي إلى أن تكون الفتاة هي الضحية لحرمانها من الرعاية والاهتمام من قبل الأب والأم.


==============================
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط

الأربعاء 03 صفر 1428هـ - 21 فبراير2007م

د. المقريزي
06-11-07, 12:51 PM
كتاب بعنوان

العصبية القبلية

الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
لفضيلة الدكتور الشيخ
خالد الجريسي

وقد قدم له كل من
فضيلة الشيخ بن جبرين
فضيلة الشيخ المنيع
والأستاذ الأديب عبدالله بن خميس

د. المقريزي
06-11-07, 12:54 PM
بعد قرن من التوحيد
العصبية القبلية في معادلة الدولة

د. صالح بن سبعان*

يبدو ملائماً للغاية السؤال حول توقيت صدور (العصبية القبلية من المنظور الإسلامي) في هذا الوقت تحديداً؛ وما يدعو إلى التساؤل أن الدكتور خالد الجريسي أوضح في مقدمته أن الغيرة (على مجتمعاتنا الإسلامية التي أفرز التعصب القبلي في بعضها كثيراً من الأمراض والعلل من فرقة وتنافر وعنوسة رغبةً منه في إصلاح الزلل ولمِّ الشمل ودرء الفتنة قدر الطاقة، كانت هي الدوافع التي دفعته لكتابة مؤلفه هذا). أي أنه لم يكتبه تحت ضغط وقائع يومية أصبحت هاجساً مؤرقاً لكل مراقب وحادب على مصلحة هذا الوطن تحديداً إلا أن الكتاب يجيء في موعده تماماً، متصدياً لظواهر أخذت تطفو على سطح حياتنا ونطالع مستجداتها وتداعياتها في الصحف يومياً.

فقبل فترة تصدى الكاتب الفاضل سليمان الفليح في هذه الصحيفة لظاهرة تمدد وانتشار الحس القبلي وتعميق الانتماء القبلي بصورة صار ينافس فيها الشعور بالانتماء الوطني، وأحياناً يكون بديلاً عنه.

وقد حذر من الانحراف بظاهرتي (مزايين) الإبل للقبائل والقنوات الفضائية المخصصة للشعر الشعبي، إذ صارتا من أقوى وسائل تعميق القبلية الضيقة على حساب المواطنة الشاملة. حيث دأب بعض الشباب على إرسال (مسجات) على هذه القنوات يثيرون من خلالها النعرات القبلية ويزايدون على غيرهم من أبناء القبائل الأخرى، بل يتلفظون بألفاظ نابية تحط من قيمة الآخرين.

وقد تنبه من قبل الدكتور عبد الله الغذامي إلى هذه الردة القبلية وهذا الارتداد القبلي في (حكاية الحداثة)، حيث أشار إلى أن هناك عودة قوية (لنظام التآزر القبلي) بعد أن ضعف دور القبيلة في المدن والمؤسسات وعاد الحس القبلي برمزية عالية، مضادة لكل تغيير حداثي وحضاري. (145 حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية).

والغذامي والفليح ليسا وحدهما من حاول قرع الأجراس أو صافرات الإنذار محذراً من هذا التشقق والتصدع الذي أخذ يتمدد وينتشر مهدداً النسيج الاجتماعي، بل يهدد كيان الدولة كلها بتصدعه، فكثيرون فيما أعلم كتبوا عن هذا.

إلا أن عدم التصدي بالقدر الكافي والملائم جعلها تتخذ مناحي أخطر. وما قصة الزوجة التي حكم بتطليقها من زوجها إلا واحدة من هذه التجليات لمخاطر ومساوئ هذه الظاهرة، لأن الحكم في هذه القضية انتصر للمنطق القبلي الذي جاء الإسلام لمحوه وإزالته، وتثبيت الرابطة الإسلامية محله.

والواقعة في مجملها إنما تؤكد سيطرة المنطق القبلي وغلبته على ما عداه، ولم يضف حكم القضاء سوى تأكيد سيادة المبدأ القبلي في مجتمعاتنا، رغم ما بذله مؤسس الدولة وولاة الأمر بعده من جهود لترسيخ رابطتي الدين والمواطنة بشتى الطرق ومن خلال العديد من القرارات والسياسات والقوانين.

ومن هنا يكتسب كتاب الدكتور خالد الجريسي أهميته في هذا الوقت تحديداً، وفي ظل الارتداد القبلي الذي يشهده مجتمعنا، وهو بهذه المثابة يعتبر رافداً مهماً وقيماً من التصدي لهذه الظاهرة، علنا نتدارك تبعات هذا التوجه القبلي الذي يجافي توجهنا الديني ويناقضه.

وإذا كنا نتحدث اليوم ونكثر الحديث عن قفزة حضارية أخرى تتهيأ لها المملكة في سلسلة قفزاتها الحضارية التي بدأت في حياة الملك عبد العزيز - رحمه الله - التي دشنها بتوحيد كيانات المملكة المتناثرة وتأسيس الدولة السعودية الحديثة، وسار في تحديثها وتطويرها أبناؤه من بعده ملك إثر ملك، فإن من أول اشتراطات الدولة المتماسكة القوية والمستقرة هو توحيد الانتماء، بحيث يكون الانتماء للوطن هو الشرط الأول الذي لا يعلوه شرط، ثم تأتي بعده الشروط الأخرى، والتي تختصر في بذل كل ما بوسع أي مواطن بذله من جهد وفكر وعمل للارتقاء بهذا الوطن خاصة ونحن نشهد اليوم كيف يمكن أن تتمزق الأوطان ويتقاتل أبناؤها تحت اللافتات المذهبية والطائفية والعرقية المسيَّسة وتكاد تذهب ريحها.

لذا فإن هذه النعرات القبلية التي بدأت تطل برأسها بين البعض يجب أن يتم التصدي لها بالعقل والمنطق ومن قبل بالرجوع إلى تعاليم الإسلام.

ولسنا في حاجة إلى مزيد فتن قبلية قد تتطور وتتكاثر، ويصعب السيطرة عليها. ولنأخذ حذرنا جيداً، فقد اجتاحت هذه النعرات والعصبيات القبلية وغزت حتى المؤسسات، متجاوزةً التراشق والتهاتر اللفظي.

وقد استعرض المؤلف تفاصيل هذه القيم السلوكية العرقية من خلال نموذجين اتخذ منهما المجتمع اليمني والمجتمع النجدي مثالين، وقد فعل خيراً حين أخضع هذه الظاهرة للاختبار على ضوء الإسلام عقيدةً وشرعاً، ووضعها في ميزانه فكشف مدى تناقضاها مع ما أنزل الله على الرسول صلى الله عليه وسلم، ومدى مفارقتها لكل ما أرسى النبي صلى الله عليه وسلم من قيم أخلاقية. بل كشف أنها - أي العصبية القبلية - ارتداد إلى جاهلية كان الناس متفرقين فوحدهم الإسلام.

والواقع - قديماً وحديثاً - أن النزعة القبلية هي ارتداد إلى حالة الفوضى، وعودة بالمجتمعات إلى مرحلة ما قبل تكوّن الأمة والدولة، وأن انتشارها في دولة قائمة، وفي أمة متوحدة، إنما يهدد كيان الدولة بالتمزق ويهدد كيان الأمة بالتشتت.

وإذا كان هذا يبدو صحيحاً في حال المجتمعات البدائية التي يشيع بين مجموعاتها السلب والغزو والاسترقاق، فإنه في ظل وجود دولة تضم مختلف هذه المجموعات وتتكفل بحماية وأمن واستقرار كل المجموعات وتطبق قوانينها على الكل، وتعمل على تنمية كل المناطق التي داخل حدودها ومسؤولياتها، وتوفر فرص العيش الكريم والعدل والمساواة، فإن الانتماء القبلي يصبح حينئذٍ عامل إعاقة لكيان الدولة، ومهدداً لاستقرار ووحدة وأمن مواطنيها، لذا وجب تسخير نظم وقوانين الدولة لتقليص نفوذه لأدنى حدوده ليستشعر كل مواطن بأن الانتماء والولاء يجب أن يكونا للوطن.

وإذا كانت ثمة ملاحظة على الكتاب، غير الإشادة بجهد مؤلفه، فهي أنه أغفل معالجة مسألة مهمة، وهي تحليل بنية المجتمع القبلي، لأن هذا التحليل هو الذي سيقود خطواتنا في مراحله التحليلية التالية لنعرف ما العوامل التي ساعدت هذا الحس القبلي على النمو والازدهار في ظل دولة مستقرة ومتماسكة منذ أن وحدها الملك عبد العزيز، وما الذي ساعد على عودته إلى الظهور بعد تجاوزه وتوحيد جميع مكوناته في كيان الدولة الأكبر والأوسع؟

السؤالان: كيف ولماذا؟ يغيبان عن هذا الكتاب تماماً، فهما يقعان في محيط أو فضاء (اللا مفكر) فيه، مما يصنف الكتاب في خانة الأدبيات الدعوية. لذا فهو من هذه الزاوية وفي هذه الحدود يعتبر إضافة لا غنى عنها في المكتبة الدعوية.

(*)أكاديمي وكاتب سعودي

dr-binsabaan@hotmail

==========================================
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
الجزيرة
الاربعاء 29 ربيع الثاني 1428 العدد 12647

د. المقريزي
06-11-07, 12:58 PM
شيء من
النكوص نحو القبلية
محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ

قبل الوطن، وقبل مفهوم الدولة المركزية، كان الانتماء للقبيلة نوعاً من أنواع حماية الذات، من خلال التقوِّي بالقبيلة (الجماعة)، هذا إذا أخذتها من منظور علمي تحليلي بحت. فالقبيلة كانت لها في الماضي أسباب موضوعية جعلتها حاجة اجتماعية لها ما يبررها كما يؤكد علماء الأنثربولوجيا.

كانت القبيلة والتجمع القبلي ضرباً من ضروب الحماية للفرد ومعيشته ومصالحه وأمنه، وهو ما يفسِّر بكل دقة مفهوم (العزوة) في المنطق القبلي، والذي يحمل من ضمن ما يحمل معنى من معاني المنعة والأنفة والحماية والاعتداد بالأنا، فبدونه - أعني الانتماء إلى القبيلة - كان لا يمكن للإنسان، وبالذات الذي يعيش في الصحراء، أن يعيش ويحمي ذاته ومصالحه. كانت أواصر القربى، أو الحلف القبلي (النزايع) بين الأفراد هي الدرع الأول الذي يقي الأنا بجميع مستوياتها من تعديات وربما طمع واستغلال الآخر.

وبعد أن ظهرت الدولة المركزية بأجهزتها ومؤسساتها ضعفت الحاجة إلى (القبيلة) لانتفاء الحاجة إلى وظيفتها الاجتماعية، وما يدخل ضمن هذه الوظيفة من مفاهيم وأعراف، وأصبح الوطن والسلطة المركزية، والأنظمة والقوانين، هي (البديل) الموضوعي للأعراف و (السلوم) والعادات والتقاليد المرعية في المجتمعات القبلية التي كانت تقوم بوظيفة الضبط والتوازن بين أبناء القبيلة الواحدة، أو بينها وبين القبائل الأخرى.. بمعنى أن الحاجة إلى القبيلة حلت محلها السلطة المركزية للدولة، وأصبح (الانتماء) للوطن، الذي لم تكن تعرفه الأعراف القبلية بمفهومه المعاصر آنذاك، (يجب) الآن - بكل ما تحمله (يجب) هذه من معنى - أن يكون له الأولوية في سلم الولاءات أو الانتماءات، وهذا هو على وجه التحديد مفهوم (الانتماء الوطني) بالمختصر المفيد.

وانطلاقاً من هذا السياق فإن الحالة (المدنية) تتطلب أن تذوب كل الانتماءات في السياق الوطني، ويصبح نسق الدولة المركزية، التي تحمي أفرادها وتنظم علاقاتهم بعضهم ببعض، وتحقق في الوقت ذاته احتياجاتهم، وأمنهم واستقرارهم، وتكافؤ الفرص فيما بينهم، هي التي ينتمي لها الفرد، ويخضع لقوانينها وتشكلاتها.وكان من الطبيعي - إذا لم يكن من المطلوب - أن يتلاشى (بذلك) الانتماء إلى القبيلة، ويحل محله الانتماء إلى (الوطن)، أو - على الأقل - يصبح الانتماء إلى الوطن فوق الانتماء للقبيلة، فالعزوة أصبحت بعد ظهور الدولة المركزية (وطنية) ولم تعد (قبلية) كما كانت من قبل.

غير أن هناك بعض المظاهر و(الممارسات) التي تخل خللاً (واضحاً) بالتطور المدني في مجتمعاتنا خصوصاً في مجتمع المملكة والدول الخليجية، تعمل على (إعاقة) إذابة الولاء القبلي لصالح الولاء الوطني. من هذه الممارسات - مثلاً لا حصراً - تزايد بشكل ملحوظ الاهتمام بإنشاء المواقع على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) للأسر والقبائل، التي تقتصر على أبناء قبيلة أو أسرة معينة، فأغلب هذه الممارسات ترتد إلى الماضي، وإلى أجداث المقابر، لتحيي مفاخر (القبيلة)، فيتحول هذا (الإحياء) إلى ما يشبه (المُخدر) الذي يهرب إليه البعض بدلاً من مواجهة متطلبات واقعهم والنهوض بمستقبلهم.. إضافة إلى ذلك فإن مهرجانات (الإبل) التي انتشرت في الآونة الأخيرة هي - أيضاً - مظهر من مظاهر النكوص إلى أعراف القبيلة ومفاهيمها، تلك المهرجانات أصبحت تقوم بإحياء (النعرات) القبلية على حساب إدماج أبناء القبيلة في مفاهيم الحضارة والتحضر.. كذلك فإن (المسابقة) التي أحياها تلفزيون أبو ظبي عن (شاعر المليون) تحولت من كونها مهرجاناً ثقافياً، كان يجب أن يهتم بالقصيدة الشعبية، والشاعر الشعبي، إلا أنها أصبحت - للأسف- عودة نحو التعصب للقبيلة وأبناء القبيلة، ليصبح (الشعر والشاعرية) في ظل هذا التعصب في آخر سلم الأولويات.

مثل هذه المظاهر يجب أن نتوقف عندها، ونقرأ بواعثها قراءة متأنية، على اعتبار أنها ممارسات سلبية تمس باللحمة الوطنية، وتقسم أبناء الوطن الواحد إلى انتماءات وولاءات لتشكلات (اندثرت)، ولم يعد لها وجود فعلي على أرض الواقع.كل ما أريد أن أؤكده هنا أن (التنمية)، وبالذات التنمية الاجتماعية منها على وجه التحديد، والتي نسعى إلى ترسيخها بكل السبل كما تقول خططنا التنموية، تضطرنا في كثير من الأحيان أن نتعامل مع التشوهات التي تمس مسيرتنا التنموية بموضوعية من خلال نقدها، وإبراز انحرافاتها. فمثل هذه الممارسات الخاطئة هي - في تقديري - من السلوكيات ذات التأثير السلبي في المفاهيم الوطنية كما سبق وشرحت آنفاً، والتي هي بلا شك (عائق) في طريق النمو والتقدم.


==========================================
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
الجزيرة
الأحد 26 ربيع الثاني 1428 العدد 12645

د. المقريزي
06-17-07, 01:12 PM
وزير العدل السعودي ووأْد الفتنة الكبرى!

مهنا الحبيل 26/5/1428
12/06/2007

يعيش المجتمع السعودي عدة أزمات حقيقية باتت تؤثر في بنيانه ووحدته الاجتماعية واستقراره الوطني، خاصة بعد أحداث 11 أيلول وتسليط الضوء المركز على قضاياه وإبرازها على السطح من قبل وسائل الإعلام الأجنبية، والتي هي في جزء كبير منها ليست عفوية، ولا من منطلق إيجابي، وذلك لعجز الإعلام السعودي وضعف مصداقيته لدى الجمهور العام؛ مما عزز التوجه الواسع لدى كافة شرائح المجتمع -وخاصة الشباب- أن تستسقي أخبار مجتمعها وقضاياه من الإعلام غير السعودي؛ تلك القضايا التي تنفجر فجأة دون أي برنامج توجيه أو احتواء إيجابي يُعالج، إثر التصدعات الكبيرة التي تُحدثها هذه القضايا وما يسببه التسليط الإعلامي أحياناً من سلبيات عميقة؛ لأنه بات ينهج منهج البرنامج الأمريكي المعروف بالفوضى الخلاّقة.

لكن ذلك -وهو موضوعنا في هذا المقال- لا يلغي وجود كوارث وأزمات وإشكالات حقيقية يعيشها المجتمع وبناؤه الإسلامي المحافظ، خاصة مع انخفاض سقف الحريات في التعبير عن القضايا المركزية التي تهم الشعب، وبالتالي الضغط يتوجه إلى مفاصل الاحتقان الاجتماعي أو التنفيس عبر الفضاء اللاّ أخلاقي والمشبع بالقيم الجنسية الإباحية التي تعتبر السوق السعودية من أبرز وأهم زبائنها.

كل ذلك لا يوجد له توجيه مخطط إستراتيجياً يتدارك الزلل، ويصحح الخلل ويعترف ابتداء بأن مجتمعنا العربي الإسلامي في السعودية ليس محصناً، ولا معصوماً، ووجود الحرمين الشريفين وحجازه المعظم لا يعطي نصاً شرعيّاً ولا عقلياً على قدسية معينة للمقيمين في أصقاعه. هذا هو الدين ونصوصه وهذا هو التاريخ يحكي لنا ذلك.

ولعل من أهم وأخطر قضايا التفكيك والتفجير الاجتماعي التي أحاطت بالمجتمع السعودي مؤخراً -مع ولوج واقتحام الفضاء المفتوح- قضية إبطال عقود النكاح وفسخ ميثاق الزوجية الغليظ لدى الشارع بحجة كفاءة النسب، هذا هو التعريف الصحيح، وليس الأمر -كما يُشاع في الإعلام- بأن المسألة الزواج وفقاً لكفاءة النسب لدى الزوجين.

فهذه قضية موجودة في المجتمعات العربية قديماً باعتبار كفاءة النسب لكل منهما. فهذا مختلف ومن المعروف بأن الشارع قد جعل في أصل الاختيار بين طرفي الزوجية والولي الشرعي أن يقبلا الاشتراك في عقد الحياة الزوجية حسب تكافؤ النسب وأوضاع البيئة المحيطة وغيرها من أعراف و أطباع وصفات أحياناً قد تكون مرتبطة بالمستوى المالي وليس الاجتماعي فقط، وترك لهم من حيث الأصل وصحة العقد أن يتنازلا عن هذه الاختلافات بينهما، ويصح عقد الزوجية إجماعاً إذا عُقد بموجب ولي معتبر.

وهكذا عاشت الحياة الاجتماعية العربية في ظل الإسلام منذ قرون، مع ضرورة أن يعمل الولي على نكاح مولّيته من ابنة أو أخت أو غيرها ممن ترضاه من هذا المحيط، لا أن يتركها ويحجب دونها الناس حتى تبلغ سن اليأس، وقد قصّر هو في إتاحة فرصة الزواج أو عضلها (أي منعها من الزواج برده المتقدمبن)، ولو متقدماً واحداً، وهو ما يفرط به كثير من الناس بأن لا يسعى لتحصين قريبته وأخذ رأيها والجزم به إن لم يوجد مانع شرعي حقيقي، و هو حقها الشرعي، فيتيح لها الفرصة للزواج بمن يكافئها، وقد تخطئ الفتاة خطأ العمر فتردّ أكثر من متقدم لأسباب لا تبدو كافية، فينصرف الناس عنها حتى تبلغ سن اليأس أو تقاربه.

أما الحالة التي نحن بصددها ويعاني منها المجتمع ومن خطورة تطورها واصطفاف الناس عند المحاكم لاستخراج صكوك فسخ العقود والأنكحة لزواج عُقد شرعاً، وصح إجماعاً، وبنى الرجل بامرأته، وقد تكون أنجبت منه، ثم يقوم أحد الأطراف من أقاربها أو من أقاربه أو يتراجع الولي الشرعي بعد الضغوط عليه فيلجأ إلى القضاء معتمداً على قول ضعيف لقلة من أهل العلم أقل ما يُقال فيه إنه مخالف للجمهور، وهو ضعيف حتماً أي القول؛ لأنه يعارض نكاح قد أجمع عليه المسلمون والفسخ اختلفوا فيه والجمهور مع صحته، فيعتمد القضاء على هذا القول الذي إن جاز تداوله في ميادين العلم الشرعي وتقريره كقول قوي أو ضعيف كل حسب اختياره وفهمه فلا يمكن أبداً أن يُقبل به تشريعاً قضائياً فيُؤسس عليه مفاسد كبرى عظيمة تفرق المجتمع، وتنشر الفتنة بل وتشجع كل من خطر له أن يعمل له نُصباً وهمياً من الفخر بالأحساب والأنساب، فيلجأ إلى القضاء بعد ما ُفتح له الباب على مصراعيه، ويطعن في عقود النكاح التي آوت وجمعت بين متحابين قد ظللهم الله في رحمته، وآواهم في سكنه الذي جعل لخليفته، فـيفرق بينهما ويجعل الضياع للذرية والقطيعة بين من وصلهم الله، وينتشر خطاب الجاهلية الأول، وتحتقن المجتمعات، ويُفتن الناس في دينهم، ثم يُقال لهم: هذا شرع الله ومعاذ الله أن يكون هذا شرعه.

لقد كنت منذ اللحظات التي بلغني فيها هذا الأمر وعايشته أشعر وأدرك فداحته وأثره على البناء الاجتماعي للوطن ومصالح الدين العليا والاستقرار الاجتماعي، وأقول ذلك بصفتي طالب علم شرعي وليس مثقفاً إصلاحيّاً وحسب، وها هي المحاكم اليوم تشهد ما خشيناه من تطور هذه القضايا إلى منهج ومسلك يمارسه بعض الناس، فتُضرم النار في مجتمعاتهم المرصودة والمستهدفة بالتقسيم، والمخطط لها أن تهيئ للفوضى الخلاّقة، فلا نلومنّ الأمريكيين إن شاركنا معهم ببعض أدوات الفتنة التي تهيّئ المجتمع للانهيار مع هجوم إعلامي مركز يضرب في مفاصله.

لذا إنني أعتقد بأن حسم هذا الأمر وتنظيمه قضائياً هو فريضة شرعية وضرورة عقلية يتجاوز فيها كل خلاف في فهم الحكم وقضيته، وما أقترحه هنا هو كالتالي:

أن يعمد وزير العدل السعودي لتشكيل هيئة قضائية يرأسها فضيلة الشيخ سليمان بن عبدا لله الماجد تعتمد على ما أثبته فضيلته، وهو العالم الفقيه والقاضي العدل (وأوضح هنا بأنني وإياه كلينا ينتمي لأسرتين ذات نسب معروف، وإنما أثبت هذا الأمر؛ لأن البعض في الداخل السعودي لا يترك التشكك حين يُدلي أحد بالقول في هذه المسألة الحساسة، لكن حين يعلم نسب القائل يصمت، مع أن هذا ليس من الدين في شيء، ولذا أردت أن أزيل أي التباس يعلق في ذهن بعض القرّاء)، فيرأس الشيخ لجنة قضائية بموجب نتائج بحثه المنشور، والذي انتهى فيه إلى ما ذكرته من عدم جواز فسخ عقود النكاح، ويجعل مع الشيخ من هم على هذا النهج في تعزيز الدراسة بمشروع قانون شرعي ملزم يُرفع إلى خادم الحرمين الشريفين لإلزام جميع المحاكم بعد م النظر في دعاوى فسخ العقود لكفاءة النسب؛ إلاّ لدى اللجنة القضائية المشكلة، وللجنة تقدير ما يترتب عليه الاستثناء إذا كان هناك موجب شرعي قوي وواضح لتحسم في أمره، ويكون نظرها شاملاً لسنوات سابقة أو قضايا محددة منذ أن أُشعلت فيها هذه الفتنة، ولا تزال طرية ينفخ فيها العاقل والسفيه، وهو أمر منظم قضائياً في الأصل بصدور طلب من الملك في النظر باستئناف الحكم.

ثم ترفع للملك عبد الله لصدور أمر فيها على قاعدة(حكم الحاكم يرفع الخلاف) (والمقصود هنا في هذه القاعدة الشرعية عند أهل العلم حكم الحاكم فيما يرد فيه خلاف شرعي معتبر قائم على أصول أهل السنة ودلالتها الشرعية المعروفة).

فيصدر بها القانون الشرعي الكفيل -بإذن الله- بنزع فتيل هذه الفتنة الاجتماعية التي تُهدد المجتمع العربي الإسلامي في المملكة وسلامته ووحدته الوطنية والاجتماعية، بل ووعيه الإسلامي واستقراره، وهي قضايا قد أكد عليها الملك عبد الله في جولته الأخيرة في المناطق الشمالية، وإنما عرب القبيلة وعرب الحاضرة إخوة في الدين والوطن متحدين سواسية في الواجبات والحقوق، وإن ندب الشرع لإعطاء ذوي الهيئات احترامهم وتقدير ذوي المكانة، فذلك من باب الحث على الأدب والتكافل بين أبناء المجتمع الإسلامي، وليس تفرقة عنصرية، وإن ترك الشرع المطهر لهم اختيار كفاءة النسب أو التخلي عنها فإدراك مغزاها لا يفسد للود قضية دون التعدي على حرمات قد قضى الله بها أمراً مفعولاً فتهدم شريعة الله الاجتماعية الأولى وتُنقض عراها، فتلك لعمرو الله الفتنة الكبرى!!
فهل يأخذ الوزير بهذا الرأي فينجو بمجتمعه وأهله؟!



====================================
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط

د. المقريزي
06-18-07, 01:04 AM
سؤال
فضيلة الشيخ سليمان الماجد.. حفظه الله.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ما ترون هذه الأيام من كثرة الحديث عن زواج النسب، وأنه من أحد أسباب فسخ العقد ويحق لأهل الزوجة أن يعترض على الزواج؛ لعدم تكافؤ النسب، وحكم القضاء بتفريقهم بحجة العادات والتقاليد. فما هو الحكم الشرعي لذلك؟ وجزاكم الله خيراً. May 9, 2007


الجواب
الحمد لله وحده، أما بعد.. فقد اتفق العلماء على اعتبار الكفاءة بين الزوجين في الدين، وذلك في عدم جواز إنكاح المسلمة من الكافر، واختلفوا فيما عدا لك، ومنه اعتبار الكفاءة في النسب، فذهب جماهيرهم من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى اعتباره، واستدلوا لذلك بقول عمر رضي الله تعالى عنه: "لأمنعن تزوج ذوات الأحساب إلا من الأكفاء".

وذهب مالك إلى عدم اعتبار الكفاءة في النسب، وكان يقول: أهل الإسلام كلهم بعضهم لبعض أكفاء، لقول الله تعالى: "إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم". ولقوله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى أبلغت ؟" قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد من حديث أبي نضرة.

ولا أعلم دليلاً في الشريعة يجعل الكفاءة في النسب شرطاً في النكاح لا في أصل ابتدائه ولا في صحته واستدامته، وأثر عمر رضي الله عنه آنف الذكر لا يثبت عنه؛ بل إن الأشبه بقواعدها ونصوصها عدم اعتباره؛ لأن بناء مثل هذه العلاقة في الإسلام ـ من حيث الأصل ـ لا يقف على عنصر أحد الزوجين ونسبه، ولا مكانته الاجتماعية.

وكان اعتبار الكفاءة في النسب من بقايا عوائد العرب في الجاهلية، والتي استمرت في الإسلام، وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي مالك الأشعري قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركوهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة".

وهذا الإرث الفقهي الذي تركه لنا جماهير أهل العلم وفقهاء الإسلام باعتبار الكفاءة في النسب ليس مبناه عندهم أن الشريعة تعتبر التفرقة بين الناس بسبب العنصر والعرق والحال الاجتماعية، وإنما لأن بعض الطبقية صارت أمراً مفروضاً يصعب تغييره برأي فقيه أو توصية مؤتمر؛ حتى صارت أمراً حتمياً عند كل شعوب العالم؛ فما من أمة إلا ولها اعتباراتها في الطبقية الاجتماعية تضيق حيناً وتتسع حيناً آخر، وحتى من تزوجوا مخالفين بعض هذه الأوضاع الاجتماعية لديهم اعتبارات طبقية لو أراد أولادهم تجاوزها لم يقبلوا بهذا التجاوز؛ فلا يرضون لهم بالزواج من أي أحد مهما كان جنسه ولونه. ولهذا بنى الفقهاء على ذلك أحكاماً تنظم هذا الواقع المفروض، وتوازن بين المصالح والمفاسد.

وهذه بعض مفاسد تجاوز الأوضاع الاجتماعية:

أولاً: ظهور القطيعة بين الأقارب بسبب كسر هذه العادة الاجتماعية، وتكامل المرء النفسي لا يكون بالعلاقة الزوجية فقط؛ بل يحتاج إلى دوائر أوسع لإيجاد هذا التكامل.

ثانياً: أن في هذا نوعاً من التعسف في استعمال الحق، ويظهر ذلك في تأثر أقارب الزوجين سلباً بالتصرف المنفرد الذي اُتخذ من قبلهما بما يؤثر على حظوظهم في الزواج، وكذلك نظرة المجتمع إليهم.

كما أن أولاد الزوجين سيتأثرون بهذا القرار الذي اتخذه والدهما.

وكل هذا يُعتبر عند الناس تعسفاً في استعمال الحق، وقلة مبالاة بشعور الآخرين اللذين هم شركاؤه في البناء الاجتماعي.

ثالثاً: اضطراب الحياة الزوجية بسبب التفاوت الاجتماعي بين الزوجين؛ فعند ذهاب فورة العاطفة المصاحبة للرغبة في الزواج، وتراجع المثالية والمجاملات في فترة الزواج الأولى سيرى الناس أن هذه النزعة ستبدأ بالظهور عند صاحب الحال الاجتماعية الأعلى، وحتى لو لم يُظهرها فسيبدأ الطرف الآخر بتفسير كل تصرف على أساسها؛ مما يكون وقوداً سريع الاشتعال عند كل خلاف مهما صغُر. ولا يمكن أن تنتزع المرء من محيطه الاجتماعي مهما بلغ في تماسكه وقوته.

ومن المعلوم أن من مقاصد الزواج في الإسلام جعل بيت الزوجية سكناً يفيض مودة ورحمة وطمأنينة، وفي تجاوز هذا الأمر وضعٌ لبذرة الشقاق قبل انطلاق مشروع الحياة الزوجية.

ثم إن الإنتاج النافع في الدين والدنيا، ودوران عجلة التنمية لا تكون إلا في بيئة الطمأنينة في الأسرة والمجتمع.

والتقارب بين حالي الزوجين يعتبره النفسيون مهماً فيما هو أقل من ذلك؛ كالثقافة ومستوى الذكاء والعمر، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنهما حين تزوج ثيباً: "فهلا بكراً تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك" رواه الشيخان عنه. فكيف بهذه المسألة التي هي أكثر حساسية، وأعظم إثارة.

والهوامش التي يتعايش فيها الناس وينتفع بعضهم من بعض واسعة سعة الأفق وامتداده، وليس لأحد اختزالها في حال اجتماعية واحدة أو اثنتين؛ كما أن البدائل المتاحة للزوجين ممتدة واسعة بنفس سعة حال التعايش والانتفاع.

وهذا لا يعني ترسيخ هذا الأمر ولا تأييده، ولكنه واقع فرض نفسه؛ فينبغي أن يكون علاجه بشيء من الصبر وطول النفس.

كما أن هذا لا يعني بحال احتقار أحد لنسبه أو عنصره؛ فهذا من أعظم الذنوب وأكبر الآثام، وهو الكبر الذي لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة منه، وفسره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "الكبر بطر الحق وغمط الناس" رواه مسلم عن ابن مسعود، وغمط الناس احتقارهم، وقال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: "أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية" رواه الشيخان. ولا تزكو أمة يُحقَّر فيها أحد لمعان ترابية، بل هي أبعد ما تكون عن انتصارها على نفسها فضلاً عن انتصارها على أعدائها. ولا فضل لأحد في تقرير هذا؛ لأنه ضرورة الشريعة والعقل والفطرة.

ونؤكد أيضاً بأن هناك فرقاً بين احتقارٍ يقوم في القلب، ويظهر على الجوارح وبين شخص يدفع مفسدة له ولغيره عن ارتكابها مندوحة وسعة.

وفيما يتعلق بفسخ القاضي للنكاح في حال عدم كفاءة النسب: فإن الأصل هو عدم فسخه، ولكن القضايا تختلف من حال إلى حال؛ فلا يمكن أن تُعطى حكماً واحداً.

هذا هو أوان الفراغ من الجواب، وإنما أسهبت فيه لكثرة الجدل هذه الأيام حول هذا الموضوع، وكون الناس فيه بين غال وجاف.

والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



=================================================
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط

د. المقريزي
06-30-07, 01:50 AM
طلاق عدم التكافؤ تفريق تعسفي وهدم لاستقرار الأسروصمة تطارد أجيالنا

خالد الشلاحي (المدينة المنورة) مفرح الرشيدي (حائل) عارف العضيلة (القصيم) هاني اللحياني (مكة المكرمة) عبدالرحمن القرني (أبها) فاطمة باسماعيل (الرياض) محمد عضيب (الدمام)تصوير:سامي الغامدي،صالح باهبري
من خلف عباءة الاعراف والتقاليد وعتمة الحياة الاجتماعية تنهض قضية الطلاق لعدم تكافؤ النسب بصورة محمومة وساخنة مثل نهارات الصيف الحارقة... قضية شائكة ترمي بثقلها على حياة الأزواج من ضحايا عدم «التكافؤ» وتجهز على حمائم السعادة بسهام قاتلة فيهطل مطر الحزن على العش الوردي وتعصف رياح التفريق وانفصام عرى الحياة الزوجية بالاطفال، وبعيدا عن المنظور الديني في هذه المسألة فإن السؤال الذي يرفع «عقيرته» باحثا عن اجابات شافية يتمثل في ماهية الاسباب التي تقف وراء اشتعال فتيل عدم التكافؤ وهل لأهل الزوج أو الزوجة الحق في فصم عرى الحياة الزوجية بين الشركاء.

انطلاقا من تنسيق جمعية حقوق الانسان مع وزارتي العدل والشؤون الاجتماعية لاجراء دراسة متكاملة عن امكانية اعادة النظر في بعض الاحكام المتعلقة بالطلاق لعدم تكافؤ النسب، فإن طرح مثل هذه القضية من الأهمية بمكان خاصة ان هناك حالات طلاق وقعت نتيجة لعدم التكافؤ في النسب.
وفي سياق هذه القضية فإن للشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- فتوى ذكر فيها ان الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم لم يكونوا يبالون بأمر النسب اذا استقام أمر الدين.
وتواصلا مع قضية عدم التكافؤ يتحدث عدد من أهل الرأي حيث يدلي كل منهم برأيه في شفافية مطلقة عابرين حواجز الاعراف والتقاليد بمرئيات تضع النقاط فوق الحروف.

مأساة أبو محمد
ثمة حالات كثيرة للطلاق لعدم التكافؤ تشرئب في افق الحياة ومنها قصة أبو محمد الذي لديه خمس بنات أصغرهن في مستهل دراستها الجامعية ورغم تقدم العمر ببناته الا ان أيا من ابناء عمومتهن أو أخوالهن لم يطرق بابه لطلب يد واحدة من بناته وعندها اشتكى همه لإمام المسجد فرشح له احد الشباب من اصحاب الاخلاق العالية ولكنه بين له ان العريس ليس «قبيليا» ولكنه على خلق ودين وفعلا تقدم الشاب ووافقت عليه البنت وابتسمت حياتهما الزوجية بالسعادة ولكن ظل أخوة والدالبنت يطاردونه ويقفون له بالمرصاد لكي يطلق ابنته من ذلك الرجل ولكن رفض الأب الانصياع لهم وبعد فترة تقدم زميل لزوج البنت الأولى واقترن باحدى شقيقاتها وهكذا تواصلت قطيعة الأسرة للأب وبناته وفي خضم هكذا قطيعة تقدم احد ابناء إخوة الأب للزواج من احدى بنات عمه فوافقت البنت ولكن لم يكن هو الرجل الذي تمنته الزوجة.
يقول الأب انه لا يؤمن بالاعراف والتقاليد وهو يزوج بناته لمن يرتضي دينه وخلقه.
وفي قصة مغايرة تكررت مع وداد التي تزوجت شابا وقف أهله في طريقه وبعد ان انجبت بنتا عادت الى بيت أهلها وهي تحمل لقب مطلقة بسبب عدم التكافؤ في النسب.

قصة موجعة
غير ان ماجدة تعيش قصة اخرى موجعة حيث ان والدتها ارتبطت بوالدها على غير رغبة أسرتها وفي نهاية المطاف تنكر لها وكان يعايرها دوما بأنها ما قبلت الزواج منه الا لانه لم يتقدم لها عريس من أفراد قبيلتها.
أبو زهير من الجنوب قال انه اقترن بزوجة من الجنسية البرماوية لسبب واحد هو أنه عندما تقدم لطلب يد احدى بنات قبيلته طالبوه بمائة ألف ريال فيما راتبه لا يزيد عن 2000 ريال ولا يملك السكن لذا عرض عليه احد ابناء قريته ممن عاش التجربة الى ان يتزوج من فتاة من الجنسية البرماوية حيث كلف الزواج بما فيه المهر والحفلة 9000 آلاف ريال وقد قدمت له فوق ذلك هدية عبارة عن لباس كامل وقال ان الظروف ساهمت في ان يعيش الواقع وان يتكيف والحمد لله أنا سعيد في زواجي فرغم عدم تكافؤ النسب الا ان حفظ زوجتي لكتاب الله جعلها عندي مفضلة، مؤكدا على ان كثيرا من اصحاب الرواتب المتدنية تزوجوا بزوجة غير متكافئة من حيث النسب بسبب الظروف المادية.
فيما يحكي احد المواطنين قصة فتاة تزوجت من رجل قبل سنوات عدة وأنجبت منه طفلين وترفض التفريط في زوجها الذي يراه أهلها غير الكفء في النسب وانه جلب لهم الكثير من التحقير و«المعايرة» من أقاربهم وبحجة انه أقل منهم اجتماعيا وماديا، وتم تطليقها بعد الضغط على الزوج واتخاذ أساليب التهديد بعد اللجوء للقضاء ولم يشفع لها طفلاها ولا رغبتها في مواصلة العيش مع زوجها بعد عشرة دامت خمس سنوات لم يتوقعوا بأن تتحول الى مأساة وطلاق بحجة واهية.

متناقضات عديدة
وفي سياق قضية عدم التكافؤ يقول الباحث الاجتماعي فائز الخالد انه من خلال بحث ورصد تاريخي واجتماعي نلاحظ ان هذا الموضوع ليس بالجديد على المجتمع بل هو متغلغل في القدم حيث نرى ان القبائل العربية قبل الاسلام وبعده كانت تجعل من الأصل درجة من درجات المكانة والتقدير الاجتماعي وفي حالة انتفاء الأصل العربي أو قلة درجته فإنه بالتبعية تقل المكانة ويظهر التميز جليا في حالات التزاوج حيث يكون الأصل هو المقياس الأهم والأبرز.
واضاف ان هذا التقليد والنهج بات عرفا اجتماعيا سائدا بل وقويا لدرجة ان هناك مقولة يرددها البعض وهي ان «العرف أقوى من الشرع» وطبعا هذه المقولة مردودة وليست مقبولة للانسان الذي يفكر بعقله.
واستطرد ان مسألة عدم التكافؤ تكتنفها العديد من المتناقضات حيث ان هذه القضية لا تظهر في مسألة زواج المواطن من جنسية اخرى لا تمنح للنسب أهمية وقد تكون الزوجة مجهولة النسب ورغم ذلك يتواصل الزواج بينما يفتح الزواج من مواطنة معروفة النسب والأصل أبواب عدم التكافؤ.

وعن امكانية زوال مثل هذا العرف قال: انه من الصعوبة بمكان ان نستأصل عرفا مترسخا في النفوس.
واستطرد ان عددا من الباحثين الاجتماعيين يشيرون الى «موجة» العودة الى النسب في مجتمعنا حيث بدأت تظهر قبل 15 عاما في الحياة الاجتماعية.

تعميق الهوة
وعلى الصعيد الاجتماعي يرى الباحث احمد الداعية الخليف: علينا التكيف مع الاعراف السائدة
نائب رئيس جمعية حقوق الانسان:
تعديل القوانين لحماية الاطفال
المشكلة لا تظهر عند الزواج من اجنبية
استاذ تاريخ: التصنيف غير الانساني يعمق الفجوة في المجتمع
اسباب تاريخية وراء التقليل من شأن الآخرين
باحث اجتماعي: النظر في قضيتي تفريق بالمحكمة الشرعية بالقصيم العقيل ان المجتمع السعودي يعيش العديد من الحالات على أصعدة مختلفة تساهم في تعميق الهوة بين افراد المجتمع في الوقت الذي تتطلب الامور ردم الهوة وعدم تجاوز الامور الشرعية بلا دليل عقلي او شرعي وان نستأصل الموروثات الشعبية التي لاقيمة لها وهي نفس الامور التي كانت تعيش فيها اوروبا في عصر الظلام.

واضاف ان المحكمة الشرعية في القصيم تنظر في قضيتين فيهما طلب تفريق الاولى من عم احدى الزوجات رفع قضية طلبا للتفريق بين ابنة اخيه وزوجها رغم ان الاب هو من وافق على الزواج ولا يزال موافقا ومتمسكا بزوج ابنته والثانية لاخ غير شقيق يطالب فيها ايضا بالتفريق بين الزوجة والزوج لذات السبب رغم ان الزوج دخل بزوجته وهي في منزل زوجها ولا تزال الجلسات القضائية مستمرة.

وتساءل العقيل عن ما يريده الذين يسعون لخراب البيوت وتصدعها لاسباب غير مبررة واعراف عفى عليها الزمن.
ومن جانبه قال سعود رشيد الاخصائي النفسي: بعيدا عن حيثيات الحكم وملابسات الموضوع فلابد من النظر ايضا في الحالة النفسية للزوج والزوجة حال التفريق بينهما وهما الراغبان ببعضهما وهما اللذان يبنيان عش الزوجية على السعادة ويرزقان باطفال يأتي من يدعي ويطالب بالتفريق بين زوج وزوجته بداعي عدم التكافؤ بالنسب لكن دعونا نحاول تلمس الحالة النفسية التي سينشأ عليها الاطفال وحتى بعد الكبر اذا علموا ان سبب التفريق هو ان والدهم ليس كفؤاً لوالدتهم في النسب في مقابل ان احد اخوالهم اصحاب النسب متزوج من امرأة عربية من بلد مجاور دون ان يبحث عن النسب وهذا لاشك ان له آثار نفسية مدمرة ليس على الافراد بل على المجتمع.

قضايا نادرة
فيما يقول المهندس يحيى سيف رئيس الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية بمنطقة المدينة المنورة ان قضايا الطلاق لعدم تكافؤ النسب تظل نادرة الحدوث في المقام الاول ولكن ان وقعت فهي في نطاق ضيق ومن الصعب ادراجها ضمن القضايا والحالات الاجتماعية التي تصل لحد الظاهرة ولكن لحالات الطلاق لعدم تكافؤ النسب انعكاسات سلبية على الاسرة والابناء اولا والمجتمع ثانيا، حيث تؤدي لتشتت افراد الاسرة وكذلك لها اضرار نفسية على الابناء والزوجة التي غالبا هي المتضرر الاول من قضية الطلاق لعدم تكافؤ النسب حيث كما يقال ان الرجل لا يعيبه شيء كما ان لدينا العديد من الامثلة من الصحابة ا لذين تزوجوا ليس فقط من خارج القبيلة بل من اجناس والوان اخرى مثل سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه الذي تزوج بامرأة من اصول العرب، وكذلك اسامة بن زيد رضي الله عنه المعروف بانه أدم شديد سواد البشرة وتزوج ولم ينظر احد للون بشرته في تطبيق لمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال «من أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير».

فيما يقول المحامي والمستشار القانوني عبدالعزيز التويجري بانه لم يسبق له المرافعة في اية قضية طلاق تتعلق بعدم تكافؤ النسب، حيث لا تشكل هذه القضايا وان كانت موجودة في مجتمعنا ويقرها الشرع في جانب معين منه سوى نسبة ضئيلة جدا لاتكاد تذكر من جملة قضايا الطلاق، ويستطرد التويجري: ولكن ابرز مسببات حالات الطلاق بحجة عدم تكافؤ النسب هي «التحقير» والتنقيص من قدر احد الزوجين للآخر او العائلة او القبيلة ولكن هذه الامور لاتمنح القاضي رخصة بان يصدر حكما لاحد الزوجين بالطلاق وانما يتم الاخذ بجانب الوساطات وتدخل الاقارب ومحاولة الاصلاح بينهما لكي لا يعم الضرر الابناء ان وجدوا، ويضيف: فيما يرى غالبية اهل الرأي ورجال الدين الطلاق لعدم تكافؤ النسب هو فصل موجود في الشريعة الاسلامية ضمن ابواب الطلاق المتعددة، ولكن لم ينصح به لما له من اضرار على الاسرة وعلى المجتمع وانما هو يمثل طريقا للخلاص لدى حالات معينة في المجتمع.

انعكاسات سلبية
وقال استاذ التاريخ بجامعة الملك خالد الدكتور غيثان علي الجريسي ان الطلاق لعدم التكافؤ في النسب من الامور التي يتوجب تجاوزها لما لها من انعكاسات سلبية على الاسر وتصدع بنيان البيوت وتشريد الابناء.
واضاف انه بعيدا عن الرصد الاكاديمي فانه توجد مسائل مشابهة بين القبائل فهناك مثلا «تدقير» او التقليل من وضع بعض القبائل وتبقى الاسباب غير واضحة ويعزو البعض ذلك لاسباب تاريخية لتبرير هذا التضييق غير الانساني المجحف واضاف ان الطلاق لعدم تكافؤ النسب يتوجب ان تتم معالجته ليس من وجهة نظر دينية ولكن كفكر اجتماعي غير مستحب لان مثل هذه المسائل تجرح المشاعر لذا فلابد من الخوض في فصول التاريخ للبحث عن حلول لمثل هذه المسائل الشائكة.

حماية الاطفال
وفي سياق هذه القضية قال الدكتور مفلح القحطاني استاذ القانوني بجامعة الملك سعود ونائب رئيس جمعية حقوق الانسان ان هناك بعض الحالات تتابعها جمعية حقوق الانسان فأين يذهب الابناء وما مصيرهم مؤكدا ان الجمعية سوف تدرس بشكل موسع موضوع طلاق عدم تكافؤ النسب خصوصا للزوجين اللذين امضيا زمنا طويلا في حياتهما الزوجية ونتج عنها اطفال.

واضاف نائب رئيس الجمعية ان هناك اطفالا موجودون حاليا في دور الرعاية الاجتماعية بعد صدور صكوك الطلاق لعدم تكافؤ النسب بعد تمسك الطرفين بعدم الطلاق مؤكدا وجود تداخل بين اكثر من جهة وخاصة اذا دخلت قضية الازواج الى مرحلة التقاضي موضحا على أهمية حماية حقوق الطرفين «الزوجين» والاهم من ذلك حماية حقوق الاطفال.

تذليل العقبات
مدير الشوون الاجتماعية بالمنطقة الشرقية ابراهيم العمير اوضح ان ادارة الحماية الاجتماعية تتدخل في حدوث طلاق لعدم تكافؤ النسب حماية للاطفال والعائلات مؤكدا عدم استقبالهم حالات بمثل هذا النوع حتى الآن مضيفا انه لو حدث لا قدر الله سوف تنسق الشؤون الاجتماعية مع الجهات المسؤولة لتذليل العقبات والتوصل الى حلول مرضية.

اختلاف الفقهاء
الدكتور عبدالرحيم بن محمد المغذوي عضو هيئة التدريس في كلية الدعوة واصول الدين بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة يقول للتعرف على هذه القضية يجدر بنا ان نتفهم اولا الكفاءة حيث انها لغة المماثلة والمساواة وتعني ايضا في الاصطلاح الشرعي المماثلة بين الزوجين دفعا للعار في امور مخصوصة وقد اختلف الفقهاء في الامور المعتبرة في الكفاءة فهي عند المالكية الدين والمال وعند جمهور اهل العلم الدين والنسب والحرية والحرفة اي المهنة والصناعة وقد زاد الحنفية والحنابلة المال كما يراد بالكفاءة بين الزوجين تحقيق المساواة في الامور الاجتماعية لضمان استقرار الحياة الزوجية وتحقيق السعادة بين الزوجين بحيث لاتغير المرأة واوليائها بالزوج حسب العرف وأما آراء الفقهاء في اشتراط الكفاءة فتكمن في ادراجها ضمن قسمين الاول يرى ان الكفاءة ليست شرطا اصلا للزواج وليست شرط لزوم فيصبح الزواج ويلزم سواء اكان الزوج كفؤا للزوجة ام غير كفء فيما الرأي الثاني وهو ما عليه جمهور اهل العلم والفقهاء ومنهم اصحاب المذاهب الاربعة ان الكفاءة شرط في لزوم الزواج لا شرط صحة فيه واستدل كل فريق بادلته المتنوعة كما اتفق الفقهاء على ان الكفاءة حق لكل من المرأة واوليائها فاذا تزوجت المرأة بغير كفء كان لاوليائها حق المطالبة بالفسخ (الطلاق) واذا زوجها الولي بغير كفء كان لها ايضا الفسخ لانه خيار لنقص المعقود عليه ويضيف المغذوي وقد اخذ بمسألة الكفاءة في الزواج بعض التشريعات والقوانين والحاصل ان هذه المسألة مرجعها الى القضاء ولكن ينبغي التنبيه الى ان الاسلام يحرص على بناء البيت المسلم بناء متكاملا ويحض الجميع على توثيقه لا على تقويضه وعلى الحفاظ على افراد الاسرة والابناء وعدم التفريق بينهم.

واضاف المغذوي بأن اغلب المعاملات التي ترد للمحاكم هي قضايا طلاق وانفصال بين الازواج ولكن حالات الطلاق لعدم تكافؤ النسب وان كانت موجودة في علم الفقه الشرعي الذي يعتبر بحرا لا ساحل له الا انها نادرة جدا وقد لاتتجاوز نسبتها من بين قضايا الطلاق الواحد من مليون قضية تقريبا، مضيفا ان العصبية القبلية لدى فئة نادرة من المجتمع هي اكبر مسببات المطالبة بالطلاق لعدم تكافؤ النسب محذرا ان تصبح ذريعة للبعض ونافذة مشرعة امام العديد من الحالات لطلب الطلاق وتحذو حذو قانون الخلع الذي تم اقراره في جمهورية مصر العربية قبل سنوات فرغم انه باب مباح في الشريعة الا ان المحاكم هناك استقبلت بعده قضايا طلاق اكثر من الفترة التي سبقت اقرار القانون.

اعراف اجتماعية
وفي السياق نفسه قال الداعية الشيخ الدكتور فهد الخليف ان القاضي حين يحكم بالطلاق لعدم تكافؤ النسب فإنه لا يرتكب خطيئة بل يراعي اعرافاً اجتماعية سائدة ولا تتغير.. وينظر لما قد يحدث مستقبلا من خلافات أو تداعيات بسبب عدم التكافؤ. كما ان الدين الاسلامي دعا الى ان يكون الزواج متكافئا من جميع النواحي.
ويقترح الخليف ان تتم احالة مثل هذه القضايا قبل صدور الحكم الى لجنة اصلاح ذات البين.. لتدرس الحالة جيدا وتأخذ مرئيات الزوجين والأقارب وتدرس الوضع المالي والاجتماعي للأسرة.. ثم تضع مرئياتها امام القاضي.. فقد يكون هناك حل آخر وأسهل من الطلاق.

وعن وضع الابناء في حالة صدور حكم الطلاق.. يقول الخليف: الزوجة تصبح مطلقة وعليه لا يكون هناك أي مبحث شرعي جديد إذ تكون الحضانة حسب المتبع في حالات الطلاق العادية.

ويعترف ان هناك اعرافا وتقاليد قوية جدا وقد لا تتفق مع الشرع.. وعليه يجب ان لا نضع اللوم على القضاة فهم مجتهدون.

كما لا يجب ان نسعى لاثارة المزيد من العنصرية ولا ننبش بالأمور التي قد تسببها.. فمادام المجتمع قد تعارف على أمر وبات قويا جدا يجب ان نسير أنظمتنا مع الأعراف.

لايجوز الفسخ
وفي حائل قال الشيخ سعيد بن هليل العمر مدير المعهد العلمي ان الله عز وجل اباح نكاح المسلمات ونكاح الكتابيات كما في قوله تعالى (فانكحوا ما طاب لكم من النساء) وكما في قوله (والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم) وحرم نساء اهل الشرك كما في قوله (ولاتنكحوا المشركات حتى يؤمن) وبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله (اذا اتاكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه) فاذا توفر في الخاطب والمخطوبة الضوابط الشرعية جاز النكاح دون اعتبار للنسب فقد زوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب القرشية لحبه زيد بن حارثة وزوج ابو حذيفة مولاه سالما والمتأمل في السنن والاثار يجد ان اعتبار النسب معدوم في العصر الاول وانما العبرة بالديانة والخلق اما الحديث الذي جاء بلفظ (العرب اكفاء بعض.. الحديث) فهو حديث في صحته نظر ولو صح فلا يفهم منه اشتراط النسب وإنما غاية ما فيه مدح اصل العرب لكن اذا كان النكاح سيتولد عنه شر وفتنة فان القاعدة الشرعية تقول: (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح) وهذا الذي كان يعتني به الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله - وعلى اولئك الذين يشترطون النسب في بلاد العقيدة والتوحيد ان يتقوا الله عز وجل في انفسهم فهم لايشترطون ذات الشروط عند الزواج من خارج المملكة بل يفتون بجواز تزوج الشاب من اي بلد عربي دون النظر في النسب وهذا تناقض واضح يبطله الدليل الشرعي والنظر العقلي.
ولايجوز لاهل الزوجة ولا لعموم اوليائها ان يطالبوا بفسخ النكاح الا اذا كان الزوج فيه عيب غير النسب واما قضية التفريق فأرى اعادة النظر في الحكم لان بلادنا ولله الحمد وضع فيها محاكم تمييز للنظر في مثل هذه المسائل المستصعية وكذلك ديوان المظالم لما هو اعظم من ذلك.



========================================
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
عكاظ الأسبوعية
( الجمعة 14/09/1427هـ ) 06/ أكتوبر/2006 العدد : 1937

د. المقريزي
06-30-07, 01:56 AM
ندوة «عكاظ» : ماذا بعد التفريق بين فاطمة ومنصور
النظر في كفاءة النسب .. قبل الزواج أم بعده؟

ادارها : طارق الحسين تصوير: عمرو سلام
عاصفة الحكم بالتفريق بين فاطمة ومنصور لعدم التكافؤ لم تهدأ بعد.. ورغم ان الاساس هو الاحترام والتقدير للحكم القضائي.. ورغم ان معظم من خاضوا في الامر لا يمتلكون كل الحقيقة.. الا ان ثمة تساؤلات كثيرة آثارتها العاصفة.. وابرز هذه التساؤلات:

* كيف ينظر الشرع لتكافؤ النسب في الزواج في اطار التوجيه النبوي الشامل لمعايير قبول الزوج.. وهل تنسحب هذه الرؤية على ما قبل الاختيار ام بعده؟ * ما الحجم الحقيقي للمشكلات الاجتماعية المترتبة على عدم تكافؤ النسب؟ * وهل كل زواج غير متكافئ يعتبر فاشلاً؟ وما حجم الضرر المترتب على الفصل بين زوجين غير متكافئين نسباً؟ والى اين يصل هذا الضرر اذا كان الفصل ضد رغبة الزوجين؟ * ما هي الاسس التي تستند اليها احكام التفريق بين الزوجين لعدم تكافؤ النسب؟ وكيف يتم اثبات عدم التكافؤ اصلاً؟ ومن يحق له رفع الدعوى في مثل هذه القضايا؟ * هل ثمة علاقة بين غياب تدوين الاحكام وترك البت فيها لاجتهادات القضاة؟ * هل العرف معتبر في نقض عقد قائم على اسس شرعية؟
* في حالة فاطمة وغيرها.. كيف ترون المشكلة وما الحل؟ هذه التساؤلات طرحتها ندوة «عكاظ» على مائدة البحث.. وهذه هي المحصلة:

«عكاظ» لنبدأ مع الحكم الذي صدر مع احترامنا الكامل للاحكام القضائية.. ولنسأل الشيخ الاسمري باعتباره قاضياً سابقاً عن الدعوى في هذه الحالة وظروف حكم مثل الذي صدر.

الاسمري: لا ريب ان قضية تكافؤ النسب موضع خلاف بين اهل العلم قديماً وحديثاً بيد انني اقول انه يجب على جميع القضاة خاصة والعلماء عامة ان يحققوا المسائل الخلافية ويردونها الى اصلين عظيمين وهما كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى (فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول) والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي).

والى جانب هذا الرد الى الاصلين العظيمين يجب على المفتي والقاضي والعالم ان يراعي المصالح ومن قواعد الشريعة (درء المفاسد وجلب المصالح) ودرء المفاسد مقدم وذلك انه يوجد مشاكل اسرية وخلافات قبلية ونزاعات عصبية وتفرقة عنصرية ولكن الاسلام ولله الحمد قضى على هذا كله.. اذن انا اقول ان القول الصحيح الذي تشهد له الادلة ويتطابق مع الواقع ان الكفاءة هذه تكون في الدين فقط اما غيره من الامور فهذه امور هامشية والدليل على ذلك ان الله يقول: (يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم) ولم يقل صاحب النسب او الشرف او المكانة او المنصب كذلك الاحاديث في ذلك مستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي ارسل للناس اجمعين فقال: (كلكم لآدم وآدم من تراب لا فضل لعربي على عجمي ولا لابيض على اسود الا بالتقوى) ويوضح ذلك قوله: (من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه) واصرح من ذلك ما جاء في الحديث (اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه الا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد عظيم).

وكان الواجب على القضاة ان يراعوا مثل هذه الامور لانه يترتب عليها امور اخرى اما ما جاء في بعض الآثار وبعض الاحاديث التي تشبث بها بعض اهل العلم وهو قول في مذهب ابي حنيفة والشافعي واحمد وعليه طائفة من اهل العلم يقولون لا بد من التكافؤ بين الزوجين لا سيما الزوج اما الزوجة فالعلماء ذكروا ان الزوجة لا يضر عدم كفاءتها.. مستدلين بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تنكحوا النساء الا من الاكفاء) هذا الحديث ذكر اهل العلم بأنه ضعيف والحديث الضعيف لا يعتمد عليه في الاحكام ومن هؤلاء ابن عبدالبر رحمه الله وطعن في الحديث.

واحتجوا ايضا بأثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال: (لأمنعن زواج ذوات الاحساب الا من الاكفاء) هذا أثر رواه الدار قطني وغيره وارى ان هذا الاثر لا يثبت عن عمر لانه مصادم للادلة التي ذكرت ولم يرو في الكتب المعتمدة وحينئذ ينبغي لنا ان نبني على الاصل (ان اكرمكم عند الله اتقاكم) في الزواج وفي غير الزواج وقد ذكر ابن حجر امير اهل الحديث انه لم يثبت في اعتبار الكفاءة في النسب حديث.

وفيما يتعلق بالحالة المذكورة علينا ان نلاحظ ملاحظات اولا لماذا لم يدقق اولياء المرأة قبل ان يزوجوا هذا الرجل؟ وان كانوا لا يدرون فلماذا لا يتركون الامور على ما هي عليه والمسلمون الى خير فكيف نبحث في هذه الامور وقد حصل الزواج وانجب اولاد؟

ثانيا: انا اخشى ان هذا الحكم يفتح باب شر على المسلمين لان كثيرا من النساء يقلن انهن لا يرغبن في العيش مع ازواجهن لمجرد ظهور بوادر خلاف وان كن لا يردن ذلك فتقول المرأة انا القاضي الاسمري: الحكم القضائي له احترامه لكن لماذا نفتح هذا الباب

الشيخ عرفة: المرأة سيدة الموقف في نكاحها ومعيشتها وطلاقها

سمير برقة: لكل قضية ظروفها.. وتقنين الاحكام ضرورة ملحة

د. ابورزيزة: الخطر الكبير على الاسرة.. وانسجامها مقدم على الاعتبارات المجتمعية

عوض بن مرضاح: تقوية جهاز المناعة الفكرية والنفسية والاجتماعية يحصن المجتمع

المحامي الشريف: التكافؤ في النسب لا زال محل نظر ودراسة في مجلس القضاء الاعلى
اريد ان يطلقني وتتلمس الاعذار وهي غالبا اعذار واهية واحيانا تتجنى عليه ببعض التهم كترك الصلاة او تعاطي المسكرات. فعلى القاضي ان يتريث ولا يفتح باب شر على المسلمين وان يصلح بين الاطراف.

لا حديث عن كفاءة بعد الزواج
«عكاظ» هل هو حدثت مثل هذه الحالات ايام الصحابة وما هو النظر الصحيح اليها هل باعتبار الزمن ام بالغفلة عن الدليل ام ماذا بالاضافة الى النظر الشرعي لهذه القضية ابتداء.

الشيخ عبدالعزيز عرفة: نعلم ان شريعتنا ما جاءت الا لاصلاح المجتمعات وعلاجها ومنها خرجت الاحكام الكلية التي في اصلها تدور حول مسألة مهمة وهي ان الحكم يدور مدار العلة اذا كانت هناك فلابد ان يأتي لها حكم والحكم هو علاج لهذه المسألة كلها ما التي جاءت الا علاج امراض المجتمع. فننظر الى هذه العلة اذا كانت كلية كيف نعالجها واذا كانت جزئية كيف نعالجها والنصوص التي وردت في الكتاب والسنة كيف نفذها الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء وكيف كان الجيل الاول كعمر بن الخطاب يطبق النصوص وكيف يراعي المكان والزمان ويجد نصا صادرا عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الذي سمع به ثم يرده فاذا اعتمد القاضي على نصوص في الفقه فعلينا ان نرجح وان ننظر ما هو الراجح والمرجوح وما هو المستعمل وغير المستعمل وهل يداوي هذه العلة التي انتشرت في المجتمع ام لا يداويها اذن علينا ان نعلم ان الادلة النقلية تحتاج الى الادلة العقلية والعكس نعم هناك نصوص وعلى القاضي ان يستعملها ولكن كيف يستعملها ومتى يستعملها وهل هذه المسألة تفيد المجتمع ام لا؟

فننظر للحكم اي علة يعالجها وننظر الى العلة هل هي داخلية ام خارجية فما هو الاجتهاد وقيمة الاجتهاد اذن ونحن نعلم انه انزال مفهوم الشريعة على واقع المجتمع. فاذا وقعت حادثة في المجتمع فيجب ان أنظر اي نص يعالج هذه الحادثة واذا كان عندي نصان مشتركان فهل اعالج بنص دون اخر ام بمقدمة النص ام بمؤخرته ثم انظر الى النص واحواله في فعل السلف به او تركه وهناك نصوص كثيرة تركت وقد وردت في صحيح البخاري مثل صلاة الكسوف صلاها النبي ثلاث ركوعات في ركوع لم يأخذ به احد من الفقهاء ومسائل غيرها وغيرها كثير. فالذي اجمع عليه العلماء نأخذ به والاجماع ننظر اليه هل هو اجماع كلي او اجماع سكوتي.

فالمسألة التي حصلت فتحت بابا هو باب فتنة وجعلت نساء كثيرا يفكرن في الطلاق.
واذا نظرنا الى الكفاءة وجدناها اربعة انواع النسب والدين والمهنة والمال والفقهاء قدموا كفاءة المال على كل الكفاءات فهل يستطيع ان ينفق عليها هل يستطيع ان يؤويها هل يستطيع ان يسلم مهرها وبعد كفاءة المال دخلت كفاءة الدين ثم هذه الكفاءات متى تنظر ؟ تنظر قبل النكاح فقط اما بعد النكاح فلا تنظر اي كفاءة حتى لو كان صالحا ثم فسق بعد النكاح فلا تعتبر هذه رفعاً للكفاءة ابداً.

«عكاظ»: من وجهة نظر نفسية واسرية ما حجم الضرر المترتب على الفصل بين الزوجين بسبب عدم تكافؤ النسب والى اين يصل هذا الضرر اذا كان ضد رغبة الزوجين؟

- د. ابو رزيزة: انا ادرس المسألة ومن خلال استشارة اسرية ووجدت ان هناك عشرة مستويات للتكافؤ في الحياة الزوجية اذكرها باختصار: التكافؤ في الالتزام الديني، والتكافؤ في المستوى العلمي والفكري، والتكافؤ في قيم الحياة الزوجية، والتكافؤ في مستوى الطاقة الجنسية، والتكافؤ في سمات الشخصية، والتكافؤ في مستوى الأهداف والطموحات المشتركة، والتكافؤ في مستوى السن، والتكافؤ في المستوى الاقتصادي، والتكافؤ في مستوى الجمال والشكل، والتكافؤ في النسب. هذه عشرة مستويات اذا تحققت المستويات الثلاثة الاولى نجد ان الانسجام الاسري سيتحقق.

نأتي الى الضرر اولا ما مفهوم الضرر هل الضرر الذي يعود على الزوجين ام الضرر الذي يعود على اشخاص خارجين عن نطاق الاسرة؟

نحن بالدرجة الاولى نركز في الانسجام الاسري على الحياة الزوجية اذن الشريعة الاسلامية تعطي اهمية اكبر للانسجام الاسري وليس لرأي اطراف اخرى خارجة عن الأسرة فطالما المرأة موافقة على الاستمرار فالضرر على الاطراف الخارجية نابع من رؤيتهم الخاصة واخشى انهم لا يبحثون عن مصلحة المرأة بقدر ما يبحثون عن نظرة المجتمع لهم لكن لو نظر الى مصلحة الأخت او مصلحة الأبناء لرأى ان الطلاق فيه ضرر كبير وتفكك الاسرة وهو اول ضرر يترتب عليه، كما يخشى من تصاعد بعض النزعات داخل المجتمع، كذلك ربما نفتح ابوابا كانت مغلقة لنساء غير مرتاحات في حياتهن الزوجية فيبحثن عن مخرج غير صحيح من اجل التخلص من مشاكلهن أو حياتهن الزوجية.

«عكاظ»: اذن متى يكون البحث عن الكفاءة قبل الزواج أم بعده؟

- الشيخ عبدالعزيز عرفه: بالطبع قبل الزواج ممكن ان يشترط الولي او المرأة اما بعد الزواج فهناك شراكة قانونية منعقدة بين اثنين لا تنفك هذه الشركة إلا بأمر الاثنين الزوج او الزوجة.

لا تدخل لطرف ثالث
-سمير برقة: نحن عندنا قضية من ثلاثة اطراف ونناقش القضية حسبما اثيرت في الصحافة ولكن نتمنى لو نحصل على صورة الحكم الشرعي والحيثيات التي اعتمد عليها القاضي حتى نستطيع ان نناقشها نقطة نقطة.
والذي اراه ان الزوجة هي التي تختار وحرية الطلاق هي من حريتها الخاصة بمعنى ان الطلاق من حق الرجل والمرأة بحريتهما المنفردة ولكل منهما ان يطلب من القاضي التفريق فلا يحق لطرف ثالث ان يتدخل طالما ان الزوجة لم تبادر بطلب الطلاق. ومن حق المرأة ان تشترط على زوجها واذا دخل الزوج بهذا الالتزام فلها الحق بطلب الفصل.

عكاظ: انت اذن ترى الزواج غير المتكافئ ليس فاشلا؟

- عوض بن مرضاح: احيانا ترى التكافؤ بين الزوجين في اعلى مستوياته ومع هذا ينتهي الزواج بالفشل وربما تجد رجلا بسيطا ولكنه صاحب خلق وتعامل طيب مع زوجته ونفع الله به واخرج من صلبه ذرية طيبة فهذا لا يعتبر معيارا ولا يقاس عليه الا كما يقاس على بقية الفوارق بين العلاقات الزوجية.

لتعدي الضرر
عكاظ: من الناحية القانونية من يمتلك حق الدعوى في مثل هذه الحالات وما هي الاسس التي يستند اليها التفريق بين الزوجين بصفة عامة؟

-محمد الشريف: لقد تركز الحديث الآن وقبل ذلك في وسائل الاعلام على الاعتراض على الحكم وانا ارى ان الحكم ربما يكون فيه شيء من الاجحاف ولكن اذا نظرنا من جانب مصلحة الطرفين وهو المعتبر ولو رجعنا الى التكافؤ نجد ان له اصلا في الشريعة الاسلامية وربما ينص الاعتراض على الواقعة بذاتها وظروفها رغم عدم امتلاكنا للحقيقة الكاملة

والسؤال المهم الذي اتركه اشرتم اليه للمحكمة بداية رفض الدعوى اذا كانت بسبب عدم التكافؤ؟

اذا نظرنا اليها من ناحية قانونية او شرعية فليس للقاضي حق رفضها اوردها لان لاي من الطرفين الوقوف امام القضاء وتقديم حجته لكن نظام المرافعات الشرعية اشار الى انه لايقبل اي دفع او طلب مالم يكن لصاحبه مصلحة قائمة ومشروعة، هذا نص عام فاذا اخذنا بهذا الشيء فقد يتقدم من يرى في التفريق بين الزوجين مصلحة ونحن هنا لا نلوم القاضي بقبوله الدعوى ولكن ربما نتوقف امام عدم تكييفها بشكلها المطلوب في الواقع وعدم النظر في الضرر المترتب على التفريق بين الزوجين،وعدم الاعتداد برغبة الزوجة في البقاء على عصمة زوجها.

وبعد الوقوف امام القضاء هنا يأتي دور الاثبات وهنا الجزئية التي ينظر اليها القاضي بتمعن ويفحصها بشيء دقيق ومن حق المدعين تقديم طرق الاثبات امام القاضي سواء بالاقرار او بالاشهاد في مثل هذه الحالة واثبات عدم تكافؤ النسب ابتداء وتبقى فراسة القاضي وتكييف القضية.

مسألة صدور الحكم الغيابي دون رضى الزوجين يجعل الطريق امام الزوجين مفتوحا بطريقين نظاميين طريق التمييز وطريق التماس واعادة النظر والالتماس يقوم على سبع ركائز متى ماتوفرت يكون من حق المتضرر التماس اعادة النظر من هذه الركائز ان يكون الحكم غيابيا فمن حقه في هذه الحالة ان يلتمس اعادة النظر.

كما ان مجلس القضاء الاعلى له دور كبير جدا وعلى حسب علمي ان قضية عدم التكافؤ في النسب حتى قبل حدوث هذه الواقعة لازالت محل نظر ودراسة في مجلس القضاء الاعلى وكان الواجب على القاضي خاصة وانه قد علم ان القضية تدور في اروقة مجلس القضاء الاعلى ان يتوقف في الحكم فيها ويرجع للمجلس.

ويحق لاخوتها ان يرفعوا الدعوى لان الضرر متعد لما ينتج عن ذلك من اضرار اخرى ولعل القاضي اخذ بهذا الشيء.

لا اعتراض على الاحكام
- الشيخ سعيد الاسمري فقال: قال بقيت نقطة التكافؤ فيما يتعلق بالحرف وهذه الحرف ذكرها الفقهاء لكن القول الصحيح هو انها لا تمنع الزواج وهي مهن الانبياء اذا كان نوح نجارا وداود كان حدادا والرسول موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام رعيا الغنم وقد رأينا النبي عليه الصلادةوالسلام زوج بعض القرشيات بالموالي من اصحابه ولنفرض ان الرجل لا يعرف نسبه ولا ابوه ماذا قال الله عز وجل عن زيد بن حارثة (فان لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم).

وينبغي في الختام ان نعرف ان مانقوم به في هذه الندوة ليس ملاحظة على القضاة ولا اعتراضاً على احكامهم ولا تدخلاً في شؤونهم وانما من باب التعاون وتدارك الاخطاء حتى لايقال اننا في جريدة «عكاظ» خرجنا لاظهار الاخطاء والعيوب.
اما ما قاله الاخ سمير عن ضرورة تدوين الاحكام فأنا ارى ان تدوين الاحكام يسد باب الاجتهاد ولكن نقول لبعض القضاة استشيروا من هو اعلم منكم في مثل هذه القضايا.

المشاركون
الشيخ سعيد بن عوض الاسمري: قاض سابق في محاكم جدة
الشيخ عبدالعزيز عرفة السليماني: استاذ فقه
سمير احمد برقة: الباحث والكاتب الاسلامي
محمد الشريف: محامٍ ومستشار قانوني
الدكتور محمد علي ابورزيزة: استاذ علم النفس بجامعة ام القرى واستشاري اسري وتربوي ونفسي
عوض مرضاح: مستشار في العلاقات الاسرية



================================================
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
عكاظ
السبت 22/09/1427هـ ) 14/ أكتوبر/2006 العدد : 1945

د. المقريزي
10-10-07, 08:07 PM
كيف يكون التكافؤ في الزواج؟




الأحد 1 من رجب1428هـ 15-7-2007م
الصفحة الرئيسة > المستشار > البيت السعيد


ما معنى الكفاءة في الزواج؟

وهل الكفاءة أمر معتبر في العُرف والشرع؟

كيف يكون حال البيت بين زوجين متكافئين؟

وما هل الصورة الأخرى للبيت إذا لم يكن هناك تكافؤ بين الزوجين؟

عزيزي القارئ والقارئة قبل أن نجيب على التساؤلات السابقة نسوق إليك هذه النماذج التي اخترناها من الواقع الاجتماعي للأسر المسلمة وتخيّل معنا شكل هذه البيوت التي كانت تسعى لتحقيق السعادة ولكن هيهات هيهات:

1-تزوج رجل كبير في السن من فتاة في العشرين من عمرها وبعد وقت قصير من الزواج انقلب عنها ميتاً.

2- تزوج رجل ثري من فتاة فقيرة و كان يعيش في قصر، فتصور كيف كان يعاملها كان يضربها، ويجرها من شعرها على الدرج، وفي ذات مرة طردها بملابسها التي عليها فقط.

3- تزوجت من شاب أقل منها في التدين وظنت أنها تستطيع تغييره والتأثير عليه ليحافظ على الصلاة ويترك الاستماع إلى الأغاني، وكان الواقع العكس، فهو يريد أن يشدها لتنزل عن مستواها الإيماني والديني، وهي تريد أن تشده لأعلى وفي النهاية لم يتوصلا إلى حل يناسب كل واحد منهما وتم الطلاق.

4- كانت امرأة طويلة وأجبرها الأب على الزواج من قريب لها قصير ليس بينهما أي تناسب ولا اتفاق، فظلت حياتها الزوجية في معاناة ومشاكل إلى أن قضى الله أمراً كان مفعولاً وتوفى الزوج رحمه الله.

5- هي حاصلة على شهادة جامعية وتزوجت من رجل لم يكمل الدراسة المتوسطة فتخيل كيف كانت الحياة تسير في هذا البيت مع اختلاف المفاهيم والمعتقدات بينهما.

بعد أن عرضنا عليك هذه الصور المختلفة من البيوت المسلمة نتسائل الآن عزيزي القارئ ما معنى الكفاءة في الزواج؟

الكفاءة: هي المساواة والمماثلة يُقال: فلان كُفء فلان، أي مماثل له في كثير من صفاته والمقصود بها في الزواج أن يكون الزوجان متساويين أو متقاربين في مستواهما الديني والعلمي والخلقي والاجتماعي وفي السن لأنهما كلما كان هناك تقارب في الصفات العقلية والاجتماعية وغيرهما بين الزوجين كانت الحياة الزوجية بينهما أقرب إلى النجاح وإلى حسن التفاهم وإلى دوام الألفة والانسجام.

هل الكفاءة أمر معتبر؟

يرى جمهور الفقهاء أن الكفاءة في الزواج معتبرة، فإن زوُجت المرأة نفسها من غير كفء لها فلأوليائها حق الاعتراض على هذا الزواج، ولهم أن يرفعوا الأمر إلى القضاء لفسخ هذا الزواج، فالكفاءة إذن أمر معتبر في العرف وفي الشرع، وهي من الأمور التي لا يمكن اغفالها التي تساعد على انجاح الزواج، والاستقرار وتحقيق السعادة بين الزوجين.

ويعتبر الاخلال بالتقارب بين الزوجين في الناحية الدينية والاجتماعية والعلمية وغيرها من الأمور مفسداً للحياة الزوجية ورونقها.

وهذا المعنى أمر درج عليه الناس من قديم الزمان بدليل أنهم كانوا يختارون شريكاً أو شريكة في الحياة من بين الكثير الموجودين، فالاختيار نفسه دليل اعتبارهم للأصلح والأنسب لقيام الحياة الزوجية بمعناها الصحيح، وإن لم تكن معتبرة كان يمكن الاتصال الجنسي دون تدقيق في الاختيار، لكن الاتصال الجنسي وحده ليس كل شيء في الحياة الزوجية، وهناك مقاصد أخرى للزواج، تلك المقاصد تتطلب البحث عن شريك أو شريكة مكافئة ليستطيع الطرفان التعاون على إقامة هذه الحياة المنشودة.

وعند تقدير الكفاءة يجب مراعاة اختلاف البيئات والأوضاع والأزمان.

ما هي الأمور التي تُراعى فيها الكفاءة؟

اختلف العلماء في العناصر التي تُراعى في الكفاءة:

1- فقال مالك في مذهبه: إنها الدين، وفي رواية عنه أنها ثلاث: الدين، والحرية، والسلامة من العيوب.

2- وقال أبو حنيفة: هي النسب والدين.

3- وقال أحمد: هي خمسة: الدين، والنسب، والحرية، والصناعة، والمال.

4- وقال أصحاب الشافعي: يعتبر في الكفاءة الدين والنسب والحرية والصناعة والسلامة من العيوب المنفرة، ولهم في اعتبار الغنى واليسر ثلاثة أوجه:

أ- اعتباره. ب- اهماله ج- اعتباره في أهل المدن واخفاؤه في البوادي.

وكفاءة المال: تصور بما يكفي المهر ونفقة الزوجية، فالعاجز عنها ليس كفئاً للمرأة.

وقيل: العجز عن النفقة هو الذي يعتبر في عدم الكفاءة، أما المهر فلا؛ لأنه يستطيع الحصول عليه من أقاربه أو بأية وسيلة أخرى.

فكفاءة المال بأن يكون الطرفان متقاربين في الغني واليسر، والأصح عدم اعتبارها بهذه الصورة لأنها أمر عرض.

وكفاءة الدين يُراد بها التدين والطاعة، فالفاسق لا يكافئ بنت الصالح، لأن فسقه عار كبير، والكافر لا يكافئ المسلمة، هل سمعت عزيزي القارئ عن أعظم مهر في الإسلام؟

إنه مهر أم سليم عندما جاء أبو طلحة فخطب أم سليم فكلمها في ذلك فقالت: يا أبا طلحة ما مثلك يُرد، ولكنك أمرؤ كافر وأنا مسلمة لا يصلح لي أن أتزوجك...

أريد منك الإسلام، فإن تسلم فذاك مهري، ولا أسألك غيره.

قال ثابت: فما بلغنا أن مهراً كان أعظم منه، أنها رضيت الإسلام مهراً.

وكفاءة الحرفة: معناها تقارب الزوجين فيها، لكي يتفهم كل طرف طبيعة العمل، والجهد المبذول فيها من جانب شريك الحياة.

وخلاصة القول في أي شيء تكون الكفاءة هو:

يرى بعض الفقهاء أن أهل الإسلام كلهم أخوة وأن أي مسلم ما لم يكن مشهوراً بفجوره وفسقه وزناه له الحق أن يتزوج بأية مسلمة ما لم تكن معروفة بفجورها وفسقها لأن الله تعالى يقول: (* إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ *) (الحجرات: 10).

ولا عبرة بالأحساب والأنساب والأموال، وإنما العبرة بالتدين والاستعانة وحسن الخلق لقوله تعالى: (* يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ *) (الحجرات: 13).

وقال تعالى: (* الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ *) ( النور: 26).

وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الحديث الشريف عندما قال:

((إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)).

وماذا تقول في رأي رسول الله في رجل من فقراء المسلمين؟

فد روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه رجل فقال: ((ما تقولون في هذا؟)) قالوا: حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع، وإن قال أن يُسمع، ثم مكث فمر رجل من فقراء المسلمين فقال: ((ما تقولون في هذا؟)) قالوا: حري إن خطب ألا ينكح، وإن شفع ألا يشفع، وإن قال إلا يُسمع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذا خير من ملء الأرض مثل هذا)).

وإليك عزيزي القارئ نماذج من الزيجات تدعم ما سقناه سابقاً:

فقد زوّج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش وهي بنت عمته، أميمة بنت عبد المطلب، وهي الحرة أصلاً والقرشية الجميلة، زوجها من زيد بن حارثة مولاه.

وعلى الرغم من هذا الفارق الكبير إلا أن النبي أمضى هذا الزواج ليقضي على العنصرية الجاهلية لحكمة أخرى هي ابطال التبني والغاء أحكامه.

وزّوج عبد الرحمن بن عوف أخته هاله لبلال بن رباح.

وبعد عرضنا لهذا النماذج ننتهي إلى خلاصة هنا وهي أن مقياس الكفاءة في الزواج هو الدين ويُترك ما بعد ذلك من عوامل للظروف التي تتغير بحسب البيئات والعصور والأزمنة.

فيمن تُعتبر الكفاءة؟

هذه الكفاءة التي تحدث عنها العلماء هي في الرجل، ولا يشترط في المرأة أن تكون كفئاً له، أي أن الرجل هو الذي يشترط فيه أن يكون كفئاً للمرأة ومماثلاً لها أو متقارباً معها في الصفات العلمية والاجتماعية والعقلية والخلقية، وللرجل أن يتزوج بمن هي أقل منه في علمه وفي أحواله الاجتماعية.

وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من كانت عنده جارية فعلَّمها وأحسن تعليمها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران)).

ولقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم و هو أعلى الناس فضلاً ومنزلة بالسيدة صفية بنت حي بن أخطب وكانت يهودية وأسلمت.

وقد جرى العرف بين الناس أن الزوجة صاحبة المنزلة الرفيعة هي التي تعيّر هي وأولياؤها إذا تزوجت بمن هو غير كفء لها، أما الزوج فلا يعيّر إذا كانت زوجته دونه في المنزلة العقلية والعلمية والاجتماعية.

وقت اعتبار الكفاءة:

أجمع الفقهاء على أن وقت اعتبار الكفاءة إنما يكون عند انشاء العقد الزواج، لأنها شرط انشاء لا شرط بقاء، فإذا تزوجت المرأة بمن هو كفء لها ثم بعد ذلك تغيرت ظروفه من غنى إلى ما دون ذلك، فإن عقد الزواج باق على ما هو عليه.

لأن الإنسان لا يدون على حال واحدة، والأمور المعتبرة في الكفاءة تقبل التحول والتغيير كالمال والمكانة العلمية والعمل، وغير ذلك من الأمور المتغيرة.

وخلاصة القول:

إن الكفاءة في الزواج أمر معتبر في العرف والشرع، وهي من الأمور التي لا يمكن اغفالها التي تساعد على انجاح الزواج والاستقرار وتحقيق السعادة بين الزوجين، ويعتبر الاخلال بالتقارب بين الزوجين في الناحية الدينية والاجتماعية والعلمية وغيرها من الأمور مفسداً للحياة الزوجية ورونقها.

وفق الله الجميع إلى الزواج الناجح المتكافئ.



=======================
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
مفكرة الاسلام
الأربعاء 28 من رمضان 1428هـ 10-10-2007م الساعة 06:45 م

د. المقريزي
11-29-07, 03:39 PM
عدد من المشايخ ل "الرياض ":
العصبية القبلية دعوى جاهلية تدمر المجتمعات

تحقيق - علي الحضان
حذر عدد من العلماء والمشايخ من خطر العصبية القبلية حيث وصفوها بدعوى الجاهلية ولا مقام لها في بلادنا وقالوا إنها إذا فشت في مجتمع فإنها سبب في دماره وأكدوا أن أعداء الإسلام إذا أرادوا أن يدمروا بلداً فإنهم يرون من العصبيات القبلية طريقاً للوصول إلى تفتيت المجتمع وتدميره.
"الرياض" استطلعت عدداً من آراء العلماءوفي البداية تحدث سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وقال إننا ولله الحمد في بلادنا نتمتع بالوحدة الإسلامية ولا نعاني من العصبية القبلية فلقد وحد الملك عبدالعزيز رحمه الله هذه الجزيرة وربط بعضها ببعض بتوفيق الله فنحن أمة واحدة تخدم شريعة الإسلام وتحت قيادة موفقة نسأل الله لها التوفيق.

وأوضح سماحته إن من يدعو إلى العصبية القبلية فهو أمر خاطئ ودعوى جاهلية لا مقام لها في بلادنا والإسلام نبذ ذلك وحذر منه.

وقد تحدث الأستاذ الدكتور محمد بن يحيى النجيمي رئيس الدراسات المدنية بكلية الملك فهد الأمنية وأستاذ الفقة المقارن بالمعهد العالي وقال إن العصبية القبلية إذا فشت في أي مجتمع فإنها تدمره فأساس الشرارة في أغلب الحروب هو خلاف قبلي وأساس الخلاف في أفغانستان هو ما بين البشتون والطاجيك وأساس الخلاف في قوميات وقبائل فالحقيقة إن أعداء الإسلام إذا أرادوا أن يدمروا أي بلد فإنهم يرون من خلاف القبائل والقوميات سياسية جديدة لتفتيت العالم الإسلامي.

وقال إن دولتنا في أمان من هذه العصبيات ولكننا نخاف أن يسعى المفسدون إلى استغلال العنصرية القبلية والرفع من وتيرتها وإحداث خلافات لذلك نرجو أن ينتبه لهذا الأمر.

وقال إن لهذه العصبيات أثراً تدميرياً على البلد فالملك عبدالعزيز رحمه الله وحَّد هذا الكيان على كتاب الله ورسوله وعلى منهج واحد لا ميزة لقبيلة ولا لعائلة على أخرى ولكن في حال انتشار هذه العصبية القبلية فإنها ستفتت البلد ونعود كما كنا من قبل قبائل تتصارع ويسرق بعضها بعضاً فهذا ما يخطط له أعداؤنا فعلينا أن ننتبه وأن نعتصم بسنة الله ورسوله ثم نلتف حول قيادتنا وأن نبتعد عن العنصرية وأن يضرب بيد من حديد على كل من يريد، فالرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن هذه العصبية القبلية يقول: "دعها فانها منتنة" أي للتعصب للشكل أو اللون أو القبيلة وقال: "لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض ولا أسود ولا أحد على أحد إلا بالتقوى".

فالهدف من القبائل ليس للتعصب لقوله تعالى (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).

وأكثر من هذا إذا وصل إلى التفاخر بالأنساب والطعن فيها فهذا من أعمال الجاهلية وليست من أعمال الإسلام.

وقال الدكتور محمد العريفي عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بجامعة الملك سعود بالرياض ان هذا الدين أنزله الله سبحانه لأجل أن يوحد العرب، فقبل الإسلام كانوا يشتركون في عدة أمور منها اللغة والعادات والتقاليد واللون والجنس واللباس ولكنهم لم يتوحدوا لانه لم يأت دين يوحدهم ويلغي العصبيات القبلية مع اشتراكهم في كثير من الأمور إلا انهم لم يستطيعوا أن يكونوا يداً واحدة فكانت الحروب بينهم دائمة بسبب انه لم يكن هناك اعتقاد في دواخلهم يساوي الفقير بالغني والعربي بالأعجمي والأبيض بالأسود والقوي بالضعيف فجاء هذا الإسلام، وجاء نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام وهو يقول لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى والناس سواسية كأسنان المشط".

وقال تعالى (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا)، ولم يقل لتفاخروا ولا لتقاتلوا، فالمقصود ان الإنسان لا يشعر أن نسبه رفعه على الآخرين فالذي يرفع الإنسان هي الأشياء التي يكسبها بجهده وبعمله فلو قال إنسان انني افتخر انني حصلت على الدكتوراه فنقول لك الحق بذلك الفخر.. لكن لما يفتخر الإنسان بحسبه ونسبه فنقول له ما الذي بذلته لتحصل على هذا الحسب والنسب فأنت تفتخر في شيء لا يد لك فيه، فمن السفه أن يفتخر الإنسان بمثل ذلك، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لينتهين أقوام عن الفخر بآبائهم أو ليكونن أهون عند الله تعالى من الجعلان وجاء أن رجلين افتخرا فقال الأول انني فلان ابن فلان وكانوا كفاراً. وقال الثاني قيل من ابوك قال أبي الإسلام قال فاوحى الله إلى نبي ذلك الزمان ان الأول افتخر بتسعة كافرين فهو عاشرهم في النار وأن الثاني افتخر بالإسلام فهو بالجنة فالمقصود أن المقياس الحقيقي ينبغي أن يكون هو دين الله عز وجل وشريعته.

وقال الدكتور العريفي أن ما يظهر الآن من التعصب القبلي ونحوه هو كما قال الأول: أرى خلل الرماد وميض جمر واخشى أن يكون له ضرار، يعني انه إذا افتخر هؤلاء بقبيلتهم والآخرون بقبيلتهم ونحو ذلك فستبدأ النزاعات بين الطلاب في المدارس وربما تقع أحياناً في الأسواق والمحلات العامة ويبدأ المسؤول يتعصب إذا كان الشخص المراجع من أبناء قبيلته أكثر من تعصبه لغيرهم فتصبح المقاييس ليست مقاييس شرعية ولا مقاييس اجتماعية وليست مقاييس تنبني على الخبرة والجهد والعمل، إنما مقاييس تبنى على النسب والحسب، وبالتالي فإن ذلك سيكون سبباً في تضييع الأمانة.

ودعا العريفي إلى عدم إثارة هذه العصبيات كما كان في السابق قبل توحيدها من قبل المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - من حروب وقتال وتحدث الشيخ تركي بن عبدالله الغامدي إمام جامع أبو عبدالله بالرياض حول العصبية القبلية حيث قال:

لقد جاء الإسلام بالحث على الاجتماع على الكتاب والسمنة يقول الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا).

وحذر من التفرق والتنازع فقال (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).

والانتساب إلى القبيلة ليس موضع إشكال بل مطلوب المحافظة عليه وحفظ الأنساب والاعتزاز بما في القبيلة من صفات حميدة بما يتضمن رفع الهمم والتعاون على البر والتقوى موضع تقدير.

إنما العصبية القبلية والتخريب إلى القبيلة من دون الدين ثم الوطن هو الخطر لما فيه من إثارة سيئة من الفخر بالأحساب ويطعن في الأنساب والتمسك بالعادات المتلقاة من الآباء والأجداد من التحزب والتفرق.

ويمكن تلخيص حكم الإسلام في العصبية الجاهلية في الأمور الآتية:

1- إلغاء العصبية الجاهلية، والتحذير منها؛ ويتجلى ذلك في كثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية"، وقال "ومن قاتل تحت راية عمية؛ يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة، فقتل؛ فقتلة جاهلية".

2- تقرير المساواة بين الناس، وعدم الاعتراف بالامتيازات الطبقية، أو النفوذ الموروث؛ فأساس التفاضل: التقوى والعمل الصالح؛ قال تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم..) الآية (الحجرات: 13)، وعن أبي نضرة قال: حدثني من سمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق؛ فقال: "يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد. ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا بالتقوى"، وعن عائشة رضي الله عنها أن قريشاً أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فكلمه أسامة، فقال رسول الل صلى الله عليه وسلم: "أتشفع في حد من حدود الله؟"، ثم قام فاختطب، فقال: "أيها الناس، إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".

3- إلغاء كل مظاهر العبودية لغير الله؛ من نحو تقديس الأعراف القبلية، والانسياق معها باطلاً دون تبصير؛ إلا لمجرد الهوى واجتماع الناس عليها، ومن ثمَّ إثبات العبودية لله وحده؛ قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) (الذاريات: 56).

4- النهي عن الطعن في الأنساب، وعن التفاخر؛ والتعاظم بالآباء، والأجداد، والمآثر، والأمجاد؛ قال رسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله أوحى عليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغى أحد على أحد".

ومن أعظم صور التواضع في الإسلام: أن جبريل عليه السلام جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم: تواضع لربك يا محمد، قال: "بل عبداً رسولاً".

إن خطر العصبية القبلية على روح المواطنة ليس بالأمر الهين فكلنا يدرك أن هنا الكيان العظيم قام من نسيج متنوع من القبائل والأسر على يد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعة والاستهانة بأي قبيلة أو أسرة أو منطقة من هذا الوطن هو ناقوس خطر ومؤذن بفتنة عظيمة والعودة بنا إلى زمن التطاحن القبلي والمناطقي. فعلى كل غيور على هذا الوطن الكريم الوقف ضد هذه العصبية والنعرات لما يترتب عليها من المفاسد.

وقالت الأستاذة ريما الرويسان باحثة في شؤون المرأة والطفل واخصائية اجتماعية إن المجتمع السعودي من أرقى المجتمعات المتماسكة والمتسامحة أساسه كتاب الله وسنة رسوله والملاحظ أنه في الآونة الأخيرة يمر المجتمع بأنواع من العصبية القبلية التي يتفاخر بها البعض على الآخر وإذا استفحل الأمر وترك دون أن يؤد في مهده فإن ذلك سيكون له أثر على المجتمع وعلى أفراده. وقالت إنه لا بد من نبذ جميع أشكال التعصب القبلي والالتفاف حول القيادة بدلاً من هذه العصبية التي تقودنا للوراء فالرسول صلى الله عليه وسلم نبذ هذه العصبية واستنكرها وقال "دعوها فإنها منتنة". فعلى الجميع الوقوف ضد انتشار هذه العصبيات بأنواعها المتعددة.

=====================
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
الرياض
الجمعه 13 ذي القعدة 1428 هـ - 23 نوفمبر 2007م - العدد 14396

اسيرة الامل
11-30-07, 07:52 AM
اذا كان يجوز الزواج دون ان يكون هناك تكافئ في النسب لماذا نسمع ان فلان وفلانه قد
طلقهم الشيخ رغما عنهم بسبب عدم تكافئ النسب؟ ارجوا لمن لديه الجواب ان يرد .

د. المقريزي
12-02-07, 07:31 AM
أسيرة الأمل

هذا لغز ينبغي لكِ أنتِ فك طلاسمه

ما عرضته أعلاه, هو كما تشاهدين, وهو ليس من إنشائي, بل أنا ناقل.

لكي تفكي طلاسم سؤالك, ما عليك إلا أن تتابعي بدقة الحالات التي تم فيها

تطليق رجل من إمرأة بسبب عدم تكافؤ النسب, وهل هذا الطلاق تم فعلا بسبب عدم تكافؤ النسب

ام أنه تم إجرائه لأمر آخر, لكن درج على ألسنة الناس أنه تم بسبب عدم تكافؤ النسب.

عموما التكافؤ مطلوب (لكن هذا المطلوب, هل هو مطلوب لصحة عقد النكاح, أو هو امر تحسيني؟) و هو لا يقتصر على النسب, بل تكافؤ اجتماعي, تعليمي, اقتصادي, معرفي, بيئي... و عموم الناس يراعون تلك العوامل عند القبول و الرفض, يراعونها تلقائيا

د. المقريزي
12-04-07, 06:07 AM
القبيلة والتغيير حيلة المضطر

د. عبدالله الزامل
التغيير كلمة سهلة ومحبوبة حينما يتعلق الأمر بها كمفردة أو تنظير، ولكنها في ذات الوقت صعبة ومكروهة حينما يتعلق الأمر بها كمعنى أو تطبيق.

والتغيير قد يكون مرحباً به في مواضع، محارباً في اخرى، غير أن هذا الترحيب أو عكسه يتدرج وفق مجاله، ليبلغ ذروة التعقيد حينما تتيجه بوصلته صوب المجتمع في إرثه وعاداته وثقافة اهله وممارساتهم.

القبيلة أو النسب والتصنيف وفق ذلك في مصاهرة وسواها مثلاً، تعتبر شكلاً من أشكال التمييز الذي لا يقره الدين، ولم يجعله ضابطاً أو مقياساً للتمايز بين البشر، ومع هذا تجد حتى المتدين في مجتمعه، لا يخرج عن إجماعه وإن كان خاطئاً، ليُعمل في ذلك التبرير والتأول، وهذا الأخير يحمل صوراً متعددة قد تكون في شكل مراعاة العرف او التكافؤ وسوى ذلك، مما لا يقره الا عقل "وما حيلة المضطر إلا ركوبها" عند الحديث عن ضحاياه.

هنا وغيره يمكن لك ان تقول إن للتغيير ثمناً لسنا مستعدين لقبوله بسلبه الصغير، حتى ونحن ننشد إيجابه الكبير!!


======================
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
الرياض
الثلاثاء 24 ذي القعدة 1428 هـ - 4 ديسمبر 2007م - العدد 14407

د. المقريزي
12-13-07, 07:54 PM
كارثة: (قَبِيلي وخَضِيري)

عائض القرني

الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط

انتشرت في مجتمعاتنا مقولة: «قبيلي وخضيري»

وهي من مخلّفات الجاهلية،

ومن نفايات العصبية القبلية التي جاء الإسلام بكسر أصنامها،

وتمريغ أنوف أصحابها بفأس «إن أكرمكم عند الله أتقاكم»،

والفاشل في الحياة يتعلّق بعظام الأموات فيفتخر بالآباء والأجداد،

والمحبط والتافه يغنّي بأمجاد ليست له،

وقد رفع الإسلام أقواماً من كافة الألوان والشعوب والأسر؛

لأنهم اعتزوا بدينهم، وحقّقوا الفضيلة في حياتهم،

وحملوا رسالتهم بصدق، وأدّوا أمانتهم بإخلاص،

وكان من نجوم التاريخ أناسٌ لا تُعرف قبائلهم ولا عشائرهم،

ولكنهم احتلّوا مكان الصدارة، وجلسوا في كرسي الرّيادة،

واستولوا على مقاليد السيادة بهمتهم وطموحهم وصلاحهم وإبداعهم،

كبلال الحبشي، وصهيب الرومي، وسلمان الفارسي،

وطارق بن زياد، وجوهر الصّقلّي، وأبي حنيفة.


للتكملة راجع النسخة الورقية

لأن هذا الموضوع متاح فى النسخة الورقية فقط

===========================
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
الشرق الأوسط
الخميـس 04 ذو الحجـة 1428 هـ 13 ديسمبر 2007 العدد 10607

د. المقريزي
12-16-07, 03:46 PM
كامل مقال القرني السابق


كارثة: (قَبِيلي وخَضِيري)

عائض القرني

انتشرت في مجتمعاتنا مقولة: «قبيلي وخضيري» وهي من مخلّفات الجاهلية، ومن نفايات العصبية القبلية التي جاء الإسلام بكسر أصنامها، وتمريغ أنوف أصحابها بفأس «إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، والفاشل في الحياة يتعلّق بعظام الأموات فيفتخر بالآباء والأجداد، والمحبط والتافه يغنّي بأمجاد ليست له، وقد رفع الإسلام أقواماً من كافة الألوان والشعوب والأسر؛ لأنهم اعتزوا بدينهم، وحقّقوا الفضيلة في حياتهم، وحملوا رسالتهم بصدق، وأدّوا أمانتهم بإخلاص، وكان من نجوم التاريخ أناسٌ لا تُعرف قبائلهم ولا عشائرهم، ولكنهم احتلّوا مكان الصدارة، وجلسوا في كرسي الرّيادة، واستولوا على مقاليد السيادة بهمتهم وطموحهم وصلاحهم وإبداعهم، كبلال الحبشي، وصهيب الرومي، وسلمان الفارسي، وطارق بن زياد، وجوهر الصّقلّي، وأبي حنيفة، وألوف مؤلّفة من أمثالهم وقف لهم التاريخ احتراماً، ووقَّع لهم الدهر براءة اختراع المكارم والـمُثُل العليا والسيرة الحميدة،

وحاول محمد بن عمرو بن العاص الأمير بن الأمير في مصر أن يخرم قاعدة «الناس سواسية كأسنان المشط، كلكم لآدم وآدم من تراب«، لأن قبطيّاً سبق فرس محمد بن عمرو، فلطم محمد بن عمرو القبطي وقال له: أتسبقني وأنا ابن الأكرمين؟ فشكا القبطي إلى عمر بن الخطاب هذه المظلمة فاستدعى عمر أمير مصر عمرو بن العاص، وابنه محمد إلى المدينة، وجمع الصحابة وأخذ درّته وقال: والله لا يحول بيني وبينهما أحد، فطرح محمد بن عمرو أرضاً، وبطحه وجلده وصاح في وجهه، وفي وجه أبيه: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟

وعندنا اليوم مرض اجتماعي عند البعض يُسمى «عدم الثقة بالنفس» فتجده لنقصه وتقصيره وخموله وفشله، يبحث عن مشجب يعلّق عليه هزائمه وإخفاقاته، فليمز هذا في نسبه، ويغمز ذاك في عرضه، ويهمز الآخر في أخلاقه،

وقد شكا إليّ شاب جامعي اضطهاد زملائه له في الفصل بأنه خضيري حدثني بذلك وعيناه تترقرقان بالدموع؛ لأن هؤلاء الطلبة الفاشلين لما أقفرت قلوبهم من القيم، وجفّت أرواحهم من المروءة، أرادوا أن يخرقوا سفينة الإخاء والمحبة التي أتى بها الإسلام، ونقول لكل أحمق بليد يفرّق بين أبناء المجتمع الواحد على حسب أصولهم:

«اخرس يا جبان» فقد خالفت الشرع والعقل وسعيت في الهدم والإفساد، ونقول لكل رعديد غبي يعيّر الناس بأنسابهم ويعيبهم بأحسابهم:

«اخرس يا جبان» لو كنت تحمل طيب المعدن وأصالة المحتد، كنت عرفت أن الإنسان بتقواه وبعلمه وصلاحه وإبداعه، إن أبا لهب الهاشمي القرشي، لما حارب الله وكذّب الرسالة، ورفض الحق عاد بالخيبة والندامة، وأصبح من الخاسرين، وإن بلال الحبشي لما أطاع ربّه واتّبع رسوله صلى الله عليه وسلم، وملأ قلبه بالنور صار رمزاً من رموز الفضل والخير والنبل والفلاح في أمة الإسلام، أيها المثير النعرات الجاهلية، والموقد نار العصبية القبليّة:

«اخرس يا جبان»، إن الإسلام لم يترك لك أن تلغو في أعراض الناس، كما يلغ الكلب في الإناء، بل حذّرك وأمثالك من اللعب بالنار، يقول تعالى: «إنما المؤمنون إخوة» ويقول سبحان: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا»، ولا شك أن المعادن الطيّبة إذا كان لصاحبها عمل صالح وإنتاج نافع وهمة عالية ومروءة سامقة فذلك نور على نور، ولكن ماذا نفعل بمن أصله طيّب وأسرته عريقة، ولكنه كذّاب أشِر، وخبيث متمرّد وأفّاك أثيم، تجده لصاً في حياته أو مروّجا للمخدرات أو محاربا للقيم أو بخيلاً ذليلاً خاسئا، أو تافهاً ناقصاً حقيرا،

يقول أبو الطيب: وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ هل يريد هؤلاء «الطراطير» أن يعيدوا الأمة إلى عهد «داحس والغبراء» وعصر «عبس وذبيان» أو إلى ملاعب الوثنية والتمييز العنصري في الولايات المتحدة قديماً وجنوب أفريقيا، يجب أن نُفْهِم كل «أبله» أن ديننا أتى لإكرام الإنسان وحفظ حقوقه، وأنه وُلد حرّاً عبداً لله لا عبداً لغيره، ليس عندنا في الإسلام خط «220» ولا خط «110» عندنا خط واحد، يقول سبحانه: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم».

د. المقريزي
02-01-08, 01:00 AM
ليس هكذا يكون الآباء!

عبد الله باجبير - 20/09/1428هـ

لست أجد سبباً منطقياً واحداً لأب يمنع بناته من الزواج ..

ويقف سداً منيعاً أمام أي فرصة لما أحله الله وشرعه .. والحقيقة أن بريدي حافل بهذه القصص المؤلمة أقربها رسالة نشرت منذ فترة قريبة عن فتاة تعدت الخامسة والأربعين ولديها ثماني شقيقات حكم عليهن والدهن بالعنوسة فهذا لا يريده وهذا لا يناسبنا وذلك طامع ..

حتى باتت أصغرهن في السابعة والعشرين ..

ولا يجدن حلاً مع هذا الأب المتحكم وكأنهن بيت وقف . والحل هو ما يعرف بالعضل ويعني أن من حق أي فتاة إقامة دعوى ضد والدها للمثول أمام القضاء وإجباره على زواجها بمن تراه مناسباً ..

والعضل هو أيضاً ما يعرف بمنع المرأة من الزواج بسبب العرق أو الجنس أو طمع الأب في الراتب المرتفع الذي تتقضاه ابنته .. أو رغبة الأب في تزويج الفتاة بأحد الأقرباء ..

وربما يكون هذا النوع من العضل هو أكثر الأسباب انتشاراً فالأب يريد تزويج ابنته من أبناء العم أو الخال أو غيرهم في حين أن الفتاة ترفض ذلك ..

ومن جانبه أكد الشيخ صالح بن حميد، رئيس مجلس الشورى وإمام وخطيب المسجد الحرام .. أن العضل مسلك من مسالك الظلمة الذين يستغلون حياء المرأة ويمنعونها من الزواج تحت أي مبرر من المبررات وأن العاضل لابنته أو مولاته من الزواج ظالم ومهدد بإسقاط هذه الولاية عنه لأنه لم يقم بأداء الأمانة التي استرعاه الله - عز وجل - عليها .. وأن حصر الفتاة بالزواج من أقاربها أو حجرها عليهم وهم لم يتقدموا لها وهي لا ترغب في ذلك فيه ظلم وعدوان وتمسك بالعصبية الجاهلية.


والجديد في هذا الخصوص أن لجنة العفو وإصلاح ذات البين في إمارة منطقة مكة المكرمة استطاعت إنهاء 22 قضية عضل من أصل 25 قضية استقبلتها اللجنة ومن بين هذه الحالات التي وفقت في علاجها قضية فتاتين منعهما والدهما من الزواج لمدة تزيد على 20 عاماً إلى أن بلغت الأولى 40 عاماً والأخرى 37 عاماً وقد نجحت اللجنة في إقناع والدهما بتزويجهما والارتباط بشابين مناسبين ..

وإحدى الحالات فتاة في الثلاثين هربت من منزل والدها ..

ولجأت إلى اللجنة والتي بدورها بذلت جهوداً كبيرة لإعادتها إلى والدها وتزويجها بمن تريد .. وهي الآن زوجة وأم ولها بيتها وأسرتها ..

نشد على أيدي القائمين على هذه اللجان ونتمنى من الآباء المزيد من التفهم ورحابة الصدر ..

فالأبوة رعاية وتربية وعطف وليست دكتاتورية حمقاء تقضي على البنات لرغبة حمقاء في رأس رجل جاهل!


========================
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
الاقتصادية
الخميس, 23 محرم 1429 هـ الموافق 31/01/2008 م - - العدد 5225

د. المقريزي
02-13-08, 04:20 PM
الشيخ إبراهيم الخضيري لـ "الرياض":
90% من قضايا "تكافؤ النسب"
تحل بالصلح بين الزوجين.. والغش والفقر أهم الأسباب



الرياض - بندر الناصر:
أبلغ "الرياض" الشيخ إبراهيم الخضيري القاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض أن 90% من القضايا التي تتلقاها المحكمة بشأن تكافؤ النسب تنتهي بالصلح والاتفاق.
وقال إن القضايا كثيرة وإذا تحققت الفتنة بين الزوجين فللقاضي الحق أن يفصل بينهما، وأسبابها هي الغش في نسب الشخص وادعائه أنه نسيب وهو ليس كذلك، ومن الأسباب الفقر الذي يستغله الأغنياء بملايينهم والتساهل الذي يتم خلال الزواج.


65 تعليق



1
@ لا هذا عاد اللي ما يدخل عقل!!
@ تكافؤ النسب تنتهي بالصلح والاتفاق.!!
@ يعني صار للعمليه ذيول وطرق ودهاليز ما أحد يعلمها!
@ سبحان الله ؟
@ وربي بناتنا راح يعانون المر ومنظومة لا زواج بعد اليوم!!
@ ومقولة أخطب لبنتك صار له رديف تكافؤ وفحص مزايين !!
@ يعني يا شاب له كل الخيارات في الزواج من الكل؟
@ وأنتي يا بنت خليك على مقولة تكافؤ!!
@ وين المعايير رسول الله عليه الصلاة والسلام؟
@@@ في أضفر بذات الدين؟

( بدر اباالعلا )
ابلاغ 05:19 صباحاً 2008/02/13


2
انا ابي اعرف هذا التكافؤ النسب ما يجي إلا على سعودي او سعودية ولد عائلة ومتربي وعلى خلق وعلى دين ومعروف.
ثم يجيك ولد القبيلة الفلانية وياخذ مصرية ولا سورية ولا هندية ولا يسأل عن النسب بس عشان شهوته لكن انا اعرف بنات عنسو في بيوت اهاليهم بسبب هذا التخلف وتكافؤ النسب لكن يوم القيامة سوف يسألون عنها عن هذه الجاهلية يأتي من خلقه ودينه حسن ومن عائلة محترمة ويرفض والمشكلة البنت راضية فيه لكن لا لأنه ليس( قبيلي عنس يامعنس وبتسأل عنها ياجاهلي).

محمد من بريطانيا
ابلاغ 05:21 صباحاً 2008/02/13


3

الله يهديك يا شيخ
كلما نسينا، ذكرتنا
دع الناس الذين يهمهم الموضوع يسألونك مباشرة
بلا فضايح، الناس من حولنا يحسبونها من ثوابت الدين
ولو رددت علينا شأن الزكاة أو ما شابه والله أحسن لك
ولنا، خفف الحديث المتكرر عن النسب يا شيخ
واعلم أن ثمة أسر يقال عنها في نسبها، وهي معروفة بين أوساط
الناس، ومع ذلك، لن نفلح إن انشغلنا بمثل هذه المواضيع
إذا جاءك نسيب واشتكى، اقض ما تراه، ودعنا نقرأ بسعة صدر
الله يرضع عليك دعها.

ابو عمر
ابلاغ 05:24 صباحاً 2008/02/13


4
قال اشرف المرسلين نبينا محمد صلى الله علية وسلم فيما معناه ((إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا
تكن فتنة في الأرض وفساد كبير))

حسن
ابلاغ 06:22 صباحاً 2008/02/13


5
إن أكرمكم عند الله أتقاكم

محمد الغامدي
ابلاغ 06:53 صباحاً 2008/02/13


6
بصراحه القضاء صاير كلن يحكم على كيفه... عمر النسب ماكان من الشروط الشرعيه للزواج والعنصريه القبليه تخلف ورجعيه لا يرضاها الله ورسوله
والمفروض يكون الفصل في هذا الامور راجع لولي الامر فقط اي ولي امر الفتاة وزوجها واللي مو راضي بشرع الله يروح يشرب من البحر
اي عادات وتقاليد اللي تخلينا نخرج عن اطار الشريعه الاسلاميه وهذي هي الفتنه بعينها ان لا يزوج الشاب بالفتاة التي يريد لاجل النسب فقط
لكن مادري متى بتصحى عقول الناس والقضاء يستوعب حجم المشكله اذا فرق بين الزوجين غصب عليهم!!!

رمرم
ابلاغ 07:17 صباحاً 2008/02/13


7
اقتباس: (وادعائه أنه نسيب)!!! كيف لمجتمع يعيش زمنياً في القرن الحادي والعشرين، وثقافياً واجتماعياً في "القروسطية" بعقلية القبلية والتفاخر بالنسب، كيف لمجتمع كهذا أن يخلق تنمية أو يبني نهضة أو يساهم في حضارة؟!!

د. سلمان العنزي
ابلاغ 07:33 صباحاً 2008/02/13


8
حلوه الغش في نسب الشخص , وين حماية المستهلك عن هذا الغش , يعني ما امدى اهل البنت عندما جاءهم يخطب بنتهم ان يستمهلوه اسبوعا او حتى شهرا قبل الزواج ليسألوا عنه كل رجال بالبلد , وحتى الأحوال المدنيه برقم بطاقته الشخصيه , والا الحين صار ما يكافؤهم في النسب عقب ما صار عليه دجة عيال , ياناس فيه من يتمنى لو يتقدم له اي رجل صاحب دين وخلق للزواج من ابنته خوفا من ان يفوتها القطار , وفيه ناس تطلق بناتها اللي عليهم عيال لأجل دعوى جاهليه , وهي الكافأه بالنسب , لا حول ولا قوة الا بالله.

ابونواف
ابلاغ 08:31 صباحاً 2008/02/13


9
تكافء النسب محسوب على المرأه وليس على الرجل فالاولاد يحملون اسم ابيهم اما المراه فان تزوجت اقل منها نسب حسب ذلك عليها وعلى اولادها وعلى وابيها واخوانها، نعم ان اكرمكم عند الله اتقاكم في المعامله الحسنه وعدم التكبر... ولكن النسب شئ اعطاني اياه الله كيف اضيعه !!!
ثم ان الكثير من المشاكل الزوجيه تاتي ممن يدعون انهم ابناء نسب وهم ليس بذلك فهو الغش بعينه وعلمه.

zay
ابلاغ 08:39 صباحاً 2008/02/13


10
بس حلوه القروسيطه شكلك توك سامعها ولاتفهم معناها

سلطان العتيبي
ابلاغ 08:40 صباحاً 2008/02/13


11
ما أدري ماذا يسمى هذا المنشور ( خبر، تقرير،... ) ليس له اي قيمة أو إضافة، بل هو تكريس لتخلف المجتمع ورجعيته

أفيدونا
ابلاغ 08:40 صباحاً 2008/02/13


12
التكافؤ في النسب شيئ ضروري لابد من الاخذ به لدرء المشاكل والفتن التي قد تحصل بسببه. وخصوصاً في تزويج البنت الذي يلزم بأن يكون مكافئ لها في نسبها لأن الأبناء سوف ينسبون لأبيهم، أما الشاب فقد يكون الأمر أهون له لأن أبنائه ينسبون لأبيهم.( هذا مافرضته علينا عادات مجتمعنا ).

ابن نجد
ابلاغ 08:47 صباحاً 2008/02/13


13
من المفترض أنك قاضي وتمثل القضاء أي أنك من العدل أن تحكم بحكم الله ورسوله الكريم..
فهل فيما تقوله تنفيذ لما شرع الله لعباده..
مشكلتنا أننا نخلط بين موروث العادات والتقاليد التي ما أنزل الله بها من سلطان وبين الأحكام الشرعية الإلهية..
إتقوا الله في أخواتنا وبناتنا وعوانسنا فوالله سوف تسألون وتحاسبون..

عاشق الليل
ابلاغ 08:47 صباحاً 2008/02/13


14
لا والله اكثر المشاكل الي الصايره وهي كلها من المحيط الي يعيش فيه البنت او الولد يعني الابوين أو مايحويط بهم من أصدقاء مقربون أو من الجماعه بعربي
يعني لازم يكون هناك وعي بذات للأمهات بعض الامهات هي الي تهدم عش بنتها والله ولي التوفيق

ابوسعد الرياض
ابلاغ 08:48 صباحاً 2008/02/13


15
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
والله الموضوع ماله داعي الشعب متشبع عنصرية من غير هذي المواضيع وكل يوم يطلع لنا شيخ وقاضي يحركها من جديد ياجماعة الخير
كلنا عيال آدم ترا كلنا نرجع له ,,,مافيه احد جاء من فوق واحد جاء من الارض

محمد بن ابراهيم العُمري القرشي
ابلاغ 08:51 صباحاً 2008/02/13


16
النسب والله لو انه انسان معه فلوس زوجه وما حكم على اصل الشخص!!
بس لو انه ولد اصل وشرف وفقير ما زوجه!
ايها القاضي لا تنسى هذا المعيار. صارت الفلوس هي الاصل والفصل..
يا ما بنات ارغموا على هذا الزواج.
عاد اذا كان معه فيمتو((حيخلصوووه))على طول
تذكروا حلقه من حلاقات طاش ما طاش وهي واقعيه حطمو وشتتوا عائله كامله بسبب هذا الكلام.
حتى القاضي حكم عليهم بالطلاق لماذا لم يأخذ بموافقة الزوجه..
ابيكم تروحون توفوا حالهم الحين..الزوجه اصيبة بحاله جنون والاب كذالك والابناء تشتتوا.اين المنطق وكلام الرسول؟

كل عام وانت حبيبتي
ابلاغ 08:53 صباحاً 2008/02/13


17
ما اقول الا الله يجزاك خير ياشيخ هذا اللي حنا قاعدين نحتريك تقوله ؟؟؟
ماكان اجدر انكم تبحثون اسباب الطلاق ووسائل المسهلة للزواج وتشرعون تحديد للمهر وتحرمون الاسراف في المظاهر التي تقصم ظهر المتزوج
لولا ضوابط حكومتنا الرشيدة بتقنين الزواج من الاجنبيات للسعوديين بشكل عام وللعسكريين بشكل خاص. كان مافكرت ياشيخ تقول هالكلام... لان غلاء المعيشة اكل كل شي... وانت جالس تشرع لي تكافؤ النسب

ابو سند
ابلاغ 08:53 صباحاً 2008/02/13


18
هل امورنا ستكون نسب في نسب
اذاً ان اريد قاضي له نسب عريق
والاخر يريد قاضي نسبة اقل مستوى ليعلم بحاله
هذا كله كلام فاضي يا جماعة

محمد MASAR_500
ابلاغ 08:59 صباحاً 2008/02/13


19
عجبي من الذي يذهب لخارج الوطن ويتزوج ولا يسأل عن نسب لكن اذا تحدد
الامر في بنت الوطن ظهر التدقيق في النسب
(( كلكم من ادم وادم من التراب ))
اللهم اصلح احوال المسلمين

سعودي غيور
ابلاغ 09:01 صباحاً 2008/02/13


20
قال صلى الله علية وسلم ( اختاروا لنطفكم فإن العرق دساس ) والله اذا واحد من الاخوان اللي علقوا يرضى يزوج بنتة لشخص مو كفوا لنسبة شي يرجع له.

ابو لميس - الرياض
ابلاغ 09:05 صباحاً 2008/02/13

للمزيد من التعليقات راجع الرابط التالي

-----------------------------------------------
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط

الرياض
الاربعاء 6 صفر 1429هـ -13 فبراير 2008م - العدد 14478

د. المقريزي
04-12-08, 07:33 PM
العنوان
كفاءة النسب هي السبب!
المجيب
د. إبراهيم بن حمد النقيثان
أستاذ مساعدبجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ قبل الزواج /تأخر الزواج وعقباته

التاريخ 06/04/1429هـ


السؤال
مات أبي رحمه الله، وأمي ترفض أن أتزوج بمسلم؛ لأنه ليس من نفس الأصل. وأخي موافق على هذا الزواج، وقد حاولت أن أقنعها لكي تغير رأيها ولكن دون جدوى. أرشدوني ماذا أفعل؟



الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أختي الكريمة: بداية أسأل الله أن يتغمد والدك برحمته وأن يسكنه الجنة، كما أشكر لك حرصك واستشارتك وحرصك على دينك.

أختاه: كما لا يخفى عليك أن الزواج –حتى وإن كان في بلاد الغربة- ليس هو علاقة بين فردين: الزوج والزوجة، بل هو علاقة بين أسرتين، بل ربما أكبر من ذلك، والنظر لمستقبل الأيام وما قد يحدثه هذا الزواج من مشكلات لاحقة بين ذلك الخاطب ووالدتك، أو بين أسرته ووالدتك من مشكلات أنت في غنى عن ذلك.

أيضاً ماذا لو تم الزواج دون إقناع الأم وباتت ساخطة عليك، ثم حدث طلاق كيف يكون حالك مع والدتك؟!

احرصي على كسب رضاها لتسعدي بصالح دعواتها مما ينعكس إيجابياً على سعادتك في حياتك الزوجية بإذن الله.

أختي العزيزة: للأسف الشديد أنه يوجد لدى بعض المسلمين التعصب للأصل والحسب –وهو غير معتبر شرعاً- كما قال تعالى: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير" [الحجرات:13]. لكن نظراً لآثاره على النسيج الاجتماعي فقد يراعى عند الزواج درءاً للمفاسد والفتن التي قد تحدث حين تجاوز تلك الأعراف الاجتماعية، لذا فإن بعض الفقهاء يشترط الكفاءة في النسب لأجل هذا.

أختي الغالية: يمكن إقناع الوالدة من خلال التأثير عليها لتغيير قناعاتها تجاه هذا الخاطب إذا كان الاعتراض فقط هو مسألة اختلاف الأصل، كأن تطلبي من شخص ما تقدره الوالدة وتحترمه فيقنع الوالدة لكي تغير موقفها من ذلك الخاطب.
كما عليك الدعاء بإلحاح في جوف الليل لأن يهدي الله الوالدة للموافقة على الزواج، ولا تنسي دعاء الاستخارة.

أسأل الله لك زواجاً سعيداً وناجحاً إنه سميع مجيب.



======================
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
اسلام اليوم

د. المقريزي
04-12-08, 07:35 PM
العنوان الكفاءة في النكاح
المجيب د. خالد بن علي المشيقح
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
التصنيف الفهرسة/ فقه الأسرة/ النكاح/الشروط في النكاح
التاريخ 04/08/1425هـ


السؤال
ما أسس الكفاءة بين الزوج والزوجة؟ وهل ضروري أن تكون هناك كفاءة في مستوي التعليم؟ وهل يمكن أن أرتبط بزوج لا يصلي؟.




الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أسس الكفاءة بين الزوجين هي الدين والخلق، كما قال الله عز وجل: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)[الحجرات:13]. وكما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ". أخرجه البخاري (5090) ومسلم (1466). وفي حديث أبي هريرة، رضي الله عنهن أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَه ودِينَهُ فَزَوِّجُوهُ". أخرجه ابن ماجه (1967) والترمذي (1084). هذه الكفاءة، أما ما عدا ذلك من أمر الصناعة أو النسب، أو الحرية، أو الغنى، فهذا كله لا اعتبار له بميزان الله سبحانه وتعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا إذا تزوج الرجل امرأة، وكان أحدهما لا يصلي فإن النكاح لا يصح؛ لأن الذي لا يصلي خارج من الإسلام مرتد، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَ الرَّجُلِ وبينَ الشِّرْكِ والكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاةِ". اخرجه مسلم (82). ولحديث بريدة: "العَهْدُ الذي بينَنَا وبَيْنَهم الصَّلاةُ، فمَن ترَكَها فقَدْ كفَر". أخرجه ابن ماجه (1079) والترمذي (2621) والنسائي (463). وكذلك الأمر الثاني: إذا تزوج الرجل امرأة زانية، أو كان هو زانيًا لم يتب من الفواحش، من الزنى واللواط، فإن هذا العقد لا يصح؛ لقول الله عز وجل: (الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ )[النور:3].
الأمر الثالث: إذا تزوج المرأةَ رجلٌ خفيف الدين، وخفة هذا الدين تضرها، كما لو كان يتعاطى الخمر أو المسكرات والمفتِّرات، فالعقد صحيح إذا كان عفيفًا مصليًا، لكن إذا كانت تتضرر فلها الفسخ. والله أعلم.



================
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط

د. المقريزي
04-12-08, 07:37 PM
العنوان الكفاءة في الزواج
المجيب د.علي بن عبدالله الجمعة
رئيس قسم السنة وعلومها بجامعة القصيم سابقا
التصنيف الفهرسة/ فقه الأسرة/ النكاح/الكفاءة في النكاح
التاريخ 03/11/1423هـ


السؤال
ما هي الكفاءة في الزواج؟ وهل هي فقط في الدين أم في أمور أخرى؟




الجواب
بسم الله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فأقول وبالله التوفيق: لا شك أن الكفاءة في الدين معتبرة شرعاً في الزواج فلا يصح نكاح كافر مسلمة سواء كان مشركاً أو كتابياً أو غير ذلك من الأديان الأخرى؛ لقوله تعالى:"ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا" [البقرة: 221]وقوله تعالى:"ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً" [النساء:141] ولكن يجوز للمسلم الزواج بالكتابية يهودية كانت أو نصرانية لقوله تعالى:"اليوم أحلت لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا أتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين" [المائدة:5].
أما الكفاءة في غير الدين فهي غير معتبرة شرعاً. فالمسلمون بعضهم أكفاء بعض سواء كانواً عرباً أو موالي لقول الله تعالى:"إن أكرمكم عند الله أتقاكم" [الحجرات:13] وقوله –صلى الله عليه وسلم-:"الناس سواسية لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى" الإمام أحمد (23489) ولأن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أشار على فاطمة بنت قيس أن تنكح أسامة بن زيد مع أنه مولى –رضي الله عنهم جميعاً-، وقد جاءت تستشيره في معاوية وأبي جهم وهما من أكفائها انظر: مسلم (1480) ، وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"يا بني بياضة أنكحوا أبا هند" رواه أبو داود (2102) وكان حجاماً كل هذه النصوص صحيحة، وأما ما ورد من حديث "العرب بعضهم أكفاء بعض" البيهقي (7/174) فهو حديث ضعيف جداً، وقال أبو حاتم أنه منكر ولكن ينبغي أن يعلم أن الأعراف محكمة ما لم تصادم نصاً شرعياً، فإذا أدى الزواج من غير كفء إلى مشاكل أسرية أو قطيعة رحم أو أضرار مادية فينبغي أن يتحاشا ذلك لا لكون النكاح لا يصح وإنما تفادياً للأضرار أو الفتن التي قد تنجم بسبب ذلك، هذا ما أمكن تحريره، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


===================
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
اسلام اليوم

د. المقريزي
05-17-08, 12:10 AM
إنها منتنة..!!!
د. عبد الرزاق بن حمود الزهراني

من المؤشرات التي ابتدعها بعض الجهلاء تصنيف المجتع إلى 110 و220، وهذا التصنيف جاء تبعاً لأنواع التيار الكهربائي، فـ 110 فولت أقل قوة من 220 فولت، وكأنهم بذلك يعنون أن القبيلي ينتمي إلى الفئة الثانية أما غيره فينتمي إلى الفئة الأولى،

وهذا تفريق مخالف للدين ولروح العصر، ويجب علينا أن نحاسب الناس ونؤاخذهم بما لهم إراردة فيه، أما الأشياء التي ليس لهم إرادة فيها مثل اللون، والطول والقصر، وكونه من هذه القبيلة أو تلك، أو من هذه العائلة أو تلك فهذه أمور لا إرادة للناس فيها، فالله هو الخالق، ولا يستشير الناس في هذه الأمور، ولكنه سبحانه زود الإنسان بإرادة وجعله مكلفاً وسوف يحاسبه على استخدامه لتلك الإرادة، فهو يمكن أن يكون أميناً مجتهداً وفياً كريماً صادقاً إلى آخر تلك الصفات النبيلة والراقية، ويمكن أن يكون عكس ذلك وهنا تكمن قيمته إيجاباً وسلباً، وقديماً قيل: (من أبطأ به أدبه لم يسرع به حسبه) فما فائدة أن يكون الإنسان من أسرة أو قبيلة عريقة وهو يوصف بالخسيس من الصفات، ويمارس الدنيء من الأعمال، ويتعاطى المخدرات، ويتركب الجرائم، ويقع في سفاسف الأمور؟!!! وعلى العموم فإن الناس جميعاً من أبناء آدم، واختلاف الألوان سببه البيئة كما يقول ابن خلدون.

ولقد جاء الإسلام والعرب يعيشون في جاهلية جهلاء، قوامها التفاخر بالأنساب والأحساب، والقتال والاقتتال من أجل ذلك، وكانت كلمة (بر) تعني الولاء للقبيلة، فأبطلها الرسول الكريم وجعل كلمة (بر) خاصة باحترام وتقدير وطاعة الوالدين.

وركز الإسلام على إبراز أن الناس خلقوا سواسية، وألغى جميع الفروق، وجعل التفاضل في أمر واحد فقط هو طاعة الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }(13) سورة الحجرات. وحارب الرسول العصبية بجميع صورها، ومما قاله فيها: (دعوها فإنها منتنة) وقال: (من مات على عصبية مات ميتةً جاهلية)، وعندما قال أبو الدرداء لبلال: (يا ابن السوداء)، قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنك امرؤ فيك جاهلية)، فما كان من أبي الدرداء إلا أن تمدد على الأرض وطلب من بلال أن يطأ برجله على عنقه ليكفر عن الخطأ القبيح الذي وقع منه، وجعل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أفضل خاصية للمرأة عند التفكير بالزواج منها تدينها، ووضعه قبل حسبها ومالها وجمالها. وآخى الإسلام بين المؤمنين، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}

(10) سورة الحجرات. وقال الرسول صلى

الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر). وقال: (لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى)، والإسلام بهذا يجعل التفاصيل بين الناس بالعمل والدين وليس بالحسب والنسب، ومع هذا لم يلغ الإسلام تأثير المنبت والأعراق فقد ورد في الأثر: (تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس) ولا أعتقد أن في هذا دعوة للعصبية، فوراثة الخصائص تتم في جميع الفئات، فإذا كان هناك أسرة تشتهر بقلة الإنجاب، أو بقلة الذكاء فإن هذا قد ينتقل عن طريق الجينات إلى فروعها، ومن هنا جاءت الدعوة للتخير للنطف خشية انتقال الأمراض والصفات الوراثية النفسية والجسدية والعقلية. والتفاخر بالحسب والنسب مرتبط بدرجة الجهل، والدراسات تشير إلى أن هناك علاقة طردية بين الاثنين، فكلما زاد الجهل زاد التفاخر بالحسب والنسب، وكلما زاد الوعي والعلم قل التفاخر بالحسب والنسب.



* أستاذ علم الاجتماع في جامعة الإمام - رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية



=====================
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
الجزيرة
الجمعة 11 جمادى الأول 1429 العدد 13014

د. المقريزي
06-21-08, 12:27 AM
إشراقات
الرجل الكفو..!

د. شروق الفواز
لطالما كانت معايير الزواج السعودية أو الخليجية بشكل عام باعتبارها مجتمعات قبلية تخضع للقوانين نفسها في مجملها، مثار تساؤل لدى الكثيرين في جدواها ومدى تأثيرها على فرص نجاح الزواج أو فشله، بل ولدى السعوديين أنفسهم.

وبالرغم من أن المجتمع السعودي هو مجتمع اسلامي إلا أن بعض معاييره في الزواج تحديدا ليست كذلك . فهي معايير بعضها قبلية تخضع للتصنيف القبلي أو الطبقات الاجتماعية في المقام الأول، كما أنها ترضخ للقوانين الأخرى التابعة لها والتي تجعل من اختيار الزوجة أو الزوج قرارا جماعيا في المقام الأول أكثر منه اختيارا شخصيا.

فالرجل السعودي يتقدم للفتاة بناء على معايير قبيلته أولا ثم اختيارات وترشيحات أهله إلا من بعض الحالات التي لا تنطبق على السواد الأعضم من المجتمع. والفتاة كذلك فقبولها لأي متقدم يبنى في الأساس على رأي والدها واخوتها ضمن المعايير القبلية ذاتها ومن النادر جدا أن يتقدم رأيها أو اختيارها على رأيهم.

هذه البروتكولات الثابتة في مشاريع الزواج كان لها أثر كبير في تشكيل المجتمع وخلق مشكلاته والتي من أبرزها الطلاق والعنوسة لدى النساء والرجال أيضا. كما أنها ساهمت أيضا في ابتداع منافذ للتحايل والخروج من هذا الطوق القبلي المحكم من خلال العلاقات المشبوهة بعد الزواج أو تلك التي أوجد لها مخرج شرعي مثل زواج المسيار.

لكنها في معظمها تشير إلى وجود خلل ورقع آخذة في الاتساع في تكويننا المجتمعي الذي ينمو ويكبر كمجتمع مدني كبير جدا إلا أنه لا يزال يراهن على قوانين القرية بمجتمعها المحدود الذي يعرف الناس فيه بعضهم البعض كما الأهل ويدينون له بالولاء في السر والعلن.

إلا أن ما يحدث الآن مع نمو المجتمع واتساعه يكمن في صعوبة تطبيق معايير الزواج السابقة . فالمرأة قد يتقدم لها رجل مكافئ في المعايير المتعارف عليها لكنه ليس بالضرورة مكافئ في المعايير الأخرى الأخلاقية والدينية والثقافية والرجل كذلك فهو قد يتقدم لخطبة فتاة يجهلها تماما ولايعرف عنها الا أنها مكافئة له في النسب أو مقبولة في عرف القبيلة.

لذا عندما كان الرجل قديما يوصف بالكفو فإنه كان معلوما لدى مجتمعه الصغير وليس بحاجة للسؤال عنه، وكذلك المرأة.

أما الآن أصبح من الصعب تقييم الصفات المطلوبة في كلا الطرفين،خصوصا في مجتمع ضبابي مثل مجتمعنا يمارس أفراده أمورا في السر يؤمنون بها أو يقتنعون بها ولا يمارسونها في العلن لمجرد أن مجتمعهم لا يسمح بذلك.

لذا لم يستغرب الكثيرون منا النتائج التي أعلنتها وزارة الصحة في تقريرها عن فحص ما قبل الزواج واكتشافها ل 22حالة ايدز (نقص المناعة المكتسب) في المتقدمين للزواج في الأشهر الأولى من تطبيقها لها. لأننا نعرف يقينا كمجتمع، المعايير التي تبنى عليها قرارات الزواج لدينا. فالرجل (الكفو) أو المرأة في المعايير ليس بالضرورة أن يكون كفؤا أو مناسبا أخلاقيا ودينيا. ولعل تطبيق هذا النظام قد ينقذ الأجيال المقبلة من الوقوع ضحايا للأمراض المهلكة الجنسية أو الوراثية نتيجة معاييرنا في الزواج، لكنه حتما لن ينقذهم من المشكلات والمصائب الأخرى التي قد يجرها الزواج غير المتكافئ أخلاقيا وثقافيا حتى ولو باركه جميع أفراد.


===============
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
الرياض
الجمعه 16 جمادى الآخر 1429هـ -20 يونيو2008م - العدد 14606

د. المقريزي
07-09-08, 01:40 AM
المنشود
الإيدز وكفاءة النسب!!
رقية الهويريني


أكد أحد الناشطين في قضايا (التفريق لعدم تكافؤ النسب) عبر تحقيق نشرته جريدة الوطن ورفض ذكر اسمه: (إن القضاء السعودي لم يُبْنَ على قواعد عنصرية ليفرق بين زوجين لأجل تكافؤ النسب وإنما بني على قواعد وأصول شرعية تتفق مع مصالح الناس ولا تعارضها وتغلَب فيها المصالح العامة لجميع الأطراف)ولم أفهم معنى عبارة(تتفق مع مصالح الناس) حين تُجبر امرأة على تفريقها عن زوجها بدعوى عدم التكافؤ وهي ترفض ذلك لأنها ارتبطت به بعقد صحيح! ويؤكد أستاذ الفقه المقارن عضو المجمع الفقهي الدكتور محمد النجيمي (إنه لا يحكم بالتفريق بين الزوجين بحجة عدم الكفاءة في النسب إذا كان الولي قد أجاز الزواج) بينما تردد قاضي محكمة التمييز الدكتور إبراهيم الخضيري وبدا مؤيدا لحكم التفريق حيث يقول (إنه يحق للشرع فسخ عقد النكاح غير مكتمل الشروط) لافتاً إلى (أن كفاءة النسب من المسائل الخلافية، وفي الرأي القضائي لو اعترض ابن العم الأبعد فإن له حق الاعتراض لأنه يلحقه ضرر! والشرع يدور مع المصلحة).

والطامة الكبرى حين يشبّه أحد المشايخ (في التحقيق المذكور) الأمر بالحالة المرضية حين يتم زواج رجل من امرأة(مصابة بالإيدز) فيعترض الأب أو الأخ أو ابن العم فإن الشريعة ترى أن اعتراضه وجيه ومقبول لتحقيق المصلحة التي هي الأساس في الحكم الشرعي! وكان الأجدى أن يكون الامتناع ابتداء عن تزويج من لايرضى لنسب أو غيره, أما إبطال عقود شرعية صادرة عن رضا المرأة ووليها كدعوى أخ أو غيره فهو بلا شك أمرمجحف! والأولى أن يبنى الحكم على الأصل وهو الكفاءة في الدين للأدلة من القرآن والسنة (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) سيما أن الفقهاء اختلفوا في تحديد الكفاءة المشروطة في الزواج فعد بعضهم أن كفاءة النسب في الزواج ليست فرضا ولا حتى مستحبة إنما هي من مسائل المعاملات والأعراف بين الناس، وليست من أمور العبادات.

والجميل أن القضاء الأعلى بهيئته الدائمة عالج بعض هذه القضايا, ووضَّح موقفه وراعى الجوانب الشرعية والاجتماعية والأمنية مما يبين أن قراراته الحاسمة تعتبر قاعدة شرعية لعلاج هذه القضايا، ومنها قضية فتاة سعودية رفعت دعوى ضد والدها الذي رفض تزويجها من ابن خالتها الذي يحمل جنسية عربية فأثبت القاضي عضل والدها وقرر تزويجها من ابن خالتها ونقل ولاية تزويجها من والدها إلى الحاكم الشرعي.

ومثلما نجح القضاء بقوة في تزويج هذه الفتاة من ابن خالتها العربي فإننا نأمل أن يمتد النجاح ليوقف مآسي تفريق زوجين وتشتيت أسرة قائمة ومستقرة بدعوى الإيدز! عفوا بدعوى عدم كفاءة النسب!


rogaia143*************
ص. ب 260564 الرياض 11342



=====================
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
الجزيرة
الثلاثاء 05 رجب 1429 العدد 13067

د. المقريزي
07-09-08, 01:47 AM
شيء من
أوباما.. التغيّر والتغيير
محمد بن عبداللطيف آل الشيخ


في عام 1968م اغتيل مارتن لوثر كنج المدافع التاريخي عن حقوق السود في الولايات المتحدة. وبعد أربعين سنة من اغتياله ها هو باراك أوباما (الأسود) يحصد ما زرعه ذلك الحقوقي العظيم، ويفوز بترشيح أحد أكبر حزبين سياسيين في أمريكا لرئاسة الدولة. ومهما كانت نتيجة انتخابات الرئيس، فإن مجرد وصول أوباما إلى هذا المستوى الرفيع في مجتمع كان قبل أربعة عقود عنصرياً ضد السود، ويتعامل معهم بدونية واحتقار، هو في حد ذاته دليل على أن هذا المجتمع مجتمع حي نابض يتغير ويتطور ويتماهى مع متطلبات البقاء، وحقوق الإنسان، وتماسك الوطن من خلال عدم التمييز بين أبنائه لأي سبب كان؛ وهذا دليل صحة وتحضر بكل المقاييس.

وفي المقابل تلتفت إلى بلادنا فتجد أن (العنصرية) ضاربة بأطنابها بين أبنائها. فرغم خطط التنمية التي غيرت الكثير من واجهة بلادنا الحضارية، وجعلتها تبدو في غاية المواكبة، إلا أن (التنمية البشرية)، ما زالت لم تواكب هذه النهضة التنموية في مجالي العمران والخدمات.

ولعل من أهم المؤشرات التي تثبت تخلف التنمية البشرية لدينا التمييز بين القبلي وغير القبلي في العلاقة الزوجية، الذي لا تحميه الأعراف الاجتماعية الموروثة فحسب، وإنما تتدخل المؤسسة القضائية فتصدر أحكاماً للتفريق بين الزوجين غير المتكافئين في النسب؛ رغم أن التأسيس الذي بُنيت عليه هذه الأحكام تعوزه الكثير من الرؤية الحضارية، والواقعية الفقهية، وإدراك أننا نعيش في مجتمع متحضر، يقوم التماسك والتلاحم بين أفراده على أسس وقيم ومفاهيم تختلف عمَّا تقوم عليه المجتمعات التي أسست لمثل هذه (الاجتهادات) في الماضي، والتي تتكئ عليها هذه الأحكام اليوم في حيثياتها؛ رغم البون الشاسع بين زمننا وزمنهم.

فالأصل في الإسلام المساواة؛ فعندما سمع النبي صلى الله عليه وسلم أبا ذر الغفاري يعتدي على بلال بن براح ويقول له: يا ابن السوداء، غضب وانتهر أبا ذر وقال: (طَفّ الصاع طَفّ الصاع)؛ ثم اتجه إلى أبي ذر وقال له: (إنك امرؤ فيك جاهلية؛ ليس لابن البيضاء على ابن السوداء فضل إلا بالتقوى أو عمل صالح)؛ فوضع أبو ذر خده على الأرض؛ وأقسم على بلال أن يطأه بحذائه حتى يغفر الله له زلته هذه، ويُكفر عنه ما بدر منه من خلق (الجاهلية) الأولى. وطف الصاع أي جاوز الأمر العدل. وهذا يعني أن العنصرية هي ضرب من ضروب (الجاهلية) التي ما أتى الدين القيم إلا للقضاء عليها.

و(المثقف) المتحضر اليوم مَعنيّ قبل غيره بالعمل على ترسيخ فكر (المساواة) بين أفراد المجتمع؛ ليس فقط بإلغاء التمايز القبلي (الجاهلي) بين أفراد المجتمع، وإنما - أيضاً- بإلغاء التمييز حسب الجنس بين (الرجل والمرأة) إلا بما بينه وحدده الشرع الحنيف بوضوح؛ لا العادات والتقاليد البالية، التي تقف من المرأة- عنصرياً- ذات الموقف الذي يقفه التمييز العرقي. أعرف أن هناك من يرفض التمييز العنصري ببعده القبلي، بينما يقبل التمييز العنصري بين الرجل والمرأة، رغم أن القضيتين وجهان لعملة واحدة؛ فلا يمكن أن يكون سياقك المنطقي مستقيماً وأنت (تقبل) أن تتعامل مع النساء بدونية، و(ترفض) مقتضيات الأعراف القبلية التي أفرزت هذا التباين العنصري؛ فهذه وتلك تنهلان من ذات المنهل إنها (العنصرية) البغيضة. إلى اللقاء.




===================
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
الجزيرة
الأحد 03 رجب 1429 العدد 13065

د. المقريزي
03-24-09, 12:31 PM
توجيه قضية تكافؤ النسب للجنة إصلاح ذات البين
خالد علي (سبق) جدة: أحالت محكمة جدة اليوم المترافعين في قضية تكافؤ النسب الى لجنة اصلاح ذات البين في منطقة مكة المكرمة في محاولة من القاضي لانهاء القضية ودياً بين المتنازعين ومنع حدوث الطلاق المطالب به.

وكانت القضية قد رفعت من قبل عائلة الزوجة للمحكمة مطالبين بفسخ عقد نكاح ابنتهم من زوجها لعدم مكافأته لها بالنسب.

وقدم الزوج في الجلسة الماضية مستندات رسمية من جهات حكومية تؤكد أن أخت زوجته هي أيضاً متزوجة من شخص لا ينتمي لقبيلتها ولم يرفع ضده أية قضية وان إخوان زوجته رفعوا الدعوى ضده فقط عقاباً لأختهم بعد خلافات حدثت بينهم.

وأصر القاضي المختص بالقضية على تقديم بينة تؤكد ادعاء الزوج وحضور عديله الذي لا ينتمي لقبيلة زوجته للمحكمة والتأكد من نسبه.

وطالب الزوج حقوق الإنسان والمثقفين والدعاة بالوقوف معه ونصرته خصوصا وأن زوجته لا ترغب في الطلاق وأن القضية رفعت للتشفي فقط وحرمان زوجته من حقها الشرعي.


أضيف بتاريخ 23/3/2009 - الساعة : 11:36 مساءً بتوقيت مكة المكرمة


========================
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط

ابوجهاد
05-03-09, 01:25 PM
" ليتني مو قبيلية ..! "

رددتها رفيقة دربي ذات غصة ..!
ذُهلتُ لعبارتها التي تأن بصوتها المبحوح حزناً ولوماً على مجتمع تعيشه لا يعرف للمشاعر والأحاسيس عنواناً إلا لفئة معينة وهم " الذكور ..! " .

هناك قصص وحكايا خلف الجدران في مجتمعنا السعودي .. تبتلع الألم ولا تنبس بحرف .. تلعق فتياتنا دمعاتهن حسرة على العمر الهارب من حقبة الزمن .. وكأنّهن خُلقن ليتحكم الآخرون في مصيرهن العالق في طرف ثوب يقال له ولي أمر ..خاصة إذا كان ولي الأمر ظالم ..! أحياناً أتخيل فتياتنا محكوم عليهن مسبقاً من قبل ولادتهن بأنها تتزوج هذا ولا تتزوج ذاك .. أيّ ظلم وقهر وفي أيّ عصر متخلف نعيش ..!

- ظلت تبكي طويلاً وأنا عاجزة لا حول لي ولا قوة كيف لي أن أخفف مُصابها الجلل .. كيف لي أن أهدهد ذاك الحزن المتربع في قلبها ..! كيف لي أن أقول للزمن توقف لبرهة لتلتقط أنفاسها المطعونة بألف طعنة وطعنة من خنجرالمجتمع الذي بات كالجاهلية ..المجتمع الذي رسم الطبقية بين أفراده وعزز فكرة " العرق الأفضل " .. لا أعرف هل هم أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي " زوّج زيدَ بن حارثة مولاه زينبَ بنت جحش وهي قرشية .. وأمها هاشمية .. وزوّج فاطمة بنت قيس وهي قرشية ..من أسامة بن زيد بن حارثة وهو وأبوه زيد من موالي النبي صلى الله عليه وسلم .. وثبت عن عائشة رضي الله عنها أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس وكان قرشيًّا ممن شهد بدرًا مع النبي صلى الله عليه وسلم تبنى سالمًا .. وأنكحه ابنة أخيه الوليد بن عتبة بن ربيعة وهو مولًى لامرأة من الأنصار " ..

- من الذي وضع قانون " المرأة " تتزوج من الفخذ الفلاني والساق العلاني .. بحجة " عدم التكافؤ في النسب " الذي اتخذه الكثيرحجة ما أنزل الله بها من سلطان و الله تعالى يقول : { إنّ أكرمكم عند الله اتقاكم } .. و " الرجل " يتزوج ما شاء حتى لو لم تكن " قبيلية " وهذا مشاهد ..! و " الكفاءة يضرب بها عرض الحائط لأنه رجل ..! " يتزوج ما لذّ وطاب له من هنا وهناك حتى لو لم تكن من بلده .. يسافر لأحد البلدان فـ يرى فتاة تعجبه فيذهب لأهلها خاطباً غير آبه بماضيها ولا هي من سلالة من وأصل من ..! لكن المرأة لا وألف لا وتقوم حرب ضروس عندما تقول " أنا أريد هذا ..! " فـ يحكم عليها بالسجن المؤبد .. وتوأد مشاعرها فليس لك الحق في اختيار شريك حياتك .. وكأنهم يقولون : لا حق لك في هذه الحياة ..!

- للأسف بت أؤمن بأنني في مجتمع يهضم حق المرأة في اختيار شريك حياتها .. تساؤلات كثيرة تتأرجح في مخيلتي .. تعبث بي .. تزلزل كياني .. كيف للمرأة أن تعيش حياة سعيدة مع زوج صالح تشعر به ويشعر بها ..! أليست كائن بشري لها حق العيش مع من تشعر بأنه قادر على إكمال نصفها الآخر ..!ما الذي يريدونه منها ..! زوج " قبيلي " سكيّر ولا يعرف للحياة معنى مثلاً .. فهو في رأيهم أفضل من زوج صالح غير " قبيلي " في قانونهم المزعوم ..!

- تخشى المرأة أن تصرح لوالديها عندما يتقدم لها زوج توجد به كل الأحلام التي حلمت بها منذ كانت صغيرة أن تقول لهما " أبغاه ..! " تخشى تلك الأسوار التي سجنت بداخلها وزُرع فيها الخوف مما هو آت ..!

- ننادي بمجتمع صالح وأسرة سعيدة .. ولكن الواقع خلاف ذلك .. كيف ينصلح و من أساسياته المرأة وهي تحرم أبسط حقوقها ..! وبعد ذلك يقولون : انتشرت الجرائم وهروب الفتيات مع من أحببن ..! و نشاهد ما بين فترة وأخرى أطفال لقطاء عند المساجد وفي المزابل ..! مسئولية من هذه ..! كم من الفتيات فارقن الحياة وهن لم يتزوجن ويفرحن بطفل يقول لهن : ماما ..! كل هذا بسبب " قبيلي و مو قبيلي " وكأن " المو قبيلي " حشرة منبوذة يتقيأ من يراها ..! أيّ تناقض يتلبس مجتمعنا ..! و لصالح من تبقى هذه الجذوة مشتعلة ..! ومن يروج تلك الأسطورة للأجيال ..! هل يريدون بها ضعضعت المجتمع وزرع الطبقات بين أفراده ..! وما زاد الطين بلّة أن لدينا بعض القضاة يبتون في قضية عدم تكافؤ النسب لصالح قبائلهم ..! وهذا سبب معضلة كبيرة .. عززت العنصرية بين أبناء الوطن الواحد ..

- كلمة أخيرة : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ) قالوا : يا رسول الله ، وإن كان فيه ؟ قال : ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ) ثلاث مرات ، ولم يقل نسبه وأصله ..



آمنة السبيت

كاتبة سعودية

د. المقريزي
06-17-09, 08:46 AM
أبو جهاد
أشكر لك تواجدك

=-=-=-=-=-=

العنوان
الكفاءة في القبيلة.. والعصبية الجاهلية!
المجيب
د. عبد العزيز بن عبد الله المقبل
رقم السؤال 181261
التاريخ
الاحد 21 جمادى الآخرة 1430 الموافق 14 يونيو 2009

السؤال
أريد طريقة مجدية لإقناع أهلي بالزواج بمن أريدها أنا، لا من يفرضونها هم، علمًا أن أهلي رفضوا من اخترتها، لأنها من قبيلة أخرى، وخوفا من كلام قبيلتنا.. أرشدوني ماذا أفعل لأقنع أهلي؟

الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الأخ الفاضل: وفقه الله.

ولدي الكريم: عندما أقرأ مثل سؤالك أغرق في بحر من الحيرة؛ فالناس خلقهم ربّهم أحراراً، ثم يأتي من يحاول استعبادهم. ولعل من أسوأ أنواع الاستعباد تقسيم الناس طبقات، بناء على أمور ليس لهم يدٌ فيها. فمن ذا الذي يمكن أن يختار أن يولد هنا أو هناك، أو من هذا الأب أو ذاك، أو من هذه القبيلة أو تلك؟!!

ثم إن التأكيد على مثل هذه الأمور هو تكريس للقيم (الشكلية )، على حساب (القيم) الحقيقية المهمة... وكأن سدنة هذا التقسيم يسيرون وفق قول الأول: كذاب اليمامة خير من صادق مضر!.. وإن اختلفت السياقات؛ فقد يجبرون ابنتهم على الارتباط بزوج (أحمق)، لمجرد كونه من القبيلة، في وقت يرفضون رجلاً غاية في العقل، لأنه من خارج القبيلة.

وكم تألمت -كثيراً- لفتيات قد تتجاوز إحداهن الأربعين، ومع ذلك لا يبالي من حولها، ولا يحس بأي قدر من معاناتها.. في وقت يمنع -بقوة- ارتباطها بشخص، مهما كان خلقه وعقله ودينه، إن كان من خارج (حدود) القبيلة.

والشيء المؤلم هو أن تذكر إحداهن أن إخوانها يأخذون حريتهم بالزواج من أي قبيلة يشاؤون، بل وقد يستوردون زوجات من خارج الحدود!

والشيء المؤسف أن من يمارسون مثل هذه السلوكات أناس متعلمون، بل قد يكون بعضهم ذوي شهادات عليا!

وفي ظني أن الولد أفضل حالاً من البنت، فالولد قد يكون هادئاً، ولا يريد أن يحدث شقاقاً بينه وبين أهله.. وإلا فإنه قد يستطيع -إذا كان مقتدراً مادياً- أن يفرض الأمر عليهم.. وإن كنت لا أشجع ذلك، ولا أراه.

ولدي الكريم: أرى أن أفضل وسيلة لإقناع الأهل هو البحث عمن يقتنعون به من العلماء، وزيارته، والحديث معه في هذا الشأن.. وطلب التدخل لإقناع الأهل، إما عن طريق الزيارة، إن كانت الظروف تسمح، أو عن طريق الهاتف.

كما يمكنك مفاتحة خطيب الجمعة، الذي يصلي معه الأهل، واقتراح الحديث عن الزوج، في إحدى الخطب القريبة، على أن يكون هذا الموضوع، ضمن محاور الخطبة.

كتب الله لك التوفيق والسداد، وبصّرك وأهلك بما فيه خيركم دنيا وأخرى.

=============
موقع الإسلام اليوم >> الفهرس >> خزانة الاستشارات >> استشارات اجتماعية >> العلاقات الزوجية قبل الزواج >> اختيار الزوج أو الزوجة