المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التوتر بين الجانبين تنعكس سلبا على العملية التعليمية



minshawi
01-29-06, 12:44 PM
أجمع عدد من الاختصاصيين على أن العلاقة بين المعلم والطالب يجب أن تكون في أحسن حال لجعل العملية التربوية والتعليمية تفاعلية وتكاملية، وعندما يكون هناك ثمة خلل في تكامل هذه العلاقة، فلا شك أن هذا سينعكس على مخرجات هذه العملية، ولما كان الطالب أو الطالبة يقضيان معظم ساعات يومهما داخل المدرسة في التحصيل مع المعلم والمعلمة والكتاب, لا بد أن تكون العلاقة وطيدة وقائمة على الاحترام المتبادل.
ولأن المظهر العام وبعض الحوادث والأخبار تشير إلى أن هناك خللا في هذه العلاقة كان لا بد من البحث عن أسبابه ومبرراته وطرق معالجته، يقول الطالب سلطان الحمدان (المرحلة المتوسطة) " لا أشعر بكراهية تجاه أي معلم، لأن الطالب لا يمكن أن يكره معلمه، فهو في مقام والده، المهم في الموضوع أن يعرف كل طرف منهما حقوقه وواجباته تجاه الآخر، لا سيما أن المنهج الدراسي هو الذي يجمع بينهما، لكن قد يكون هناك بعض الخلل في هذه العلاقة لسبب ما، لكن لا يجب أن تصل إلى الكراهية".
واتفقت آراء الطلاب رامي الغامدي وعادل أبو رجيله وخالد محمد صالح الزهراني من المرحلة المتوسطة على أن كلمة الكراهية قاسية جدا للتعبير عن العلاقة بين المعلم والطالب على حد سواء، ويرون أنه قد يكون هناك شيء من العتب أو الغضب بسبب تدني مستوى الطالب في المادة التي يدرسها المعلم نفسه، وتكون ردة فعل الطالب تجاه المعلم مماثلة، ويتولد لديه إحساس بأن المعلم يركز عليه، ويكثر من توجيهه، ويفسر ذلك بنوع من الكراهية تجاهه.
وفند المرشد الطلابي بمتوسطة الإمام فيصل سمير أزهري حيثيات هذه الإشكالية بعدد من الأسباب، منها شعور الطالب بالضعف والسلبية تجاه المعلم الذي يعامله باحتقار وتسلط، بسبب محدودية استيعابه لشرح المعلم، أو أن يكون من المشاغبين الذين لا يشاركون في النقاش أو الأنشطة التي يطلبها المعلم الذي يتخذ موقفا منه، تحدد هويته شخصية ونفسية المعلم، بهدف دفع الطالب إلى مزيد من العطاء, والأمر الذي قد يساعد على حل هذه الإشكالية دور الأسرة ومدى متابعتها لأداء وتحصيل الأبناء، والتدخل بزيارة المدرسة لمقابلة المعلمين، والاستماع لوجهات نظرهم حول هذا الأمر، بهدف اتخاذ الإجراء الذي يضمن المصلحة التعليمية والتربوية للطالب وما يضمن احترام وتقدير المعلم".
من جهته عاد مدير مدرسة الإمام فيصل المتوسطة بجدة خلوفة الشهري بالموضوع للماضي القريب مستحضرا علاقة الطالب بالمعلم وعلاقة الطرفين بالمدرسة, وقال "كنت طالبا وبعدها أصبحت معلما، ولا أزال أتذكر كل من علمني، وأكثرهم إن لم يكن جميعهم من الإخوة العرب، وكانت العلاقة تقوم على الاحترام والتقدير، بدءا من المنزل ثم في المدرسة، فجاءت المحصلة استفادة الجيل الماضي من علمه لنفسه وبلده ومن تربيته في تعامله مع الآخر في مختلف المجالات، لكن هذا لا يعني أن الجيل الحالي به خلل، ولكن الأمر يتعلق بالمغريات والتحديات الفكرية والتعليمية والتربوية التي تحيط بالطالب والمعلم والتي أثرت بشكل غير مباشر على العملية التعليمية والتربوية، وأفرزت سلبياتها على العلاقة بين الطالب ومعلمه".
وأضاف الشهري "هنا يكمن دور الأسرة في توجيه الأبناء نحو العلاقة الصحيحة مع معلميهم التي مهما ضعفت لا يمكن أن تصل لدرجة الكراهية، لكنني أرجع وجود الخلل إلى اختلاف لغة الخطاب، حتى مع الآباء والأمهات، في ظل تراجع الدور الرقابي والتوجيهي للأسرة تجاه الأبناء بدعوى زيادة المسؤوليات وتأمين متطلبات العيش".
وطرح خالد الفيفي (طالب في الصف الثالث الثانوي) رأيه بهذه العلاقة بجرأة قائلا "أنا أكره المعلم الذي يعامل الطالب بتسلط وتعال، لأن هذا يؤثر على تحصيل الطالب في مادة ذلك المعلم، ويجعل لغة التفاهم بينهما مفقودة، مع غياب الاحترام والتقدير من الطالب للمعلم والإخلاص والحرص على مصلحة الطالب من المعلم"، وأشار إلى أن بعض المعلمين يكون ضعيفا في مادته، فيحاول أن يفرض شخصيته بالقوة، لكنه يفقد الاثنين ويكون الطالب هو الضحية.
ورأى مهدي الشهري وماجد المالكي (طالبان بالصف الثاني ثانوي) أن ممارسات بعض المعلمين لا تليق كأسلوب في التعامل مع الطلاب، وهي تصدم الطالب الذي يتوقع أن المعلم كأبيه أو أخيه الأكبر، لكنه يجد معاملته فيها نوع من الاحتقار والسخرية من الطالب في الصف، لمجرد أنه لم يستطع الإجابة على سؤال مثلاً فبدلا من الأخذ بيده ومحاولة شرح الدرس له، وهذا لا يمثل كل المعلمين، فهناك من نتمنى ألا تنتهي حصته، لأن معاملته لنا حسنة وعلاقته بنا قائمة على الاحترام والتقدير".
وعلقت المعلمة آمنة محمد قائلة " العلاقة بين المعلمة والطالبة ترتبط بشخصية المعلمة وتمكنها من مادتها، واختيار الأسلوب الأمثل لإيصال المعلومة بطريقة مبسطة، مع مراعاة الفروق الفردية للطالبات واحترام رأي كل طالبة، وإعطائها مساحة من الحرية للتعبير عن وجهة نظرها والمناقشة الحرة".
وقالت معلمة الرياضيات أم عمار"فكرة الكراهية موجودة من الطالبة للمعلمة، وليس العكس، والسبب أن بعض الطالبات ذوات المستوى المتدني أو المتوسط يولد لديهن هذا الإحساس نتيجة تقصيرهن عن قريناتهن المتفوقات، فيلجأن إلى التصرف بأسلوب غير مناسب مع المعلمة لكي يجذبن مجموعة من زميلاتهن، متوهمات أنهن طالبات محبوبات في ظل غياب متابعة الأسرة، حيث إن بعض الأسر لا تراجع المدرسة إلا باستدعاء من إدارتها لمناقشة سلوك الابنة الذي يولد الكراهية ضد المعلمة التي ترفض في الغالب هذا السلوك".
ويرى مدير إدارة شؤون الطلاب بتعليم جدة "بنين" عبد الرحمن الزهراني أن العلاقة بين المعلم والطالب من الجنسين يجب أن تقوم على الاحترام, وهي تجسد مكانة المعلم في المجتمع، وعليه أن يفرض شخصيته ومهارته على الطلاب بأسلوب يحببهم فيه ولا ينفرهم منه، وأن يكون أكثر قربا منهم، ولماحا داخل فصله، ويحسن التعامل مع الطلاب الذين يفتعلون المشاكل أو يتعمدون الفوضى في الصف, والتصرف بحكمة وقوة شخصية تربوية.
وتحدث عن تجربته قائلا "لا أتذكر حين كنت معلما أنني كنت مكروها من أي طالب ولم أكره أي طالب, لأنني أركز على التحضير الجيد للنقاط التي أرى فيها بعض الصعوبة من خلال معرفتي بمستوى الطلاب الذين أعلمهم، وأحاول تذليل أي عقبات أمامهم، مراعيا ألا أسبب لأي منهم حرجا أمام زملائه، فمثلا إذا شعرت أن أحدهم لم يستوعب درسا أو نقطة فيه أعيد الشرح للجميع لكي يستوعبه، ولكي يكسب المعلم حب واحترام الطلاب عليه أن يراعي الفروق الفردية بينهم وظروفهم الخاصة، فقد يكون لدى أحدهم مشكلة جعلت ذهنه في ذلك اليوم مشتتا، ومن غير اللائق أن يوبخه حتى لا يفقد مكانته كأب ومعلم يراعي مشاعر أبنائه، وبذلك من غير الممكن أن تتضرر العلاقة بينهما".
وأكد الزهراني على أهمية أن ينظر كل من المعلم والطالب للعملية التعليمية من منظور الفائدة والتحصيل العلمي والتربوي، وألا يربط الطالب احترامه للمعلم بمقدار الدرجة التي حصل عليها في مادته.

الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط