المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مخترع سعودي يدعو إلى تعديل كلي للتعليم وعزل الطالب المبدع عن اقرانه منذ المرحلة المتو



الماوردي
02-20-07, 08:34 AM
قال إن جامعاتنا خلطت بين التدريس والبحث العلمي .. د. الصالح لـ"الرياض": عدم اهتمامنا بثقافة الإبداع تسببت في تأخرنا
مخترع سعودي يدعو إلى تعديل كلي للتعليم وعزل الطالب المبدع عن اقرانه منذ المرحلة المتوسطة



د. الصالح لدى تسلمه الوسام من يدي خادم الحرمين

حوار - صالح المحيسن:
دعا مخترع سعودي إلى الاهتمام بالنشء لإيجاد جيل من المخترعين وانه يجب الاهتمام بالطالب المتميز من المرحلة المتوسطة بحيث يفصل عن بقية أقرانه..
وقال الدكتور محمد بن عبد الله الصالح أستاذ الهندسة الكيميائية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والحاصل على براعة اختراع عالمية في مجال البتروكيماويات ومنحه خادم الحرمين الشريفين وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى "يجب أن يمنح الطالب الموهوب الاهتمام الخاص بالموهوبين فمن الصعب أن تضع الطالب الموهوب مع الطالب المتوسط أو الضعيف لأن هذا سيخلق عند الطالب الموهوب الإحباط"..

ودعا إلى ضرورة نبذ الأسلوب التقليدي المعتمد على الحفظ والتلقين في التعليم، وتبني الأسلوب الحديث القائم على إجراء الأبحاث والاستقلالية للطالب.

الرحلة الشاقة

وكان الدكتور الصالح قد نجح في التوصل لمحفز جديد منخفض التكلفة لإنتاج مادة البولي إيثيلين بكميات مناسبة ونوعية ممتازة، ليحصل على براءتي اختراع امريكية ويابانية..

يقول عن مشوار الاختراع "بدأنا قبل أكثر من ثمان سنوات فكرة البحث عن حفاز جديد (بحكم تخصصي في مجال الحفازات) بعد دراسة ما توصل إليه العلم في هذا المجال، وتم تشكيل الفريق العلمي وكان هناك اجتماعات أسبوعية لدراسة المهام ومناقشة النتائج والبحث عن خبرات متخصصة ومناقشة سبل تطوير العمل، فتم في هذا البحث تركيبات متعددة إلى أكثر من 100تركيبة، حيث واجهتنا في بداية الأمر تحديات كثيرة ومنها تجهيز المعامل بأحدث الأجهزة الدقيقة جداً بحيث لا يوجد فيها أكسجين فيجب أن تكون نسبة الأكسجين صفر % لتتم عملية تركيب الحفاز، كما أن من التحديات مسألة إحضار المواد الكيميائية المتخصصة الذي يحتاج إلى جهد كبير ووقت، لأن تلك المواد لا تستطيع تخزينها لسرعة تلفها، ايضا فان الباحث يحتاج إلى تجريب مختلف التركيبات لأنه كلما لا حضت مسيرة خط معين تحتاج إلى مواد خاصة ومعه احتجنا إلى وقت طويل، وبعد رحلة طويلة وشاقة تمكنا من تركيب "حفاز جديد منخفض التكلفة تنتج مادة البولي إيثيلين بكميات مناسبة ونوعية ممتازة" ..

ويبين الدكتور الصالح أن الانتقال من براءة الاختراع إلى مرحلة التصنيع تمر بمراحل كثيرة منها التجريب في مفاعلات أكبر وهنا تتم عملية ملاحظة هل إنتاج الحفاز بكميات كبيرة مازال أداؤه كما كان في المختبر، ثم تجريبه في صناعات خفيفة إلى أن يصل إلى مرحلة الترخيص الصناعي، فالعملية تمر في سلسلة طويلة لإيجاد نوع جديد، كما يجب عليك عندما تنتج حفازاً أن تكرر إنتاجه عدة مرات للتأكد ن نجاح تجربتك وأن عملك صحيح.

تسجيل البراءة

ويوضح طرق تتبع براءة الاختراع لتبيان أن اختراعه جديد أم سبقه إليه أحد، فيشرح ذلك بالقول : الطريقة الأولى أن تقوم بالبحث عن جميع براءات الاختراع عبر البحث الدقيق في سجلات مكشوفة لتلك البراءات في دول العالم، لذا فكان القلق يساورنا طيلة فترة عملنا في ألا يكون ما توصلنا إليه مسجل من ذي قبل، وهنا أشير إلى أنه ومع البدء في تسجيل براءة الاختراع يجب أن يتم تعيين محامٍ خاص في الولايات المتحدة الأمريكية ودوره يتمثل في البحث في عدم وجود أي مشكلة تعترض سير عمل موكليه، وتمر سنتان من انتهائك من البحث حتى يسجل باسمك، أما في اليابان فالمخترع بحاجة إلى مدة تصل إلى 9سنوات لافتاً أن الاختراع يمر بثلاث مراحل الأولى البحث والتمحيص والثانية النشر والثالثة الاعتماد

0ويضيف : ما دفعني للتوجه للاختراع في مجال الحفازات هو أنه مجال تنافسي شديد بين دول العالم، وهنا لابد لنا أن نعرف أن المملكة هي رابع دولة في العالم في مجال البتروكيماويات (البولي إيثلين، والبولي بربولين)، ولا بد لنا من فهم أن هذا المنتج يستهلك بكميات كبيرة في العالم بصفة عامة فشركة سابك تنتج سنوياً 4ملايين طن من مادة البولي إيثلين وهي المادة الأساسية التي تتحول إلى المواد البلاستيكية وما شابهها، وهناك ضغط شديد على هذا المنتج، وبالطبع هذا تحدٍ بين الشركات والجامعات كل يدلي بدلوه في هذا الحقل، فكل جهة تحاول أن تنتج حفازاً بطريقة أفضل وأرخص، فكان هذا السبب لتوجهنا بهذا الاتجاه ووضعنا لأنفسنا هدفاً معيناً ووفقنا الله بعد جهود مضنية وبعد أن أصابنا الإحباط من التوصل للحفاز آن الذكر، مشيراً إلى أن الحفاز الذي ستتوصل إليه يجب أن يتمتع بمميزات ومنها الرخص وأن تستخدم كمية قليلة من الحفاز لإنتاج منتج كثير كما يجب أن يكون نوعية المنتج ممتازة.

المحطة الثانية

وعن ماهية براءة الاختراع الثانية التي تمكن من تسجيلها قال الدكتور الصالح أنها عبارة عن عمليات التكسير الحفزي وسجله مع مجموعة من العلماء اليابانيين، مشيراً إلى أن عمله في هذا الحقل سبق الاختراع الأول (الحفاز)، إلا أن تسجيل براءة الاختراع في اليابان تستغرق وقتاً أطول وتصل إلى تسع سنوات، وبين الصالح أن البراءة هذه تحمل اسم (عملية حفاز جديد لعملية التكسير الحفزي لمشتقات البترول الثقيل)، وملخص هذا الاختراع هو محاولة الاستفادة من البترول إلى أقصى حد عبر الاستفادة من المواد الثقيلة فيه كالإسفلت الذي يتكون من سلسلة طويلة من المواد الهيدروكربونية، فالاختراع ينصب في تحويل هذا المشتق إلى مواد أكثر نفعاً.

وأكد الدكتور محمد أنه يمضي قدماً لإعداد أوراق خاصة ببراءة اختراع ثالثة وجديدة (ولا يحبذ الإفصاح عنها في الوقت الحالي) وسينتهي منها قريباً.

وحول مشاعره بتكريم خادم الحرمين الشريفين له بوسام الملك عبدالعزيز، أكد أن هذا التكريم ترك أثراً كبيراً في نفسه، وشعر بصدى هذا التكريم فيما بين زملائه أساتذة الجامعة، لافتاً إلى جانب في غاية الأهمية وفقاً لما يراه الدكتور محمد وهو أن تكريم هذه الصفوة من رجُل في مكانة خادم الحرمين الشريفين هو في حقيقته سيسهم في نشر ثقافة براءة الاختراع في وسط المجتمع وبين العلماء وسيفضي ذلك إلى إنتاج مواد جديدة والاتجاه للبحث العلمي الحقيقي المفيد.

وعن مشاريعه البحثية القادمة قال أستاذ الهندسة الكيميائية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أنه شارف على سن التقاعد وبعد هذه التجارب الطويلة من البحث العلمي والجو الأكاديمي فإنه يشعر برغبة شديدة للاستفادة من هذه التجارب في مجال التأليف ليستفيد أبناء الطلبة من تجاربه.

وفي السياق ذاته نبه الى أن براءة الاختراع لا تعني بالضرورة تشتمل على مواد كيماوية وحسب، بل إن أي تطوير أو تجديد أو لإبداع مفيد للمجتمع يسجل كبراءة اختراع، وعلى هذا مثلاً أن بعض الشركات تهتم بالألوان فعندما تعطي لوناً جديداً يسجل لها كبراءة اختراع ولها حقوق فكرية فهم ينظرون عن أن اللون قد ينتج فناً ! وهذا ما تنبهت إليه منذ أكثر من 10سنوات شركة سابك، كما أن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن هي الأخرى تنبهت إلى أهمية أن يكون إضافة إلى النشر العلمي اتجاه لأعضاء هيئة التدريس أيضاً إلى الأفكار الإبداعية وتسجيل مواضيعهم الجديدة واكتشافاتهم كبراءة اختراع، وهذا ما يجب أن يفهمه شبابنا ببساطة عن براءة الاختراع، وأنا أود أن أؤكد أن مجتمعنا مليء بالمبدعين ! ولفت النظر إلى أن عدم معرفتنا بهذا النوع من الثقافة هو الذي تسبب في أن تخسر شركة عملاقة كأرامكو طيلة سنواتها الماضية الكثير من الأفكار الإبداعية التي كان يتوصل اليها عقول وسواعد شبابنا ثم تأتي شركات عاملة مع الشركة وتسجلها باسمها ومن ثم بيعها على جميع الشركات ومنها أرامكو، فتنبهت أرامكو في السنوات القليلة الماضية إلى هذا الموضوع الهام وهي تركز بشكل كبير بل وتحفز على جميع المستويات، وهناك لجنة مخصصة لهذا الغرض تبحث عن الأفكار الإبداعية في كل مكان وتذهب لتكريم أي موظف مبدع وتقوم بتسجيل أي فكرة على الفور ولا شك أن هذه خطوة ممتازة .

ما ينقص المخترع

الباحث لدينا يحتاج إلى بيئة متخصصة وإعطاءه الكثير من المميزات التي تساعده على البحث كما أن منحه التفرغ وعدم الانشغال بأي شيء آخر، فعلى بسيل المثال لا الحصر في المانيا عندما يحصل عالم على جائزة نوبل في الكيمياء أو الفيزياء تأتي الدولة وتعطي هذا العالم ملايين الدولارات وتطلب منه إنشاء مركز بحثي لإنتاج وتدريب العلماء يأخذوا طريق الابتكار والاختراع ويستمر هذا الطريق للحصول على جائزة نوبل.

وتوقف الدكتور الصالح في هذا السياق بكل اهتمام وإعجاب بالحديث الأبوي الهام الذي أسداه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - لدى لقاءه بثمانية مخترعين سعوديين في قصر السلام في مدينة جدة في الثاني عشر من شهر شعبان الماضي، وقال: حقيقة لقد تأثرت كثيراً لدى سماعي لتلك الكلمات التي تفضل بها خادم الحرمين الشريفين حين التقى بنا وأشار أنه - أيده الله - كانت لديه فكرة منذ 25عاماً لإيجاد جامعة متخصصة للمتميزين والباحثين سواء أكانوا من السعوديين أو العرب أو المسلمين أو حتى العالميين فتصبح هذه الجامعة ملتقى لهم لإجراء الأبحاث وإفراز الاختراعات، فيريد - يحفظه الله - من هذه الجامعة ألا تكون تقليدية ! وحقيقة هذا حلم يراودنا كأساتذة في الجامعات وكمخترعين لأن تلك الكلمات لامست مشاعرنا بشكل كبير لأن جامعاتنا خلطت بين التدريس والبحث العلمي ومن هنا يصبح البحث العلمي ليس من أولوياتها الرئيسية، لكن عندما توجد جامعة متخصصة في الأبحاث المنتجة لبراءة الاختراع والمخترعين يكون هناك توجه كامل وأهداف واضحة من هذا الجانب، وبحق إذا ما قدر لهذه الجامعة أن ترى الضوء فإنها ستكون ما يتمناه الباحث والمخترع السعودي وندعو الله أن توفق هذه الجامعة لتحقيق ما يصبوا إليه خادم الحرمين الشريفين، وإنشاء الله تكون جامعة الملك عبدالله نواة لحصد المملكة لجوائز نوبل في العلوم والهندسة.

وحول سؤال عن المرحلة التي يرى الدكتور محمد الصالح ضرورة الاهتمام بالنشء فيها لخلق جيل من المخترعين أجاب : يجب الاهتمام بالطالب المتميز من المرحلة المتوسطة بحيث يفصل عن بقية أقرانه، كما يجب أن يمنح الاهتمام الخاص بالموهوبين فمن الصعب أن تضع الطالب الموهوب مع الطالب المتوسط أو الضعيف لأن هذا سيخلق عند الطالب الموهوب الإحباط، كما إنني أرى أن الطالب الموهوب تواجهه مشكلة التعليم لدينا فهو يتضايق من الأسلوب التقليدي في التعليم بل إنه متمرد على ذلك الأسلوب ويحاول أن يبحث ويظهر الإبداع، فإذا ما واجهته منذ السن المبكرة الحواجز والصعوبات يبدأ يخبوا لديه التفوق والإبداع، كما أرى أنه يجب أن يكون له تعليم خاص للموهوبين والاعتماد على النفس بإجراء البحوث ويلقيها أمام زملائه كما هو معمول به في دول العالم، وبهذه الطريقة يتعلم الطالب منذ وقت مبكر على إجراء البحوث والاعتماد مع الثقة بالنفس، وحول رؤيته في نظام التعليم في المملكة دعا الدكتور محمد إلى ضرورة نبذ الأسلوب التقليدي المعتمد على الحفظ والتلقين في التعليم، ودعا إلى تبني الأسلوب الحديث القائم على إجراء الأبحاث والاستقلالية للطالب، وبين أن تغيير التعليم لا تعني تغيير الكتاب وحسب بل تغيير التعليم بكافة أساليبه وأدواته وتركز على الأسلوب الذي يظهر مواطن الإبداع لدى الطالب.
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط

العنودشموخ
03-07-07, 09:47 AM
الف شكر