المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطالب الذي نريد وكيف نصل إليه



كوثر فادن
11-24-04, 03:07 AM
إن الطالب الذي نريد اليوم هو نتاج تلك التغيرات التي تتم بناء على حاجة الفرد ومواكبة العصر...نريد الطالب المنفتح على أحداث العالم برؤية متفحصة لما يتلقاه وتنقله لنا الأقمار الصناعية تحت مظلة العولمة ،نريد الطالب القادر على الحوار الإيجابي، الذي يسمو بفكره وأفعاله الخاصة لا التبعية، الطالب الواثق بقدراته الفكرية والعلمية ،المؤهل لإختيار الأفضل الموافق لعقيدته ، القادر على تبني الأفكار البناءة وصد الأفكار الهدامة ، الذي لا يخشى عليه من الغزو الفكري ، المتصدي لهجوم الحاقدين والحاسدين لأبناء الإسلام والنيل من عقولهم وعقيدتهم ، نريد الطالب الذي يعتز بدينه وقيمه ووطنه وأمته الوسطية أمة الإسلام ، الطالب الذي يتخذ القدوة الصالحة استراتيجية له متمثله بما تأصل فيه منذ نشأة أظفاره بالمنزل النشأة الصحيحة واستتباعاً بما تؤهله له المدرسة ، الطالب الذي يتحمل مسؤولية الكلمة ومسؤولية الفعل لأقصى حدود إمكانياته العمرية ،الطالب المثقف الذي يغرف من شتى مجالات المعرفة حبا في طلب العلم الذي أوصى به رب العالمين وأكده على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم؛ بما يؤهله لمواجهة الحياة حاضراً ومستقبلاً، نريد الطالب الذي يحترم الأعمال الحرفية ويعتز بما لديه من خبراتها قادراً على توظيفها فيما بفيده والآخرين من حوله، الطالب الذي يطلب لا الذي يلقن ، نريده مطلعاً على أحداث العالم ومجريات الأمور قادراً على تحليل مشاكله الشخصية وإيجاد الحلول والبدائل بالطريقة العلمية الصحيحة، الطالب الموهوب المبدع فيما وهبه الله من جوانب يتم صقلها ورعايتها وتوظيفها محلياً وعالمياً ،نريده يحترم الجهود الإيجابية لدى الآخرين مهما كانت ضئيلة ويتطلع دائما نحو مستقبل أفضل .

ولإيجاد الطالب الذي يحقق الدور الانتقائي لمواجهة التحديات لا بد من الإنتقال من الجانب شبه النظري إلى المستوى الواقعي الفعلي ،لابد من خطوة مبدئية وأساسية ونعود لنقطة البداية لنؤكد على متابعة احداث المناخ التعليمي الملائم.

واذا كنا قد بدأنا في إعادة النظر في المناهج وآلية التعليم وفقا لذلك نؤكد بقوة على تجديد خبرات منسوبي ومنسوبات التربية والتعليم وإعادة تأهيلهم بالتدريب الذاتي والموجه وفق متطلبات الطالب الذي نريد ، وتنسيق جهودهم بدءً من حسن تنظيم الوقت واستثماره فيما يفيد المتعلم في الدنيا والآخرة لصالح العملية التعليمية والتربوية تحسباً لقوله تعالى"وقفوهم إنهم مسؤولون" الصافات : آية (24)، وإتقان العمل واحتساب الأجر في ذلك " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ".

ولابد من مراعاة المتعلمين وحاجاتهم التربوية " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" واعتبار المقررات الدراسية وسائل لتحقيق النمو وليست غاية وربط قلوب المتعلمين بالله سبحانه وتعالى ووصلها بكتابه العزيز تلاوة وتدبراً ، و ترسيخ القيم والمبادئ في نفوس طلابهم وانتهاز الفرص للتوجيه التربوي والديني لسلوكيات المتعلمين في الحياة اليومية داخل وخارج الفصل وخارج أسوار المدرسة بالترغيب لا الترهيب والتنويع في استخدام طرق التدريس مراعاة للفروق الفردية وحاجات الطلاب وميولهم وإيجاد بيئة تعليمية محببة لقلوبهم ، على أن يكون الهدف الأساسي هو التدريب على التفكير السليم لا الإقتصارعلى التلقين والحفظ ونقل المعلومات ،ويأتي ذلك بتوظيف استراتيجيات التعليم والتجديد والتنويع والإبداع في تطبيق المنهج واقتصار دور المعلم في التوجيه لمسارات التفكير لدي الطلاب مع الاهتمام بالحوار والإلقاء السليم، وعلى كل معلم أن يعد نفسه معلماً للغة العربية.

إن ما نأمله هو تنمية التفكير الناقد وطرق الاستدلال من خلال التدريب الصحيح على حل المشكلات بالطريقة العلمية والتوظيف الفعال لمعامل العلوم والمعامل اللغوية والحاسب الآلي في ممارسة النواحي التطبيقية للمادة ، وينبغي أن يتعدى التقويم قياس حفظ المعلومات إلى الملاحظة والاستفتاء وتقويم سلوكيات المتعلم التطبيقية الفعلية نتيجة للمعارف المكتسبة.

ولا ننسى اهمية إشراك أولياء الأمور بصورة مباشرة لمتابعة أبنائهم، وتوعيتهم من خلال الإجتماعات ووسائل الإعلام ،كتيبات ، نشرات ارشادية وتوعوية ونحوه.

وأخيراً نؤكد أن الطالب الذي نريد لا يأتي إلا بالإنتقال الإجرائي للمفاهيم السابقة في شموليتها وصدق عطائها وتجنيد الجهود وتكاملها ثقافياً، واقتصادياً، واجتماعياً، وسلوكياً..