المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة ظاهرتي النشل والمفقودات في المسجد الحرام خلال رمضان الماضي



minshawi
03-13-06, 08:57 PM
تعتبر ظاهرتا النشل والمفقودات من أبرز الظواهر الخطيرة التي يترتب على حدوثها خاصة في الأماكن المقدسة آثاراً اجتماعية واقتصادية خطيرة قد تؤدي إلى الفوضى، وهو ما لا يمكن أن تسمح به الجهات الرسمية ناهيك عن حرمة هذه البقاع الطاهرة وما يترتب على الفساد فيها من عقوبة ربانية لاسيما في الحرم المكي «ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم».
من هذا المنطلق قام فريق البحث العلمي المشكل من الدكتور جمال رشيد الكحلوت من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج ، والعقيد محمد عبدالله المنشاوي مدير قسم الاحصاء والدراسات الجنائية في شرطة العاصمة المقدسة ، وفريق العمل الميداني من رجال أمن وجامعي معلومات بعمل دراسة مسحية عن هذه الظواهر خلال شهر رمضان المبارك لعام 1425ه تركزت أهدافها في التعرف على الخصائص الديموغرافية للجناة المقبوض عليهم بتهم النشل في المسجد الحرام وللمجني عليهم ممن تعرضوا للنشل بالمسجد الحرام والمنطقة المركزية في مكة المكرمة. وكذلك في التعرف على الأساليب التي يتبعها الجناة في ارتكاب جريمة النشل بمنطقة المسجد الحرام وما حوله وسبل مكافحتها وتوعية الجمهور من الوقوع فيها. إضافة إلى دراسة بيانات المفقودات في المسجد الحرام وتحليلها بما يخدم أهداف الدراسة شملت الدراسة تعريفا لعمليات النشل والسرقة والمفقودات واستعراضاً لأهم الدراسات السابقة في هذا المجال.

تمثل هذه الدراسة الحلقة الأولى في سلسلة الإجراءات التي يمكن أن تتخذ لردع المتلاعبين والمتهاونين من ضعاف النفوس وغيرهم ممن يقدمون في خسة ودناءة على مثل هذا العمل المشين، وذلك بالتعاون مع السلطات الأمنية والمسئولين في تلك الأماكن حرصاً على سلامة وأمن المعتمرين والمصلين في المسجد الحرام وما يجاوره من ساحات.

شملت مصادر الدارسة ثلاث استبانات لجمع المعلومات إحداها لمن تعرضوا للنشل وقاموا بالتبليغ لدى مراكز الشرطة (38حالة) ، والأخرى للجناة الذين تم إلقاء القبض عليهم بهذه التهمة (261حالة) والثالثة تخص عينة عشوائية من المعتمرين والمصلين (243حالة) الذين تعرضوا فعلاً لعملية النشل في المسجد الحرام والمنطقة التي تحيط به ولم يتقدموا ببلاغ للجهات الأمنية. ومن مصادر الدراسة أيضاً تحليل بيانات 2404 حالات بلاغ عن مفقودات في المسجد الحرام خلال مدة الدراسة.


النتائج

من تحليل البيانات توصلت الدراسة إلى تحديد عدة نقاط أبرزها أن فئات المتعرضين للنشل حيث تبين أن أعمار الذين يتعرضون للنشل من مرتادي المسجد الحرام في الغالب فوق 35 سنة.

كماتبين أن المعتمرين من خارج المملكة هم الأكثر تعرضاً للنشل وذلك لكثرة أعدادهم خلال شهر رمضان وكذلك طول وقت بقائهم في المسجد الحرام. ولم يكن هناك تأثير واضح للمستوى التعليمي للمعتمر في تعرضه للنشل أو فقدانه لأغراضه. أما النساء فكن أقل تعرضاً ،بشكل واضح ، للنشل وفقدانهن لحاجاتهن في المسجد لحرام مقارنة بالرجال ، كما اتضح أن المتزوجين هم الأكثر عرضة للنشل.

كما بينت الدراسة أن المعتمرين لأول أو ثاني مرة هم الأكثر تعرضاً للنشل من غيرهم. وكان الموظفون هم الأكثر تعرضاُ للنشل من غيرهم من مختلف جهات العمل ، وأغلب المتعرضين للنشل لم يلاحظوا من قام بنشلهم ، و أكثر من 80٪ ممن تعرضوا للنشل كانوا يلبسون الثياب.

أما جنسية المتعرضين للنشل فقد تبين أن المعتمرين من الجنسية المصرية هم الأكثر تعرضاً للنشل ثم اليمنية ثم النيجيرية ، وكان المعتمرون من الجنسية المصرية هم الأكثر تقديما لبلاغات المفقودات يليهم السعوديون ، وكان السعوديون هم الأكثر تقديماً لبلاغات النشل للشرطة.

أما أماكن النشل فكانت المواقع المتوسطة الازدحام هي الأكثر تعرضاً لحوادث النشل، أما الأسواق والساحات المحيطة بالمسجد الحرام والمطاف هي المواقع التي يكثر فيها النشل.

وفيمايتعلق بالأشياء المنشولة تبين أن أغلب الأشياء المنشولة هي النقود تليها أوراق الثبوتية ، أما المحافظ الشخصية فهي أكثر المفقودات تليها جوازات السفر والاقامات . وأغلب الأغراض المنشولة كانت محفوظة في جيب جانبي وقت النشل، وأكثر من نصف المفقودات كانت في الاسبوع الأخير من شهر رمضان. وكان حوالي ثلاثة أرباع موجودات المفقودات لم تسلم إلى أصحابها.

وقد تبين أن هناك ضعفاً في التوعية بين المعتمرين عن السرقة والنشل في المسجد الحرام.

أما عن الجناة النشالين فقد بينت الدراسة أن هناك نسبة لابأس بها من الإناث النشالات ، وأن أغلب النشالين في سن الشباب (18-35) سنة وأكثرهم إما أميون أو يقرأون ويكتبون فقط ونصف الجناة من المتزوجين وذوي دخل شهري أقل من ألف ريال. وكان الجناة أكثرهم من الجنسية اليمنية ثم المصرية ثم النيجيرية. وقدومهم إلى مكة المكرمة كان في الاسبوع الأول من رمضان.

وقد تبين أن أكثر من نصف حالات النشل تمت بالتعاون مع شخص أو أشخاص آخرين أما من ينشل بمفرده فلم تتعدى نسبتهم 22٪. والنشالون لا يستخدمون أدوات خاصة بالنشل. وكان ثلاثة أرباع الجناة قد قدم لغرض العمرة و عشرة في المئة منهم لم يسبق له أن اعتمر. وأغلب الجناة الملقى القبض عليهم كان للمرة الأولى. وأعلى نسبة من الجناة كانت تقيم عند أصدقائهم!

وقد ألقي القبض على فاعلي أكثر جرائم النشل في الساحات والمطاف والممرات داخل الحرم ، وكانت شرطة الحرم والقرارة وأجياد هي أكثر ثلاث أقسام تم فيها التحقيق مع الموقوفين بتهم النشل.


التوصيات

من أهم توصيات الدراسة التي خلص إليها الباحثون ضرورة عمل برنامج توعية للمعتمرين وخاصة القادمين لأول مرة بالمحافظة على أغراضهم من الفقدان أو النشل وذلك عند قدوم المعتمر للمملكة بتوزيع منشورات أو كتيبات عليهم بلغات مختلفة تشتمل على تحذيرات بإمكانية تعرضه للنشل في مكة المكرمة وخاصة في الأسواق وفي المسجد الحرام أيضاً بعض عناصر برنامج التوعية يشتمل على التشجيع على استخدام النقود الالكترونية وتلافي حمل الأغراض الشخصية ووضع الأوراق والأشياء الضروي حملها مع النساء المرافقات وعدم حمل الأغراض الشخصية في الجيب الجانبي وغيرها مما برز في الدراسة. وأن يكون برنامج التوعية لجميع الجنسيات وخاصة المصرية واليمنية والنيجيرية.

كما أوصت الدراسة بدراسة الطريقة الحالية المتبعة في مراقبة النشالين وتحسين أدائها ، مع تشديد المراقبة في الساحات المحيطة بالمسجد الحرام وفي داخله للقبض على النشالين وخاصة في الأسبوع الأول من الشهر الفضيل حيث تقل أعداد المعتمرين وتسهل عملية المراقبة، والتركيز في المراقبة والتحري على النشالين لمن هم في سن الشباب .

وأوصت الدراسة أيضاً بضرورة وجود صناديق أمانات في كل فندق وسكن للمعتمرين لوضع نقودهم وجوازاتهم وأوراقهم الرسمية بها وتفعيل ذالك والمتابعة من قبل الجهات الرسمية وأن تكون بمقابل مادي معقول، بالاضافة الى وضع لوحات إرشادية في مختلف مناطق المسجد الحرام وساحاته تحث المعتمرين على مراجعة قسم المفقودات في حال فقدانه أياً من حاجاته فنسبة كبيرة من المفقودات لا يبحث عنها أصحابها.

كما أوصت الدراسة بتكثيف التعاون الدولي للحد من ظاهرة قدوم عصابات النشل في موسمي العمرة والحج ، والزام لدول التي يقدم منها الحجاج والمعتمرون بتوعية مواطنيهم قبل قدومهم للاماكن المقدسة، حيث ثبت انخفاض نسبة الوعي سواء الديني أو الصحي أو الأمني لدى نسبة غير قليلة من الحجاج والمعتمرين ، وكذلك الزام مؤسسات الطوافة ومكاتب العمرة بزيادة الجهود التوعوية لمنسوبيها من الحجاج والمعتمرين، مع التأكيد عليهم بانشاء صناديق أمانات في مقار سكن الحجاج والمعتمرين لحفظ الأغراض الثمينة قبل خروجهم.
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط