المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلاحف "النينجا" تعلم الطفل العنف وتزيد سلوكه العدواني بنسبة70%



minshawi
11-26-04, 11:01 PM
كشفت دراسة أعدها مدير الإعلام بالمجلس العربي للطفولة والتنمية عبدالمنعم الأشنيهي أن البرامج الموجهة للأطفال تعمل على تدمير قدراتهم، وتزيد احتمال حدوث السلوك العدواني لديهم بنسبة أكثر من 70%، وحذرت الدارسة من بعض برامج الأطفال الأجنبية المعربة التي تصل نسبة العنف بها إلى ما يزيد عن 99%،
وقدم الباحث الأشنيهي في دراسته تحليلا لمضمون ما تبثه قناة عربية واحدة من بين القنوات العربية الفضائية والأرضية - تم اختيارها عشوائيًا - خلال أسبوع من برامج مستوردة من الغرب، وأكد أنها عرضت أكثر من 300‏ جريمة قتل، بالإضافة إلى إعلانات تدعو الأسر إلى شراء أشرطة فيديو تتضمن أعمال عنف. ‏وبتحليل ما بثته هذه القناة من أفلام خلال نفس الفترة وجد أن 30%‏ منها تتناول موضوعات جنسية، و27% ‏تعالج الجريمة و15% ‏تدور حول الحب بمعناه الشهواني، وأن هذه البرامج تتضمن أيضاً العديد من المشاهد التي تظهر فيها الشخصيات ذات السلوك الإجرامي، وتعددت أبعاد الشخصيات الإجرامية التي تستخدم أجسادها في شكل الصراع العنيف، كما أن معظم الجرائم التي تتضمنها تعد جرائم ضد المجتمع وأن هذه الأفلام تحتوي على عنف بدني يصل إلى 96% ‏من مجمل أساليب العنف المستخدمة فيها، ومنها 58% ‏عنف قاتل ومدمر من حيث درجة خطورته.
وأوضحت الدراسة أن تحليل مضمون الرسوم المتحركة المستوردة من الغرب التي عرضتها نفس القناة الفضائية العربية خلال نفس الفترة كشف أنها تتضمن عنفًا لفظيًا تكرر 370 مرة بنسبة 61% ‏وبمعدل نسبي يفوق العنف البدني الذي بلغت نسبته 39% ‏في أحد مسلسلات الرسوم المتحركة " ‏سلاحف النينجا"، كما تنوعت مظاهر العنف اللفظي حيث ظهر السب والشتائم بنسبة 49% ‏والتهديد بالانتقام بنسبة 23% ‏والتحريض 14% ‏والاستهزاء والسخرية بالآخرين 12% ‏والقذف 3%.
فيما تجسد العنف البدني في سبعة مظاهر، يتصدرها الضرب بالأيدي بمعدل نسبي 25%، ‏فإلقاء الأشياء على الآخرين بنسبة 20%، ‏ثم تقييد حركتهم بنسبة 18%، ثم الشروع في القتل بنسبة 17%، ‏ثم خطف الأشخاص بنسبة 9%، ‏فالسرقة بالإكراه بنسبة 7%، وأخيرًا الحبس بمعدل نسبي 3%، ‏بينما ارتفعت نسبة الكائنات الخرافية المرتكبة لأفعال العنف إلى 24%.
وأكدت الدراسة أن الشخصيات التي يقلدها الأطفال وتمارس العنف والسلوك العدواني معظمها متضمن في البرامج والرسوم المتحركة، ومنها 43% ‏من شخصيات سلاحف النينجا ‏و24.6% ‏من شخصيات برامج "توم وجيري" ‏و16.4% ‏من شخصيات جراندايزر ‏و‏مازنجر، ‏وتنوعت أشكال العنف الذي مارسته هذه الشخصيات الكارتونية إلى 35% مشاجرات، و33% ‏مقالب، و14% ‏معارك، و5% ‏تهديد وتعذيب.
وذكرت الدراسة أن أطفالنا يقلدون مشاهد العنف التي يشاهدونها في برامج الأطفال المذاعة عبر القنوات التليفزيونية العربية الأرضية والفضائية بشكل مكثف في نطاق الأسرة، ثم تأتي المدرسة في المركز الثاني، وأن الذكور أكثر ميلاً لتقليد الشخصيات الكرتونية العنيفة، وبلغت نسبتهم 81.61% من المشاهدين بينما بلغت نسبة الإناث 35.3% من المشاهدات.
وتقول الاختصاصية الاجتماعية أمال سايس: "مع انتشار القنوات الفضائية الخاصة وغير المقننة أصبح من الصعب على ولاة الأمور إغلاق المنافذ أمام التيارات القادمة، وتأثيرها السلبي على الناشئة، ولذلك علينا كتربويين أن نفكر في خطة وقائية لتخفيف حدة تأثير هذه البرامج على أطفالنا، وتشير سايس إلى الكثير من الدراسات الاجتماعية والنفسية التي تناولت الجوانب السلبية لتأثير التلفزيون على الأطفال، وبشكل خاص العنف في البرامج، وما يتركه من أثر على سلوك الأطفال، وقد اهتمت هذه الدراسات بالتغييرات التي طرأت على النشاط اليومي للأطفال نتيجة جلوسهم المستمر أمام الشاشة، مما أدى إلى تهديد صحة الأطفال البدنية والعقلية، وأثر سلبا على حواسهم البصرية والسمعية، مما أفضى إلى البلادة والكسل وزيادة الوزن بشكل خطير.
وتضيف أن معظم الدراسات أثبتت أن تكرار تعرض الأطفال للمشاهد العنيفة يجعلهم يميلون إلى الاعتقاد بأن العنف وسيلة سريعة وبسيطة لحل المشكلات، ويصبحون أقل حساسية بآلام الآخرين، أو يجدون دوماً التبرير والدعم للتصرفات المماثلة.
وتشير إلى أن التلفزيون يمتلك خاصة إيجابية أيضا، وهي القدرة على توصيل المفاهيم والقيم والاتجاهات السلوكية الإيجابية بصورة فعالة، فهو يعد من أهم الوسائط الإعلامية التي يمكن من خلالها أن نحقق كسباً تربوياً وتعليمياً في حياة الأطفال، ولذلك علينا أن ننمي مهارة المشاهدة عند الأطفال, باعتبار أن مهارة المشاهدة الناقدة هي امتداد لمهارات التفكير الناقد، والهدف منها إعداد مشاهد يقظ وواع لا يتقبل ما يعرضه التلفزيون بشكل سلبي وإنما يتأمله ويناقشه.
وترى الاختصاصية النفسية بمستشفى الملك فهد العام بجدة الدكتورة خديجة الحارثي أن استجابات العنف والعدوان لدى الأطفال تنشأ بوصفها أساليب لحل المشكلات في المراحل المبكرة من عمر الطفل، وهذه الاستجابات ترتبط بالعوامل البيولوجية والأسرية والثقافية البيئية العامة، وتحدث في أوضاع مختلفة مثل البيت أو المدرسة أو المؤسسة أو الشارع.
وتؤكد الحارثي أن ضبط الاستجابات العدوانية والعنف لدى الأطفال يشكل قضية ذات أهمية كبيرة بالنسبة لهم، حيث عليهم أن يتعلموا كيفية التحكم بغضبهم، وكيفية التعبير عنه والتمييز بين الظروف التي تكون فيها تلك الاستجابات مقبولة، والظروف التي تكون فيها غير مقبولة، وتؤكد الحارثي ضرورة التعاون بين وسائل الإعلام مع هيئات تربوية والعمل على انتشار الملاعب والمساحات الخضراء في كل حي حتى يجد الأطفال متنفساً بهدف توجيه طاقاته إلى منافذ أخرى ووسائل ترفيهية مفيدة.
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط