المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة علمية: تجاوز تركيز النترات في المياه يتسبب في قتل الأطفال الرضع وسرطان المعدة



minshawi
12-08-04, 10:49 PM
أوصت دراسة حديثة بضرورة المراقبة المستمرة لتركيز النترات في آبار الشرب ومحطات التنقية وشبكات توزيع المياه في المناطق السعودية، مع اتخاذ الخطوات اللازمة حيال الآبار التي تُستخدم مباشرة من دون تنقية ويتجاوز تركيز النترات فيها الحد المسموح به عالميا وهو (45 ملجم/لتر) نترات كحد أقصى. وقال الدكتور عبد الرحمن العبد العالي مدير عام الادارة العامة لبرامج المنح البحثية في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالرياض لـ«الشرق الاوسط»، إن الدراسة دخلت سنتها الخامسة بميزانية 1.2 مليون ريال (320 ألف دولار) ويجري حاليا اجراء التحاليل والاختبارات المخبرية لتلك العينات لتحديد تركيز النترات والأملاح الذائبة.
يشار إلى أنه بعد ظهور نتائج مناطق الرياض والقصيم وحائل، قررت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية اجراء دراسة على مستوى باقي المناطق السعودية، وقد انتهى فريق العمل من جمع عينات مياه 7 آبار في مناطق الشرقية، الحدود الشمالية، الجوف، تبوك، والمدينة المنورة.
وأضاف الدكتور العبد العالي أن الصعوبات التي واجهتهم أثناء تنفيذ الدراسة تتمثل في عدم توفر معلومات دقيقة عن آبار مياه الشرب في مناطق السعودية من حيث أعماقها وتكوينها عدا منطقة الرياض، التي توفر لديها معلومات متكاملة عنها، وقد واجهنا صعوبات تتمثل في أن اغلب الآبار تقع في مناطق نائية مما يجعل فترة جمع العينات تستغرق فترة طويلة.
ويخطط الفريق العلمي وفقا للدكتور العبد العالي مستقبلا لجمع عينات من آبار مناطق السعودية الباقية، مكة المكرمة، عسير، جيزان، نجران، والباحة.
وتابع الدكتور العبد العالي أن عملية اتخاذ إجراءات تنفيذية للاستفادة من هذه الدراسة تحتاج إلى بعض الوقت لأنها تتطلب إجراء دراسات اقتصادية لأفضل الحلول للاستغلال الامثل لنتائج الدراسة على ارض الواقع. وكشفت الدراسة التي قام بها فريق بحثي سعودي مكون من الدكتور عبد الرحمن العبد العالي، والدكتور عبد الله الزرعة، والدكتور مجاهد خان من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالرياض، والدكتور عبد الله الرحيلي من كلية الهندسة بجامعة الملك سعود بالرياض، عن تجاوز تركيز النترات الحد المسموح به دوليا في مياه آبار الشرب في مناطق الرياض والقصيم وحائل بنسبة10% و30% و17 % من آبار مناطق الرياض والقصيم وحائل على التوالي، وقد تبين أن تقييم كفاءة محطات التنقية لإزالة النترات بنسبة تصل إلى 69.2%. وأوضحت الدراسة أن تجاوز تركيز النترات الحد المسموح به الذي حددته كل من وكالة حماية البيئة الأميركية ومنظمة الصحة العالمية والهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس يتسبب في آثار صحية خطيرة على الأطفال الرضع وقد يكون قاتلا ويبدو أن الحموضة المنخفضة في الجهاز الهضمي للرضيع تؤدي إلى نمو بكتيريا تقوم باختزال النترات وتحويلها إلى نتريت والذي ينقل إلى الدم، وللنتريت شراهة عالية للهيموغلويبن مقارنة بالأكسجين وبذلك يحل النتريت مكان الأكسجين في الدم مكونا الميثموجلابين، وبذلك فان الجسم يحرم من الأكسجين الضروري له وفي الحالات الشديدة يؤدي إلى اختناق المصاب حتى الموت، ولان نقص الأكسجين في الدم يؤدي إلى أن يصبح الجسم مائلا إلى الازرق، فان التسمم بالنترات يطلق عليه متوالية «الطفل الأزرق» أو ميثموجلوبنيميا وكذلك يمكن النترات تكوين النيتروزامينات في المعدة والتي يعتبر بعضها مواد مسرطنة. واعتبرت الدراسة التي خصت بها «الشرق الأوسط» أن أهم مصادر تلوث المياه بالنترات بسبب زيادة الاعتماد على نظام البيارات في التخلص من مياه الصرف الصحي حيث أن كمية المياه التي يتم جمعها في شبكات الصرف الصحي تمثل 36% فقط من متوسط الإمداد الإجمالي اليومي لمياه الشرب في المملكة، وكذلك أيضا تتلوث المياه بالنترات بسبب إضافة المصادر الطبيعية للنشاطات الزراعية المتنامية التي تواكبها زيادة استخدام كميات كبيرة من الأسمدة النتروجينية والأسمدة العضوية. ويتفاوت تركيز النترات في مصادر المياه الجوفية وفي الشبكات من مكان إلى أخر فبينما تكون التركيزات عالية في المياه الجوفية الضحلة القريبة من المناطق الزراعية ومناطق الرعي والمناطق الحضرية فان التركيزات تكون ضئيلة جدا أو معدومة في المياه الجوفية البعيدة عن نشاطات الزراعة والنشاطات البشرية، وتشير العديد من الدراسات في الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوربية ودول أخرى الى أن مشكلة النترات في المياه الجوفية تكاد تكون ظاهرة شائعة تزامنت مع الزيادة في النشاطات الزراعية وتنمية الثروة الحيوانية وكذلك الزيادة المطردة في مياه الصرف الصحي والصناعي نتيجة للتطور السكاني كما تشير الدراسات الى أن مياه الصرف الصحي التي تجمع في حفر الرشح أو البيارات وكذلك الناتجة عن مياه الصرف الصحي تأتى في المرتبة الثانية بعد النشاطات الزراعية والحيوانية كأهم مصادر تلوث المياه بالنترات. وقد سعى المشروع البحثي للدراسة إلى تحقيق أهداف تتضمن جمع عينات من جميع الآبار العاملة والمستخدمة لأغراض الشرب وقت زيارة المواقع لتحديد مستويات النترات في المياه وتقييم كفاءة محطات التنقية في إزالة النترات المغذية لتلك المحطات وذلك بتجميع عينات من مواقع مختلفة من المحطات العاملة في مناطق الرياض والقصيم وحائل وتقييم مستويات النترات ومدى التغير في التركيز خلال مرور المياه في 3 شبكات مياه مختارة في مدينة الرياض ومحافظة عنيزة ومدينة حائل ودراسة التغيرات الموسمية لتركيز النترات في بعض الآبار المختارة وإجراء تجارب لإزالة النترات باستخدام الراتنجات. وأجرى الفريق البحثي القياسات الضرورية لدرجة الحرارة والرقم الهيدروجيني والموصلية العكارة وكذلك أجريت التحاليل في المختبر لمجموع الأملاح الذائبة والعسر الكلي والقلوية والكلوريدات والكبريتات والنترات والحديد والمنجيز باستخدام الطرق القياسية واستخدم الكووموتجراف الايسوني في تحليل النترات والكبريتات والكلوريدات. وقد تبين للباحثين بعد دراسة نتائج التحاليل والمعلومات المتوفرة عن الآبار أن 10% من عينات المياه من آبار منطقة الرياض و30% من عينات المياه من آبار منطقة القصيم و17% من عينات آبار مياه منطقة حائل تجاوز تركيز النترات فيها الحد الأقصى المسموح به عالميا. ولاحظ الباحثون أن ارتفاع تركيز النترات في بعض آبار النبهانية بمنطقة القصيم يتراوح ما بين (401 ملجم / لتر) إلى(ملجم / لتر)، وحسب المعلومات المتوفرة عن تلك الآبار أنها سطحية وتقل أعماقها عن 40 لترا، أما في منطقة حائل فقد وجد أن تركيز النترات في احدى الآبار (808 ملجم / لتر)، في حين أن تركيز النترات في بقية الآبار يتراوح بين(4.9 إلى 152 ملجم / لتر). وأكدت الدراسة على أن التركيزات العالية للنترات مرتبطة بالآبار السطحية ذات الأعماق المنخفضة وذلك نظرا لقابلية أيون النترات الشديدة للذوبان في الماء فانه يتحرك مع المياه الجوفية بنفس سرعتها من دون تحول أو تعطل، هذا بالإضافة إلى أن الخزانات المائية الطبيعية الضحلة تتميز بوفرة الأكسجين مما يجعل أيون النترات اكثر الأيونات ثباتا مع ملاحظة الباحثين أن هناك عددا قليلا من الآبار ذات الأعماق الكبيرة في كل من الرياض والقصيم لوحظ فيها ارتفاع تركيز النترات مما يشير إلى احتمال وجود خلل في تغليف البئر مما أدى إلى وصول مياه ذات مستوى مرتفع من النترات واختلاطها بالمياه العميقة. وبينت الدراسة انه بلغ عدد الآبار في منطقة الرياض التي تستخدم مباشرة بدون تنقية 77 بئرا ووجد أن 22% من تلك الآبار يتجاوز تركيز النترات فيه الحدود المسموح بها حيث بلغ التركيز ما بين 45.7 الى 243.4 ملجم / لتر كما أن 63.3% من تلك الآبار يتجاوز تركيز مجموع الأملاح الذائبة فيه الحدود المسموح بها حيث يبلغ حدود التركيز ما بين 1008 إلى 4638 ملجم /لتر و66.2 % يتجاوز تراكيز العسر الكلي فيه الحدود المسموح بها حيث يبلغ ما بين 500 إلى 2300 ملجم / لتر ويبلغ اجمالي الآبار في منطقة الرياض 200 بئر وتقع غالبيتها في مناطق ذات استخدامات زراعية وسكنية. وبلغ عدد الآبار في منطقة القصيم التي تستخدم مباشرة وبدون تنقية 62 بئرا و20.9 منها يتجاوز تركيز النترات فيه الحدود المسموح بها ويتراوح التركيز ما بين 48.8 إلى 884.4 ملجم /لتر و30.6 % من الآبار تجاوز تركيز مجموع الأملاح الذائبة الحد المسموح بها ويتراوح التركيز ما بين 1024 إلى 4664 ملجم /لتر و27% تجاوزت الحد المسموح بها للعسر الكلي ويتراوح التركيز به ما بين 524 إلى 2400 ملجم / لتر ويبلغ إجمالي الآبار في منطقة القصيم 108 ابار وتقع غالبيتها في مناطق ذات استخدامات زراعية وسكنية. وبلغ عدد الآبار في منطقة حائل التي تستخدم مباشرة من دون تنقية 36 بئرا و19% منها تجاوزت الحد المسموح به للنترات ويتراوح التركيز ما بين 46.2 إلى 808 ملجم / لتر و27.5 % تجاوزت الحد المسموح به لتركيز مجموع الأملاح الذائبة ما بين 1120 إلى 5758 ملجم / لتر و25% منها تجاوزت الحد المسموح به للعسر الكلي ويتراوح التركيز ما بين 584 إلى 3140 ملجم / لتر. وتعتمد آبار منطقة الدراسة على عدة متكونات حاملة للمياه منها متكونات رئيسية وأخرى ثانوية وبأعماق مختلفة وبعضها متكونات محصورة وأخرى غير محصورة فمن أهم المتكونات التي تعتمد عليها المنطقة الوسطى من المملكة متكون الساق والوسيع والمنجور والبياض والوجيد كما تعتمد على مجموعة من الحقول السطحية وقد استنجت الدراسة أن التركيز العالي نسبيا للنترات مرتبط بالتكوينات غير المحصورة والحقول السطحية ويلاحظ ذلك في متكون الساق وان اغلب الآبار التي يتجاوز فيها تركيز النترات الحد المسموح به صنفت على أنها تعتمد على حقول سطحية وبعض الآبار التي تعتمد على متكونات محصورة وعميقة مثل متكون الساق أظهرت تركيزات عالية للنترات مما يدل على وجود خلل في تغليف البئر. وقد جرى تقييم كفاءة محطات التنقية العاملة في مناطق الدراسة في الرياض والقصيم وحائل وعددها 18 محطة حيث أظهرت النتائج أن تركيز النترات في الماء يتراوح ما بين 2.9 إلى 84.48 ملجم / لتر ووجد أن التركيز في ناتج المحطات يتراوح ما بين 1.20 الي 45.2 ملجم / لتر بنسبة إزالة تصل إلى 69.2 بالمائة. ولدراسة تركيز النترات في شبكات المياه فقد تم جمع عينات من 92 نقطة في شبكة مدينة الرياض و65 نقطة من شبكة محافظة عنيزة و40 نقطة من شبكة التوزيع في مدينة حائل ووجد أن تركيز النترات لشبكة مدينة الرياض لم تتجاوز الحد المسموح به أما في محافظة عنيزة فان الأحياء التي تغذي بمياه التنقية فان التركيز للنترات أيضا لم يتجاوز الحد المسموح به في حين أن الأحياء التي تغذي بخليط من مياه الآبار ومحطة المعالجة وجد أن 4 عينات من اصل 25 عينة تجاوز فيها تركيز النترات الحد الأقصى المسموح به ويرجع ذلك إلى أن الآبار المغذية للشبكة تجاوز تركيز النترات فيها الحد الأقصى المسموح به أما تلك الأحياء التي تغذى بمياه الآبار فقد تم جمع 25عينة من الشبكة ووجد أن عينة واحدة فقط تجاوزت الحد المسموح به مع أن الآبار المغذية للشبكة لم يتجاوز الحد الأقصى المسموح به مما يدل على وجود مصادر خارجية تسببت في زيادة تركيز النترات وفي مدينة حائل تم جمع 40عينة من الشبكة ووجد أن التركيز لم يتجاوز الحد الأقصى المسموح به. ولدراسة التغيرات الموسمية فقد تم اختيار 4 آبار في منطقة الرياض و5 في منطقة القصيم وقد روعي أن تكون ذات أعماق وتراكيز مختلفة كما روعي تنوع استخدامات الأراضي في المناطق المحيطة بالآبار فتم اختيار آبار تقع في مناطق سكنية وأخرى تقع في مناطق زراعية وتدل النتائج الأولية إلى انه لم يحدث تغير في تركيز النترات في اغلب الآبار وحيث أن فترة جمع العينات لم يتخللها هطول أمطار فان جمع العينات ما زال مستمرا وسوف يتضح بمشيئة الله لاحقا مدى تأثير هطول الأمطار على تركيز النترات. وقد تم تصميم وتركيب محطة تجريبية لأجراء التجارب لإزالة النترات باستخدام ثلاثة أنواع من الراتنجات وقد تم اختيار ثلاث آبار من منطقة القصيم ذات مستويات متفاوتة من النترات والكبريتات والكلوريدات ومجموع الأملاح الذائبة لعمل تقييم للراتنجات في إزالة النترات وسيتم نشر نتائجها في دراسة مقبلة. يذكر انه سبق ان أجريت دراسة لجودة المياه في عدد من الآبار التي تخدم ست مدن مختارة من المملكة ووجد أن أربعة من تلك المدن تحتوي مياهها على مستويات نترات تتجاوز الحد الأقصى المسموح به وفي دراسة أخرى أجريت على المياه الجوفية المالحة في وادي الرمة وتم جمع عينات مياه من 100 بئر تقع على شريطين ضيقين شمال وجنوب الوادي وقد وجد أن تركيز النترات عالية وتتراوح بين 37-570 ملجم / لتر وفي دراسة عام 1989 تم جمع من 387 عينات بئر في المملكة ووجد أن 7.8% من تلك العينات تجاوز النترات فيه الحد الأقصى المسموح به.
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط

toti
04-10-07, 06:33 PM
شكرا على هده المعلومات القيمة ,وهل باستطاعتك البعث لي عن "معنى النترات؟