المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأطباء:النشاط الحركي يقلل نسبة الإصابة بالكوليسترول..



minshawi
12-31-04, 10:58 PM
كثير منا يعلم أن ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم له آثار سلبية كثيرة، والتي قد تصل إلى درجة الخطورة بما تتسبب به من أمراض عديدة، حيث إن ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم يعتبر أحد عوامل الخطورة التي تزيد من احتمال الإصابة بتصلب الشرايين في الجسم، خاصة الشرايين التاجية. وقد ساهمت الحياة العصرية في أيامنا هذه في ازدياد نسبة الكوليسترول وذلك نتيجة لكثرة الأعمال المكتبية وقلة ممارسة الرياضة والمشي، إضافة إلى العادات الغذائية السيئة وبالتالي فإن هذه العوامل أدت إلى زيادة في الوزن وارتفاع نسبة الضغط والسكري. وللحديث عن علاقة الكوليسترول بهذه الأمراض والتعرف على مدى خطورة الإصابة به التقينا الدكتور محمد هيثم عودة استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية، والدكتور باتريس هونروت استشاري أمراض السكر والغدد الصماء.. إلى الحوار:
مضاعفات ارتفاع الكوليسترول
ما المضاعفات التي يمكن أن تحدث للإنسان في حالة ارتفاع الكوليسترول في الدم؟
الدكتور عودة: "في الحقيقة ارتفاع الكوليسترول في الدم مرض صامت دون أية أعراض مباشرة في غالبية الحالات، ولا تظهر الأعراض إلا في الارتفاع الشديد أحياناً، ولكن ما نشاهده هو أعراض الأمراض الناتجة عن ارتفاع الكوليسترول وذلك حسب مكان ترسب الكوليسترول على الشرايين وحدوث تصلب الشرايين، فمثلاً لو أن الترسبات أصابت الشرايين التاجية للقلب فإن الشخص سوف يشتكي من أعراض الضيق في هذه الشرايين مثل الذبحة الصدرية أو الجلطة، أما لو كان الترسب في أحد شرايين الدماغ فإن المريض قد يحدث له شلل أو ضعف في نصف الجسم بسبب جلطة دماغية، وكذلك لو أن هذا الأمر حدث في أحد شرايين الكلية أو العين أو الأطراف فسيحدث مرض ناتج عن هذا التصلب في ذلك المكان مع الأعراض المرافقة له، حتى أن الترسبات قد تتموضع في شريان العضو الذكري للرجل مسببة عجزا جنسيا وضعف انتصاب وهذا قد يكون غريباً لبعض الأشخاص الذين يظنون أن كثرة تناول الأطعمة الدسمة قد تزيد الفحولة عند الرجل.
أما في حالات وجود ارتفاع شديد في الكوليسترول فقد تكون هناك بعض الأعراض غير الوصفية مثل التعب أو الدوخة. وفي الحالات الشديدة الارتفاع فقد نشاهد ترسبات الكوليسترول في بعض مناطق الجسم مثل زوايا العين أو الأوتار والمفاصل".
علاقته بالأمراض الأخرى
هل هناك علاقة بين الكوليسترول وأمراض أخرى؟
الكوليسترول عنصر أساسي في الجسم وهو ضروري لإتمام الكثير من التفاعلات الحيوية والأساسية في الجسم، والكوليسترول في الجسم يأتي من مصدرين أساسيين وهما داخلي المنشأ وهو المنتج في الكبد، وخارجي المنشأ من الغذاء الدسم الغني بالكوليسترول وعليه فإنه في حالات زيادة إنتاج الكوليسترول الداخلي بشكل كبير قد لا تفيد الحمية الغذائية بتخفيض مستوى الكوليسترول في الدم ولا بد عندها من تناول الدواء الخافض للكوليسترول، خاصة من أنواع الـ STATINES بشكل دائم يومي، إضافة إلى الحمية الغذائية القليلة الدسم والرياضة اليومية. وهناك بعض الأمراض التي لها علاقة بازدياد نسبة الكوليسترول في الدم فمثلاً قصور الغدة الدرقية والداء السكري والبدانة والتدخين وتناول بعض الأدوية مثل الهرمونات، أدوية منع الحمل وبعض أدوية ارتفاع الضغط وغيرها تساعد على زيادة نسبة الكوليسترول في الدم ويجب الانتباه لها.
بالمقابل بعض الأمراض أو العوامل تقلل من نسبة الكوليسترول أو تزيد من نسبة الكوليسترول الحميد مثل الرياضة وخاصة المشي والسباحة بشكل منتظم يومي والإقلاع عن التدخين وتناول بعض المأكولات المحتوية على الزيوت الحميدة كزيت الزيتون وزيت السمك.
ويجب أن يعرف الإخوة المرضى والذين لديهم مرض ارتفاع الكوليسترول والذي لم تنفع معه الحمية والوسائل غير الدوائية أنه وبحمد الله أصبح العلاج متوافرا وقد ساعد على إنقاص نسبة الأمراض والوفيات بنسبة تزيد على 35 في المائة عند من يستعمله وهذه العلاجات الحديثة من نوع الـ STATINES يجب أخذها بشكل يومي ومستمر للمحافظة على مستوى الكوليسترول تحت المعدلات الطبيعية وهي تستعمل أساساً في علاج المرضى المصابين بضيق الشرايين، خاصة التاجية وآثارها الجانبية قليلة جداً ولا خوف منها بإذن الله.
ازدياد نسبة الإصابة في المملكة
هل تعتبر نسبة الإصابة بالكوليسترول في المملكة عالية مقارنة مع بالدول الأخرى؟
نعم، هناك ازدياد في معدل حدوث هذا المرض في المملكة، خاصة عند سكان المدن بسبب تغير نمط الحياة، وأصبحت مظاهر الحياة العصرية والحضرية واضحة وألقت بثقلها على الناس فطبيعة الأكل تغيرت ودخلت الوجبات السريعة الدسمة إلى حياتنا بشكل كبير، وطريقة الطبخ في المنزل قد تبدلت باستعمال السمن البلدي أو الزبدة من مصادر حيوانية مع تناول اللحوم الحمراء والكبدة بكثرة وبشكل يومي وكل هذه العناصر تزيد بشدة من تركيز الكوليسترول في الدم.
ويأتي أيضا التدخين، الذي يشكل عاملا أساسيا في أمراض القلب والشرايين وذلك بالمساهمة في تشكيل العصيدة الشريانية وداء تصلب الشرايين وازدياد الكوليسترول.
يضاف إلى ذلك زيادة استعمال وسائل الترفيه وما يترتب عليها من حياة كسولة وخمولة وعدم تحديد وقت للمشي أو الرياضة البسيطة وهذا ما يقلل من تركيز نسبة الكوليسترول الحميد والذي هو عامل أساسي للوقاية من ضرر الكوليسترول السيئ فكلما زادت حركة ونشاط الشخص وقام بممارسة الرياضة كالمشي زاد معدل الكوليسترول الحميد وبالتالي قل ضرر الكوليسترول بشكل عام وقلت نسبة خطورته على الجسم. كذلك ارتفاع نسبة حدوث الداء السكري في المملكة والذي يشكل بنفسه سبباً لارتفاع الكوليسترول في الجسم، مع ازدياد نسبة التزاوج بين الأقارب وبالتالي توارث العوامل الوراثية السيئة الحاملة لزيادة الكوليسترول العائلي والذي يعتبر من أسوأ أنواع ارتفاع الكوليسترول.
كل هذه العوامل السابقة الذكر إضافة إلى العوامل الأخرى ساعدت في زيادة معدل الإصابة بارتفاع الكوليسترول عند سكان هذه البلاد ومن الضروري لتجنب حدوث الازدياد في هذه النسب القيام بما يمكن أن نغير به هذه المسببات القابلة للتغيير، مثل: التوقف عن التدخين تماما ويعقد العزم والإكثار من الدعاء لله تعالى بالخلاص من هذا الشر الخطير، كذلك تغيير طبيعة الأكل وإنقاص الوزن بتناول طعام صحي قليل الكوليسترول والسيطرة على الداء السكري بالعلاج والحمية وأخيراً تخفيف نسبة التزاوج بين الأقارب لدى العائلات المصابة بمثل هذه المورثات.
الكوليسترول ومصادره
هل لك أن توضح لنا ما الكوليسترول؟ وما أهميته؟
الدكتور باترس: الكوليسترول عبارة عن مادة شمعية بيضاء طرية عديمة الطعم والرائحة موجودة في الدم وجميع أجزاء الجسم من فصيلة الستيرول وهو ضروري للحياة حيث إنه يدخل في تركيب أغشية الخلايا وأملاح الصفراء للمساعدة على امتصاص فيتامين (د)، والعديد من الهرمونات المهمة. وهو لا يذوب في الماء أو البلازما، ولنقله فهو يحتاج إلى بروتين مساعد والأخير يكون إما ثقيلا أو خفيفا وهذا مصدر تقسيم الموليسترول إلى خفيف ضار وثقيل مفيد، ويأتي الكوليسترول إما من الغذاء مباشرة وإما بتمثيله عن طريق الكبد ولهذا فليس بالضرورة أن كل ذي وزن زائد لديه نسبة عالية من الكوليسترول أو كل ذي وزن معتدل لديه نسبة طبيعية من الكوليسترول.
أهميته لجسم الإنسان
تأتي أهمية الكوليسترول من حيث إنه يمثل أحد العناصر الرئيسية في بناء الخلية الحيوانية وكذلك الجهاز العصبي ويعتبر أساسياً في تصنيع الهرمونات، وهي: الكوليسترول، الكورتيزون، الالدوسترون، والهرمونات الجنسية، التي تلعب دوراً مهما في بناء الجسم وتنظم الكثير من العمليات الحيوية. وكما يدخل الكوليسترول في بناء فيتامين (د)، حيث يكون مع ملح الكالسيوم ثنائياً أساسياً في تكوين العظام ونموها والمحافظة عليها، تقوم الكبد باستخلاص كوليسترول الدورة الدموية ومنه يتم تكوين مركبات أهمها العصارة الصفراوية، التي تقوم بالهضم وامتصاص الدهون في الجهاز الهضمي.
ويتضح مما سبق أهمية الكوليسترول للإنسان إلا أن زيادته عن الحدود الطبيعية تكون سبباً لبعض الأمراض مثل أمراض تصلب الشرايين، والذبحة الصدرية، أمراض الشرايين الطرفية، وارتفاع ضغط الدم، لذلك فإنه يجب على طبيب الأسرة الاهتمام والتركيز على متابعة مستوى الكوليسترول كما يجب على إخصائي التغذية التنبيه والإرشاد في الحد من استهلاك كميات كبيرة من الدهون في الغذاء، خاصة عند الأطفال لأن عملية تصلب الشرايين تبدأ عادة من الطفولة المبكرة في شكل الخيوط الدهنية وقد تبدأ بشكل خيوط دهنية متلفية. وهناك دراسات للتاريخ الأسري أوضحت أن مستويات الكوليسترول في الدم عند الأطفال ترتبط طردياً مع معدلات الإصابة بأمراض الشرايين التاجية في هذه الأسر. كما لوحظ أن الطفل المصاب بارتفاع الكوليسترول في الدم غالباً ما يلازمه هذا الارتفاع عند البلوغ.
دوره في تصلب الشرايين
ما علاقة الكوليسترول بتصلب الشرايين؟
هذا سؤال جيد، ينتقل الكوليسترول الخفيف محمولاً بواسطة بروتينات خاصة في الدم إلى الأنسجة المختلفة، وإذا زادت نسبته في الدم فهناك قابلية لترسبه في جدران الأوعية الدموية (كالشرايين التاجية)، حيث تبتلعه خلايا بلعومية فتنتفخ هذه الخلايا وبعضها ينفجر ويرسب الكالسيوم ومكونات الدم الأخرى مما يؤدي إلى ضيق أو انسداد هذا الشريان. أما الكوليسترول الثقيل المفيد فيقوم بنفض ما قد يترسب من الكوليسترول الخفيف على جدران الأوعية الدموية إلى الكبد لإعادة تمثيله فعلينا الحفاظ على الكوليسترول الخفيف منخفضاً والكوليسترول الثقيل عالياً.
علاج ارتفاع الكوليسترول
ما العلاج الأمثل لارتفاع الكوليسترول؟
إن الدراسات التي تقوم بعلاج ومراقبة الكوليسترول توضح أن علاج ارتفاع الكوليسترول ضروري في مراحل العمر المختلفة. وقبل إدخال العلاج الطبي بالأدوية والعقاقير هناك خطوات أساسية، منها:
أولا: النشاط الحركي، حيث تلعب الرياضة والنشاط الحركي دورا مهما في الوقاية من أمراض تصلب الشرايين، حيث تؤدي إلى التخلص من السعرات الزائدة والوقاية من احتمالات الإصابة بالجلطات وتقلل من ارتفاع ضغط الدم، كما أن الرياضة ترفع وتزيد من تركيز الكوليسترول الجيد. ثانيا: اتباع نظام غذائي جيد، قليل الدهون المشبعة (الحيوانية) عالي المصادر النباتية مرتفع الألياف.
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط